اللاعبين الأعلى دخلًا بالعالم.. من جاء في القائمة؟    جبريل : مرحباً بأموال الإستثمار الاجنبي في قطاع الصناعة بالسودان    قيادي سابق ببنك السودان يطالب بصندوق تعويضي لمنهوبات المصارف    بعد رحلة شاقة "بورتسودان.. الدوحة ثم الرباط ونهاية بالخميسات"..بعثة منتخب الشباب تحط رحالها في منتجع ضاية الرومي بالخميسات    على هامش مشاركته في عمومية الفيفا ببانكوك..وفد الاتحاد السوداني ينخرط في اجتماعات متواصلة مع مكاتب الفيفا    شاهد بالصورة.. (سالي عثمان) قصة إعلامية ومذيعة سودانية حسناء أهلها من (مروي الباسا) وولدت في الجزيرة ودرست بمصر    شاهد بالفيديو.. الرجل السودني الذي ظهر في مقطع مع الراقصة آية أفرو وهو يتغزل فيها يشكو من سخرية الجمهور : (ما تعرضت له من هجوم لم يتعرض له أهل بغداد في زمن التتار)    شاهد بالصورة والفيديو.. الفنان أحمد محمد عوض يتغزل في الحسناء المصرية العاشقة للفن السوداني (زولتنا وحبيبتنا وبنحبها جداً) وساخرون: (انبراش قدام النور والجمهور)    الخارجية تنفي تصريحا بعدم منحها تأشيرة للمبعوث    آفاق الهجوم الروسي الجديد    كيف يتم تهريب محاصيل الجزيرة من تمبول إلي أسواق محلية حلفا الجديدة ؟!    شبكة إجرامية متخصصة في تزوير المستندات والمكاتبات الرسمية الخاصة بوزارة التجارة الخارجية    مناوي: وصلتنا اخبار أكيدة ان قيادة مليشات الدعم السريع قامت بإطلاق استنفار جديد لاجتياح الفاشر ونهبها    يوفنتوس يتوج بكأس إيطاليا للمرة ال15 في تاريخه على حساب أتالانتا    مانشستر يونايتد يهزم نيوكاسل ليعزز آماله في التأهل لبطولة أوروبية    مطار دنقلا.. مناشدة عاجلة إلى رئيس مجلس السيادة    عثمان ميرغني يكتب: السودان… العودة المنتظرة    إنشاء "مصفاة جديدة للذهب"... هل يغير من الوضع السياسي والاقتصادي في السودان؟    بعد حريق.. هبوط اضطراري لطائرة ركاب متجهة إلى السعودية    نهضة بركان من صنع نجومية لفلوران!!؟؟    واشنطن تعلن فرض عقوبات على قائدين بالدعم السريع.. من هما؟    د. الشفيع خضر سعيد يكتب: لابد من تفعيل آليات وقف القتال في السودان    الكشف عن شرط مورينيو للتدريب في السعودية    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني في الموازي ليوم الأربعاء    رسميا.. كأس العرب في قطر    وسط توترات بشأن رفح.. مسؤول أميركي يعتزم إجراء محادثات بالسعودية وإسرائيل    "تسونامي" الذكاء الاصطناعي يضرب الوظائف حول العالم.. ما وضع المنطقة العربية؟    عالم آثار: التاريخ والعلم لم يثبتا أن الله كلم موسى في سيناء    "بسبب تزايد خطف النساء".. دعوى قضائية لإلغاء ترخيص شركتي "أوبر" و"كريم" في مصر    شاهد بالصورة.. حسناء السوشيال ميديا "لوشي" تنعي جوان الخطيب بعبارات مؤثرة: (حمودي دا حته من قلبي وياريت لو بتعرفوه زي ما أنا بعرفه ولا بتشوفوه بعيوني.. البعملو في السر مازي الظاهر ليكم)    حتي لا يصبح جوان الخطيبي قدوة    5 طرق للتخلص من "إدمان" الخلوي في السرير    انتخابات تشاد.. صاحب المركز الثاني يطعن على النتائج    انعقاد ورشة عمل لتأهيل القطاع الصناعي في السودان بالقاهرة    أسامه عبدالماجد: هدية الى جبريل و(القحاتة)    "المايونيز" وراء التسمم الجماعي بأحد مطاعم الرياض    محمد وداعة يكتب: ميثاق السودان ..الاقتصاد و معاش الناس    تأهب في السعودية بسبب مرض خطير    باحث مصري: قصة موسى والبحر خاطئة والنبي إدريس هو أوزوريس    بنقرة واحدة صار بإمكانك تحويل أي نص إلى فيديو.. تعرف إلى Vidu    الفيلم السوداني وداعا جوليا يفتتح مهرجان مالمو للسينما في السويد    أصحاب هواتف آيفون يواجهون مشاكل مع حساب آبل    كيف يُسهم الشخير في فقدان الأسنان؟    روضة الحاج: فأنا أحبكَ سيَّدي مذ لم أكُنْ حُبَّاً تخلَّلَ فيَّ كلَّ خليةٍ مذ كنتُ حتى ساعتي يتخلَّلُ!    هنيدي ومحمد رمضان ويوسف الشريف في عزاء والدة كريم عبد العزيز    أسترازينيكا تبدأ سحب لقاح كوفيد-19 عالمياً    القبض على الخادمة السودانية التي تعدت على الصغيرة أثناء صراخها بالتجمع    الصحة العالمية: نصف مستشفيات السودان خارج الخدمة    تنكُر يوقع هارباً في قبضة الشرطة بفلوريدا – صورة    معتصم اقرع: حرمة الموت وحقوق الجسد الحي    يس علي يس يكتب: السودان في قلب الإمارات..!!    يسرقان مجوهرات امرأة في وضح النهار بالتنويم المغناطيسي    بعد عام من تهجير السكان.. كيف تبدو الخرطوم؟!    العقاد والمسيح والحب    أمس حبيت راسك!    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تسجيل الوطني الإتحادي تصحيح للإندماج غير الموفق مع حزب الشعب... بقلم: النعمان حسن
نشر في سودانيل يوم 20 - 05 - 2009

على الإتحاديين أن يقتنعوا أن الوحدة مستحيلة لإسباب موضوعية وليست شخصية
عضو هيئة القيادة للهييئة العامة ومساعد الأمين العام للإعلام
[email protected]
لم تكن الخطوة التي إقدمت عليها مجموعة من الفصائل الإتحادية المعتبرة هى مجموعة أزرق طيبةاهم اركان الحزب فى ولاية الجزيرة والحزب الإتحادي الهيئةالعامة التي شارك في مؤتمرها التاسيسي أكثر من ألف ومائتين إتحادي ومجموعة الحزب الوطني الإتحادي بجانب شخصيات مؤثرة من مجموعة السيد الميرغني والتي تم فيها التجاوب مع طموحات الإتحاديين بتسجيل الحزب الوطني الإتحادي لم تكن خطوة متعجلة بل لو جاء مولدها في الوقت المناسب لجاءت قبل ربع قرن لو أن طرفى الخلاف ادركا وبقناعة أن تحقيق الوةحدة الجامعة مع السيد محمد عثمان الميرغني وطائفته مستحيلة.وأن الأسباب ليست شخصية كما يصورها البعض لإن الشخصيات ظلت تتغير والأزمة ترواح مكانها ولا تحل بينما يظل طرف السيد واحد ثابت
لا يتغير.
