كان وما زال الإنسان يستخدم موضوع الطقس لكسر حاجز الصمت مع الآخرين فما إن يلتقي أي شخصين حتى يشرعان في الحديث عن أحوال الطقس ويعلقان على أحواله تمهيداً للدخول في مواضيع أخرى وقد اكتسب موضوع الطقس أهمية قصوى في العصر الحديث وأفردت له نشرات جوية خاصة بسبب اقترانه احياناً بالكوارث الطبيعية كالبراكين ،الزلازل ،العواصف وموجات الجفاف أو الحر الشديدة وما يترتب على ذلك من تأثيرات سلبية على حركة النقل البري والجوي والبحري وعلى مجمل الأوضاع الحياتية الأخرى، والملاحظ هذه الأيام أن شاشات بورصة الطقس قد اكتست باللون الأحمر في كل أرجاء العالم ، وراحت نشرات الأخبار الجوية تنقل أخباراً مقلقة حول موجة الحر الراهنة التي اجتاحت العالم وحطمت الرقم القياسي العالمي المسجل قبل 150 عاماً وتسببت في إشعال حرائق غابية ضخمة في بعض الدول وأدت إلى موت العشرات غرقاً أو بضربة شمس في دول أخرى! ولعل الجميع يلاحظون تضارب التنبؤات المناخية ، فبعض علماء الطقس يقولون إن درجة حرارة الأرض قد أخذت ترتفع باضطراد في كل عام بسبب زيادة انبعاثات غاز ثاني اكسيد الكربون التي أدت إلى اتساع ثقب الأوزون وأن الاحتباس الحراري الناجم عن ذلك قد أدى إلى سرعة ذوبان ثلوج القطبين ورفع درجة حرارة الأرض بصورة قياسية ويطالب هؤلاء بالكف عن العبث بالقوانين الطبيعية والالتزام الصارم بقوانين معاهدة كيوتو وتخفيض الانبعاثات الضارة وإلا فإن العالم بأسره سوف يتعرض حتماً لمحرقة حرارية في الأعوام القادمة لكن البعض الآخر يردون على هؤلاء بأن قيام الولاياتالمتحدةالأمريكية باستخدام تقنية غاز الكيمتريل في عام 2000 بموافقة الأممالمتحدة قد أدى إلى تخفيض مخاطر الاحتباس الحراري إلى أبعد الحدود! بعض علماء الطقس يقولون إن روسياوالولاياتالمتحدة قد استخدمتا غاز الكيمتريل كسلاح دمار شامل وأنهما قد قطعتا أشواطاً بعيدة في تقنية التحكم في الطقس التي تتيح لهما توليد أمطار اصطناعية، عواصف حرارية أو موجات زلزالية أو موجات جفاف تضرب بها الدول المارقة عن نفوذها السياسي وأن زلزال هايتي الذي قتل وجرح الملايين كان مجرد بروفة صغيرة لحروب الطقس القادمة ولكن البعض الآخر يقولون إن التحكم في الطقس غير ممكن عملياً حتى لو توفرت تقنياته بسبب تغير وتداخل تحركات الضغط الجوي والرياح والسحب المرتبطة بتحركات التيارات المحيطية الباردة والحارة وبظاهرتيّ النينو والنينا وأن الدليل الدامغ على ذلك هو أن روسياوالولاياتالمتحدة هما أكثر دول العالم تضرراً بالأعاصير وموجات الحر والجفاف الراهنة ويؤكد هؤلاء أن المثل الغربي الذي يقول "الجميع يتحدثون عن الطقس ولكن لا أحد يتحكم فيه" سوف يبقى صحيحاً إلى الأبد! فيصل علي سليمان الدابي/المحامي/الدوحة/قطر