لا أتفق مع كثيرين بأن موقف الاتحاد السوداني الاخير بالتكتم علي مرشحه لرئاسة الاتحاد الدولي (فيفا) كان شيئا إيجابيا أنقذه من الحرج خاصة بعد إنسحاب المرشح القطري محمد بن همام من سباق الرئاسة بعد الاحداث الساخنة التي شهدتها أروقة الفيفا بإستدعاءه للتحقيق في واقعة الرشوة والتي زاد (طينها بلا) بإيقافه من كل المناصب التي يشغلها بما فيها رئاسة الاتحاد الآسيوي والذي خلفه فيه الصيني .. موقف الاتحاد السوداني كان واضحا من البداية بالانحياز لمحمد بن همام علي حساب بلاتر ولأسباب يسأل عنها قادته وربما كانت أسباب سياسية شكلت عليهم ضغوطا لإختيار هذا الموقف لأن بن همام بإختصار ليس هو الشخص المؤهل لإدارة المنظومة الكروية في العالم وإنسحابه أمام خصمه بلاتر يؤكد ذلك وأتفق هنا مع الاستاذ عبد المجيد عبدالرازق ان الطريقة التي إنسحب بها تفتح الباب علي مصراعيه لتفسيرات حول خوفه من التحقيق أو ان الاتهامات قد تكون حقيقية .. مع العلم أن الإنسحاب لم يمنع كما ذكرت تجميد أو إيقاف نشاطه من كافة المناصب التي يشغلها بل ربما تصل حملة بلاتر الانتقامية إن جاز التعبير إستضافةدولة قطر لنهائيات كأس العالم 2022 خاصة بعد الاتهامات التي تناولتها وسائل الإعلام وكالات الأنباء أمس بشراء قطر لبطولة كأس العالم . إذا ربطنا هذه الإتهامات بإتهامات بن همام وإيقافه بعد ذلك وعدنا للإتهامات التي وجهها الاتحاد الانجليزي للفيفا وقطر بشراء ذمم بعض قيادات الفيفا وظهر وقتها عدد من الاسماء وقتلت القضية ولكن هاهي تعود للسطح من جديد لتؤكد علي ان محمد بن همام أحد قيادات كرة القدم في العالم من خلال موقعه في الاتحاد الدولي وكرئيس للإتحاد الآسيوي لم يدرس جيدا قرار ترشيحه لرئاسة الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) . وربما إعتقد الرجل أن الامور يمكن أن تسير بالهدؤ الذي قاد لترشيح دولة قطر للفوز بتنظيم بطولة كأس العالم ومادري أن من ساندوا هذا الترشيح لديهم القدرة علي نسفه في لحظة كما يتم الترتيب له مثلما رتب لإبعاده ولكن بيده وليس بيد عمرو فهو من قرر الانسحاب .. وهناك قاعدة تقول من يتنازل مرة يتنازل ألف مرة .. لذا أري أن بن همام ليس الخاسر الوحيد في هذا الموقف ولكنه تسبب بعدم قراءته الجيدة لموقفه الانتخابي في جلب الضرر علي كثيرين أولهم دولته وثانيهما وثالثهما وعاشرهما مؤيديه المكشوفين مثل إتحادنا السوداني لكرة القدم الذي لاأعتقد كما ذكرت في البداية أن الحظ خدمه بعدم إعلان مرشحه لأن الموقف معروف ولدي رئيس الاتحاد الدولي بلاتر القدرة علي قراءة أنصاره وأنصار خصمه السابق سواء اعلنوها ام لم يعلنوها لذا يجب ألا يبني الاتحاد كثيرا علي واقعه المعلن . وأخشي ما أخشاه أن يعيد بلاتر ترتيب أوراقه القديمة ويراجع مواقفه المساندة للأفارقة والعرب وسعيه المتواصل لتقديم كل مايساعد علي تساوي الفرص بين الأبيض والاسود والأصفر سواء في تنظيم البطولات أو تقديم الاداريين لمناصب عليا في الاتحاد الدولي ولن ننسي بكل تأكيد قتاله من أجل تنظيم كأس العالم بالقارة الافريقية وقبلها الآسيوية وجاء الدور علي عرب آسيا رغم بعد الفيفا عن النظرة العنصرية في أدبياته وأهدافه . مؤكد أن موقف الاتحاد السوداني المعلن سيفقده كثير من الأراضي التي كسبها في فترة الدكتور كمال شداد وجعلت إسمه يتردد كثيرا في الجانب الاداري من خلال المشاريع التي نفذها الفيفا والاحداث التاريخية التي نظمت منها الجمعيات عمومية والحدث الاخير بتنظيم بطولة الشان للاعبين المحليين هذا غير الزيارات العملية لرئيس الاتحاد الدولي وقيادات الكاف والتسامح في كثير من التدخلات السياسية بمنح فرصة وراء فرصة لعلاج الازمات .. كل ذلك لن يحدث بعد الآن وسنتعرف مع القيادة القادمة علي وجه آخر للفيفا من خلال حملات بلاتر الإنتقامية. hassan faroog [[email protected]]