نعم هو خلاف موضوعي وليس شخصي لإن الحديث عن حزب سياسي في نظام ديمقراطي لا بد أن يقوم على ركنين أساسيين هما:
1. ان يضم مجموعة متفقة في الرؤى السياسية تجاه الوطن ولا يمكن لإى حزب أن يقوم وأطرافه غير متفقة فى الرؤى.
2. أن تؤمن المجموعة على ان الحزب مؤسسة ديمقراطية يشكل المؤتمر العام أعلى سلطة فيها ومكابر من يدعي أو ينكر بأن السيد محمد عثمان الميرغني على خلاف جوهري مع القاعدة الإتحادية فى الرؤية السياسية التيقام عليها الحزب الوطني الإتحادي التي رسخ قيمها الشهيدين الأزهري والشريف حسين الهندي ورفاق دربهما كمن قادة الحزب ولا أظن أن هناك حاجة للتفصيل كما أن الميرغني على خلاف جوهري مع قاعدة الحزب فيما يتعلق بالمؤسسية التي يرفضها مبدأ
قد يبدو حديثي قاسيا بعض الشئ فى حق الشهيدين وقادة الحزب فهم لم يوفقوا يوم قبلوا إندماج الحزب الوطني الإتحادي وحزب طائفة الختمية فلقد غلب عليهم يومها حسن النية وربما تكون أوضاع السودان والمشكلات المحيطة به دفعتهم للإندماج ولكن هاهو الجزب بل والوطن يدفعان ثمن الوحدة التى تفتقد أي مقومات.
لقد كان الحزب على نقيضين طوال فترة إنقلاب مايو فبينما كان الإتحاديون يقودون الثورة ضد الدكتاتورية مقدمين زعماءهم شهداء للنضال ضدها كان الطرف الثانى بقيادة السيد محمد عثمان الميرغني مؤيدا ومشاركا فى مايو وفي 86 بعد الإنتفاضة كان يطرح قوانين سبتمبر برنامجا سياسيا للحزب وفارضا لرأيه الشخصي ومنفردا بإختيار مرشحي الحزبمن محسبويه ووهاهو تحت ظل دكتاتورية يونيو شريكا
بإسم الحزب الرافض مبدا أي تحالف مع دكتاتورية بل يتهدد من يجرؤ من قادة الحزب أن يوجه إنتقادا له وتهددهم فى مؤتمر إنفرد بإختيار المشاركين فيه بفصلهم إن خالفوا أوامره فهل هناك من يحتاج لمزبد.
ربع قرن من الزمن توالى تشتت الحزب وتشرزمه فى فصائل كانت جميعها علي نفس الخلاف مع السيد محمد عثمان وظلت متفقة على نفس المطالب التي لم تخرج عن المطالبة بالمؤسسية والديمقراطية والإلتزام بمبادئ الحزب الرافضة للدكتاتوريةوالسيد زعيم الطائفة لا ينصت إليها إلا من باب المناورة المؤقتة حتى يجهضها فافشل كل مشاريع_ الوحدة التي نادت بها هيئة دعم الحزب الإتحادي الديمقراطي التي عرفت بجماعة المهندسن ثم جماعة القوى الحديثة ومن بعدها الإصلاح والمؤسسية حتى أصبحت الفصائل اليوم أكثر من ستة فصائل هى واقع الجزب اليوم.
كثير من الحادبين على وحدة الحزب وعلى مبادئه ظلوا يكتبون عن معاناتهم من أجل تحقيق الوحدة ولعل ابرزهم الراحل الدكتور على ابوسن عضو المكتب السياسيو أقرب الأقربين للسيد فى القاهرة إبان مناهضتة دكتاتورية يونيوقبل أن يرتمي في أحضانها وكان قبل شهور من وفاته قد حرر رسالة خطيرة للسيد محمد عثمان في عام الفين وسبعة وضع فيها النقط فوق الحروفولعلنى انشر فحوى رسالته لخطورتها ولإنها جاءت معبرة عن واقع الحزب تخت هيمنة زعيم الطائفة الرافض دائما وابدا أن يخلع عباءة زعامة الطائفة والفصل بينها والحزب والى رسالة ابوسن
خطاب مفتوح إلى السيد محمد عثمان الميرغنى
بقلم على أبوسن
الأخ السيد عثمان،
هذه رسالتى الأخيرة إليك. فمنذ آخر رسالة وجهتها مع زملاء كرام قبل ثلاث سنوات أو يزيد، كان من بينهم المرحوم الأستاذ محمد توفيق والأساتذة محمد الحسن عبدالله يس وأمين عكاشة ومحمد سرالختم، لم أكتب. كانت تلك رسالة سبقتها رسائل من نفس المجموعة تهدف كلها إلى محاولة إقناعك بضرورة إصلاح الحزب حتى يكون توحيده ممكنا.
أمّا هذه فليست رسالة تأتى فى سياق الرسائل القديمة، وإنما هى رسالة أخيرة فى سياق آخر.
