بسم الله الرحمن الرحيم قال تعالى:(هَذَا بَلاغٌ لِلْنَّاس وَلِيُنْذَرُوْا بِه وَلِيَعْلَمُوَا أَنَّمَا هُو إِلَهٌ وَاحِد وَلِيَذَّكَّر أُوْلُو الألْبَابْ) ..الآية هذا بلاغ للناس إستهلالة: درجت قناة ابوني على تقديم برامج وإستضافات لبعض أبناء الشمال للترويج لفرية السودان الجديد والاعلان عن معارضة النظام والقدح في حزب المؤتمر الوطني ورموزه ؛ وهذه قناة يشرف عليها ويديرها ما يسمنى بقطاع الشمال بالحركة ويبدو الزخم الذي بدأت به وحملات الترويج لها بدأت تخفت وذلك مرجعه إلى إعلان الحركة الشعبية بتحجيم تمويل قطاع الشمال و الصرف عليه ؛ ومن نمؤشرات يتضاؤل التمويل تكرر الاعادة لبرامج مسجلة ولقاءآت عدة مرات في ذات اليوم . والعجيب أن الحركة الشعبية تعتقد أن هذه القناة تصيب هدفها بنقد أحوال الشمال السياسية وهجومها على المؤتمر الوطني ورموزه وتأليب الشارع عليه دون أن تراعي " أن من بيته من زجاج فعليه أن لا يرمي الآخرين بالزجاج ؛ فيبدو أن المثل القائل إن (الجمل ما بشوف رقبتو عوجا ) مثل صحيح وينطبق على الحركة . لا أظن أن حال حكم الحركة الشعبية للجنوب مثالياً وأن جوبا هي المدينة الفاضلة ؛ ولا أفهم إن كانت الحركة الشعبية صماء وعمياء لدرجة أنها لا تشعر بما يدور حولها ؛ أفلا يكفيها معارضة الأحزاب الجنوبية لها؟! ؛ أفلا يكفيها غياب الديمقراطية ومصادرة الحريات؟! ؛ آلا يكفيها تمرد العديد من الفصائل الجنوبية التي تشظت من رحم الحركة عليها ؟! آلا يكفيها الاقتتال الذي يقع فتزهق فيه أرواح برئية من أبناء الجنوب؟! ؛ آلا يكفيها انفراد بعض القبائل الانفراد بالسلطة واستبعاد أبناء مناطق النفط؟! ؛ آلا يكفيها معتقلي الرأي ؟! ؛ آلآ يكفيها غياب صحافة وإعلام حر؟! ؛ آلا يكفيها سوء الحالة المعيشية التي يحياها المواطن الجنوبي؟!َ آلا يكفيها الاتهامات الموجهة لقيادات الحركة بالفساد المالي والاداري؟!! أفلا يكفيها إتهام بعض الرموز الجنوبية لها بإهدار مواردها بتمويل قطاع الشمال دون طائل بعد أن تحقق الانفصال لمجرد تصفية حسابات مع الشمال وهو سيصبح دولة جارة فالجغرافية تحكم العلاقات ولا سبيل لاقتلاع هذا الجوار من جذر الجغرافية من العقل التعايش بسلام؟! المتن: يبدو أن تمويل الحركة الشعبية لهذه القناة ، وهذا ليس سراً ؛ الهدف منه التشكيك وزرع الفرقة بين الشارع السوداني الشمالي وبين قيادته السياسية المنتخبة تصفيةً لحسابات أو لحقدٍ دفين لم تتحرر منه الحركة الشعبية وهي مسكونة به حتى تختلق به مشكلات تهرب بها وقت اللزوم من مشكلاتها الداخلية المتفاقمة والتي بالضرورة ستثير غضبة الشارع الجنوبي إن لم يكن اليوم فغداً و أمرٌ هذه القناة وهذا التمويل مكشوف وواضح للعيان ولا أظن أن الحركة تنكره .على كل حال ؛ بالأمس طربت أيما طرب وأنا أشاهد وأستمع لنشيد " ياي بليدنا وكلنا إخوان .. وسيلفا رئيسنا " الذي بثته هذه القناة !! . يحاول طاقم هذه القناة أن يوحي لنا – نحن في الشمال - بأن الحركة الشعبية ما زالت ملتزمة بشعارها المخادع الذي سقط ؛ وإتضح بما لا يدع مجالاً للشك ولكل أهل السوداندون استثناء ؛ بل وللعالم العربي والجوار الأفريقي - الذي نالت الحركة من بعض دوله دعماً تآمرياً - ، بأن الجميع مجمع وقد