هنري يكشف عن توقعاته لسباق البريميرليج    تعادل سلبي بين الترجي والأهلي في ذهاب أبطال أفريقيا في تونس    تعادل باهت بين الترجي والأهلي في ذهاب أبطال أفريقيا    ((نصر هلال قمة القمم العربية))    باير ليفركوزن يكتب التاريخ ويصبح أول فريق يتوج بالدوري الألماني دون هزيمة    كباشي يكشف تفاصيل بشأن ورقة الحكومة للتفاوض    متغيرات جديدة تهدد ب"موجة كورونا صيفية"    مقتل مواطن بالجيلي أمام أسرته علي ايدي مليشيا الدعم السريع    تمبور يثمن دور جهاز المخابرات ويرحب بعودة صلاحياته    تقرير مسرب ل "تقدم" يوجه بتطوير العلاقات مع البرهان وكباشي    حملة لحذف منشورات "تمجيد المال" في الصين    بعد الدولار والذهب والدواجن.. ضربة ل 8 من كبار الحيتان الجدد بمصر    محمد وداعة يكتب: معركة الفاشر ..قاصمة ظهر المليشيا    مصر لم تتراجع عن الدعوى ضد إسرائيل في العدل الدولية    أمجد فريد الطيب يكتب: سيناريوهات إنهاء الحرب في السودان    زلزال في إثيوبيا.. انهيار سد النهضة سيكون بمثابة طوفان علي السودان    يس علي يس يكتب: الاستقالات.. خدمة ونس..!!    عصار الكمر تبدع في تكريم عصام الدحيش    (ابناء باب سويقة في أختبار أهلي القرن)    عبد الفضيل الماظ (1924) ومحمد أحمد الريح في يوليو 1971: دايراك يوم لقا بدميك اتوشح    مطالبة بتشديد الرقابة على المكملات الغذائية    السودان..الكشف عن أسباب انقلاب عربة قائد كتيبة البراء    شاهد بالصورة والفيديو.. "المعاناة تولد الإبداع" بعد انقطاع الماء والكهرباء.. سوداني ينجح في استخراج مياه الشرب مستخدماً "العجلة" كموتور كهرباء    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء سودانية تخطف قلوب المتابعين وهي تستعرض جمالها ب(الكاكي) الخاص بالجيش وتعلن دعمها للقوات المسلحة ومتابعون: (التحية لأخوات نسيبة)    بالفيديو.. شاهد رد سوداني يعمل "راعي" في السعودية على أهل قريته عندما أرسلوا له يطلبون منه شراء حافلة "روزا" لهم    مدير الإدارة العامة للمرور يشيد بنافذتي المتمة والقضارف لضبطهما إجراءات ترخيص عدد (2) مركبة مسروقة    قيادي سابق ببنك السودان يطالب بصندوق تعويضي لمنهوبات المصارف    شاهد بالصورة.. (سالي عثمان) قصة إعلامية ومذيعة سودانية حسناء أهلها من (مروي الباسا) وولدت في الجزيرة ودرست بمصر    آفاق الهجوم الروسي الجديد    كيف يتم تهريب محاصيل الجزيرة من تمبول إلي أسواق محلية حلفا الجديدة ؟!    شبكة إجرامية متخصصة في تزوير المستندات والمكاتبات الرسمية الخاصة بوزارة التجارة الخارجية    إنشاء "مصفاة جديدة للذهب"... هل يغير من الوضع السياسي والاقتصادي في السودان؟    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني في الموازي ليوم الأربعاء    وسط توترات بشأن رفح.. مسؤول أميركي يعتزم إجراء محادثات بالسعودية وإسرائيل    "تسونامي" الذكاء الاصطناعي يضرب الوظائف حول العالم.. ما وضع المنطقة العربية؟    شاهد بالصورة.. حسناء السوشيال ميديا "لوشي" تنعي جوان الخطيب بعبارات مؤثرة: (حمودي دا حته من قلبي وياريت لو بتعرفوه زي ما أنا بعرفه ولا بتشوفوه بعيوني.. البعملو في السر مازي الظاهر ليكم)    حتي لا يصبح جوان الخطيبي قدوة    5 طرق للتخلص من "إدمان" الخلوي في السرير    انعقاد ورشة عمل لتأهيل القطاع الصناعي في السودان بالقاهرة    أسامه عبدالماجد: هدية الى جبريل و(القحاتة)    "المايونيز" وراء التسمم الجماعي بأحد مطاعم الرياض    محمد وداعة يكتب: ميثاق السودان ..