وإذا كنت أخاطبك من خلال الصحافة الألكترونية وسودانايل الغراء فلأننى أردت أن أخاطب الأتحاديين جميعا فى هذه اللحظات الحاسمة من تاريخ الحزب وتاريخ البلاد. أردت أن أخاطب جماهير الحزب وقياداته من الذين تابعوا المناقشات المكثفة خلال الأشهر الماضية حول مدى توفّر المعقولية أو المسئولية أو حسن النية فى دعوتك إلى عقد مؤتمر الحزب خارج أرضنا وبعيدا عن جماهيرنا. هؤلاء الذين أذهلهم إنفاقك الباذخ على تأجير الطائرات وشراء مئآت التذاكر من مختلف القارات وتأجير الشقق والقاعات والسيارات والأتوبيسات والذِّمم ، لتُحضِر من ترضى عنه وتَحرِم من لا ترضى . مَبالِغُ كان مُعْوِزُوا الخرطوم وضحايا القاش فى كسلا وثكالى النازحين فى دارفور وغيرهم من " الغبش " أولى بها.
وبما أن هذه فى الحقيقة رسالة تستشرف المستقبل وتحاول إنارة الطريق أمام الأتحاديين الذين استبدت بهم الحيرة أمام تصرفات قيادة تسعى جاهدة إلى تمزيقهم وتهميشهم ، فأنها ، فى الحقيقة أيضا ، رسالة وداع لك... ولذا فمن المناسب أن نضمنها كشف حساب يحكى لأجيال الحاضر والمستقبل بأمانة وصدق حكاية الزمن الردئ. ولن أقف فى كشف الحساب هذا إلاّ على المحطات الرئيسية :
الأخ السيد عثمان،
1 لقد آلت حال الحزب منذ أن تولّيت قيادته دون أنتخاب أو اختيار 1985 إلى درجة من التدنى فى الأداء والألتزام والجدِّية جعلت معظم المهتمين بالقضايا العامة فى السودان ينفرون منه ويبتعدون عنه حتى أصبح القاصى والدانى يجابهنا بأنه حزب لا مستقبل له ، لأنه عاجز عن تنظيم نفسه، عاجز عن بلورة أفكاره ، عاجز عن إيقاف حروبه الداخلية ، عاجز عن أيقاف غزو المرتزقة الذين يتسللون إلى قيادته " غواصات " من أحزاب أخرى ، عاجز عن أستيعاب المثقفين ، عاجزة قيادته عن الحديث إلى أجهزة الأعلام والحوار فى الندوات الثقافية ، عاجز عن أن يحدد لنفسه مهمة أو هدفا.
2 نشأ هذا الحزب الذى يمثل الحركة الوطنية السودانية كحزب مفتوح لجميع السودانيين كى يتولوا المناصب القيادية فيه بما فى ذلك رئآسته. ولكنه أصبح على يد سيادتك حزب أًسْرَة معينة هى " أسرة السيد على المرغنى "، ولا أقول " أسرة المرغنى" لأن بعض فروع هذه الأسرة مبعدة عن المناصب بل عن المساهمة. وبما أننا مجتمع ما زال فى طور النمو فأن تقليد "الرئآسة مدى الحياة " الذى يشوّه أداء تنظيماتنا السياسية يحقق مسعاكم فى جعل قيادة هذا الحزب فى يد أسرتكم الكريمة المعروفة بالمعمِّرين إلى ما شاء الله. وقد حققتَ هذا الهدف تماما فى مؤتمر القناطر حيث قام أتباعك ومعاونوك بتنصيبك رئيسا وتعيين شقيقك نائبا لك وتعيين أبنك عضوا فى اللجنة القيادية وخليفة لك فى الأنتظار.
وقبل أن أغادر موضوع مؤتمر القناطر لاحظت أنك قلت فى خطابك الأفتتاحى أنك دعوت كل قيادات الحزب إلاّ من أمتنع عن الحضور... وأنت ونحن نعرف أنك لم تفعل. كدت أقول الآن : أننى أربأ بك عن ذلك.. ولكننى تذكرت أننى قلتها لك وعنك مرات عديدة حتى لم أعد أعرف : عَمَّ أربأُ بِكْ.
3 تشجيعك للخلاف والشقاق أوقع الحزب فى أقبح المواجهات والملاسنات، وجعل قادته موضع سخرية وأستهزاء القياديين والعاديين من الأحزاب الأخرى وجماهير الشعب. وكان دأبك على تمزيق الأتحاديين قد بلغ قمّة اللامعقول Absurdity حينما قررت فتح الدوائر الأنتخابية المضمونة ليترشح فيها أكثر من أتحادى واحد 1986 لتُوسِّعَ دائرة الشقاق بين الأشقاء وتبعدهم عن مواقع السلطة. وكانت إجابتك حينما سألك الناس عن ذلك أنك تفضل الحصول على مقاعد قليلة تشارك بها حزب الأمة فى ا لحكم بدلا عن وجود عدد كبير من الأتحاديين يحاورونك ويسائلونك. وكانت النتيجة أن الحزب أصبح رقم " 3 " فى البرلمان وكان فى يوم من الأيام رقم " 1".
وخلال فترة الديمقراطية الأخيرة وقفت ضدّ كل المحاولات التى كان يقوم بها الحادبون على مصلحة الحزب ومنهم رجال من داخل صفوفك مثل الأستاذ سيد أحمد الحسين والحاج أحمد عثمان عبدالسلام وغيرهم للجمع بينك وبين قيادات الأتحاديين ، شركاء الختمية فى الحزب الموحّد والفصيل الأكبر فيه. وظللت تؤجِّج نار العداء الوهمى بين جماهير الختمية والأتحاديين حتى أنتهيت الآن إلى حفر فجوة هائلة بين الأتحاديين وبين شخصك ولكنك لم تنجح فى إبعاد جماهير الختمية عن أنتماءآتهم الأتحادية لأنّ كثيرا منهم غير راض عما تفعل.