آمن بأنها حركة انفصالية محضة . كان ذلك واضحاً يومإعلان نتائج الاستفتاء التي غلبت خيار انفصال الجنوب ؛ يومها سقطت اقنعة الزيف من الوجوه الكالحة لكل رموزها ؛ الكبير قبل الصغير ؛ فما عادت حقيقة نواياها تحتاج لتكذيب ؛ مهما حاولت الحركة بشمالها وجنوبها الايحاء بغير ذلك ؛ فماذا تجدي قطعة صغيرة من ورقة التوت وقد تعرت العورتين؟!. أن الحركة ومخلب قطها عرمان ما زالا مصرين على استغفالنا ؛ بحسب قناعتهم الراسخة بأننا سذج و " ريالتنا سايلة " ويمكن التغرير بنا والضحك على ذقوننا وقتما تشاء الحركة الشعبية فتدفع بعرمانها وباقانها أن تدفع لهما التمويل اللآزم ليعرضا علينا بعض من مسرحاياتهما الهزيلة البائرة الكاسدة معتقدين أنها ستجذبنا وسنصفق لها ونشتري محتواها ؛. كنا نعتقد أن الحركة الشعبية ربما تكتشف أن عرمانها أصبح كرت محروق بالنسبة لها أمامنا ؛ بل وأنه نحج في أن يتمتع ببغضاءٍ وكُره منقطعي النظير بين جموع أهل السودان ؛ أما باقانها فابتداءً من 9/7 سيصبح أجنبياً مع عرمانها ؛ اللهم إلا إن كان الأخير سيناور للإحتفاظ بجنسية الشمال الذي خانه علناً ودون حياء فلربما لديه بقايا مخطط لأبد من إكتماله سواء في جنوب النيل الأزرق أو كردفان أو دارفور فمن أستمرأ عمالة وخيانة ليس من السهل عليه اعتزالها خاصة إن كانت هناك فوائد مالية تُجنى من ورائها ؛ ربما هناك بقايا من المخطط واجب عليه تنفيذه حتى يستحق مكافأة نهاية الخدمة . كما أنني لا أعتقد أن بمقدور الرجل الرحيل إلى جوبا عاصمة وطنه الجديد فهو لا يتستطيع أن يعيش وسط قرصات وأسراب الانوفليس وذبابة التسي تسي بعد ستة سنوات من الدعة والرفاهية !!. الحاشية إن الخطأ الفادح الذي وقع فيه رموز وقيادات الحركة الشعبية ؛ وما زالت ؛ هواعتقادها الراسخ بأننا أكلنا الطُعم أو وقعنا في الفخ الذي ظنوا أنهم نصبوه لنا فصدقنا أنها حركة (وحدوية) ؛ وهذا هو الخطأ الذي دائماً ما يلازم تصرفاتها دون أن تشعر به أو تكلف نفسها عناء معرفة تعابير وجه من يجلس قبالتها ؛ إنه سوء تقدير منهمزمن منها لأننا كنا نعلم أن ذاك الشعار كان أكذوبة وفرية تكتيكية ؛ اللهم إلا لمن لا يريد أن يصدق أو" قبض" !! . وما لم تكتشفه الحركة أن أهل الشمال كانوا يعلمون بمخططها ونواياها سلفاً ومن أول وهلة ؛ بل وأوهموها بأنهم صدقوها ؛ والعجيب أنها لم تكتشف حتى الآن ذلك ؛ وبأن أهل الشمال هم من استغفلها وسخر منها و من دميتيها الثنائي المرح عرمان وباقان؛ فأوحت لهما تصديق الزعم بأن الحركة الشعبية " وحدوية " !! . فرّوج لذلك مُغَفَّليْها عند قيادتيهما . حقيقة الأمر أن المؤتمر الوطني لم يتعجل بل أراد منهاأن تكشف بنفسها لجموع الشارع السوداني وخاصة الشريحة التي صدقتها وآمنت بزعمها وكذب شعارها المُضَلِل ( السودان الجديد) والذي رفعته تكتيكياً لتضم إليها المغرر بهم من الواهمين المتوهمين صدقيتها. أما الأرزقية الذين قبضوا ؛ فهم الوحيدون الذين كانوا متأكدين من كذب زعمها وشعارها وأن وراءه ما وراءه لذا عرضوا خدماتهم برسم الشراء ؛ لأنهم بفطنتهم الانتهازية تساءلوا عن المبرر حتى تدفع لهم الحركة لينضموا إلى (فرقة حسب الله ) وذلك لأن الحركة تعتقد أن في هذا الاستقطاب المدفوع قيمتهنصرٌ وعامل