وزير الداخلية المكلف يستعرض خلال المنبر الإعلامي التأسيسي لوزارة الداخلية إنجازات وخطط وزارة الداخلية خلال الفترة الماضية وفترة ما بعد الحرب    روسيا ترفض لتدخلات الأجنبية في السودان ومخططات تمزيقه    البرهان يودع سفيري السودان لمصر واثيوبيا "الفريق أول ركن مهندس عماد الدين عدوي والسفير الزين إبراهين حسين"    الزمالك يسحق دريمز في عقر داره ويصعد لنهائي الكونفيدرالية    سان جرمان بطلا للدوري الفرنسي.. وعينه على الثلاثية    أرسنال يحسم الديربي بثلاثية    إيران تحظر بث مسلسل "الحشاشين" المصري    طباخ لجنة التسيير جاب ضقلها بكركب!    شاهد بالفيديو.. سائق "حافلة" مواصلات سوداني في مصر يطرب مواطنيه الركاب بأحد شوارع القاهرة على أنغام أغنيات (الزنق والهجيج) السودانية ومتابعون: (كدة أوفر شديد والله)    وزير الصحة: الجيش الأبيض يخدم بشجاعة في كل ولايات السودان    شاهد بالصورة والفيديو.. طلاب كلية الطب بجامعة مأمون حميدة في تنزانيا يتخرجون على أنغام الإنشاد الترند (براؤون يا رسول الله)    شاهد بالفيديو.. الفنانة ندى القلعة تواصل دعمها للجيش وتحمس الجنود بأغنية جديدة (أمن يا جن) وجمهورها يشيد ويتغزل: (سيدة الغناء ومطربة الوطن الأولى بدون منازع)    شاهد بالصور.. بالفستان الأحمر.. الحسناء السودانية تسابيح دياب تخطف الأضواء على مواقع التواصل بإطلالة مثيرة ومتابعون: (هندية في شكل سودانية وصبجة السرور)    يس علي يس يكتب: روابط الهلال.. بيضو وإنتو ساكتين..!!    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الأحد    جبريل إبراهيم يقود وفد السودان إلى السعودية    سعر الدولار مقابل الجنيه السوداني في بنك الخرطوم ليوم الأحد    تجارة المعاداة للسامية    رئيس حزب الأمة السوداني يعلق على خطوة موسى هلال    سرقة أمتعة عضو في «الكونجرس»    الانتفاضات الطلابية مجدداً    بايدن منتقداً ترامب في خطاب عشاء مراسلي البيت الأبيض: «غير ناضج»    استجابة للسودان مجلس الأمن يعقد اجتماعا خاصا يوم الاثنين لمناقشة العدوان الإماراتي    تدمير دبابة "ميركافا" الإسرائيلية بتدريب لجيش مصر.. رسالة أم تهديد؟    دبابيس ودالشريف    حسين خوجلي يكتب: البرهان والعودة إلى الخرطوم    بمشاركة طبنحة و التوزة...المريخ يستأنف تحضيراته    السودان..البرهان يصدر قراراً    شاهد بالصورة.. بعد أن احتلت أغنية "وليد من الشكرية" المركز 35 ضمن أفضل 50 أغنية عربية.. بوادر خلاف بين الفنانة إيمان الشريف والشاعر أحمد كوستي بسبب تعمد الأخير تجاهل المطربة    قوة المرور السريع بقطاع دورديب بالتعاون مع أهالي المنطقة ترقع الحفرة بالطريق الرئيسي والتي تعتبر مهدداً للسلامة المرورية    لماذا لم تعلق بكين على حظر تيك توك؟    السينما السودانية تسعى إلى لفت الأنظار للحرب المنسية    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    سوق العبيد الرقمية!    أمس حبيت راسك!    دخول أول مركز لغسيل الكلي للخدمة بمحلية دلقو    والي ولاية الخرطوم يقف على إنجاز الطوف المشترك لضبطه متعاونين مع المليشيا ومعتادي إجرام    شركة توزيع الكهرباء في السودان تصدر بيانا    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    لطرد التابعة والعين.. جزائريون يُعلقون تمائم التفيفرة والحلتيت    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    الملك سلمان يغادر المستشفى    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    تطعيم مليون رأس من الماشية بالنيل الأبيض    أفراد الدعم السريع يسرقون السيارات في مطار الخرطوم مع بداية الحرب في السودان    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المؤتمر الشعبي .. أشواق التغيير وعبر المسير .. بقلم: م .اسماعيل فرج الله