وحينما أنتقلنا إلى المعارضة كان أهتمامك منصبّاً على إبعاد الأتحاديين عن مواقع تمثيل الحزب فى المعارضة مع أن الأتحاديين هم الذين أعلنوا أول بيان للمعارضة فى الخارج وأنت فى السعودية وفى منزل واحد منهم عقد أول أجتماع للتجمع الوطنى فى الخارج لأنهم كانوا أصحاب مبادرة فى تجميع الصفوف ، وقد أرسل الناطق الرسمى باسمهم أول برقية إلى الملك فهد تستنكر تأييد حكومة الترابى لغزو صدام للكويت نشرتها الصحف السعودية فى عنوانها الرئيسى كما نشرت رد الملك فهد عليها شاكرا ومقدرا... وكانت تلك البرقية سببا فى إيقاف قرار طرد السودانيين من المملكة كما أخبرنا بذلك سفير المملكة بالقاهرة.,,, فماذا كان ردّ فعلك على ذلك النشاط من الأتحاديين ؟؟ لقد تملكتك الغيرة فى وقت كنا نتوقع فيه أن تفرح بنا ، فحضرتَ إلى القاهرة وشرعت فورا فى بثّ الفتنة بيننا وطالبت بأبعاد المتحدث الرسمى باسم الحزب هذا الذى " تسرّع فى إعلان المعارضة باسم الحزب" ، وبادر بمخاطبة الملك فهد لحماية السودانيين وإدانة حكومة الأنقلاب، وأجتهد فى إجراء الأتصالات وتنظيم المسيرات باسم المعارضة. ثم واصلتَ الجهود لوأد العلاقة بين الأتحاديين والختمية ولم يهدأ لك بال حتى وضعت أتباعك الخواص فى أعلى مراكز الحزب والمعارضة وأبعدت من كانوا معك من الأتحاديين والمخلصين من الختمية.
4 بغضك للمثقفين وضيقك بهم كان وراء مأساة العلاقة بينك وبين أناس لم يرفضوا وضعك فى المقدّمة ولم يحاولوا منافستك على القيادة. أسميها مأساة لأنك تخصّ بالكراهية والضيق مثقفى الحزب وتتعمد أستبعادهم كلما أحتجت إلى من يفكر أو يكتب أو يتحدث اللغة الأجنبية وتستجلب أناسا من خارج الحزب ليعاونوك على كتابة رسالة أو صياغة فكرة أو إجراء مقابلة مع أجنبى ومثقفوا حزبك مبعدون يضربون كفا بكف. لقد حاولنا أن نمنحك الطمأنينة على موقعك بشتى الوسائل ولكننا عجزنا عن إزالة هاجس المخاوف الذى ينتابك من ا لمثقفين والذى يصور لك أنهم هم الأعداء الحقيقيون لك. فحاولتَ دائما أن تهينهم وتكسر شوكتهم باستقدام كل من تبعث به الأحزاب الأخرى لكى يتجسس عليك وما زلت سادرا فى هذا حتى مؤتمر القناطر الذى أدخلت فيه إلى اللجنة التنفيذية واحدا من هؤلاء. كلّ ذلك جعلنا نقتنع بأنك لم تفارق مقولتك الشهيرة " أنا ما حأكرر غلطة السيد على الميرغنى لما أتعاون مع المثقفين بقوا زعماء " وهذه غلطة منك أنت . فمن ناحية لم يكن السيد على نفسه ليقول ذلك عن الأزهرى وزملائه لأنهم كانوا زعماء بالأصالة ، ومن ناحية أخرى لم نكن نحن ممثلى الوطنى الأتحادى فى الحزب الموحد نرغب فى منافستك على زعامة الحزب.
5 رفضك القاطع للديمقراطية والمؤسسية زعزع أركان الثقة بالحزب وسط جماهيره التى
تجرعت المرّ وهى ترى حزب الأمة الذى كان متهما بالتبعية العمياء يعقد مؤتمراته وينتخب قياداته ويحتكم إلى جماهيره حتى فى مسألة " الأمامة " ... وترى حزب الدكتاتورية والقهر والتخلف الذى وثب على السلطة يعتمد الديمقراطية الحزبية التى حَرَم منها الشعب منهجا له للوصول إلى قراراته وتشكيل قياداته... بينما قيادة الأتحاديين لا تعتمد إلاّ المراوغة والتهرّب والأقصاء وزرع الفتنة وشق الصفوف وتأليب الختمية على الأتحاديين، وتنتهى إلى رفض عقد المؤتمر العام للحزب وتنفق الملايين بسخاء لتجلب الوفود إلى خارج السودان ظنّاً منها أنهم أرِقّاءُ السياسة وليس حضورهم فى الحقيقة إلاّ تعبيرا عن ضيعة الأتحاديين وهوانهم على الناس.
ونحن نعرف تماما تكتيكك المفضل فى امتصاص غضب الأتحاديين، الذى يبلغ الحلقوم بين فينة وأخرى، مطالبين بعقد المؤتمر العام واعتماد المؤسسية ، فكلما طغى هذا الغضب وأصبح مهدِّدا لك لجأت أنت إلى مخادعة الجماهير والقيادات بتقديم المشروعات الوهمية لأقامة المؤسسة الديمقراطية ودعوت إلى مؤتمر مفبرك يحضره مندوبون بالطائرات من بلاد عديدة ويبصمون على ما تريد مثل مؤتمر المقطم ومؤتمر القناطر وغيره من المؤتمرات العديدة التى دعوت إليها دون أن تعقدها بهدف إجهاض الأحتجاجات وقتل الموضوع. تستطيع كما قيل أن تخدع كلّ الناس لبعض الوقت ولكنك لا تستطيع أن تخدع كلّ الناس كلّ الوقت.
6 وأمتدادا لضيقك بالمثقفين تفاقم عندك الحرص على رفع شأن الذين لا يعلمون فوق الذين يعلمون، والأصرار على تقريب واصطحاب العناصر الغريبة والمشبوهة والأقل خبرة. فأنت ما زلت منذ الأنتفاضة تنقِّب فى التوابيت لتستخرج منها جنائزَ تقود الحزب وتكون واجهة له تحت أشرافك المباشر حتى أصبحت مواقع القيادة ومنافذها مسرحا للأشباح.