الاقتصاد و معاش الناس    تأهب في السعودية بسبب مرض خطير    باحث مصري: قصة موسى والبحر خاطئة والنبي إدريس هو أوزوريس    بنقرة واحدة صار بإمكانك تحويل أي نص إلى فيديو.. تعرف إلى Vidu    أصحاب هواتف آيفون يواجهون مشاكل مع حساب آبل    الفيلم السوداني وداعا جوليا يفتتح مهرجان مالمو للسينما في السويد    كيف يُسهم الشخير في فقدان الأسنان؟    هنيدي ومحمد رمضان ويوسف الشريف في عزاء والدة كريم عبد العزيز    تنكُر يوقع هارباً في قبضة الشرطة بفلوريدا – صورة    معتصم اقرع: حرمة الموت وحقوق الجسد الحي    يس علي يس يكتب: السودان في قلب الإمارات..!!    يسرقان مجوهرات امرأة في وضح النهار بالتنويم المغناطيسي    بعد عام من تهجير السكان.. كيف تبدو الخرطوم؟!    العقاد والمسيح والحب    أمس حبيت راسك!    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



هل يحتاج السودان لبوعزيزي جديد؟ .. بقلم: د. محمد بدوي مصطفى
نشر في سودانيل يوم 16 - 10 - 2011

حدثني صديقي العزيز ه.ا.ص الملقب بديسكو قائلا: "يا دكتور العالم ده كلو واقف على كراع كلب وبشوف العجائب. والله عجائب الدنيا التمانية بالوطن العربي. يعني الثورات دي كلها تقوم وانحنا لسه نائمين على خيبتنا؟ والله يا محمد ده شيء أصلو ما كان يخطر بالبال، إنو العربان ديل، وحقيقة أنا كنت قايلهم جبناء لكن والله قاموا قومة شديدة ضد أجهزة القمع الشرسة وضد الظلم والاستبداد والتفرقة ببلادهم. المصريين والتوانسة والليبيين وحتى اليمنيين ما خافوا من الركع والرصاص الحي. بذكروني بالأنصار لمن حاربوا ضد الاستعمار. دي حالة دي يعني يبقى السودان رغم الحنظل المرّ البنطفحو كل يوم، وبرغم الغلاء الشديد سادي "دي بطينة وديك بعجينة"؛ يعني الانتفاضة دي لسه محبوسة زي العفريت في قزازة غرقانة في موية، منتظر المخلص الأخير. أخير ننتظر عبد الفضيل الماظ يقوم من تربتو والله ننتظر شجعان تونس البحرقو أنفسهم عشان يجو يخلصونا من الحالة دي؟" نعم قصد الأستاذ ديسكو أن شرر الحراك النضالي ما يزال حبيسا كالعفريت داخل علبة الكبريت، منتظرا الخلاص الأخير.
لن تنسى الدنيا كيف شبّت تلك الشرارة على قشّ الضيم العربي وعلى تراب القمع الجماعي للشعوب التي انتُهِكت حقوقها منذ أن أسدل الاستعمار أستاره علينا ويا ليته ظل باقيا لصرنا مثل جزر المارتينيك الفرنسية ببحر الكاريبي في حال نحسد عليها. لن ينس العالم نضال شاب في ربيع حياته، خريج جامعي بلغ من العمر ستة وعشرون ربيعا؛ شاب ككل شباب السودان، من الخريجين والعمال والطبقة الكادحة التي تأهلت في مؤسسات البلد بيد أنها مازالت تنتظر السنين الطوال ولأجل غير مسمى، اغتنام فرصة عمل لكي يبدأ شريط أحلامهم الذي صاحبهم طيلة الوقت بالبدء. تلك الأماني قد ذهبت هباء رياح إنقاذ لم يفلح بعد، وازدادت عصفا بعد أن حط "يوليو الأسود" والانفصال أقدامهما على بلادهم. تلك أحلام في غاية التواضع والبساطة، منها إعالة الأسرة والصرف على النفس وإكمال نصف الدين مع حبيبة العمر التي باتت تنتظر بلا أمل ولا رجاء. لكنهم يستيقظون كل يوم على مشهد كابوس فظيع بدل طمأنينتهم رعبا وسكينتهم قلقا وتفاؤلهم تشاؤما.
