شمس ام درمات بدات تزحف نحو كبد سمائها تنذر بنهار صائف والجسد منهك لانه خارج من (حمى ام برد هردت الكلاوي مع الكبد ) ثم للتو كان خارجا من محاضرة لطلاب كانت مكتظة بهم القاعة فسدوا النوافذ والابواب فزادت كمية ثاني اوكسيد الكربون على حساب الاوكسجين . ادرت محرك السياره وقبله مؤشر الراديو على اف 100 اذاعة البيت السوداني فكان فيها ولحسن حظي الشاعر الرقيق المبدع الفنان الطاهر ابراهيم في حوار ذكريات مع الشفيع عبد العزيز(العريس الان) فوجود الطاهر يعني ان الاذن موعوده بالفنان الذري ابراهيم عوض وكل هذا يعني ذهاب الرهق والقرف وتحلل الدواخل وتحرك الشجن لابل ونسيان كل الدنيا بمن فيها من قذافي واسد وقوش ويان كي مون ونافع وبرلسكوني وعلي عبد الله صالح ومصطفى عثمان ومصطفى عبد الجليل وما فيها من اجدابيا ودرعا وتعز و جنوب كردفان وتقاوي فاسدة وحاجات تانية حامياني كان الطاهر يتكلم عن اغنية (فارقيهو دربي) التي الفها ولحنها في مكتب الفوار تفتيش الكتير بقسم وادي شعير بالجزيرة حيث كان يعمل مفتشا بعد فصل من الجيش وهو عميد لانه اتهم بمحاولة انقلانية على الفريق عبود تلك التي قال فيها اغنية (ياخائن) واصفا من وشى بهم فانطلق صوت ابراهيم عوض(احلامك احلام ما بحلم بيها / دنياك دنيا غير العائش فيها/ ليالي لقاءك ابكي ما بتبكيها/ ليالي اشمعن اساهر وتنوميها / فارقيهو دربي / انسيوه حبي/ اخليهو قلبي) ماهذة اللغة العسكرية مع هذا اللحن الشجي ياطاهر؟ اجابنا متراجعا وبسرعة وفي ذات الاغنية( حبك امجد فيهو بلحني وفني / حبك جاري في دمي يتخللنني/ حبك اصرح بيهو لما اغني/ حبك فسرتيهو ببعدك عني) ما قلت نوبا!!! بعد ان امرتها بان تبعد عنك وتمثلت قول العقاد في شذى زهر(خذوا دنياكم هذه فدنيواتنا كثر) كدنا نقول ان الطاهر ابراهيم من رواد المدرسة الغنائية الواقعية التي رفعا رايتها فيما بعد اسماعيل حسن كدنا نقول ان الطاهر ود ام درمان تمرد على اغنية ام درمان لكنه سرعان ما انكسر وفي ذات الاغنية (عهدك كنت بصونو بكل امانة / ريدتك تفنى حياتي واموت على شانها / لو لا حساب اخلاصي وجدته اهانة / كنت اجود بالروح لو عز مكانها) العسكرية تتاوره ويرفض المهانة حتى من المحبوب ولكن رغم ذلك يقول انه كان مستعدا ان يجود عليه بروحه ماقلت نوبا !!! تاني تحب؟ تاني تجي الفوار ؟ انه ليل الجزيرة الهادي الجميل والشاعر في السرايا الموحشة والجميلة التي انشاها الانجليز في مكتب الفوار(ليل الوحدة قاسي وانا خائف عليهو) فيمزق شاعرنا كل حنبليته وتحديه للمحبوب وينسى تماما قوله اخليهو قلبي وانسيوه حبي ويستسلم للدموع ويقول باكيا ومتجرسا (بتجري الايام ذي ما بتجري دموعي/ بتجري وتمر وتسيب الهم في ضلوعي/ لاتسالي ولايوم تتمنى رجوعي/ مع شمعك في النور وانا حارقة شموعي) وين العسكرية ؟ ما قلتو نوبا !!! يصل بك الامر الي ان تقلب التشبيه ياشاعرنا فيدلا من ان تجري دموعك مثل الايام يحدث العكس؟ ثم تعود للعتاب لماذا لايسال عنك ولماذا لايتمنى رجوعك الي ام درمان من منفاك في الجزيرة ثم تستسلم للهم والظلام ؟ كدا ياستاذنا تتمرغ في الرومانسية ؟ لاادري كيف كان يمكن ان تكون هذة الاغنية لو لم تكن بصوت الفنان الذري فنان كل العصور ديناصور الغناء السوداني ؟ لقد اشبعها شجنا وسما بها فوق الزمان وفوق المكان والحال هكذا ورايت ترك جميع شواغلي ونذرت نفسي لهذا الشجن المتدفق الذي غمرني فاستدرت العربة من اتجاه الخرطوم و اتجهت الي حى العرب الذي شهد مولد العملاقين الطاهر وابراهيم وجمع بينهما في هذا الغناء السامي وقررت ان اكمل هذة الحلقة وانا اتجول في هذا الحى العريق الذي اثر على الفن السوداني بما لم يفعله حي او مدينة اخرى قررت ان استمع لصوت ابراهيم وانا اطوف ببيته .الذي جلست فيه مرة قبل اكثر من عشرة سنوات في صالة العرضة مع الاذاعي الكبير علم الدين حامد و قررت ان اسال عن بيت الطاهر ابراهيم وازوره لو وجدته فبيننا مودة ومعزة لحظة وصولي حى العرب انطلق من الحلقة صوت ابراهيم من كلمات الطاهر (ابيت الناس وجفيت خلاني/ خاصمت الكل علشان حباني ) بالطريقة والله ياناس حى العرب يوم حا تقتلو ليكم زول نواصل الجمعة القادمة ان شاء الله abdalltef albony [[email protected]]