نعم ان الواجب يفرض علينا ان نتوجه باحر التعازي والمواساة لكل جموع قبائل وعائلات الاسرة الدندراوية بالسودان وخارجه في فقدهم الجلل برحيل امير الاسرة الدندراوية الشيخ والعالم الجليل سمو الأمير الفضل بن العباس. وقطعا فان فقد هذا الرجل كبير لانه فقد كل الامة الاسلامية، ولان تجمع الاسرة الدندراوية له انتشار واسع على مستوى العالم كما ان الاسرة الدندراوية في السودان خاصة لهم وجود ولهم دور منتشرة على العديد من مدن الولايات. وهم نشطون من خلالها في تعظيم شعيرة الاسلام ويجتهدون في رفع راية التعظيم لسيدنا رسول الله محمد ابن عبدالله صلى الله عليه وسلم والدنداروية يكتبون على دورهم عبارة (جمع انسان محمد) صلى الله عليه وسلم . وقد سعدت قبل عدة سنوات بمرافقة هذه المجموعة المحمدية الطيبة وقد كنت ضمن وفد رحلتهم السنوية الى جمهورية مصر حيث يقيم أميرهم الراحل الفضل في صعيد مصر بضاحية دندره. وهذه الرحلة وفي كل عام قد كان يقصد منها حضور الاحتفال بمولد الرسول صلى الله عليه وسلم ، وقد شاهدت هناك في دندرة الالاف من الحضور وعلى مستوى العالم وفي هذا الجو الروحي الطيب ومع هذه الاسرة الكريمة وفي ضيافة سمو الامير الفضل قضينا عدة ايام وهو رجل من عظماء الرجال حيث ترى على وجهه سيما الصلاح ونور التقوى وتلمست في شخصيته قوة المسلم الصادق في ايمانه والذي يستحق ان يكون اميرا وقائدا لجمع انسان محمد – لانه متمكن في علمه وهو خطيب مفوه ويدهشك اذا تحدث وهو يجذبك اليه وتجد كلماته مكانة في قلبك وتسعد بها لانك تجد فيها الفائدة وتزودك بالمعرفة والمزيد من قوة الايمان بالله وبمحبة رسوله الكريم – لان سمو الامير الفضل يبدع عندما يتحدث عن سيرته صلى الله عليه وسلم . اقول باني قد شاهدت سمو الامير عن قرب واستمعت اليه والى كلماته الصادقة واعجبت به ورأيت بانه يشبه من سمعنا بهم ولم نرهم من الصحابة لقد رايته فارع الطول صبيح الوجه واذا تحدث فصوته ياتيك مجلجلا تكاد الارض ان تهتز من تحته – انني رايته رجلا يفرض عليك احترامه ويبهرك بمنطقة القوى بقوة التدين وصدق الايمان وتعظيم رسول الله صلى عليه وسلم. لقد قضيت عدة ايام في ضيافة هذا الرجل في ضاحية دندرة الجميلة وما كنت اريد ان تنتهي هذه الايام لما وجدته فيها من علم ومتعة روحية لاني وقبل شيء فقد كنت صحبة قوم اجلاء لا نسمع في مجلسهم الا الله ورسوله – وقد كان سمو الامير يبدع ويحسن الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم . وأقول بصدق وعندما جاءني نبا رحيل هذا الرجل الذي شاهدته وجلست اليه في مجلسه الذي تحفه روح النبوة المحمدية . اقول لقد حزنت لهذا الرحيل الصعب لرجل تحتاجه الامة الاسلامية –وذهبت فورا مع بعض الابناء من اسرة الجزيرة اسلانج الى حيث دار الاسرة الدندراوية او مركزهم العام بالملازمين بام درمان لاني اعرف الكثيرين منهم – وخاصة ولهم افضال عديدة علي اهل الجزيرة اسلانج وهم ياتون للكثير من افراحنا واتراحنا – وعلاقتي بعامة اسلانج علاقة اهل وجيرة ودائما اجد نفسي في رحابها – وما اعظم ان يجد المرء نفسه دائما بين قوم على تقوى الله ومحبة رسوله الكريم – وهذا يجمع بيني واخوة كرام في دار الاسرة الدندراوية والتي كانت قد افتقدت في العام الماضي احد قدسيها الشيخ عثمان الفكي عبدالله وكنت نعيته كذلك في اخبار اليوم وفي عمود اجراس فجاج الارض رحمه الله – وبعد رحيله والحمد لله قد ظلت الساحة مضيئة وعامرة ولم يتوقف فيها الذكر ولا الصلاة ولا حلقات العلم، وهذا بفضل جهد ابناء الراحل واخوانه وجيرانه وبصدق التوجه لله . وعند رحيل الامير الفضل بالامس القريب سالت احد المقربين وقلت – هل لسمو الامير الفضل خليفة بمثل قوته وصدق توجهه ليقود المسيرة من بعده ؟ فانفعل من سالته وقال لي وهو يرفع يديه الى السماء ويقول : الله الله – نعم والحمد لله وللامير خليفة قوي وصادق وهو ابنه الأمير هاشم وسيكون هو باذن الله الشبل من ذاك الاسد . وكررت معه ان احمد لله وقلت لمحدثي بان مسيرتكم في تعظيم رسول الله لن تتوقف طالما انتم بهذا الصدق والعزيمة وطالما للامير الفضل وريث من بعده يحمل الامانة من بعده وفي مثل قوته وهو كما سميته ابنه هاشم الذي نسال له بالتوفيق ونكرر ان الحمد لله والشكر له ونحن على ثقة بان راية الاسلام لن تسقط طالما في مجتمعنا الاسلامي رجال في قوة وايمان الامام الفضل عليه الرحمة والمغفرة –واكرر التعازي الحارة لكل الاخوة الذين نعرفهم والذين لا نعرفهم في الاسرة الدندراوية بالسودان خاصة وعلى مستوى العالم واخص قائد مسيرتهم في السودان الدكتور سعد الدين ونكرر الدعاء بالرحمة للفقيد العزيز ولا نقول الا ما يرضي الله انا لله وانا اليه راجعون . أن (الله اكبر نحن المحمديون ولله الحمد) هو شعار الداندراوية الذين دائما ما يرددونه فيبثون في مجلسهم طمأنينة غامرة، فجزاهم الله خير الجزاء وندعوهم خالص الدعاء لله رب العالمين ليقيل عثرات السودان وقد تكاثرت عليه المخاطر وتكالبت ونعزيهم وانفسنا في الفقد الكبير. وبالله التوفيق