قال نائب رئيس الجمهورية المصري عمر سليمان ان الرئيس المصري حسني مبارك قرر التنحي عن منصبه. وقال سليمان ان مبارك كلف المجلس العسكري الاعلى تولي شؤون الحكم في البلاد. وقد علت الهتافات وصيحات الفرح بين مئات الآلاف من المتظاهرين المحتشدين في معظم المدن المصرية، وعلى الاخص العاصمة القاهرة. يواصل مئات الآلاف من المتظاهرين المصريين الاحتشاد في الشوارع المؤدية الى مركز العاصمة المصرية القاهرة احتجاجا وغضبا على اصرار الرئيس حسني مبارك التشبث بالسلطة، على الرغم من تفويضه نائبه عمر سليمان صلاحياته بموجب الدستور. والى جانب الحشود الضخمة الموجودة في ميدان التحرير ومحيطه، تجمع عدة آلاف في نطاق مبنى التلفزيون، والقصر الرئاسي الذي تحميه وحدات من مدرعات ودبابات الجيش. وقال مراسلنا من القاهرة خالد عز العرب ان اشتباكات وقعت بين متظاهرين ورجال الامن في مدينة ديروط في محافظة اسيوط، وان هناك انباء عن سقوط قتيل وعدد من الجرحى. كما تحدثت انباء عن سقوط عشرة قتلى واصابة اكثر من 30 جريح في اشتباكات مسلحة بين المتظاهرين وقوات الأمن امام أحد اقسام شرطة بمدينة العريش في سيناء. وقال مصدر حكومي بارز ل بي بي سي ان الرئيس المصري واسرته قد غادروا القاهرة الى منتجع شرم الشيخ بشبه جزيرة سيناء على البحر الاحمر. كما انطلقت تظاهرات أخرى عقب صلاة الجمعة من عشرات المساجد في محافظات الأسكندرية والدقهلية وأسيوط والسويس وبورسعيد والغربية والبحيرة، فيما أطلق عليه المتظاهرون جمعة التحدي. بيان الجيش وكان البيان الثاني للمجلس العسكري الاعلى في مصر قد اكد ان الجيش سيضمن "انهاء حالة الطوارئ فور انتهاء الظروف الحالية، والفصل في الطعون الانتخابية، وما يلي بشأنها من اجراءات، واجراء التعديلات التشريعية اللازمة، واجراء انتخابات رئاسية حرة ونزيهة، في ضوء ما تقرر من تعديلات دستورية". واضاف البيان ان القوات المسلحة "تلتزم برعاية مطالب الشعب المشروعة، والسعي لتحقيقها من خلال متابعة هذه الاجراءات في التوقيتات المحددة بكل حدة وحزم، حتى تمام الانتقال السلمي للسلطة، وصولا للمجتمع الديمقراطي الحر الذي يتطلع اليه ابناء الشعب". وقال البيان ان القوات المسلحة المصرية "تؤكد على عدم الملاحقة الامنية للشرفاء الذين رفضوا الفساد وطالبوا بالاصلاح، وتحذر بعدم المساس بأمن الوطن والمواطنين، كما تؤكد على ضرورة انتظام العمل بمرافق الدولة وعودة الحياة الطبيعية، حفاظا على مصالح وممتلكات شعبنا العظيم". بيان الجيش المصري: نضمن انهاء حالة الطوارئ قال البيان الثاني للمجلس العسكري الاعلى في مصر ان الجيش سيضمن "انهاء حالة الطوارئ فور انتهاء الظروف الحالية. .لاستخدام هذا الملف لابد من تشغيل برنامج النصوص "جافا"، وأحدث الإصدارات من برنامج "فلاش بلاير" أحدث إصدارات برنامج "فلاش بلاير" متاحة هنا يمكن التشغيل باستخدام برنامج "ريال بلاير"، أو "ويندوز ميديا بلاير" واعتبر مراقبون محليون ودوليون ان بيان الجيش المصري اظهر انه رمي بثقله لصالح بقاء الرئيس المصري رئيسا حتى الانتخابات الرئاسية المقبلة في سبتمبر/ ايلول المقبل. الا ان متظاهرين قالوا انهم صاروا اكثر عزما وتصميما على الاستمرار في احتجاجاتهم. فقد قالت صافي مسعود، احدى المتظاهرات من ميدان التحرير: "كنا نتوقع قرار الجيش، كنا نعلم دائما انه وراء مبارك، لكننا نعلم ايضا انه لن يؤذينا، ولن نغادر الميدان حتى نختار رئيسا انتقاليا، نحن لا نريد سليمان". ويتجمع حاليا حشد من المتظاهرين قرب قصر رئاسي، يعرف باسم قصر العروبة، في ضاحية مصر الجديدة شمال شرقي القاهرة، يهتفون ويرفعون شعارات بسقوط مبارك، ولم يحاول الجيش المحيط بالقصر منعهم او اخلاءهم. كما تشير آخر التقارير الى تواصل التظاهرات والاحتجاجات الضخمة