يقول البروفيسور مرغني عبد العال حمور الخبير الإداري وأستاذ الموارد البشرية بجامعة الخرطوم، اعتقد أن نظام البكور أضاع على الدولة وقتاً ثميناً جداً، فالعاملون بالدولة لا يأتون في الوقت المحدد ولا يخرجون فى الوقت المحدد. وهناك استهلاك للمياه والكهرباء إضافة للعوامل غير المساعدة لبيئة العمل، مثل قلة المكاتب والحمامات، ونحن لا نحتاج لزيادة الساعات بقدر احتياجنا إلى استغلال ساعات العمل العادية، فهي كافية والإدارة العلمية للوقت هي أن تأتي من الصباح وأنت تعرف ما تريد فعله، وقد قلت مراراً أن آفة الخدمة في السودان وقت الإفطار، لأنه وقت مهدر، وهى عادة لا توجد إلا في السودان. لذا فأقول يجب إلغاء الفطور بدل البكور. وتأثير البكور يظهر على تلاميذ المدارس والأمهات العاملات، فالبكور هو تعريف خاطئ للمشكلة وهى كيفية استغلال الوقت. فقد كان يجب أن يطرح كمقترح يناقشه العنصر البشري، لكن مجيئه كقرار لم ينفذه الناس، فالإدارة تحتاج إلى عمل ضمان اجتماعي وصحي للعاملين، وزرع الانتماء للمؤسسة وإشراكهم في اتخاذ القرار كي تضمن كسر الثقافة السائدة والعائقة لتطو، لذا فان البكور رغم وضوح خطئه إلا أن المسئولين لم يتراجعوا عنه. وهذه مشكلة، وما يحدث اليوم من مشاكل هي وليد شرعي لما يحدث في الخدمة المدنية، ويكفى أن القطاع الصناعي يعمل ب12 في المائة من طاقته، والبرلمان قال إن الخدمة في أسوأ حالاتها. فالوزارة المعنية لا تؤدي دورها، والعالم كله حول إدارة الإفراد يعمل على تنمية الموارد البشرية وإطلاق طاقاتها بالتحفيز ما عدا السودان، الذي يهمش الأقاليم والمواطن المغيب عن الإدارة، فلا بد من إيجاد بديل للبكور. ويقول ( تليس ) حفظه الله وبعد أن من الله علينا بانفصال جنوب السودان والذي كان بسببه خفضت أيام الأسبوع إلى خمسة أيام أسوة بالجمعة عيد المسلمين فقد جعل السبت عيدا لغير المسلمين ، ونتيجة للمتغيرات والمتطلبات الحياتية في ظل هذا السودان المشروخ ينبغي آن تثوب الدولة إلى رشدها وترجعنا إلى ما كنا عليه ستة أيام وكما كانت عمل دون كلل وملل بعد أن زال سبب وبطل العجب ، وبحسابات بسيطة يمكننا أن نعالج ذلك الخلل الذي أشار إليه البروف من ضياع للوقت ومساخره . وفى هذا يشير ( تليس ) إلى ما أوردته الصحفية ( رشا بركات ) : مشاهدات في واحدة من الوزارات المخضرمة، دخلت مكتباً لرئيس القسم، ففوجئت بعدد كبير من الموظفات تتعالى أصواتهن وهن يضعن مجموعة كبيرة من أواني الأكل على الأرض أمامهن، بينما تقوم واحدة بتوزيع الأكل في أواني أخرى لباقي الأقسام، ألقيت التحية لكن لم يسمعني احد من شدة الضوضاء، فهمت من حديثهن أنه ليست هناك سماية ولا مناسبة أخرى، بل هو نظام يومي موزع على كل موظفة تقوم بطبخ الأكل فى بيتها حتى حافظات الشاي والقهوة لاحظت وجودها. وبعد جهد استطعت لفت نظر إحداهن، ولما سألتها عن رئيس القسم أشارت إلى ركن الغرفة، فبادرت أخرى بالقول رئيسة القسم قالت ما يصحوها لأنها مساهرة في سد مال قريبة حماتها أمبارح، فردت واحدة خليها تصحيها عشان تغسل العدة دي كل يوم تأكلاها علينا نظرت إلى المكتب المقصود فلم أرَ أحدا سوى جهاز الكمبيوتر وملحقاته المغطاة. تساءلت في نفسي هل أصبحت رئاسة الأقسام تدار بالريموت كنترول، لكن عندما اقتربت أكثر فجئت بمن تنام وراء المكتب على الأرض وتضع تحتها مساند، ولمحت في وجهها علامات السبات العميق والأحلام السارة، صحت يا أستاذة ضحكت باقي الموظفات وقالت واحدة" أنت قايلة بيصحوها كده، قولي ليها بخيتة الدلالية جات"دهشت لرؤيتها وهي تفرك عينيها وما أن رأتني حتى بادرت بسؤالي..