هل يصير أحدهم بالسودان مثل هذا الشاب التونسي، الذي صار رمزا لنضال الأمم، بوعزيزي، لم يترك آماله للسراب. كانت قصته كالآتي: أودع شهاداته الجامعية بخزانة البيت بعد أن خابت الحكومة في توفير وظيفة له ولأقرانه فلم يستسلم واشترى عربة حقيرة لبيع الخضر والفاكهة هائما على وجهه بين شوارع العاصمة التونسية باحثا عن لقمة العيش الكريم وعن اسباب حياة فاضلة إلى أن دقت ساعة الصفر في يوم السابع عشر من ديسمبر 2010 حيث قامت شرطة البلدية بمصادرة عربانته الحقيرة بحجة واهية - نعرفها في كل قرى الظلم والإفك عندما تنقطع بالشرطة سبل المنطق والهامات العقل السديد. لكنه لم ينهزم ولم يبطر عزمه شيئا فذهب بخطى ثابتة لاستراد ما سُلب منه، عربانته. لم يقابل طلبه بالتفهم بل بالصد والردع إلى أن وصلت صفاقة المسؤولين لرفع اليد عليه. ضربته موظفة آثمة بالكفّ حتى ألتوى وجهه وخرج والدنيا قد اسودت أمام عينيه إذ اسدلت أستار الموت في تلك اللحظة أكفانها على مسرحيته التي لم تطل. فأضرم النار على نفسه قائلا: النار خير والشهادة أبقى. فرحل إلى حيث لا رجعة. وظل هو رمزا لربيع الثورات العربية التي لم تغش نسائمها بعض بلاد المنطقة.
- هل يحتاج السودان لبوعزيزي جديد، من قلب العاصمة الوطنية لكي يرتد إلى أهل البلد روح النضال "والنهي عن المنكر"؟
- هل يحتاج السودان إلى ماء ثلج لكي يفيق المليونيرات وأصحاب الجاه والسلطان من سباتهم ليهبوا لنجدة ابن البلد البسيط؟
- هل يفتقد البلد إلى مرؤة "فاروقية"، تفرق بين الحق والباطل ولا تخشى في الله لومة لائم؟
لقد ودعتْ مصر وتونس وليبيا طغاة الظلم الذين "داموا على كراسيها" وقعدوا على عروشها عشرات السنين دون أن يعطوا كل ذي حق حقه. وكما نرى بأم أعيننا، آلت الأحوال بمصر وتونس إلى ما آلت إليه من شأن ديموقراطي بحق وحقيقة وليس ديموا كراسي. تلك خطوة هامة في تحرير الشعوب وتقرير مصائرها وفي أن تحكم نفسها بنفسها وأن يكون لها الحق في إعلان ما لا يليق بكرامتها. ولكن للأسف يبقى بلد النيلين حالة استثنائية، لماذا؟
//////////////
تأمُلات
حانت لحظة الرحيل يا برنس .. بقلم: كمال الهدي
[email protected]
ليس في الأمر جديد.
فقد أدى الهلال بنفس طريقة مباراة أمدرمان حيث وقع مدافعوه ولاعبو وسطه في الأخطاء الغبية والساذجة فكان طبيعياً أن يخرجوا بهدفين يحمدون ربهم كثيراً علي أن الأمور وقفت عندهما.
بعد ما شاهدناه في مباراة أمدرمان لم أكن أتوقع سوى هزيمة جديدة في تونس.
بعد تلك المباراة كتبت قائلاً أن الكرة لو صارت مربعة وليس مدورة وتمكن اللاعبون من ركلها فالهلال لن يتأهل من تونس.
وقد عاتبنى بعض الأصدقاء على ذلك المقال وطالبوني بأن أتمسك بالأمل.
