بقلم المهندس/ محمد كرتكيلا صالح _ الأبيض عضو إتحاد الأجنق إستغرقت تلك الإجتماعات وقتاً مناسباً حيث وجد أغلب المشاركين إن لم يكن كلهم فرص الإدلاء بآرائهم وأفكارهم حول مجمل القضايا والمواضيع التي طرحت في تلك الجلسات، بالطبع كانت المواضيع جميعها في غابة من الأهمية ولكن دعنا نحاول أن نطلع القارئ هنا على الأهم الذي سلطت حولها الأضواء بقدر واسع حتى لا نغرق في تفاصيل كثيرة ، وعليه تجدون وعلى النحو الموضح أدناه المسائل التي نالت حيزاً من الإهتمام في تلك الجلسات وهى: (1) افتتحت اللقاءات بفذلكة تاريخية عن فكرة قيام اتحاد الأجنق بمضامينها الإجتماعية الثقافية ، والتراثية التي تعبر عن الهوية ، وتناولنا بالتفصيل تجربة الإتحاد عبر المراحل التي مر بها حتى الوصول إلى المرحلة الحالية وشرحنا كل التحديات والعقبات التي واجهت التجربة منذ البداية حتى الآن وإصرار الأجنق على التغلب عليها بعزيمة والمضي إلى الأمام . كما تحدثنا عن النجاحات التي تحققت وبل عن الإخفاقات التي خصمت من رصيد الإتحاد وكان الحديث في هذا الجانب يشبه بالجرد للتجربة من حيث الربح والخسارة. عليه أجمع المشاركون في تلك اللقاءات على جدوى مشروع إتحاد الأجنق الإجتماعي، الثقافي والتراثي ولا بد من السعي الجاد إلى تحقيق أهدافه الإستراتيجية وفقاً لخطط وبرامج ممرحلة ومحددة بأولويات متفق عليها يتضامن في تنفيذها أبناء الأجنق بالداخل والخارج. (2) تناولنا بالشرح المستفيض الهيكلة الدستورية والإدارية لمؤسسات إتحاد الأجنق والمستنبطة أصلاً من قياسات النظم الأساسية والمفاهيم السائدة في تكوينات ومنظمات المجتمع المدني الوطنية غير الحكومية وذكرنا شيئاً عن النظام الأساسي (الدستور) لاتحاد الأجنق واللوائح الداخلية لتنظيم أعمال الإتحاد وشهادة التسجيل التي بموجبها يزاول الإتحاد أعماله بالداخل باعتباره منظمة مجتمع مدني وما إلى ذلك من حديث حول الشرعية الدستورية للإتحاد وكيفية تداول إدارته حسب الدورات. (3) قمنا بإبلاغ الأخوة الحضور بالرسائل الشفهية التي حملناها من قواعد الأجنق بالداخل إلى أبنائها بدول المهجر كافة وعلى وجه التحديد بأمريكا، حيث تضمنت تلك الرسائل المناشدة للتماسك والوحدة والتواصل، كما تضمنت مخاطبة خاصة لأبناء الأجنق بأمريكا للمساهمة معنوياً ومادياً لدعم خطط وبرامج الإتحاد بالداخل حتى يستطيع القيام بالمهام الموكله إليه. وفي هذا الخصوص ركزنا على البرامج والأنشطة المطروحة الآن التي تحتاج للتمويل المادي والمعنوي وفي مقدمتها المؤتمر النوعي المزمع عقده في غضون يونيو أو يوليو 2010م (أو ربما يتأخر بسبب التمويل) . أوضحنا للحضور شكل ذلك المؤتمر الذي أطلق عليه صفة النوعي إذ أنه سيناقش أوراق ذات طابع علمي تلامس الفلسفة ، الرؤية والرسالة التي على ضوئها سيتم تأطير كل مهام الإتحاد في المراحل القادمة من خلال تخطيط استراتيجي سليم لبلوغ الأهداف والغايات. فيما يتعلق بالمؤتمر أيضاً أوضحنا بأنه وبانعقاده سوف تنطوي صفحة المراحل السابقة والتي ركزت كلها على التعبئة والتبشير بقيام كيان الأجنق ووحدة عشائر الأجنق من خلال تلك الرسائل الشاملة التي خاطبت مشاعر الأجنق نحو جذور الأجنق، ثقافة الأجنق ، تراث الأحنق وهوية الأجنق، الأمر الذي أحث تحولاً معنوياً كبيراً وسط الأجنق وتهيأت البيئة المناسبة وأصبح الأجنق الآن أكثر إعداداً