نشر في سودانيل يوم 11 - 04 - 2009


بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالي:(ان الله لايغير مابقوم حتي يغيروا ما بأنفسهم)
توطئة:
بعد مرور مايقارب العقد من السنين علي انشقاق المؤتمر الوطني الحاكم في السودان في 12/12/1999م بعد انقلاب قيادة الانقاذ ومن ورائهم نائب الامين العام للحركة الاسلامية السودانية بما عرف لاحقاً بقرارات الرابع من رمضان وما نجم عنها من مفارقة الحركة الاسلامية للسلطة الحاكمة في السودان وما تلي ذلك من تبيان للمواقف والتي كانت عيناً فيما عرف لاحقاً بالمفاصلة مبنياً عليها خروج القيادات المتنفذة خاصة مستعصمةً بالسلطة فيما بقيت غالب القيادات الفكرية والسياسية والقواعد الحركية علي قيمها مستمسكة بمبادئها وفيةً وراعيةً لعهدها والغريب في الأمر أن أكثرية الكوادر الدعوية التي مناط بها تذكرة الناس ووعظهم ذهبت حيث السلطان .ليتأسس بعد قرارت صفر الشهيرة حزب المؤتمر الشعبي وارثاً تجربة وتاريخ الحركة الاسلامية تطوراً في المنهج توسعاً في البناء شمولاً في البرامج دقة في معالجات الواقع منفتحاً علي عموم الشعب .رافعاً راية الحرية والديموقراطية والزامية الشورى وحكماً عادلاً فدرالي وطهارة في ممارسة السلطة وعفة من غير افساد في ادارة المال العام.لترسيخ الوحدة وعهد الوطنية بتنمية متوازنة للولايات وتمييز ايجابي للأطراف المهمشة لتلحق بركب الوطن لازالة الغبن ونبذ العصبية والجهوية.
مقدمة:
منذ نشأة الحركة الاسلامية السودانية في أواسط القرن العشرين وهي تقدم الطرح والبرامج لمعالجة كيفبة تنزيل قيم الدين في واقع معاملات المجتمع السوداني وفي كل مرحلة ترفع فيها شعاراً يعبر عن برامجها المحورية والمرحلية ويلهب الحماسة في عضويتها فصدراً وبعد الاستقلال كانت الحاجة لدستور دائم للبلاد فطرحت خيار الدستور الاسلامي ورفعت شعار ((القران دستور الأمة )) وعندما اضطرت الي مدافعة حكماً شمولياً باطشاً ((حكم مايو)) كان هتاف((الله غايتنا الرسول قدوتنا والجهاد سبيلنا والموت في سبيل الله اسمى أمانينا )) وبعد ثورة ابريل 1985م كان لابد من تثبيت قوانين الشريعة الاسلامية وتحرير ولاء المجتمع من هيمنة الطوائف التقليدية وضغوط الأفكار الالحادية أشاعت برامج الجمهورية الاسلامية فرفع شعار ((شريعة شريعة ولا نموت الاسلام قبل القوت))و ((لاولاء لغير الله ولاتبديل لشرع الله)) وبعد نجاح انقلاب ثورة الانقاذ الوطني في يونيو1989م بذلت الحركة الاسلامية كل ماعندها لتقيم دولة مؤصلة علي النهج الاسلامي لتصبح نموذج يحتذى ويلبي أشواق الحركات الاسلامية العالمية ويكون ملاذاً لها من القهر والاضطهاد فبرز شعار((هي لله هي لله لا للسلطة ولا للجاه)) وعندما حوصرت الدولة السودانية وتكالب الأعداء علي المشروع الحضاري وارتفعت وتيرة التعبئة الجهادية تحت شعار ((جهاد نصر شهادة )) وبعد الانشقاق ومفارقة السلطة كانت الحوجة ماسة لتزكية القيم وتجديد العهد واخراج الحركة من كنف الشمولية ودعة الحكم لتمضي نحو أهدافها فعلي شعار 0((جيش محمد لن يتجمد بل يتجدد بل يتمدد)) هكذا كانت الحركة الاسلامية دوماً تخاطب العقول وتلهب المشاعر.