وكان رأيي وما زال أن الأمل لا يعني أن نخدع أنفسنا أو نكذب على قرائنا ونقول لهم كلاماً لسنا مقتنعين به.
ولهذا لم أكتب بعد ذلك المقال شيئاً عن مباراة الرد حتى أحبط من تمسكوا ببصيص الأمل الزائف وظنوا أن نفخ القرب المقدودة يمكن أن يؤدي لنتيجة إيجابية في تونس.
طبعاً لا يتحمل المدرب النقر - الذي تولى المهمة في وقت صعب ولم يكن أمامه سوى أيام معدودات يستحيل معها أن يحدث أي تحول في شكل الفريق- سوى قدر ضئيل من المسئولية في هزيمة الأمس.
وبدا لي منذ الوهلة الأولى أن النقر راهن على صدفة ربما تحلق به في السماء.
ومن حقه كمدرب أن يخاطر ويحاول، ولو أن الحظ أسعفه وتمكن الهلال من العودة بنتيجة إيجابية لارتفعت أسهمه بشكل خرافي.
لكن طبعاً إن نظرنا للأمور نظرة علمية وموضوعية سنصل إلى نتيجة مفادها أن النقر باع لنفسه الوهم قبل أن يسوقه للآخرين.
فالفريق الذي يقع لاعبوه في الأخطاء الغبية التي شاهدناها مراراً وتكراراً لم يكن من الممكن أن يفعل تجاهه النقر شيئاً خلال عشرة أيام وإن امتلك عصا سحرية.
بالهلال حوالي تسعة لاعبين يستحقون الشطب اليوم قبل الغد.. هذا على أقل تقدير.
هؤلاء اللاعبون الذين يسميهم البعض الأقمار والأسياد ليسوا أكثر من أقزام إن احتكمنا لمهارات كرة القدم الأساسية فقط وليس الاستثنائية، لأن الأخيرة غير متوفرة في ملاعبنا إطلاقاً.
لاعب لا يعرف كيف يروض الكرة .. لاعب لا يملك مهارة التمرير السليم.. لاعب لا يعرف أين يقف وكيف يتحرك بدون كرة.. لاعب يركض وراء الكرة دائماً دون أن يعير حركة خصومه أدنى درجة من الاهتمام أثناء ركضه الغبي.. لاعب لا يعرف اتخاذ الوضع الجسماني السليم عند التسديد يجد نفسه بكل سهولة مرتدياً شعار نادي الهلال العظيم! يا لها من مهازل.
وبعد كل ذلك هناك من يطلق عليهم الأقمار والأسياد! ألا ترون أن هذه رومانسية زائدة عن الحد أو أنها مجرد ألقاب يتعمد البعض إطلاقها رغم اقتناعهم بأنه ليس لها أي مكان في أرض الواقع!
وقع مدافعو الهلال في أخطاء ساذجة كلفتهم هدف الترجي الوحيد في السودان.
وقبل ذلك الهدف وبعده كرروا نفس الأخطاء بالكربون.
وفي تونس رغم حديث النقر عن تصحيح الأخطاء ورفع الروح المعنوية للاعبين ومعالجتهم نفسياً أعادوا نفس الأخطاء بالكربون لتزيد غلة خصمهم هذه المرة من الأهداف.
يعني انطبق على النقر القول " جاء يكحلها عماها ".
لكن صدقوني المشكلة لا في النقر ولا في سلفه ميشو ولا في ريكاردو ولا في كامبوس ولا في دي سانتوس.. بل هي في لاعبين ضعيفي المهارات والقدرات الذهنية والبدنية.
صحيح أن الدور تكاملي، لكن لا يمكن لأي مدرب أن يتحدث عن التكتيك وخلافه في ظل وجود لاعبين بهذا المستوى المتواضع.
رغم يقيني من خروج الهلال قبل مباراة الأمس قلت لبعض الأصدقاء أن الاحتمال الوحيد - وهو ضعيف للغاية – أن ينهي الهلال الشوط الأول متعادلاً بدون أهداف.
