المريضه السودانية ذات التسعة عشرة عاما و التي ما زالت تحمل آثار زواجها الحديث من نقش الحناء على الايدي و الأرجل ، جاء بها زوجها الى مصر بعد ان اسودت اصابع قدمها اليمنى و كاد ان يقتلها الالم ، قابل بها استشاري باطنيه و اطانوا الى ان المساله لا تعدو ان تكون رطوبه مع الراحه و بعض العقاقير سيزول الالم ، و لكن الالم يشتد فذهب الى آخر في مستشفى فندقي عالي التكلفه فما وجد حلا و باتت حالة المريضه اسواء من ان تحتمل الم رجلها الفظيع ، فجرب مستشفي الحكومه العريق في العاصمه و استطاعت طبيبة امتياز اعطت الكثير من وقتها لسماع قصة المريضه و الكشف عليها ان تنتبه الى خطورة الوضع و تطلب فحص موجات صوتيه على اوردة و شرايين الرجل المصابه لتاتي النتيجه المزعجه بوجود انسداد في شريان في الرجل المصابه ، لملم زوج المريضه المصدوم اطرافه و جاء بها الى مصر ليبداء رحلة علاج دعونا جميعا ان تبقي على رجل و اصابع العروس سالمه و قد كنت شاهدا على حالة المريضه عند قدومها. شكى لي احد الجراحين من ان نتائج الفحص النسيجي التي تجرى في السودان لا يوجد لها مصداقيه و قد اراني اكثر تسعة حالات شخصت على انها سرطان ثدي و كاد ان تجرى لها عمليات استئصال ثدي و اخد جرعة كيماويات و اشعاعيه ، تبين لاحقا خطاء التشخيص و عدم وجود سرطان بعد اعادة الفحص النسيجي, في كل يوم جديد روايه و قصه بطلها مريض سوداني و تقرير طبي مشاتر و الاعداد تتزايد و تنافس ليبيا و اليمن مما جعل الامر مقلقا للغايه و يستدعي الدراسه و التحليل. وزارة الصحة السودانية التي لم تهداء من صراع الا و تدخل في صراع في صراع اشد ضراوه و لا وقت لديها لمثل هذا الترف، و المجالس المتخصصه التي دمرها التدخل السافر للوزير كمال عبد اللطيف في اكثر من مره باتت هي الاخرى ابعد مما تكون عن هم مهنة الطب في البلد و المهم عندها مسايرة المزاج السياسي حتى و ان كان لا علاقة له بالطب الخطير في الامر نمو مافية الطب و تشابكت مصالحها مع جهات نافذه بداءها الوزير حمدي الذي بداء التضيق على كبار ممارسي الطب في مختلف المجالات و الذين هاجروا بعد اشتدت الضرائب و سؤ المعامله ، و هناك اصحاب العقليه الماديه من لهم علاقات واسعه و باتوا يسخرون الاجهزه الحكوميه للترويج لأفكارهم و مشاريعهم الاستثماريه و من مصلحتهم تدمير المؤسسات الحكوميه حتى يجدوا لسوقهم رواج، سدوا منافذ الرجوع لكبار الاطباء بالمهجر و الذين جاء كثير منهم برغبه جاده في الاستقرار و خدمة المرضى السودانيين و هم على كفاءتهم و سمعتهم لم يجدوا حتي حسن الأستقبال. مستقبل الطب في البلد غير مشجع اطلاقا ، عدم الأستقرار ، قلة التعليم الطبي و احتكارية الطب للاغنياء و اضطرابات متتاليه و قياديين من نبت الصراعات جل تركيزهم في المعركة القادمه. كحال سائر الاشياء في السودان كل يوم مزيد من التدهور حتى فرج قريب hussien yousif [[email protected]]