المؤتمرالشعبي برامجه ووسائله:
بعد الاعلان عن حزب المؤتمرالشعبي في 21/2/2001م شرع في تأسيس هياكله التنظيمية وتكملة مؤسساته السياسية واجازة نظامه الاساسي وبرنامجه العام الذي يعرف المؤتمر الشعبي بأنه(كيان جامع شامل مؤصل علي الدين لما يسع المواطنين في السودان كافة سواء رجالاً ونساءاً وأهلاً لأقاليه وسطاً وغرباً شمالاًوجنوباً ينظم جماعة تأسست وتناصرت علي أهداف ومقاصد راشدة في كل شعاب الحياة أمناً وسياسة واقتصاداً ومعاشاً ومجتمعاً وخلقاً وثقافة وعلماً وفناً .وهو تنظيم يسعى لتحقيق أهدافه بالتمكن من القيادة أو التأثير في المجتمع والدولة يناظر بالحق متنافساً مع غيره بالحسنى ملتزماً في بنائه مبدأ الحرية والشورى يتوالى الناس فيه طوعاً دون اكراه ومتخذاً من حركته وعلاقاته كل الوسائل والتدابير حافظاً فيها السلام في علاقات المجتمع وداعياً الي صراط الله المستقيم ومعتصماً لنفاذ مقاصده بثوابت حكم الشرع والعرف والقانون.البرنامج العام والنظام الأساسي) هذا البرامج ينفتح علي جميع أهل السودان نظراً ويخاطب فيهم عواطفهم الدينية ويتمم أعرافهم الاجتماعية ولكن بما أودعت الحركة الاسلامية عند الشعب السوداني من مفاهيم دينية وشعارات حماسية وما أوجدت لهم من تأصيل كافة مناحي الحياة فأمسي فكر الحركة الاسلامية راسخاً في عموم السودان فلن تجد حضراً ولابدواًً الا للحركة الاسلامية صوتاً فيه ينافح فكراً ويصدح دعوةً .فليس بجديد عليه أطروحات المؤتمر الشعبي بل أصبح ناقداً له بما عنده من نظر منسوباً اليه مايحسه من واقع النشاط الحزبي والبرنامج العام .فان كان المؤتمر الشعبي يريد انتشاراً أكبر وتوسعاً أشمل لابد أن يكتب في مخطوطاته ويدعو في ندواته نظرته لتكوين الهوية السودانية وحل المشكلات الوطنية بصو رة أوضح وأعمق وأن يخاطب مشكلات التمازج الاجتماعي التي سكتت عنها القوى السياسية وعجزت عنها الكيانات الاجتماعية وهو الأقدر عليها بتأسيسها علي القيم الدينية وتقديم القدوة صدقاً لتنصهر القبائل السودانية وتكوين القومية السودانية الجديدة علي الايمان والحرية والمساواة وتعميق الروابط الاجتماعية علي القيم الاسلامية فكثير من القيادات التي تجهر ذكراً تقعدها العادات والتقاليد القبلية عن هذه القيم فان كانت الحركة الاسلامية تعبر بفكرها الحدود الوطنية ليس عدلاً أن تطرح فكراً اسلامياً عالميا وقبائل السودان تتقاتل وتتصارع ومجتمعه يتمايز .فالنعالج أمراض المجتمع السوداني ونقدم مشكلاته في أولوياتنا بانشاء المؤسسات الاقتصادية والجمعيات الخيرية والروابط الثقافية والمجموعات الفنية لنرقي به ونوحده .فلا يستقيم أن يكون المعيار التذكوي هو الالتزام الخاص للجماعة الأولي الذي استنبط من الخطاب الأول للرسول محمد(ص) بمكة عند صدر الدعوة استعداداً لحمل الرسالة وتبليغها فهو برامج يصلح لاعداد القيادات وتأهيلها أوعضوية الطلاب وتربيتها ولايمكن تنزيله لجماهير الحزب وجعله مؤشر لقناعاتها لأن فيها المسلم العادي المنعطف وغير المسلم العامل بقيم الفضيلة الدينية والانسانية فلابد أن نجد برامج يخاطب هؤلاء بتعظيم التطوع والانفاق علي المحتاجين ومساعدة ذوي الاحتياجات الخاصة ومساهمة في تقوية الشرائح الضعيفة بالمجتمع ونصرتها .ويتقدم فينا من ارتبطت سيرته بالأعمال الخيرية وقوية فيه عرى الايمان الاسلامية أو الدينية الأخرى التي تدعو لفضائل الأعمال والالتزام تجاه الآخرين من صدق وأمانة ووفاء بعهد . فالاصرار علي البرامج التربوية وجعلها مقياس القرب والبعد من قيم وبرامج الحزب أنتج قيادات تصوم وتصلي وتشح عن الانفاق والايثار وتمثيل القدوة الحسنة في الحكم وأبعد عنا غير المسلمين وبقوا علي الهامش ويمثلون وجوداً ديكورياً في الحزب علي مستوى العضوية والقيادة التي افترضنا فيها الماماً بالخطاب الاسلامي والدعوة صراحة الي تمكين الاسلام وكأنه يشخص في الأمير أو الحاكم وليس تمكين لقيمه ومبادئه والتي أثبتتها التجارب الانسانية من عدل وحرية ومساواة وشورى حتى يجد المسلم وغير المسلم أن برامج حزب المؤتمر الشعبي تخاطبه مباشرة من دون وسيط ً.