وبعد انتهاء الشوط الأول من المباراة هاتفي أحدهم قائلاً " الجزء الأول من حديثك تحقق"، فكان ردي أنه تحقق فعلاً لكن طريقة لعب الهلال طوال شوط اللعب الأول لم تطمئننا.
تحقق المطلوب فعلاً لكنه لم يأت كنتيجة للعب الضاغط وتقفيل المنافذ على لاعبي الترجي.
بل على العكس وجدوا مساحات أكثر من كافية في وسط الملعب.
وتعامل معهم مدافعو الهلال بكرم حاتمي خلال ذلك الشوط، لكنهم أضاعوا الفرص تباعاً بتهور غريب.
بدا الهلال كعادته في الفترة الأخيرة مفكك الأوصال وكنا نرى حتى البرنس صانع اللعب الوحيد يتسلم الكرة في رأس خط ال 18 ياردة الخاص بالهلال ليقوم بتطفيشها على طريقة ( باكات) زمان.
صحيح أن الشوط الثاني كان يتطلب تعاملاً دقيقاً من المدرب وأن النقر لم يدير ذلك الشوط بالطريقة المثلى، لكن ليس لنا أن نلومه كثيراً.
ولو أنه غير طريقة اللعب إلى هجومية ضاغطة وأخرج سادومبا ليحل مكانه مهاجم وليس لاعب وسط، ثم أشرك بشة وتوريه لربما تغير الوضع.
سادومبا تحديداً ما تمنيت مشاركته ولو تلاحظون أنني بعد المباراة الأولى قلت أنه لم يسدد في المرمى ولا مرة واحدة وأبديت استغرابي من إصراره على الرجوع بالكرة للوراء و ( التجنيح ) البعيد رغم أنه رأس حربة.
لم أشأ أن أشكك الناس، لأنني أصلاً لم أقطع الشك باليقين، لكن هذا اللاعب كرر ذات التصرفات في نهاية الموسم الماضي.
يتألق سادومبا ويسجل الأهداف خلال الأدوار الأولى وما أن يبلغ الهلال المراحل الصعبة يصبح دوره سلبياً للغاية، وما زلت محتاراً في أمر هذا اللاعب.
فإما أنه متواطئ أو أنه غير مفيد في المباريات الصعبة وفي الحالتين الضائع هو الهلال وكان يفترض ألا يشارك كأساسي خاصة أنه التحق بالمعسكر في وقت متأخر جداً.
الهجوم الضاغط على الترجي في الشوط الثاني كان من الممكن أن يربك لاعبيه بصورة لا يتصورها العقل.
شاهدنا جميعاً الترجي يؤدي بشكل جيد في الشوط الأول ثم يتراجع أداء لاعبيه في شوط اللعب الثاني، إلا في مباراتي الهلال.. أتدرون لماذا؟!
لأنهم وصلوا لحقيقة أن لاعبينا ( حمام ميت) بالجد.
وبالطبع لا يمكن للاعبين كبار أن يخافوا من ( الحمام الميت).
ترجي الأمس لم يكن ذلك الفريق المهاب، لكن الضعف الشديد للاعبينا مكنهم من أن يمرحوا ويسرحوا في الملعب كيفما شاءوا.
ولو أن المباراة كانت محضورة جماهيرياً لربما مني الهلال بهزيمة ثقيلة.
نغضب من لاعبينا ونقول أنهم يكررون أخطاءهم بالكربون، لكننا نسى أن كبارنا أيضاً يكررون أخطاءهم بذات الطريقة.
فكل ما قيل وكٌتب قبل المباراة لم يختلف عما سبق مباراتي أنيمبا والترجي الأولى.
التناول الإعلامي هو ذاته لم يتغير واللغة هي نفسها والمفردات راوحت مكانها وفهم الأجهزة الفنية وحديث المدربين.. كل شيء نشهد منها صورة طبق الأصل في كل مرة.
وتعالوا نتصفح معاً ما كُتب قبل وبعد المباراة لنقف معاً على حجم الاستهتار والضحك على العقول الذي يمارسه الكثيرون في هذا الوسط.
