هنالك صنفا" من النساء ينبغي أن يوثق لهن الباحثين والمهتمين بتدوين التاريخ ليستفاد من سيرتهن العطرة وكفاحهن الثر في دروب الحياة ، ومن أمثال تلك النساء الحاجة بتول حنفي التقيتها بمنزلها العامر بحي القبة العريق بمدينة الأبيض ( سمي حي القبة لوجود ضريح الشيخ اسماعيل الولي البديري الدهمشي مؤسس الطريقة الإسماعيلية فهي الطريقة الوحيدة التي تشكلت داخل السودان ) . دار الحكي بيننا وعلمت أنها من الشخصيات التي لها ماض عريق وتاريخ حافل بالعطاء في مسيرة حياتها ، توفي زوجها السيد/ عثمان علي في ريعان الشباب في العام 1975 وترك لها ذرية ضعافا" خمسة من الأبناء وخمسة من البنات جلهم في مراحل الدراسة المختلفة كانت أكبرهم السيدة/ سعدية عثمان علي نائب مدير بنك البركة الحالي بالأبيض وآخرهم طفلا" في الشهر السادس من عمره هو محمد عثمان علي المهندس بشركة سيقا للغلال الآن . تشمرت الحاجة بتول لتربية اليتامي ضاربة رقما" قياسيا" في التفاني والصمود والإستقامة والصبر علي البلاء وعكفت علي تربية الأبناء تربية صحيحة فأثروا المجتمع في شتي ضروب العلم والعمل والمعرفة فكانوا خبرات وكفاءات أعلاما" يهتدي بهم وأمثلة يحتذي بهم رجالا" ونساء . فمنهم السادة المدراء ميرغني عثمان ببنك أم درمان الوطني وحسن عثمان ببنك السودان كما لا يفوتني ذكر الأخت/ ليلي عثمان بديوان المراجع العام ذات الشخصية القويمة والدفاع الواضح في قضايا المال العام والأخت ماجدة بديوان الضرائب والمحامية نجوي. والأستاذ علي عثما ن علي ، والسيد/ طارق عثمان بالسفارة القطرية بتايلاند والأستاذة نهلاء عثمان بدولة الأمارات العربية . مجسدة بذلك قول المصطفي صلي الله عليه وسلم ( أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين) و ( الجنة تحت أقدام الأمهات) . فهي تجسد قصة المرأة التي سابقت جبريل عليه السلام والرسول صلي الله عليه وسلم ليلة الأسراء والمعراج عندما ذهبا الي السموات السبع فعندما سأل رسول الله ياجبريل من هذه المرأة ؟ قال له جبريل هذه مرأة توفي عنها زوجها وترك لها أبناء فودعت الدنيا وعكفت علي تربية أبنائها فليس لها جزاء الإ الجنة . التقيت الحاجة بتول حنفي وطال معها السرد والحكي عن الماضي لنجتر معها كأسا" من الذكريات في الزمن الجميل ... تعرفت علي مكتبتها العامرة ووجدت فيها المصحف المرتل والمصحف المجزء والمصحف المفسر وجدت في مكتبتها صحيح البخاري ومسلم ورجال حول الرسول وكمية من التفاسير وكتب السيرة وكذلك كتب التوحيد وكتب في الدعوة والعقيدة . حدثتني عن مجموعة من الكتاب التي قرأت لهم منهم يوسف السباعي وعباس محمود العقاد وطه حسين وتوفيق الحكيم واحسان عبد القدوس وسلسلة كتابات اجاثا كريستي وجورجي زيدان وكذلك قرأت ديوان الشاعر شوقي وآخرين . حدثتني عن مهامها اليومية حيث أنها خصصت وقتا" كافيا" للإطلاع والقراءة حتي كتب المدارس قرأتها مع أبنائها والآن مع أحفادها . كما أن لها مكانة مرموقة في حي القبة فهي حمامة دار ود عكيفة لتحفيظ القرآن والفقه حيث أنها قامت ببناء مظلة الدار علي نفقتها الخاصة. فهنيئا" للحاجة بتول بت حنفي ونفع الله بها أولادها وأحفادها وأمد وبارك في عمرها. fodul abjad [[email protected]]