فجريمة عندنا الزنا أعظم من الكذب مع أنه يخرج صاحبه من دائرة الآيمان وشرب الخمر أكبرمن خيانة الأمانه مع أنها سمت المنافق فسرقة المال العام (ان كان مال الدولة أوالحزب)جريمة يجب تعظيمها وعدم التهاون فيها لأنها تمثل السرقة بأخذ المال من دون علم أهله وخيانة لأن الجمهور ائتمنك عليه وكذب لأنك فعلت وقلت غير الحقيقة فمن فعل هذه أولي أن ينبذ ويطهر ناهيك عن محاباته والتستر عليه وتوليته الأمر العام فليعظم الحزب من جرائم المجتمع ولايسكت عنها وليسود منهج الشفافية وما شهود المؤمنون عذاب الزاني الا دلالة علي ذلك.
المؤتمر الشعبي نظامه الأساسي :
استمراراً لعقلية الجماعة العقائدية المسلمة التي ورثها المؤتمر الشعبي وتصنيف المجتمع السوداني علي أساس أغلبية مسلمة مسيطرة علي الحكم بقواعد فقهية تقليدية قديمة لاتفسح لأقلية غير مسلمة ممارسة الحكم وتولي السلطة وحصرها في مؤخرة الصفوف فان كنا لانقبل أمارة غير المسلم علينا كيف نطالب جماهير الشعب كبت عواطفها وقبول ذلك . مما أوعز لقوى العلمانية واليسار باستخدام الجنوب ذو الغالبية غير المسلمة فيتو (حق النقض) علي المشروع الاسلامي في السودان مما أرضخ الحكومة والحركة الاسلامية قبلاً من قبول حق تقرير المصير لجنوب السودان ليتمكن المؤتمر الوطني (قبل الانشقاق) من تطبيق مشروع الدولة الاسلامية في الشمال المسلم ليثبت ذلك في دستور 1998م ومن بعد في كل الاتفاقيات اللاحقة حكومية كانت أومعارضة مع القوى العلمانية في جنوب السودان مما أوجد وطن واحد بنظامين وحتى لانحمل الحكومة وحدها وزر هذا الوضع نقر بأنه كان التطور الطبيعي لفكر الحركة في ذلك الوقت ونتيجة لضعف المعارضة الشمالية .فأصبح اقراراً من الشمال المسلم باستحالة قيام دولة اسلامية في وجود جنوب غير مسلم .فبدلاً من كتابة (تسخير الحياة الخاصة والعامة لعبادة الله ...) في أهداف المؤتمر الشعبي كان الأولى النفاذ مباشرة لأهداف مستنبطة من قيم الدين والفضيلة يتعبد بها المسلم الي ربه من واقع التعاليم والأوامر القرآنية ويعتقدها غير المسلم أهداف متفق عليها بالأغلبية المفوضة وفقاً لقواعد الديمقراطية .فالحياة الرشيدة وبسط العدل والحرية والشورى وتمكين الشعب من الحقوق الأساسية ومن أداء الواجبات العامة والتكافل الاجتماعي وفصل أجهزة السلطات وبسط النظام الامركزي وحماية الحكم الدستوري وترقية المجتمع نحو الأخلاق الكريمة والآداب الفاضلة وتكثيف نظم التعليم وتطوير التقنية وتشجيع الفنون وتنمية الاقتصاد القومي واعلاء قيم الجهاد والفدء في سبيل الحق والوطن وتأكيد العز والاستقلال في علاقات بلادنا والانفتاح نحو الجيرة والعالم أهداف يمكن أن يلتقي حولها المسلم وغير المسلم ويكون الايمان بهذه الأهداف والعمل بها هو جواز العضوية بالمؤتمر الشعبي وليكن التسلح بالعلم والتجربة والتربية الدينية والخلاق الحميدة معياراً لتقدم الصفوف وتولي القيادة العامة .وغير مجبورين علي الاقرار بوضع واضح خطأه ولسنا جزء من اقراره ولم نشاور فيه لنثبت في نظامنا الأساسي الالتزام بالوضع الانتقالي لجنوب السودان. فالناظر للديموقراطيات الغربية يجد رغم تبنيها للعلمانية الواضح الا أنه يجد الالتزام الديني ونقاء السيرة وحسن الخلق من دواعي الفوز بتولي القيادة .فلتكن مواصفات القائد العام عندنا مؤمن ذو تربية والتزام ديني ومعروف بالانفاق علي المحتاجين والعمل الطوعي والدعوي والتبشير بنشر الدين وترسيخ قيمه.
