الهجرة والترحال والتنقل من شيم الطيور فهى تتحدي الحواجز والحدود الجفرافية لا تعرف خرطة ولا فى يدها جواز سفر متنقلة جماعات وأسراب لها دليل يوجهها حسب الهجرات المبرمجة لها ، صيفاً وخريفاً وشتاءً وربيعاً. ولأمانة الطيور ومقدرتها على حفظ الأسرار حملها الملوك الرسائل فى السلم والحرب مثل حمام الزاجل فى قديم الزمان. والهدهد فى زمن سيدنا سليمان غاب وأتى بخبر مملكة سبأ وملكتها بلقيس فوجدها وقومها يسجدون للشمس من دون الله فأتى بخبرهم وكان سبب فى هداية الملكة وقومها. والحمامة التى باضت فى غار حراء أبان هجرة المصطفى صلى الله عليه وسلم مثالا" للتضحية.
وأيضاً حملها الشعراء لوائج شوقهم وبثوا عبرها سلامهم للأهل والاحبة وشكوا لها وجع البعاد وجور الزمن. ووصاياهم لطير الخريف فى أغنيات وردى والطير المسافر لأهلنا يوصل رسايلنا فى أغنيات صالح الضى ، وكذلك طير الرهو وحمام الوادي في شدو الأستاذ حمد الريح وطير الخضاري ، في غناء علي ابراهيم والبلوم في فرعو غني ، وبلومي الطائر بفوقي وطيري يا قمرية ودي الشوق لديارهم . في غناء عبد الرحمن عبد الله. وكأني بالطيور رمزا" للأمانة والتحفظ والسرية التامة (كتم السر أمانة) في الهداية و توصيل السلام ونقل الخبر اليقين.
واليوم ندائى للطيور المهاجرة من بنى وطنى الذين يمموا شطر البقاع المختلفة وتشتتوا عبر القارات المختلفة ، (الخبرات المهاجرة، العقول المهاجرة، التكنلوجيا المهاجرة، الثقافة المهاجرة، العلوم المهاجرة) سائلة ربى أن يرد غربتهم ويجمع شملهم فى ارض المليون ميل مربع فالبلد يحتاجهم وبهم تتم حبات العقد المتلألأ فهم جوهره المتين. ونضارة دره اليانع. نعم ان فى الترحال والسفر منافع وفوائد جمة وفى الغربة صقل للإنسان وقيل أن الغربة أقسى نضال والغربة سترة حال. والإمام الشافعى يقول: سافر تجد عوضاً عمن تفارقه وأنصب فإن لذيذ العيش فى النصب فالشمس لو وقفت فى الفلك دائمة لملها الناس من عجم ومن عرب فاليوم أمنياتى أن أرى طير الخدارى ميمم سواقى كسلا وفارد جناحه فى ربوع الشرق الحبيب. والهدهد سفير السلام نازل بقاع وادى حلفا العزيزة. وصقر الجديان والسمبر بين ربوع السافنا وشبه الصحراء . وطير الرهو وحمام الوادى يتمختر بدء بجزيرة توتى وممتدة أسرابه عبر النيلين. والطير الفارد جناحه ونازل على القدمين وذاهب الى سوق الأثنين (سوق الخوى بكردفان). وبلومى الطاير بفوقى والقمارى الدايماً تقوقى قادل فى وحل الرمال من بارا مرورا" بالمزروب ودميرة وشرشار وحتي وادي المقدم قرب سودري. وبقية أسراب الطيور التى لم أتمكن من حصرها مثل (الزرزور وطير الجنة والكركى وأم قيردون وأبرق وأبو سعن وأبو منقار وأبو مكروب ...الخ) أود أن أراها تجوب أرض المليون ميل مربع غرباً وشرقاً جنوباً وشمالاً مع أمنياتى بجمع شمل أبناء الوطن.