قالت وزارة الخارجية الامريكية يوم الثلاثاء ان مفاوضين من شمال وجنوب السودان اتفقوا على اطار عمل بشأن كيفية ادارة استفتاء في منطقة أبيي الغنية بالنفط والمتنازع عليها وقد يتوصلون الى اتفاق نهائي الشهر القادم. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الامريكية بي جيه كرولي ان فريقي التفاوض من الجانبين اجتمعا في مطلع الاسبوع في نيويورك في محادثات جرت بوساطة الولاياتالمتحدة وحققا بعض التقدم نحو حل قضية اساسية قبل استفتاء يناير كانون الثاني والذي من المقرر اجراؤه بالتزامن مع استفتاء اوسع بشأن استقلال جنوب السودان. وقال كرولي في افادة صحفية "نعتقد انها كانت اجتماعات مفيدة. لقد وضعت أساسا لحل مشكلة أبيي." واضاف ان من المقرر ان يلتقي الجانبان مرة اخرى الشهر القادم في العاصمة الاثيوبية اديس ابابا "ونتوقع ان يأتي الجانبان الى الاجتماع وهما جاهزان للتوصل الى اتفاق بشأن أبيي." وجاءت محادثات نيويورك التي توسط فيها المبعوث الامريكي الخاص الي السودان سكوت جريشن ومسؤول كبير اخر بوزارة الخارجية بعد انعقاد قمة مصغرة بشأن السودان الاسبوع الماضي في الاممالمتحدة حضرها الرئيس الامريكي باراك اوباما وعدد اخر من زعماء العالم. ويتزايد القلق الدولي قبل الاستفتاء المقرر في التاسع من يناير في أبيي وجنوب السودان والذي قد يشهد انفصال الجنوب كأحدث دولة في افريقيا ويشعر بعض المراقبين بقلق من ان يتجدد العنف بين الجانبين اللذين خاضا حربا اهلية طويلة قبل ان يتوصلا الى اتفاق سلام في 2005. وعرض اوباما على حكومة الشمال في الخرطوم امكانية تحسين العلاقات مع الولاياتالمتحدة اذا عملت على احلال السلام في السودان بما في ذلك اقليم دارفور الذي مزقه العنف في غرب البلاد. وتعهد الجانبان اثناء الاجتماع الذي عقد في الاممالمتحدة باجراء الاستفتاء في موعده. لكن مسؤولين أمريكيين وأخرين يقولون انه ما زال من غير الواضح هل ستكون الخرطوم قادرة او مستعدة لانجاز الاستفتاء المعقد والحساس قبل نحو ثلاثة اشهر على موعده. وقال كرولي ان جهود السلام التي تقودها الولاياتالمتحدة تركز الان على أبيي وهي منطقة متنازع عليها في وسط البلاد والتي ستشهد استفتاء خاصا لتقرير هل تنضم الى الشمال او الي الجنوب. ويدور خلاف بين الجانبين حول العضوية في لجنة الاستفتاء بالمنطقة والتي لم يتم ايضا ترسيم حدودها في اعقاب تهديدات من بدو عرب المسيرية في الشمال. وتقول الحركة الشعبية لتحرير السودان التي تحكم الجنوب ان حكومة الخرطوم تقوم بتوطين الالاف من بدو المسيرية في شمال أبيي للتأثير على نتيجة الاستفتاء. وتنفي حكومة الخرطوم هذا الاتهام. ولم يذكر كرولي اي تفاصيل بشأن القضايا التي احرز فيها تقدم في محادثات نيويورك والتي جاءت في اعقاب اجتماعات الاسبوع الماضي بين وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون ونائب الرئيس السوداني علي عثمان طه من حكومة الخرطوم وسلفا كير رئيس جنوب السودان الذي يتمتع بحكم شبه ذاتي. لكنه قال ان الولاياتالمتحدة لا تزال ملتزمة بمساعدة السودان على حل عدد من القضايا تشمل الحدود النهائية والمواطنة وتقاسم الايرادات النفطية قبل استفتاءي يناير. وكثفت الولاياتالمتحدة في الاسابيع القليلة الماضية جهودها الدبلوماسية في السودان الذي وصفته كلينتون نفسها بانه "قنبلة موقوتة" في قلب افريقيا. وقام جريشن بزيارات متكررة الي المنطقة وانضم في الاونة الاخيرة الى فريق أمريكي بقيادة السفير الامريكي المتقاعد برينستون ليمان وهو سفير سابق في جنوب افريقيا ونيجيريا وله خبرة طويلة في افريقيا