المؤتمر الشعبي قيادته:
ورث المؤتمر الشعبي القيادة التأريخية وأجهزتها التقليدية للحركة الاسلامية والتي برزت في زمن يكون للقائد دور كبير ومؤثر في توجيه المنظومة الفكرية والسياسية ولكن الحركة فطنت الي خطر ذلك عليها فأسست قيادتها علي تعدد التيارات الفكرية وجماعية القرار والزامية الشورى فكان رئيس الحزب ذو صلاحيات محدودة ودورية كلما اجتمع مؤتمره العام. وأمينه العام هو محرك التنظيم يعبر عنه وينفذ مقرراته مما وضع بين يديه ادارة القطاعات الشبابية والطلابية والنسوية والفئوية بل الأمنية والعسكرية في عدة مراحل .مما أثقل الأمانة العامة وشغلها بالعمل التنفيذي الذي صرفها عن تمويل نشاط الأجهزة الشورية التي يقع عليها ضبط الأداء وتصحيح الأخطاء والمحاسبة علي القصور فلجأت الأجهزة العليا الي تفويض صلاحياتها أغلب الأحيان للأمانة العامة .
هذا الوضع جعل الحركة تدار بتقديرات قيادية لدواعي أمنية وتسربت لأدبياتها مفاهيم عسكرية مثل( المعرفة قدر الحاجة )وتعظيم الولاء بعد دقيق التمحيص علي المقدرة والفعالية فتقدم أصحاب التنفيذ علي أهل النصح والتدبير وضعفت المنافسة ومات الابداع . مما أورث فجائية القرار ضبابية المواقف لدى القواعد وليس أدل علي ذلك من الآنشقاق نفسه وعدم حسمه مبكراً ونشر دواعيه ومناقشتها علناً فلايستطيح أحد أن يجزم أهو خيانة معلومة تستلزم مراجعة أسس تذكية واختيار الكادر القيادي أم قصور اداري يتطلب المحاسبة والتقويم .ليقع المؤتمر الشعبي في نفس المشكل فلايستطيع عقد مؤتمره العام ولاتفعيل شوراه ولاشفافية نشاطه التنفيذي والسياسي فليست هناك مصدر معروف للمعلومة بل توجه العضوية لمتابعة وسائل الاعلام لقراءة الواقع وان أردت ان تفهم ما وراء الأحداث عليك بجولة لدواوين المنشية(مسكن كثير من قيادات الشعبي)وهذايرجع تقديراً لثقة القيادة في اقناع قواعدها بكل موقف تتخذه فمذكرة التفاهم مع الحركة الشعبية ليس بمعزل عن منهج الوصايا والتدابير السرية الذي مازال معشعشاً فينا.فان كان البناء الهيكلي ظل مستمراً سنين عدداً ومتواصلاً عبر المراحل فقد أخلف انشقاقات في كل مرحلة تمر بها الحركة الاسلامية وأغلب مبرارتها الانفراد بالقرار مع ثبوت صحة الاجراءات بأخذ التفويض أو أغلبية التصويت أو في كثير من الأحوال تستدعي التدابير طول ترقب وسرعة في القرار مما يستوجب أن يكون القرار في يد فرد مفوض أو قلة منتخبة هذا في حال العمل الجماهيري الواسع فما بال العمل الحزبي المفتوح الذي يستوجب وحدة فكرية وبرامج واضحة وتنظيم محكم وكوادر واعية وقواعد منتشرة مثقفة لذلك لابد من تعديل النظام الهيكلي للحزب بتوسيع صلاحيات الرئيس من رئاسة المؤتمر العام باضافة بعض المهام التنفيذية له مثل جعله الوالي العام للحزب يضبط أفكاره وأهدافه الاستراتيجية ويعقد اتفاقياته وعلاقاته الخارجية ويرأس شوراه ويدعوها ويمول أنشطتها ويقوم علي تطبيق ورعاية دستور الحزب ويرعي أجهزة الدراسات والتخطيط والمنظمات الطوعية التابعة للحزب العاملة في الأنشطة الاجتماعية والدعوية والثقافية والفنية وجمع التبرعات وتنمية موارد الحزب .علي أن يكون منتخباً من القواعد مباشرةً.حيث لايجد مخالفه مبرراً للخروج عليه فمن يتبعه قواعد انتخبت الرئيس أم قيادات مفوضة لادارة شئون الحزب وضبط أدائه بشوراه ومن يناظره عليه الانتظار لانتهاء دورته والترشح معه لتقول القواعد والعضوية كلمتها فيهم ودونكم عجز هيئة الشورى عن درء فتنة الانشقاق.