قبل المباراة كتبت صحيفة رياضية " البرنس يعود بقوة وتألق لافت لخماسي الهلال المعز ومهند وبويا وأمير الربيع وبشة الذين قدموا مستويات عالية وامكانيات فنية رفيعة طمأنت الجهاز الفني على جاهزية الفريق قبل لقاء الترجي بتونس".. الصحيفة طبعاً تتحدث عن تمرين وليس مباراة!!
وكتبت الصحيفة أيضاً " ودع الهلال ضاحية 6 أكتوبر بمران قوي وجاد امتاز بالحماس والروح المعنوية العالية.. الهلال يغادر بطموح الثأر ورد الاعتبار."
وقالت أن فوزي المرضي راهن على نجوم الهلال على قلب الطاولة أمام الترجي مضيفاً أن ثقته كبيرة في نجوم الهلال وما يبشر به حماسهم هذه الأيام في التدريبات.
فوزي المرضي طبعاً حكايته حكاية!
فالرجل يردد نفس الحديث كلما رأيناه عبر إحدى الشاشات أو طالعنا له تصريحاً لإحدى الصحف قبل أي مباراة خاضها الهلال.
كأنك يا فوزي تعتقد أن رفع الروح المعنوية يكون عبر عزف الأسطوانات المشروخة والحديث الممجوج.
يوم أن سمعت فوزي قبل مباراة الأمس يتحدث عبر إحدى الشاشات مؤكداً قدرة الهلال على قلب الطاولة ( لاحظوا نفس المفردات التي نقلتها عنه الصحيفة) تأكد لي أكثر أن الهلال مهزوم مزوم.
أما لماذا تأكدت من الهزيمة فالسبب واضح وهو أن عقلية من يشرفون على لاعبي الهلال راوحت مكانها ولم تتغير.
وأما المهزلة الحقيقية فكانت في حديث فوزي عن الروح المعنوية السيئة قبل مباراة أمدرمان وقد عزى ذلك إلى أن التشكيلة تغيرت قبل المباراة الشيء الذي أثر على اللاعبين.
بالله عليكم ده كلام يصدر من مدير كرة فريق نتوقع منه نيل كأس أفريقيا!
وأضاف فوزي أن علاقة ميشو ببعض لاعبي الفريق كانت سيئة ولذلك انهزم الهلال في أمدرمان.
طيب يا فوزي ما دورك أنت في كل ذلك؟!
جميعنا نعلم أن أولى مهام مدير الكرة هي أن يكون حلقة وصل بين المدرب واللاعبين والإدارة.
وطالما أنك عجزت عن تحسين العلاقة بين ميشو ولاعبيه فلماذا تمسكت بمنصبك؟ هل لأنك ترضي غرورك من خلال الظهور المتكرر عبر القنوات الفضائية وصفحات الجرائد؟!
ألم أقل لكم أكثر من مرة أن الجهاز المساعد لميشو سلبي لأبعد الحدود وأننا لا يمكن أن ننتظر منهم شيئاً؟!
تصريح آخر للمدرب النقر قبل المباراة قال فيه أنهم يدرسون بجدية فرص التأهل التي ما زالت قائمة ومثلما وضع الترجي نفسه في المقدمة بأمدرمان فهم يسعون لوضع أنفسهم في المقدمة بتونس!
قل لنا بالله يا كوتش النقر ما الذي فعلتموه في تونس بالأمس لكي تضعوا أنفسكم في المقدمة؟!
النقر قال في اليوم الأول أنه لن يصرح ولن يكشف أوراقه لخصمه وأضاف أن الوقت الضيق المتبقي سيكرسه للعمل، لكن الشاهد أن الرجل وخلال الثلاثة أيام الأولى من تعيينه كمدرب للهلال صرح لثلاث مرات متتالية.
في أول يوم أجرى حواراً مع بعض أعضاء منتدى الهلال الرسمي!
وبعدها ظهر في قناتين فضائيتين.
الوقت فعلاً كان ضيقاً وهو كقادم جديد للفريق ما كان يفترض أن يتفوه ولا بكلمة واحدة قبل المباراة.. لكن هذا هو السودان.
أما بعد المباراة فقد خرجت علينا إحدى الصحف بعنوان في منتهى الغرابة هو " الهلال الجديد يمتع ويودع".