التوب ده اشتريتيه من وين؟ وقبل أن أجيب نهضت بسرعة نحو الأخريات، وقد صار المكتب كالسوق من كثرة المعروضات من كافة الملابس والمفروشات والموظفين والموظفات. بعد دقائق قلت لها يا أستاذة أنا، فقاطعتني بالقول انتظري دقيقة أشوف العروس وأجيك، وذهبت إلى حيث تتجمع الموظفات حول جهاز الكمبيوتر يشاهدن حفلة زفاف تصاحبها التعليقات الضاحكة. - من طرف خفي مضى وقت طويل وأنا في انتظار رئيسة القسم، وهي تمسك بالتلفون لساعات لم تترك مدينة لم تتصل بها، وطوال هذه المدة لم أر موظفة تمسك بملف أو قلم، وقد دهشت لرؤيتهن يتبادلن الأساور الذهبية والأقراط وفجأة دخلت واحدة لتخبر بوفاة قريب لموظف، ومن دهشتي رأيت الكل يسرع نحو الدولاب ويبدلن ثيابهن بثياب يحتفظن بها لمثل هذه المناسبات. أسرعت نحو رئيسة القسم وباغتها بالقول أنا صحفية وأريد رأيك حول البكور، أجابت وهى تبدل ثوبها في سرعة ما معانا زول بالاسم ده. يقول ( تليس ) مصداقا لما أوردته الأستاذة رشا فقد ذهبت إلى إدارة أراضى كرري القضائية حاملا توكيلا لاستخراج شهادة بحث لموكلي فطلب منى وبرغم أن التوكيل صادرا من السفارة السودانية بالرياض ومن حضرة القنصل شخصيا أن أوثقه في الخارجية بمبلغ 16 ألف جنيه حتى تتم إجازته ، وحيث أن هم المغترب سكن فقد قضيت يوما كاملا لتوثيقه بالخارجية ، وفى اليوم الثاني وبعد تقديمه إلى إدارة الأراضي طلب منى أن أدفع مبلغ 70 دولارا وبعد احتجاج غير مفيد كيف لا وأنا من حظيرة البقرة الحلوب ؟! إلى هنا الأمور كانت تسير عادية ولكن ما أثار دهشتي عندما أجبرت أن أدفع السبعين دولارا إذ بى أفاجأ بالموظفة المحاسبة والتي سمعت حواري بان هذا ظلم أن الناس بالداخل يؤخذ منهم فقط 5 إلف وهم معي في نفس المربع وأنا أدفع 70 دولارا ؟! فقالت لي : يا خوي اسمع وركز معاى كويس إذا ما عاجبك الكلام دا عندك خيارين : إما أن تذهب تشتكى إلى رئيس القضاء أو تمشى تجيب لي جريدة فيها أسعار العملة عشان أضرب لك السعر بقيمة بالجنيه السوداني قلت لها : أنا أجيب الجريدة ؟! يا أختي أنت محاسبة وعلى حسب ما أفهم ينبغي على المحاسب منذ ان يصبح ويفتح عينيه على الدنيا يجب عليه معرفة أسعار العملة ومن ثم يباشر عمله ، قالت لى : بلاش فلسفة وللآن أنا مصرة وكما قلت فقط لك خيارين إذا أردت أن أنهى لك معاملتك أو بالله خلى ألبعدك في السيرة يقدم أوراقه وما تعطلنا قلت لها : والله أنتى حكايتك صعبة خلاص ، ولولا أنني وعدت موكلي بأداء هذه المهمة ومهما يكلفني ذلك ولولا أنني مسافر غدا لاتخذت معك إجراء آخر لكن معليش أنا زول ( غرب ) وأهلنا يقولون الراجل في حاجته ( وليد ) بعكس إخوتنا (المصريين ) الذين يقولون إذا كانت ليك حاجة عند ... قل له يا سيدي ، لذلك الخيار الثاني معاى مناسب فذهبت مجبرا إلى كشك لبيع الصحف بالقرب من الموقع مطل على شارع الواديأم درمان واشتريت جريدة واتيت إليها بها ، وحسب سعر الدولار طلعت القيمة بعد تسويتها إلى 198الف وكسور دفعتها على مضت حتى أحصل على شهادة البحث بغرض التأكد فقط !! وفى تعليق ظريف لصاحبي الذي شهد هذه الواقعة قائلا : لا توجد رقابة وكل موظف ( بشيرا ونذيرا ) في موقعه خاصة أخوات ( نسيبة ) ؟! يقول ( تليس ) أين الدكتور !! وأين موقع جهاز العاملين بالخارج من كل هذا ( العك ) ؟ّ!