بينما يتولي الأمين العام أمانة المؤتمر العام ورئاسة القيادة والنطق العام باسم المؤتمر وتكليف من يدير المركز العام والأنشطة الأخري المهمة لتنفيذ برامج الحزب و مقررات قيادته وادارة أمواله واستثمارها .علي أن يكون منتخباً من المؤتمر العام.وبهذا نهتم بضبط العضوية وتذكيتها وتفعيلها بمشاركتها في اختيار قيادتها مباشرة والرجوع اليها حال الخلاف.
المؤتمرالشعبي ولاياته:
بعد اقرار الفدرالية النهج الأسلم لادارة انشطة الحزب عجزت الولايات عن ادارة انشطتها بمعزل عن المركز لأنه لم تكن فدرالية في حقيقة المواقف ولااستقلالية الأجهزة فلاتسطيع ولاية الخروج علي المقررات الاتحادية للحزب فتقيدت حركتها وشل تفكيرها فأصبحت رهينة الجمود الاتحادي فالمركز وضع عن كاهله هم المتابعة والتمويل ولم تأسس مؤسسات مالية ولااجتماعية تستقل بها الولايات بل تستجدي المعلومة والموجهات لتبني عليها مواقفها .وفشلت كثير منها بتأسيس أجهزتها وعقد مؤتمراتها . مما جعل كثير من أمناء الولايات يتمركزون في العاصمة هروباً من الالتزامات المحلية أوبحثاً عن لقمة العيش . فانعدم تأثيرها وقعدت عن دورها العام .
المؤتمر الشعبي عضويته:
فاصلت كثير من قواعد الحركة الاسلامية وقطاعاتها وشاركت في تأسيس المؤتمر الشعبي ولكنها تواقة للتنظيم المغلق وجماعة الصفوة تنأى بنفسها عن الجماهير فلاترضى أن يتقدم الصفوف القادمون الجدد نظراً لدواعي التصنيف المسبق والتشكيك في الغريب القادم ولاتترك لنفسها ان تحكم عليه بفعله أو تحاسبه بعمله ولكنها نظرية الاخلاص التي أوردت القائمين الليل الصائمين النهار موارد الهلاك ووصفتهم بالخيانة .ولخلفية غالبيتها التنظيمية وتربيتها العسكرية جعلها تؤمن بالحل الانقلابي فضعف الجانب الاجتماعي لديها فهي ليست من أنصار التغييرالجماهيري من خلال ثورة شعبية فتخمل في الحريات وتنشط في النكبات ولاتشارك في التمويل ولاتدافع للتغيير تنتظر الحل من علٍ للأنها لاتشارك بفاعلية في اختيار القيادات العليا للحزب فينحصر دورها في تصعيد القيادات المحلية مماخلق فجوة بينها والقيادة فترجو منها العون وتوكل اليها التدبير والحلول .فغير أن تكون صانعة لرؤى الحزب وداعمة للمواقف ومشاركة في المناشط ومنفقة عليها أصبحت تنتظر الأوامر والتعليمات .