أول سؤال يخطر بذهن أي قارئ حصيف هو أين المتعة في أداء الهلال بالأمس وما هو الجديد؟!
ألا تتفقون معي في أن بعض صحفنا لا يهمها من العناوين سوى الموسيقي ( السجع) فقط؟!
وما يثير الغرابة والاشمئزاز أن محتوى الخبر لا علاقة له البتة بهذا العنوان.. فقد قرأت الخبر بتمعن شديد في محاولة لوجود تلك المتعة التي تحدث عنها العنوان وحتى ولو فيما وراء السطور، لكنني للأسف لم أجد شيئاً يشير إليها في خبرهم.
قالت الصحيفة ضمن خبرها " استطاع مهند الطاهر في الدقيقة التاسعة من إرسال كرة ضعيفة في يد بن شريفية". ولك عزيزي القارئ أن تتأمل مفردات هذه العبارة لتدرك إلى أي درجة أنت وأنا ونحن جميعاً نعيش مأساة حقيقية!
لن أقف في مسألة اللغة كثيراً ( استطاع من) لكن طالما أنهم اقروا بأن الكرة كانت ضعيفة فما هو دور الاستطاعة والقدرة هنا؟! وكأنهم يرون أن مجرد التسديد في مرمى الترجي يعد انجازاً تجب الإشارة إليه!
وبرضو كاتبين في العنوان " يمتع ويودع".
قالت الصحيفة أن المعز تألق وأنه كان ضحية لأخطاء دفاعه خاصة خليفة.
وتناولوا ضعف العمق الدفاعي في الهلال، ثم تحدثوا عن تألق لمساوي وديمبا! ولا أدري كيف تجتمع هذه الأضداد!
بصراحة عندما أتمعن التحرير بالغ السوء لبعض صحفنا اعرف سبب إصرار البعض على ألا تجد مقالاتنا النور وسعيهم الحثيث لتضييق المنابر المتاحة لها بقدر المستطاع.
لا أقول ذلك غروراً حاشا لله، لكنهم لا يرغبون في أي كائن يقول الحقيقة بتجرد ولا يجامل أي مخلوق مهما كان.. فمثل هذه الكتابات هي عدوهم اللدود.
ولهذا يضيقون ذرعاً بنا.
مشكلة بعض المحرضين في هذا المجال أنهم لا يثقون في قدراتهم لذلك يحاربون الآراء الجادة ويحتفون دائماً بكل غثاء حتى يظهروا كأساتذة كبار.
لكن يفوت عليهم أن هذا الفضاء العريض يقبل مختلف الأفكار ويتيح المجال لكافة المستويات والآراء.
أعود لعنوان المقال لأقول للبرنس هاردلك.
بعد سنوات الخدمة الطويلة والتضحيات الكبيرة من أجل الهلال والمنتخب الوطني كنا نتوق لأن تنهي مشوارك مع الكرة يا برنس ببطولة قارية، لكن ليت كل ما يتمناه المرء يدركه.
يبدو واضحاً يا هيثم أن الهلال يمر حالياً بواحدة من فتراته السيئة.
الفريق مليء بأنصاف المهارات ويستحيل أن يحقق فريقاً كهذا بطولة قارية ولهذا أنصحك بأن تختم مسيرتك مع الكرة بنهاية هذا الموسم.
لقد أديت ما عليك وأكثر وكنت نعم القائد لناديك وللمنتخب الوطني.
مسيرة امتدت لنحو 16 عاماً ليست بالأمر الهين وهي تستحق منا أن نقدرها ونشيد بها.
كما تستحق منك أن تحرص على ختمها وأنت في أبهى صورة.
وبعد ما دار في الفترة الماضية، يبدو واضحا أن استمرارك في الميادين لن يصب في مصلحة هذه المسيرة الطويلة والرائعة.
وطالما أن قناعة قد ترسخت لديك بأن هناك من يسعون لتحطيمك ومضايقتك، فالأفضل لك أن تبتعد.
لو كنت في بداية مسيرتك مع الكرة لطلبت منك أن تستمر في كفاحك وألا تعبأ بأي حملات للنيل منك، لكن الوضع ليس كذلك.
ولهذا أنصحك نصيحة أخوية خالصة بألا تسمع للأصوات العاطفية التي تطالبك بالبقاء في الملاعب.