في معظم المدن والمحافظات المصرية. وكان المجلس قد أصدر الخميس بيانه الاول الذي قال فيه ان المجلس بات "في حال انعقاد دائم لبحث ما يمكن اتخاذه من اجراءات وتدابير للحفاظ على الوطن ومكتسبات شعب مصر". وقالت قناة التلفزيون المصري الفضائية ان نائب رئيس الجمهورية المفوض صلاحيات رئيس الجمهورية عمر سليمان طلب من رئيس مجلس الوزراء أحمد شفيق تعيين نائب له من لجنة الحكماء ليتولى شؤون الحوار الوطني. قلق دولي وعلى الصعيد الدولي عبرت بعض القوى الغربية عن قلقها من تفاقم الاوضاع في مصر. فقد قالت المانيا ان خطاب مبارك ليس الخطوة الايجابية للامام، وانه لم ينزع فتيل التوتر في البلاد. وقالت بريطانيا ان الاوضاع في مصر خطيرة، ودعت المتظاهرين الى الانضباط. وفي طهران وصف الرئيس محمود احمدي نجاد الاوضاع هناك بأنها موجة عاتية من النهضة، معربا عن اعتقاده ان الشرق الاوسط سيكون حرا من الولاياتالمتحدة واسرائيل قريبا. "لا عودة لمبارك" من جانبه قال حسام بدراوي الأمين العام للحزب الوطني الديمقراطي الحاكم في مصر، في مقابلة مع بي بي سي، إنه سيستقيل من منصبه في الحزب خلال ساعات. واضاف، في مقابلة سابقة ايضا، انه من "غير المعقول وغير المنطقي" أن يعود الرئيس حسني مبارك للسلطة بعد أن فوض صلاحياته لنائبه عمر سليمان. وأقر حسام بدراوي في المقابلة بأن الحزب الحاكم أصبح مرفوضاً شعبياً وقال: "إذا لم أستطع تغيير ذلك عن طريق إصلاح الحزب فسأعلن ذلك احتراماً لرأي الشعب المصري". "تخبط وفوضى" مبارك يفوض صلاحياته لنائبه عمر سليمان قال الرئيس المصري محمد حسني مبارك في خطاب بثه التلفزيون المصري أمس الخميس إنه سيبقى في منصبه حتى يتم إختيار خلف له في شهر سبتمبر/ أيلول المقبل، على نقيض توقعات محلية ودولية باعلانه تنحيه. .لاستخدام هذا الملف لابد من تشغيل برنامج النصوص "جافا"، وأحدث الإصدارات من برنامج "فلاش بلاير" اما وزير المالية المصري سمير رضوان فقد قال ان احتمالات وقوع انقلاب عسكري في البلاد ستكون وخيمة على الشعب والاقتصاد. من جانبه قال الناشط السياسي محمد البرادعي ان القيادة المصرية في "حالة تخبط كاملة"، وان الفئران بدأت تقفز من السفينة الغارقة، حسب وصفه. وقالت السفارة المصرية في واشنطن ان التغييرات الاخيرة تعني عمليا ان نائب الرئيس عمر سليمان صار هو الرئيس بحكم الواقع. ونقلت وكالة رويترز عن احمد علي شومان، الرائد في الجيش المصري الذي انضم الى المحتجين، ان هناك 15 ضابطا من رتب متوسطة التحقوا بالمحتجين. باق في المنصب وكان مبارك قد قال، في خطاب بثه التلفزيون المصري الخميس، إنه باق في منصبه حتى يتم إختيار خلف له في شهر سبتمبر/ أيلول المقبل، على نقيض توقعات محلية ودولية باعلانه تنحيه. وفوض مبارك نائبه عمر سليمان إختصاصاته بمقتضى الدستور، قائلا أنه سيستجيب لمطالب الشعب المصري، وسيعمل على نقل السلطة بالسبل الديمقراطية بعد انتهاء ولايته في شهر سبتمبر/أيلول المقبل. كما أعرب الرئيس مبارك عن أسفه العميق لأرواح الشباب التي ازهقت في الأحداث الأخيرة، مؤكدا أنه أمر بالتحقيق فيها ومحاسبة المسؤولين عنها. كانت التوقعات تشير إلى أن مبارك سيعلن التنحي وأضاف أنه سيلغي قانون الطوارئ فور استعادة النظام في البلاد، مؤكدا أنه لم يسع يوما ما من أجل سلطة أو منصب وأنه يرفض الاستجابة لأي ضغوط أجنبية. وكانت التكهنات التي تداولتها وسائل الاعلام قبيل إلقاء الخطاب تفيد بان الرئيس المصري سيعلن تنحيه عن السلطة ونقل سلطاته بالكامل الى نائبه عمر سليمان. كما أعلن مبارك عن تعديل خمس مواد دستورية والغاء سادسة، وقال ان التعديلات تستهدف تسهيل شروط الترشيح لرئاسة الجمهورية وتداول السلطة، وان التعديلات تؤكد اختصاص القضاء وحده في الاشراف على الانتخابات