وحتى فى إطار أسرة المرغنى فأن حرصكم على تولية وتقديم الأشباح أدى إلى إهمالكم الغريب لأبناء الختمية فى كسلا أحفاد عمكم شقيق والدكم "السيد أحمد" شريك والدكم الطبيعى فى كلّ شيئ وهم مفخرة هذا البيت ذكاء ووطنية وإحساسا بالجماهير، بل يثير الدهشة فى أساليبكم هذا التآمر ا لمستمر ضدّ " محمد سرالختم" الذى دفعته مؤآمراتكم إلى العودة إلى السودان والأنضمام إلى حزب المؤتمر الأنقلابى. فهل " يَرْكَنُ فى الدُّنيا إليك خليلُ " يرغب فى القيام بدوره الوطنى فى هذا الحزب ؟؟
7 أتضح بجلاء أن ضيقك بالنصح والمشورة يكمن وراء هذا النفور والأستبعاد ،
وما زال
الأتحاديون يتذاكرون موقفك بعد أن فرغنا من إعداد وثائق مؤتمر أسمرا 1995 الذى ساهم فيه الأتحاديون بوضع فكرة " حقوق الأنسان " بدلا عن فكرة " العلمانية " أو رفض الدين. وكانوا هم الذين أصروا على مناقشة " القضايا المصيرية " بينما كان بعض أعضاء التجمع يخاف من أثارتها فى مؤتمر أسمرا. وحينما عدت أنت من غيابك وبدأ العدّ التنازلى للسفر وتكوين الوفد المسافر قالوا لك : من الطبيعى أن يذهب محمد سرالختم وعلى أبوسن لأن الأول زعيم معروف هناك وقبائل المنطقة منهم أخواله والثانى قبيلته الشكرية حدودها مشتركة مع أرتريا وبعضهم يسكن داخلها وهو متزوج أبنة ناظر البنىعامر ونصفهم فى أرتريا، فكان ردك : (عشان كده ديل الأثنين ما يكونوا فى الوفد ، عايزينّهم يبقوا لى زعما هناك؟‍!!) فسافرت بوفد لم يستوعب ما أُعِدّ من وثائق وظهر جليا عجز الحزب وهوانه أمام هامة د. قرنق العالية وانتهيتم إلى توقيع أتفاق معيب يسمح بتقرير المصير قبل إجراء انتخابات عامة يعرف فيها شعب الجنوب والشمال قادتهم ليتحقق الأستقرار أيا كان الخيار.
وما زال الأتحاديون يتذاكرون كيف أن رجالا شرفاء مثل الأساتذة مرغنى سليمان وأمين عكاشة وغيرهم شباب كثير كانوا من أقرب الناس إليك ضقت بنصحهم المخلص فضاقوا بك، وجفوتهم فجفوك، وأبعدتهم فأبعدوك.
وما زال الأتحاديون يتذاكرون كيف سقط وفارق الحياة بفعل الغيظ وجرح الكرامة والضيم رجال أعطوك من جهدهم ومالهم وذات أنفسهم ما شهد به الأعداء ثم فوجئوا بالخذلان والعقوق لمجرّد إبداء رأى مخالف لك. منهم د. عثمان عبدالنبى وإبراهيم حمد ويوسف أحمد يوسف وغيرهم كثير.
8 فَهْمُك لاتفاقية توحيد الحزبين " الوطنى الأتحادى " و " الشعب الديمقراطى" ينطوى على الرغبة فى الظلم والتشفى والأذلال للأتحاديين وهذا واضح، ولكنه ينطوى أيضا على المكابرة والأفتراض بأنك أذكى من والدكم السيد على وأقدر منه، وكان رحمه الله يعرف الأضرار الكامنة فى محاولة تولى رئاسة الحزب من جانبه فقرر ترك تلك المهمة لمن هم أعرف بها وأقدر
عليها ، ولم يكن السيد على فى موقف ضعيف أو مُتَهَاوٍ بل على العكس كان صاحب نفوذ وكلمة داخل الحزب الموحد برئآسة المرحوم الأزهرى. وكان ألأجدر بك أن تستجيب لندآت الشيخ الجليل حمد كمبال ومئآت " خلفاء " الختمية الذين ناشدوك وما زالوا الأبتعاد عن هذا "الدَّرْب الغِوِيْتِسْ " الذى سلكته بنا فأضعت سنوات عمرك وعمرنا، نحرث فى البحر.
ويُعتَبر إصرارك على رئآسة الحزب تنكُّرا للأسس التى قامت عليها إعادة توحيد الحزبين الأتحاديين وتوزيع الأدوار بين القيادات ، ومن الواضح أنك قررت الأستفادة من الفراغ الذى خلّفه رحيل قيادات الصف الأول من الوطنى الأتحادى قبل الأنتفاضة فحاولت أن تَكُونَ أنت الواجهة الوحيدة للحزب ساعيا بذلك إلى فرض واقع جديد متنكّر لأسس التوحيد فقررت أن تكون رئيساً للحزب والطائفة معا.
وربما دار بخَلَدِك أن من حقّك أن تجارى السيد الصادق المهدى الذى تحول ببيت المهدى من " رعاية " حزب الأمة إلى رئآسته. ولكن الفارق كبير، فبغض النظر عما أثبتته تجربة السيد الصادق بصورة قاطعة من أن حزب الأمة لن يفلح ما لم يخرج من جلابيب" حزب الأُسْرة " وتصبح رئآسته مفتوحة لكافة أبناء الشعب ، فأن طموحات الصادق المهدى مبررة بعلمه وثقافته العالية ونظرته التحديثية، وإن لم تنجح هذه المؤهلات فى إخفاء الصورة التى ظلّ يتردد طويلا بين نزعها والأنطلاق خارجها وبين الأستسلام لقيودها وأصفادها المعيقة سياسيا صورة الزعيم الدينى، الأِمام، شيخ الطريقة واجب الطاعة. أما حالتك يا أخى السيد محمد فأنها تختلف. ذلك أن جماهير الأتحاديين ، وحتى الختمية ، هى جماهير مناطق الوعى التى أنجبت الزعماء الوطنيين التقدميين المثقفين العلماء الذين قادوا النضال وحققوا الأستقلال. ولعلّ حزب الأمة كان سيكون أقوى وأكثر تماسكا لو أن السيد الصادق أكتفى بموقع المفكر والقائد الروحى وله فى ذلك باعٌ لا يُدانَى ، والأمر هو هو بالنسبة إليك لو أكتفيت بالزعامة الروحية. . وعلى أية حال ، فالمقارنة غير قائمة أصلا، لا شكلاً ولا موضوعاً.
(9 ) وُلِد حزب " الأشقاء " والأحزاب الأتحادية فى أحضان الجمعيات الأدبية ثم مؤتمر الخريجين. وكانت الثقافة والعلم والأدب والشعر وتذوّق الفنّ والجمال هى سمات القادة وصفاتهم ومدار أُنْسِهم وأحاديثهم ومناجاتهم للخالق المبدع... ثم جاء عصرك يا أخى عثمان ... ويا لها من فاجعة !!! أقفرت الرياض ، وسكتت العصافير المغرّدة ، وحلّت الطبول الجوفاء، والنميمة العرجاء، وصيحات " أبوهاشم " بأصوات البِغال، محلَّ فصيح العبارة وبليغ الأشارة وجيّد الشعر وراقى المشاعر. وكم أحسست بالغربة وأنا أجلس معك وحاشيتُك بين يديك فأفتح عينى على كثير منهم ولكن لا أرى أحدا، وكم نازعنى بيت شعر فى جلساتكم فأنظر حولى وأخنقه فى صدرى لأننى أعرف أنه سيقع على "العتمور".
