أكد وزير الأعلام السوداني كمال عبيد السبت , أن المواطنين الجنوبيين لن يكون لهم حق الإقامة في شمال السودان إذا ما اختاروا الانفصال في الاستفتاء على تقرير مصير جنوب السودان المقرر إجراؤه في مطلع العام القادم , !.وقال كمال عبيد - وكان حديثه في الإذاعة السودانية – الجنوبيون لن يتمتعوا بحقوق المواطنة والوظائف – لن يسمح لهم بالبيع والشراء في الأسواق – لن يعالجوا في المستشفيات ! -هل حدد السيد الوزير الجنوبي الذي اقترع لصالح الانفصال في الاستفتاء ..؟ كيف يميز الجنوبي الانفصالي الذي اختار الانفصال من بين الجنوبيين في الشمال ؟ ما مصير الجنوبيين الذين اقترعوا لصالح الوحدة في الاستفتاء في الشمال بعد تقرير المصير ؟ من هم الجنوبيون الذين لهم حق الاقتراع في الاستفتاء في الشمال السودان ؟ عملية الاستفتاء (Referendum ) اقتراع سري مثل الانتخابات لا احد يعرف ماذا اختار الفرد في داخل غرفة الاقتراع .., فلذا لا نستطيع أن نحدد من اختار الانفصال ..!, . أعتقد أن السيد الوزير ليس لديه تصور مسبق عن وضعية المواطنة في شقي الوطن بعد الانفصال , هذا واضح من تصريح الذي أدلى به يوم السبت , لا أتصور أن جنوبياً اختار الانفصال يفضل البقاء في الشمال تحت إدارة نظام المؤتمر الوطني ..! لكن تصريح الوزير بيان عام يشمل كل الجنوبيين لأننا لا نعرف بتحديد من اختار الانفصال .., في هذه الحالة يأخذ الجميع بجريرة الانفصاليين , هذا يعني على الجنوبيين الرحيل فوراً حتى ولو كانوا من دعاة الوحدة , بيان الوزير دلالة واضحة على عمق الأزمة النفسية للقلة الحكمة في المؤتمر الوطني ..!, زمرة لا تعرف للتعايش سبيلا حتى مع بني وطنه . الجنوبيون من سلالة "بانتيو " الأفريقية العتيقة , التي انتشرت في إفريقيا شرقاً وغرباً منذ فجر التاريخ , كانوا هنا قبل دخول العرب وغيرهم إلى بلاد إفريقيا , لهم حق الإقامة في إفريقيا ,وجودهم هنا يسبق الجغرافيا والتاريخ ..! السيد الوزير يعاني أزمة تفاعلات عنصرية نابعة من عقلية الشح ..! عقلية الشح تصور ذهني صفر الناتج ! أصحاب عقلية الشح يواجهون وقاتا صعبة في التعامل مع الآخرين..,! القلة الحاكمة في السودان استخدمت أدوات السلطة والثروة وعلاقات عرقية وجهوية من اجل تشبث بالسلطة في السودان هذا افسد مناخ الإخاء والمساواة , وبالتالي إلى التفتت والانفصال.. الوطن رقعة جغرافية يعيش فيها الناس بالتراضي , بمبدأ المنفعة للجميع , وإلا فلا اتفاق ,..ولى زمان الزيف والخداع , ومضى عصر الابتزاز ومسرحية الثعلب في مزرعة الدجاج , . في تصوري المتواضع ,أرى أن كل مواطن سوداني له حق الإقامة والمواطنة في أي جزء من الوطن يختاره بعد الانفصال , بغض النظر عن دينه أو عرقه أو لونه مادام رضي بالوضع ووجد منفعته فيه , ليس لأحد حق في طرده لأنه كان ينتمي للكل , أما المفاهيم العنصرية والعرقية التي لا يعترف بحق الآخرين , هي سبب الأزمة السودانية المستمرة . حامد جربو /السعودية المزيد في موقعنا