والفصل في اي خلافات. واختتم مبارك خطابه مؤكدا انه يريد ان "يوارى الثرى" على ارض مصر نافيا بذلك اي نية له لمغادرة البلاد. وتقضي المادة 82 من الدستور المصري بأنه يحق لرئيس الجمهورية، اذا ما حال حائل مؤقت دون ممارسته لمهامه، احالة صلاحياته الى نائبه باستثناء حق تعديل الدستور وحل مجلسي الشعب والشورى واقالة الحكومة. كلمة سليمان وبعد كلمة مبارك ، ألقى نائبه المخول من الآن باختصاصات رئيس الجمهورية عمر سليمان كلمة أكد فيها أنه ملتزم بالعمل على الانتقال السلمي للسطة وتحقيق مطالب الشعب من خلال الحوار الواعي المستنير. وقال سليمان إن ما أعلنه الرئيس يؤكد حسه الوطني ، وأنه يضع المصالح العليا للبلاد فوق كل اعتبار. ودعا الشعب المصري إلى التصرف بوعي ومسؤولية مؤكدا أن ثورة 25 يناير قد نجحت في تحقيق أهدافها ردود الفعل العربية والدولية على تنحي مبارك تباينت ردود الفعل العربية والدولية على قرار الرئيس المصري حسني مبارك بالتنحي حيث تباينت بين الترحيب والتحفظ. ففي بيروت انطلقت الالعاب النارية في سماء العاصمة اللبنانية. فبعد لحظات من الاعلان عن تنحي الرئيس المصري حسني مبارك اطلقت اعيرة نارية في الهواء ابتهاجا في الضاحية الجنوبية. وفي تلفزيون المنار التابع لحزب الله بكى المذيع عمرو ناصف قائلا "الله أكبر، مات الفرعون، انني احلم اخشى انني احلم". ورحبت قطر بتنازل الرئيس المصري حسني مبارك عن السلطة للمجلس العسكري الاعلى واعتبرت ذلك خطوة ايجابية. وقالت انها تتطلع الى علاقات متميزة مع مصر. وفي رام الله، دعت مجموعة من الشباب الفلسطيني والذين اطلقوا على انفسهم اسم مجموعة "حراك الشباب" بالدعوة للتجمع بعد قليل في ميدان المنارة لتضامن والاحتفال بهذه المناسبة. ومن جانبه، قال ايمن طه القيادي في حماس لبي بي سي ان حماس تبارك للشعب المصري ما حققه من انجازات. وانطلقت الأعيرة النارية في سماء غزة ابتهاجا بتنحي مبارك. واعربت إسرائيل عن أملها في ان تتم عملية انتقال السلطة "بهدوء". واكد مسؤول اسرائيلي في تصريحات لوكالة الأنباء الفرنسية على الحاجة الملحة للحفاظ على معاهدة السلام المصرية الاسرائيلية. ونقلت وكالة رويترز عن مسؤول اسرائيلي بارز قوله إنه من المبكر التنبؤ بتأثيرات تنحي مبارك على الاوضاع في المنطقة. واضاف: "نأمل ان يتم التحول الى الديمقراطية في مصر بشكل سلس ويخلو من العنف، وان تحترم اتفاقية السلام." وقالت كاثرين اشتون مفوضة شؤون السياسة الخارجية في الاتحاد الأوربي انها تحترم قرار الرئيس المصري حسني مبارك بالتنحي ودعت الى الحوار لتشكيل حكومة موسعة. واضافت اشتون في بيان بهذا الشأن ان الاتحاد الاوروبي يدعم هدف الشعب المصري من أجل انتقال منظم وسلمي للسلطة الى الديمقراطية وانتخابات حرة ونزيهة في مصر. وقال البيت الأبيض ان الرئيس الأمريكي بارك اوباما سيلقي بيانا في وقت لاحق حول التطورات الأخيرة في مصر. سويسرا وفي العاصمة السويسرية برن، قال ناطق باسم وزارة الخارجية إن الحكومة قررت تجميد حسابات "محتملة" عائدة للرئيس المصري السابق في المصارف السويسرية. وفي المانيا، وصفت المستشارة انجيلا ميركل اليوم بأنه "يوم سعادة عظيمة." وقالت في مؤتمر صحفي: "نحن نشهد تغييرا تاريخيا، وانا اشاطر الشعب المصري الذي خرج الى الشوارع بالملايين، افراحه." الجامعة العربية وقال عمرو موسى الامين العام لجامعة الدول العربية: "اتطلع الى المستقبل لبناء اجماع وطني في مصر في المرحلة المقبلة. هناك فرصة كبيرة الآن بعد هذه الثورة البيضاء وتنحي الرئيس." وقال موسى ردا على سؤال عما اذا كان يرغب في تبوؤ منصب رئيس مصر: "ليس هذا الوقت المناسب للتحدث في هذا الموضوع. كمصري، انا فخور بخدمة بلدي مع الآخرين في هذه المرحلة لبناء اجماع وطني."