المؤتمر الشعبي والتغيير:
اذا أردت التغيير فأبدأ بنفسك كما أمرنا الله عز وجل:((ان الله لايغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.))فالمؤتمر الشعبي يحتاج للتغيير في الآتي:-
1/البرامج:أن تخاطب برنامجه الشعب السوداني أولاً قبل المسلمين عامة .وأن يرفع شعاراً يعبر عنه ويلهب به الحماسة .فاصلاح الشأن السوداني والعيش في وطن آمن مستقر أدعي أيتبعنا بعد ذلك المسلمين والعالمين .
2/القيادة:تغيير نمط القيادة من قيادة الفرد الفذ الي قيادة الجماعة الذكية والخروج من حالة الاحباط العام والانطلاق الي رحابة الابداع والمنافسة .فالناظر لحال الحزب اليوم يوقن أن القيادة تريد الحال علي ما هو عليه الآن فليفسح السابقين الصادقين للقادمين المبدعين العالمين العاملين .واستقلال الاجهزة الشورية والرقابية عن الأمانة العامة في الدعوة والتمويل لتفعيل دورها.وتوسيع صلاحيات رئيس الحزب ليصبح أهم منصب فيه ويكون رمزه وهاديه.
3/الفدرالية والمال:لابد من استقلال حقيقي للولايات في استخدام صلاحياتها وبناء مواقفها وتقديراتها المحلية وبناء مؤسسات اقتصادية مستقلة عن المركز تمول أنشطتها بمساعدة المركز.والخروج من حالة عدم الثقة بالضبط والحساب في ادارة المال وتأسيس شراكات اقتصادية استثمارية.
4/القواعد والعضوية:أن يكون لديها الاستعداد لتحمل المسئولية وصناعة التغيير بأن يعمل كل بمايليه جهراً بالدعوة ونشراً للبرامج ومشاركة في المناشط ومحاربة للفساد وقيادة للعمل العام المحلي والولائي.أن تؤمن صدقاً أن يتقدمها أصحاب الخبرة والعبرة والقناعة ببرامج الحزب من غير ولاء سابق للحركة الاسلامية أوغير المسلمين .
5/الفعالية والنشاط:هناك كثير من الانقلابيين لايؤمنون بالتغيير الجماهيري وبعض الغاضبون علي النظام الذي سرق مشروعهم وأحبط أشواقهم يريدون ازالته بأي وسيلة كانت وهناك المستفيدين من الوضع الحالي المتنفذين في الحزب لايدفعون نشاطاً في الحزب ولايغيرون واقع أجهزته أما المؤمنون بفكر الحزب وفعالية برامجه يعملون مخلصين ينافحون الاخوان بالتذكير والشعب بالهمة والثورة علي الباطل .فما لم تتوحد أفكار وقناعات العضوية بأفكار وبرامج الحزب والتنزه عن الغرض ومحاسبة المقصرين لن تكون هناك فعالية للمناشط .فاليخاطب الحزب الشعب السوداني مباشرةً بشعارات وطنية مؤصلة ومعالجات منطقية مقنعة متحالفين مع قوى الوسط غير مأسورين للقوى الحزبية العاجزة عن توحيد صفوفها وتجديد برامجها.وأكثر مانخشاه هو أن يكون المؤتمر الشعبي طورفي الحركة الاسلامية وما المعارضة للنظام تدبير قعدنا عنها ونحن لها قادرون .أو نعجز عن طرح المبادرات لحل مشكلات الوطن وتوحيد أهله وتنمية موارده حركة فاعلة وقوى ضاغطة تصبر علي البلاء وتقوده القيادات الوسيطة والولايات فلا السلطة بسطت يدها عدلاً ولا المعارضة تجاوزت غبنها فلايجمعها جامع لا عرى الدين ولاهم الوطن الذي بين يدي قوى دولية باطشة وحركات متمردة طائشة ومنظمات مدنية حائرة .
خاتمة:
ليس خافياً مايحاك للسودان وهو بين يدي سلطة مركزية مترنحة واحزاب سياسية عاجزة ومنظمات مجتمع خاملة وحركات متمردة متهورة فهل الحزب قادر علي حل سريع بقيادة واعية وبرامج شاملة وقواعد فاعلة. وهل يستطيع الحزب أن يكون خيار السودانيين ومحط ثقتهم وأمل الاسلاميين ومحل رجائهم .
انتهى
م .اسماعيل فرج الله
عطبرة/نهر النيل
11/10/08


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.