10 لقد قمتَ باستغلال قوة الدفع الكامنة فى الزخم التاريخى لاسم " الأتحادى " واستخدمتها فى سبيل إثبات وجود ضبابى وتكديس أموال سريّة لا يعرف قادة الحزب مصادرها كلها ولا شروط منحها لك. ولكنك تعمّدت عدم أستغلال قوّة الدفع تلك من أجل توحيد الأتحاديين فانهارت على يديك صورة ذلك الحزب الأتحادى العملاق الذى بهر السودانيين بمقدرات قادته ومواهبهم وبراعاتهم ونُبْل نفوسهم وعطائهم من ذات أنفسهم ،وعجزتَ عجزا مزريا عن إبراز مَقدِرات الحزب وأدائه وفكره ووطنيته ، فقزَّمْتَه وقد كان مارداً ، وأخرستَه وقد كان ناطقاً ، وأعجزتَه وقد كان قادراً ، وجمَّدتَه وقد كان بحراً زاخراً.
أخى السيد عثمان
لهذه الأسباب وغيرها مما آثرت عدم ذكره الآن، أقول لك أنك لا تصلُح لأن تكون زعيما أو رئيسا للأتحاديين ، وأنك غير مؤتمن على هذا الحزب.
وللأتحاديين أقول:
نحن الآن فى مفترق طرق فاصل ، وقد صبرنا على تعدّى السيد عثمان المرغنى واستيلائه دون وجه حق على قيادة الحزب الموحد مع إبعاد كلّ العناصر التى تمثّل الفصيل الأكبر الوطنى الأتحادى. وقد كان بين صفوفنا ، وما زال ، نفرٌ يظنون أن هناك أملاً فى إصلاح ما أفسدته قيادة المرغنى.ولكن الحقيقة غير ذلك تماما.
ولست بحاجة إلى تكرار الأسباب التى أقنعت عددا كبيرا من الأشقاء باستحالة إصلاح ما فسد ، فقد أوضحتها فى خطابى المفتوح إلى السيد عثمان المرغنى فى الصفحات السابقة.
ويكفى أن أشير إلى سبب إضافى واحد وهو أن مصير السودان يقرر الآن فى غياب الأتحاديين، الممثلين الشرعيين للحركة الوطنية. ومحمد عثمان هو المسئول الأول عن هذه الخيبة وهذا الغياب. وقد كتب بعض الأشقاء مؤكدين مسؤليته : ( لم تتحرك قيادة المرغنى فى أتجاه تعبئة الجماهير الأتحادية خاصة،والشعب السودانى عامة فى أتجاه فضح وتعرية قوى الهوس الدينى وعزلها وضرب مواقعها واجتثاث جذورها وتجفيف منابعها والتبشير بسودان المستقبل ، بل أن هذه القيادة ساهمت بصورة مباشرة فى تقوية تلك القوى الظلامية حينما تقدّمت إلى الرأى العام السودانى بمسودّة لما أسمته " دستور إسلامى " بعد الأنتفاضة مباشرة جاءت أشدّ بؤساً ونكيراً من مشروعات قوى الهوس والظلام )
ويكفى أننا مغيّبون تماما عن الساحة بينما تعمل قوى التخلّف نيابة عن الشمال فى نيفاشا على هدم مقوّمات الهويّة السودنية بالأصرار على دعوى التمايز الثقافى ، الذى يلبسونه ثوب الخصومة الثقافية والعقائدية بين الشمال والجنوب فى حرص أعمى على تقسيم أبناء
القطر الواحد ثقافيا على أساس دينى ، مما جعل مفاوضات السلام فى نيفاشا تقوم على قاعدة تكريس التمايز والخصومة الثقافية المزعومة بين جنوب الوطن وشماله ، وليس على أساس توحيد البلاد وتعايش الثقافات فى ظلّ نظام حضارى مستنير. وهو ما كان ينبغى أن يدعو إليه حزبنا الذى أصبح مختطَفا ورهينة تزايد على الجبهة الأسلامية فى ضروب المتاجرة بالدّين.
دعوة إلى مؤتمر أتحادى لفضِّ العلاقة مع قيادة الختمية.
أيها الأخوة والأخوات ، الأشقاء والشقيقات،
لقد تمت إعادة توحيد الحزب الوطنى الأتحادى مع حزب الشعب قيادة الختمية سنة 1967 تحت ظروف ضاغطة ومخاوف مما كان يحاك ضدّ التوجهات التحررية للسودان بقيادة الزعيم أسماعيل الأزهرى، وبسبب التعجّل فى أتخاذ إجرءآت التوحيد والخوف من أن تتحفّظ عليها جماهير " الوطنى الأتحادى" ولجانه بسبب تأييد المرغنى لدكتاتورية الجنرال عبّود ، رأت قيادة الأتحاديين إرجاء عرض قرار التوحيد على مؤتمر عام للحزب لتصبح إجازته قانونية وملزمة. ومن ناحيتها لم تهتم قيادة الختمية بعرض الأمر على جماهيرها ولكنها تعهّدت بالوفاء للأتفاق. ثم جاء أنقلاب مايو بهدف إجهاض هذه الوحدة واعترف د. أحمد السيد حمد فى الصحف باشتراك محمد عثمان المرغنى فى الإعداد للأنقلاب وأنه نقل جزءً من أسلحة الأنقلابيين وخزّنها فى مزرعته بقرية " تنقاسى " . فبالأضافة إلى نقصان شرعية قيام الأتحادى الديمقراطى جاءت الخيانة ، بعد التعهّد والعهد ، لتجعل فكرة الوحدة مهزلة، وكان على رأسها ولىُّ عهد السيد على المرغنى ( فَوَا عَجَبا ً أنْ وُلِّىَ العهدَ غادِرُهْ )
ولم نكن لنثير هذه المسائل وننبش الماضى لو أنّ الوحدة ونحن وحدويون سارت فى أتجاهها المرسوم أو ألتزمت بأسسها الصحيحة.
