مدينه كسلا صاح فى سماواتها طائر الشؤم وتحول قلب المدينه فجأه الى خراب كأن زلزال اليابان قد ضرب قلب المدينهكسلا او سحقها التسونامى وتحول ارثها التاريخى الى ارض بلقع , وشعر ابناء كسلا بان جزء من تاريخ مدينه كسلا قد ازاحه عن الوجود تسونامى بموجب قرار من حكومه الولايه وشعرنا بالغربه فى مدينتنا العزيزه فقد الفنا كل المبانى التى ازيلت ما بين غمضه عين وانتباهتها . تم ازاله مبانى عريقه شهدت التركيه السابقه ولا اظن بان والى الولايه يشعر بما نشعر به لانه لا ينتمى الى مدينه كسلا فقد فرضته الظروف السياسيه على الولايه واتى به الحزب الحاكم صاحب السطوه والهيمنه والسيطره ليطبق فى كسلا ما قام به من وجع لاهل كسلا .. ولا احد لديه الجرأه ليقول له لا لان هذه الكلمه تعنى الزج بك فى غيابت الجب .ويقينى ان دمار قلب المدينه يستحق منا نحن ابناء كسلا ان نقف حدادا لمده دهر من الزمان على تلك المبانى التى الفناها وما تم دماره هو اصول ولايه كسلا وراسمال كسلا وتاريخ كسلا واحدى اللوحات الجماليه لمدينه كسلا . ما تم دماره هو تاريخ مدينه كسلا وعبق واريج كسلا فنحن يا ساده فى زمن لا يؤمن بالتاريخ ولا يعتد بالماضى ولا يحفل لاى اثر كان نحن لا نشبه العالم الذى يحافظ على تراث البشريه كان تلك المبانى كانت هى اصنام طالبان . وطن لا يحافظ على تاريخه واثاره وطن هامد . ويبدو ان قرار السيد الوالى او حكومه الولايه كان بعد زياره قاتله لدول الخليج حيث بهرته البنايات الزجاجيه العاليه ذات الطوابق الكثيره والاسواق العالميه وقرر فى لحظه من لحظات الشؤم ان ينقل التجربه الى مدينه كسلا لعل البنايات الشاهقه ترتقى بالانسان فى الولايه لعلها تعلم انسان الولايه وكانت الحجه بان هناك كم هائل من المستثمرين سوف يصرفون بسخاء على المبانى الجديده التى ترفع من شأن انسان الولايه متناسين ان انسان الولايه لا جد ما يسد به رمقه . انسان يعيش على السخينه والدكوه وسلطه الطماطم انسان طعامه الرئيس عند الصباح الفول المصرى اذا توفرت لديه مليمات .. انسان طعامه ام شعيفه وام تكشو ..انسان قد هدته الملاريا وبعضهم قد هده الدرن ... انسان مثل هذا ما ذا يريد بالبنايات العاليه وهل سوف يسمح له بدخولها ؟ ان الاستثمار الحقيقى يبدأ بالانسان فى المقام الاول .. احترام انسان الولايه وتأهيله وتعليمه ... وماذا نفعل بالبنايات العاليه وعلى احدث الطرق الهندسيه ... هل نشييد مواقع جديده لبائعات الشاى واللقمه بملاح التقليه ام اننا سوف نقيم بالبنايات الجديده مطاعم فاخره خمسه نجوم لتسعدوا يا حكام الولايه بالاكل فيها ... فادروب يكفيه السخينه او رطل لبن مع العصيده .. اننا لا نريد مزيد من محلات الطعميه والبض المسلوق ولا مزيد من محلات الحلاقه او الاحذيه ... ارجو ان يسأل الوالى معتمد المحليه عن احصائيه محلات الطعميه والبيض وهل هى صحيه يا ناس الصحه ؟ . اين شركه تكروف ( مصنع تجفيف البصل ) يا حكومه الولايه هل انعدم البصل ؟ كم من العمال والموظفين كانوا يعملون فى هذا المصنع واين هم الان ؟ اليس هذا هو الاستثمار الحقيقى . اين مصنع تروبى لتعليب الفاكهه الم يكن من اعظم المصانع فى السودان ان لم يكن فى افريقيا حيث وفره الفاكهه ووفره الطماطم وطلبيه الاستيراد المتزايده ... اين مشروع دلتا القاش الزراعى تلك الارض الخصبه على مستوى العالم اجمع .. اليس من الافضل ان يكون الاستثمار فى المجال الزراعى بهذا المشروع الكبير والذى كان من اكبر المزارع فى العالم لزراعه القطن قصير التيله .. اليس من الافضل ان نهتم بمستشفى كسلا التعليمى الذى هو اشبه ما يكون ( بالكوشه ) اين صيانه المدارس ؟ ام ان مجالس الاباء هى التى تقوم بالامر وتلاشت مجانيه التعليم ... لقد كانت وزاره التربيه والتعليم تحت الصيانه حيث تم تشييد مكتب جديد للوزير مع ملحقاته وتم تشييد السور الخارجى كل ذلك قبل شهرين تقريبا والان تتم ازاله هذه المبانى ... من اين اتى مال التشييد والصيانه اليس هو مال اهل ولايه كسلا ؟؟ من سوف يتحمل هذه الخساره الفادحه ؟ انه المواطن المغلوب على امره دافع الضريبه والاتاوات لقد قامت الولايه بايجار الكثير من المنازل فى الاحياء المختلفه وبارقام خرافيه / خرطوميه لترحيل الوزارات والادارات المختلفه . كم من ميزانيه التعليم والصحه سوف يذهب الى الايجارات ... اذن سوف يتم استقطاع كل ذلك من لحم المواطن المسكين .. من حقنه الملاريا من رسوم المدارس من حبه الاسبرين من الكثير اى ان الامر برمته زياده العبء على المواطن المغلوب اصلا على امره . ويقينى ان دولاب الاداره بالولايه لا يسير وفقا لخطط ثابته فالامر خبط عشواء . لست ادرى هل المستثمر او المستثمرين سوف يكونون بهذه البساطه والسذاجه ... هل يمكن ان يستثمر اى انسان دون اجراء دراسه جدوى وهل هناك جدوى لناطحات سحاب بكسلا ؟ وهل اهل كسلا فى حوجه الى متنفس حتى تقام لهم الحدائق العامه ؟ وهل الدخول الى هذه الحدائق بفلوس ام مجانا ؟ اليست كسلا كلها منتزه الان الاتكفى السواقى الجنوبيه والشماليه والشرقيه والغربيه لتكون اماكن يتنفس فيها الناس . ؟ ام ان طائر الشؤم لا زال يحلق فى سماء كسلا فقد كانت هناك منتزهات عامه لاهل كسلا كلها خططت ووزعت لم تترك ساحه واحده بسوق كسلا الا وخططت ووزعت لابناء المصارين البيض . وامتد التخطيط حتى للاحياء ووزعت المنتزهات العامه .. كل هذا يحدث ولا يملك انسان كسلا غير الحسره ... لقد هاجر معظم ابناء كسلا فارين من هذا الجحيم ونصف اهل كسلا الان بالخرطوم والربع بدول المهجر .. والربع المتبقى سوف يموت من الهموم ... لقمه العيش وقفه الملاح .... والرغيفه فى كسلا اصبحت فى حجم اللقيمات ( لقيمات الصدقه ) من لنا غير الله ؟. عبد الله احمد خير السيد المحامى / كسلا