واستعداداً من الناحية المعنوية لتقبل البرامج التطبيقية بعد اجتياز مرحلة الإعداد المعنوي كما ذكرنا بنجاح باهر ، (وهذا ما سيقوم المؤتمر بالتخطيط له) . وهكذا شرحنا للحضور أهمية ذلك المؤتمر وأهمية الدور الذي ينبغي أن تلعبه مجموعة أمريكا مادياً ومعنوياً لانعقاده. (4) تناولنا في تلك الجلسات وباهتمام مسألة وحدة كل النوبة باعتبارها القضية المحورية والهدف الاستراتيجي الذي ينبغي على الإتحاد العمل جنباً إلى جنب مع بقية تنظيمات المجتمع المدني النوبي إلى بلوغه وتناولنا بعض العوامل المساعدة إلى تحقيق وحدة النوبة المتمثلة في أهمية إجراء التصالحات على مستوى عشائر الأجنق أنفسهم إن وجد ما يعكر تماسكهم ومع جيرانهم من القبائل النوبية الأخرى والسيطرة على الأزمات والنزاعات التي تنشأ بينهم مهما كبر أو صغر حجم تلك الخلافات التي تهدد مصالحهم المشتركة. وبل تحدثنا عن أهمية التصالحات مع القبائل العربية التي لا تقل أهمية من تسويات خلافات النوبة نوبة وخاصة مع القبائل العربية التي تتقاسم مع عشائرنا مصالح مشتركة إذ أنه لا بد من الإعتراف ببعضهم البعض حتى يعم الإستقرار وتتوجه الجهود إلى البناء والإعمار وتحقيق الأمن الإجتماعي. (5) وكما تناولنا وبشكل عام الأوضاع الراهنة بجبال النوبة ومن المنظور السياسي، الإجتماعي والإقتصادي مع قراءة عن التطورات المتوقعة في المستقبل ومآلاتها على مجتمع جبال النوبة. طرحت أفكاراً بعمق عن مدى تأثرنا سلباً أو إيجاباً بتلك الأوضاع (حاضراً ومستقبلاً) سواء على إطارنا الصغير (الأجنق) أو على إطارنا الكبير (النوبة). وجد هذا الموضوع نقاشاً واسعاً اتسم بالموضوعية والمسئولية وبدون أي تهويل للأمور وتضخيمها ولا بتقليل لمستصغر الشرر. الأمر الذي خلص بنا إلى فهم مشترك ولضرورة قيام كافة منظمات المجتمع المدني النوبي ومن بينها إتحاد الأجنق بالتنسيق المطلوب للتعامل مع تداعيات تلك الأوضاع بشكلها وبطبيعتها المختلفة. على العموم هذه هي المسائل المحورية التي أدرنا حولها النقاش والتنوير في لقاءات الأجنق بأمريكا. وسيلاحظ القارئ أن الشق الأكبر من الحديث خصص للمسائل الإجتماعية المتعلقة باتحاد الأجنق وكيفية تطويرها ، ولكننا أيضاً لم نغفل الجانب السياسي وخاصة الجوانب التي نعتقد بأنها لا بد من تزاوج الفعل الإجتماعي بالسياسي، لذلك تطرقنا إلى السياسة بالقدر المطلوب لتكملة صورة الأوضاع الراهنة والمتوقعة بجبال النوبة وتأثيراتها بشكل عام وخاص. ونزولاً لرغبة المشاركين في تلك الجلسات قمنا باستجلاء وكشف الغموض والتضليل الكثيف المثارحول أسباب إبعاد بعض من رموز الأجنق من العمل السياسي الحزبي وبعد تحليل المعلومات المتوفرة بطرف كثير من المشاركين فضلاً عن توضيحات الأخوين فيما يتعلق بحيثيات الموضوع. أدرك جميع الحضور أبعاد الإستهداف الذي يتعرض له بعض من رموز الأجنق الناشطين في العمل السياسي. وتم التفاهم حول كيفية التعامل مع مثل هذه الأزمات بكل حنكة لتفويت الفرص على المغرضين والحفاظ على مصالح الأجنق العليا المتمثلة في الوحدة والتماسك . وأن لا تكون السياسة سبباً في الفرقة والشتات (وحدة الدم أسمى من كل شيئ). ونواصل فى الحلقة القادمة .... المهندس / محمد كرتكيلا صالح عضو إتحاد الأجنق بالداخل العنوان تلفون : 0912954362 :- [email protected] e-mail: الأبيض – السودان - الأول من يوليو 2010 م