لكلّ ما سبق ذكره ، فأننى أدعو الأتحاديين والأحرار الصادقين من الختمية، وهم كُثْر، إلى إجراء مشاورات عاجلة لعقد مؤتمر جامع للقيادات :
1 للنظر فى مستقبل الحركة الأتحادية ،
2 وأتخاذ القرارات الكفيلة بأنشاء حزب أتحادى حر يعتبر أستمرارا لنبض الحركة الوطنية المستنيرة،
3 واتخاذ قرار بفضِّ العلاقة نهائيا مع قيادة محمد عثمان المرغنى ومن تبعه من المحسوبين على الأتحاديين أو أحرار ألختمية.
4 أختيار قيادة جديدة للأتحاديين .
قيادة أمينة صادقة تتمتع بالشفافية والأستقامة السياسية .
قيادة تعتزّ بالتاريخ الوطنى للأتحاديين.
قيادة مثقفة مستنيرة واعية ترفع أسم حزبنا بين الأحزاب التى يقودها كلها رجال مثقفون.
قيادة تقدّم المبادرات ولا تعمل بردود الأفعال.
قيادة تعتمد الفكر والدراسة سبيلا للوصول إلى القرار.
قيادة لا تسعى بين أبنائها بالفرقة والنميمة والخصام.
قيادة تتميّز بالشجاعة والقدرة على المواجهة.
قيادة تشرفنا أمام أجهزة الأعلام ،ولا ترتعب وتقبع فى جحورها خوفا من مواجهة الميكروفون والكاميرات والأسئلة الصعبة.
قيادة تعرف العالم وما يجرى فيه والأفكار التى تحكمه والأساليب التى تفكّر بها شعوبه.
قيادة تمثّل كلّ المبادئ والقيم والمرتكزات الفكرية التى نؤمن بها كوطنيين وحدويين، نسعى إلى العدالة الأجتماعية وإلى حريّة الفكر فى إطار حرّية الفرد ، وديمقراطية التنظيم ، وحكم المؤسسة.
5 أية مواضيع أخرى يقرر المؤتمر مناقشتها.
هذه هى رسالتى ، وهذا هو أقتراحى لكل الأشقاء والشقيقات فى هذا المنعطف التاريخى الهام. فيا رجال وأبناء وأحفاد قادة الحركة الوطنية المجيدة.. هُبّوا للدفاع عن حقّكم فى الكرامة والمستقبل.
إنتهت الرسالة.
وجاءت خاتمة مواقف السيد محمد عثمان الميرغني حاسمة وفاصلة بصفة نهائية أصابت من تبقى فيهم قليل من أمل فى أن تتبدل مواقفه ويعمل على توحيد
الحزب عندما تداعىت كل فصائل الإتحاديين واستقبلته في جمع شكل إستفتاء اخرس السنة كل من شككوا فى قوة الحزب وصمود قاعدته عندما عاد للوطن لتلقي العزاء في وفاة شقيقه ونائبه في رئاسة الحزب رحمة الله عليه وكانت تلك اخر فرصة للسيد فخيب املهم وهو يصفهم بالمنفلتين ويطالبهم بالعودة لحظيرة حزب الرجل الواحد فهل بقى بعد تمسكه بموقفه غير أن تحزم الفصائل أمرها وتسجل الحزب الوطني الإتحادي لتعيد تاريخه وبنائه دون عجلة في امرها ثقة في أن الحزب سيعيد صياغة مستقبل السودان فى يوم نراه قريب حتى لو راهن البعض على أنه بعيد وغدا تعود كل قوى الوسط والحركة
الوطنية لمكانها الطبيعي في حزب الحركة الوطنية لتؤسس لمؤسسة حزبية ديمقراطية تسير على هدى ,,وعلى طريق الشهيدين الأزهري والشريف حسين
ولقد كتبت شخصيا سلسلة من الحلقات حول نفس الموضوع تعرضت فيها للكثير من ردود الفعل من إتحاديين اراهم الأن يتقدمون الصفوف لتاسيس الحزب الوطني الإتحادي ولعلني اعيد اليوم نشر جزءا من الحلقة الأولى وكانت تحت عنوان )هل يمكن للحزب الإتحادي أن يتوحد تحت فيتو السيد وهاهي رسالة
ابوسن تقول لايمكن وهاهم الإتحاديون يدركون الحقيقة فهنيئا للوطن وللحزب وهاهم امام الخياربين الطريقين
هل يمكن للحزب الإتحادى أن يتوحد تحت فيتو السيد
عشرون عامآ بين هيئة الدعم والهيئة العامة والحزب يراوح مكانه
سافروا للقاهرة يعلقون امالهم على ديمقراطيته فعادوا يؤكدون دكتاتوريته.
الحلقة الأولى
النعمان حسن
[email protected]
بعد عشرين عاما من حديث الاتحاديين اللذى لم ينقطع طوال هذه المدة وضع السيد محمد عثمان الميرغنى حدآ لهذا الجدل عندما سد الطريق بصفة نهائية امام كل المحاولات لجمع الصف بعد أن أعلن رأيه فى هذه الوحدة صراحة و لإول مرة عندما خاطب اعضاء مكتبه السياسى المائة واللذين توافدوا نحو القاهرة وقالها لهم بصراحة تحمد له:
من يريد منكم ان يكون له راى فى الحزب وأ، يكون شريكآ فى القرار عليه مغادرته فورآ (فالباب يطلع دبابة)كما نقلها بعض الرواة من شهود العيان قالها وهو يعلن عليهم قراراته اللتى جاء ت مخالفة لكل ما تطلعوا إليه عندما توهموا انهم امام مؤسسة حزبية الرأى فيها يتم تداوله ديمقراطيا .
كان حديثه فاصلآ تجاوب معه من لايرفض أن يرهن إرادته (للسيد) و إستقال من لايتنازل عن حقه فى ان يكون له رأى الأستاذ عادل سيداحمد نموذجا ومنهم من جاء مخادعآ لنفسه تبريرا للخضوع للرأى الواحد ومنهم من لا يرى لنفسه موقعآ بغير الولاء المطلق (للسيد) .