مهم لإستمرار مسلسل التعمية عن النوايا الانفصالية لأطول فترة ممكنة . فالحركة لا تريد أت تُكتَشَف حقيقة نواياها الانفصالية إ إلا في خواتيم الفترة الانتقالية حين تنزع القناع الخادع عند تكوين مفوضية الاستفتاء ولحظة بدء الاستفتاء ظناً منها أن الشمال مخادع مثلها وأنها جرته إلى نقطى اللآعودة.!! كان على المتوهمون الواهمون أن يسألوا أنفسهم بمنطق العقل عدة أسئلة وأهمها : 1) كيف لحركة وحدوية أن تطالب بحق تقرير المصير؟! 2) ما مغزى أن يسأل بعض قيادات الحركة جون قرنق بعد توقيع اتفاقية السلام الشامل بقولهم : ما هي الأسباب التي جعلتك تتنتزل للشمال عن 50% من عائدات البترول ؟ فأجابهم بالاتفاقية أتيت لكم ب (50 % ) لم تنالوها قبل توقيع الاتفاقية وعليكم بالاستفتاء استعادة ال (50% ) الأخرى!! . أظن أن المعنى والمغزى واضحين كعين الشمس ؛ أيأنه يريد أن يقول لهم صوتوا للإنفصال لتستردوا ما يأخذه الشمال.. هذا هو جون قرنق الذي يُروج له بأنه (وحدوي) وصاحب شعار " السودان الجديد"!! 3) لماذا كانت كل تلك الحملة الشعواء ضد الطيب مصطفى ومنبره واتهامه بالعنصرية والانفصالية؟ الإجابة بسطية وواضحة كالشمس في رابعة النهار وهي : أن الرجل كان واضحاً من البداية ولم يشأ أن يوهم الحركة كما فعلت غالبية جموع الشعب السوداني بأن مثلت على الحركة دور من ابتلع الطعم وصدق شعاراتها مما جعلها تغدق وتنفق لقطاع شمالها بقيادة عرمان وباقان ليمثلا عليه دور المناضلين من أجل السودان الجديد وبأن نواياها غير مكشوفة في حين أنه يعلم حقيقة نوايا الحركة الشعبية فأصبح يتفرج عليهما وكأنهما مهرجا سيرك . أما الطيب مصطفى ومؤيديه فلم يشتروا الشعارات الزائفة التي كانت ترفعها الحركة بل جاهر بكشفها على الملأ وهذا ما كانت تخشاه لذا قامت بحملات إعلامية نعلم أنها مدفوعة الأجر ، بل إمتد أمرها فمولّت بعض الأرزقية لقيام صحف وفضائيات ومعينات المؤتمرات ولقاءآت جامعة استقطبت لها الأحزاب الشمالية التقليدية المهترئة لأن الحركة تعلم نقاط ضعفها بأنها منتهية الصلاحية فاستعانت بها من باب " العيار الذي لا يصيب يدوش " وكذلك لعلمها بمرضها المزمن وهو القفز إلى السلطة فأوهمتهم بأن ذلك لن يتحقق إلا عن طريقها لأنها تملك الدعم الخارجي و كذلك البترودولار الذي سال لعابه كثير منهم له فتحالفوا معها ؛ بينما هم أكثر النخب إيماناً بخداعها . لذا كانت هذه قاصمة ظهر بعض هذه الاحزاب الذي تكشف جلياً للشارع السوداني أنها لا تتوانى في بيع الوطن وأهله من أجل حفنة دولارات !! الهامش: ما أسهل على الشمال أن يطلق قناة فضائية تقوم بنفس الدور الاعلامي التأليبي العدائي الذي تقوم به قناة "إبوني" عندها (الحشاش يملا شبكتو)!! ؛ المثل يقول (ودقةً بدقة والباديء أظلم) ؛ ناهيك عن أن هناك خيوط كثيرة يمكن توظيفها ؛ عندها سنقول للحركة الشعبية : وعلى نفسها جنتْ براقش!! ولتحذر من غضب الحليم الذي إن صبر على أذى جاره فلن يصبر للأبد ؛ وأيضاً عليها أن توقف عبث عرمانها وباقناها ؛ عندها فقط سنلتزم بمباديء قرآننا ونذكر بالآية " إن جنحوا للسلم فاجنح لها" !! ولكن إن عادت عدنا ؛ والله المستعان على ما يفرض علينا ونحن كارهون له!! abubakr ibrahim [[email protected]]