هؤلاء لن ينفعونك بشيء يا برنس إن دارت الدوائر عليك في يوم، بل صدقني سيكونوا أول المنصرفين عنك بحثاً عن نجم لامع آخر يشبع رغبتهم في الاستمتاع بفنون الكرة.
وثمة فئة أخرى تريد أن تكون قريبة من نجم لامع وهؤلاء سيجدون ضالتهم في لاعب آخر.
لا تضيع الفرصة في أن تختم حياتك وأنت في أفضل حال يا برنس فالوقت ليس في صالحك.
وهذا هو التوقيت المناسب في رأيي لإعلان اعتزالك الكرة نهائياً والتوجه للمجال الذي تحب وتشتهي لمواصلة مسيرة الحياة فيه.
يؤسفني أن أدعوك لإنهاء مسيرتك في موسم يخرج منه الهلال بخفي حنين، لكنه قدرك ولأنني لا أعتقد أن الموسم القادم سيكون أفضل على الهلال من الحالي أقدم لك هذه النصيحة التي أتمنى صادقاً أن تجد صداها عندك.
قلت أن الهلال لن يكون في حال أفضل الموسم القادم وذلك استناداً على عدد من المؤشرات وتصرفات مجلس الإدارة التي لم تعجبنا في الآونة الأخيرة.
فالرئيس يبدو واضحاً أنه فرض على الأهلة جدلاً فارغاً ( ضرب الحكم.. لا ما ضربه.. ضربه.. لا ما ضربه).
وبقية رجال المجلس يبررون وينفون ويحاجون في أمر يبدو واضحاً وهناك شبه إجماع وسط من كانوا حضوراً في الإستاد على حدوثه.
كما يرتكب الرئيس أخطاء إدارية شنيعة، فبالأمس أعلن عن اتفاقه مع لاعبين من الأمل عطبرة ولا أدري لماذا يعلن رئيس ناد مثل هذا الاتفاق قبل وقت طويل من فترة التسجيلات.
وقد توقعت منذ لحظة سماعي بهذا النبأ أن يدخل المريخ طرفاً في الصفقتين وأن يدفع أكثر من الهلال بكثير وواضح أن تحركاتهم بدأت بالفعل، وفي هذه الحالة سيخسر الهلال اللاعبين.
أو في أحسن الأحوال سيدفع فيهما أكثر بكثير عما توقع رئيسه في البداية.
البرير قال بعد المباراة أنه سعيد بعود الروح للفريق وأضاف أنهم سعوا للتأهل لكن لم يحالفهم التوفيق.
ولا أدري عن أي روح تحدث البرير، وهو تصريح يشبه ما كتبته الصحيفة عن الإمتاع ويبدو لي أن هؤلاء البشر يشاهدون مباريات غير تلك التي تبثها لنا قناة الجزيرة.
الهلال يا هيثم يمر بمنعطف خطير للغاية، حيث بوادر التدخلات الحكومية واضحة للعيان.
فبعد أن جندوا للمريخ أحد رجالهم الأوفياء، هاهم يسعون جاهدين للسيطرة على هلال الملايين.
ولا أدري لماذا صمت أولئك الذين كانوا يتشدقون بعباراتهم الرنانة " أهلية الحركة الرياضية... وهلال الخريجين الأوائل" أين ذهبوا ؟ إن علمت بمكانهم حدثني يا هيثم.
والأهلة بدلاً من أن يهبوا هبة رجل واحد ويقفوا ( ألف أحمر ) رافضين تدخلات هؤلاء البشر في ناديهم ومحاولاتهم للسيطرة عليهم، نراهم يذعنون لمجموعات من الشباب والشيوخ الذين إن استمرينا في صمتنا هذا سيفترسون تدريجياً نادي غالبية أبناء الوطن وصدقني سيدمرونه تدميراً عجيباً.
وبصراحة يا برنس هلال الفترة القادمة لا يشرف لاعباً مثلك أفنى زهرة شبابه من أجل رفعة شأن الأزرق.
أعيد القول " هاردلك يا برنس وترجل يا رجل حتى لا تفقد الكثير".


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.