لم يعد أمام الاتحاديين مجالآ للمغالطة فالخط اصبح فاصلآ بين من يرفعون شعار (نحن نؤيد حزب السيد) وبين من يرفعون شعار (نحن مع المؤسسية فى الحزب)وبهذا ليس هناك مكان للإقنعة اللتى تزايد بوحدة قائمة على المؤسسية على رأسها (السيد). أعرف إن حديثى هذا سوف يعنى عند العض دعوة إنقسامية ولكنها فى الحقيقة
دعو للتعامل مع الواقع (فالسيد) هو اللذى حسم القضية واعلن انه لاخيار بين ألإنعتاق من التبعية او القبول بحزب يقوم على حق الفيتو لرئيسه اللذى يرفض للإتحاديين حتى حق ان ينتخبوه رئيسا وهو يعلم أنهم لن ينتخبوا غيره لو تنازل لهم عن هذا الحق شريطة أن يكونوا شركاء فى القرار ولهم حق محاسبته إن أخطأ هل يمكن لحزب ان يقوم على مؤسسة ديمقراطية تحت الفيتو اللذى يجعل رئيسه هو اللذى يعين نفسه رئيسآ وهو اللذى يقرر ولايحاسبه أحد أعتقد إن السيد كان شجاعآ وموفقا وهو يضع حدا لهذا الجدل اللذى إستنفذ من الاتحاديين عشرين عاما من التنظيمات اللتىتذهب وتعود كلها تأمل فى ان يصبح الحزب مؤسسة ديمقراطية على راسها (السيد) إلا انه كشف عن رغبته المؤكدة فى انه يريده حزبا خاضعآ لإرادته وحده وعلى ألإتحادى ان يختار بين البقاء تحت شروطه
وبين البحث عن حزب إتحادى أخر.
سافروا اليه هم الجماعة ولم يحضر اليهم هو الفرد اللذى لم تعد له اى مشكلة مع نظام الحكم تحول دون حضوره ليوم واحد للخرطوم بطائرة خاصة لن يمانع النظام فى توفيرها له بعد ان اصبح أكبر حلفائه حتى إن بقاؤه خارج السودان لمهام كلفه بها رئيس الحكومة ولم تكن مهام مكلف بها من الحزب او لمعارضته للنظام وسافروا
إليه تحت إعتقادهم الخاطئ بأنهم كأعضاء مكتب سياسى شركاء فى القرار و أن القرار للإغلبية وحملوا معهم بعد مداولات مشروعات قرارات منها ألإنسحاب من حكومة الوحدة الوطنية لوجودهم الديكورى فيها,مبادئ الحزب لا تسمح بالتحالف مع دكتاتورية فعادوا من هناك يحملون تعليمات (السيد) اللتى رفضت لهم أن يقتربوا من المنطقة المحظورة وهى مناقشة المشاركة بل عادوا يحملون معهم لجنة محاسية لك من يجرؤ على إنتقاد الحزب الحاكم أ, الحكومة اللذى إعتبره (السيد) إنفلات(أآخروج عن بيت الطاعة وتنفيذ الأوامر السيادية) بل حرمهم هذه المرة أن
يجيزوا له رغباته فى مظهر ديمقراطى حتي من باب التمثيل والزيف كما تعودوا او عودوه في المرات السابقة فى المقطم والقناطر ألأول الثانى فحرم فرقة الكمبارس من أن تكابر بديمقراطية يعلمون انها لا وجود لها (فالسيد) هذه المرة قرر أن يضع نهاية لهذه المسرحية سيئة ألإخراج حيث يصبح إجتماع المكتب السياسي لتلقى التعليمات مباشرةوهو ما سيوفر ألأموال اللتى تصرف لسياحة أعضاء المكتب السياسي بالقاهرة فالتعليمات يمكن ان تصدر كتابة لاتحوجهم للسفر .
كما إن ( السيد) كان ذكيآ هذه المرة و هو يمهد للحزب بعد عودته اللتى باتت قريبة فقرر ان يسبق عودته بموقف واضح لوضع اى حد لإى إنفلات أي جهه عند عودته اللتى رفض لهم أنتكون تظاهرة حزبية تشرف عليها لجنة رشحوها لهذا الغرض فأعلن ان عودته حدث قومى وليس حزبى بما فى ذلك المؤتمر الوطنى اللذى أصبح كما قال مكلفآ بمهام منه وبقى بالخارج بناء على رغبته لإداء هذه المهام وبهذا اراد أن يكفى نفسه شر ألإنفلات فى حضرته فقالها بأعلى صوت :
من ليس لديه ألإستعداد لطاعة الرئيس بلا مناقشة فليبحث له عن حزب أخر والرسالة موجهة بصفة خاصة لنائبه وللإمين العام اللذان إستهدفهما تكوين لجنة الإنضباط .
وفى إعتقادى إن هذه الخطوة إنما تتوافق فى حقيقتها مع دستور الحزب المؤقت اللذى أجازه مؤتمر المقطم بمسرحية ديمقراطية هزلية قبل عشرة سنولت واللذى نص على انه لايجوز لإى إتحادى ان يشارك فى لجنة للحزب او المؤتمر العام إلآ إذا ادى قسم مبايعة (للسيد) يقسم فيه ان يطيع تعليماته. وأظن ما ينقص المكتب الياسى هو حقآ اداء هذا القسم الملزم بنص الدستور المؤقت سارى المفعول حتى إنعقاد المؤتمر إن كان هناك سمة داعى لما يسمى مؤتمر رئيسه معتمد مسبقآ وقراراته ملزمة للمؤتمر.
حسنا فعل (السيد) وهو يعلن الخط ألأحمر بعد أن اصبحت الضرورة تستوجب ذلك فمن يريد أن يبقى إتحادى فى حزب رئيسه مدى الحياة (السيد) قراراته فيتو يرثه من بعده(بعد عمر طويل) إبنه ثم أحفاده من بعده يبقى فى عضويته ومن يرفض ذلك (فالباب يطلع دبابة)
إذن لم يعد بحق لنا ان ننتقده او نرفض له هذا الفيتو فهذا هو الحزب اللذى يريده ومن يرى حزبآ إتحاديا بلا فيتو للسيد لاشئ يجمعه إذن معه وهكذا وضع (السيد) حدا للإنفلات التنظيمى فوعاء الحزب الإتحادى لم يعد مؤهلآ للجمع بين دعاة المؤسسية و(السيد) وكفى الله المؤمنين شر الصراع .وتبقى الكلمة لقاعدته ان تختار بين الطريقين.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.