[email protected] بالأمس كان منتخبنا قاب قوسين أو أدنى من الخروج بنتيجة تشبه نتائجه في نهائيات أمم أفريقيا بغانا. لكن البركة في هدف مهند الذي جعلنا نقول " أهو تقدمنا كثيراً وصرنا ننهزم بثلاثة لهدف. ألهذا الهدف الوحيد كانوا يجهزون المنتخب طوال الفترة الماضية؟ هل كانت كل تلك المعسكرات والاستعدادات والبطولات التي شارك فيها المنتخب من أجل تقليل الهزائم؟! إحقاقاً للحق نقول أن المنتخب لم يكن سيئاً بالأمس. لكننا سبق أن أدينا في النصف الأول من شوط أكثر من مباراة بشكل جيد دون أن نسجل أهدافاً لنخرج في نهاية الأمر مهزومين. فالقاعدة الراسخة في كرة القدم هي أن الفريق الذي لا يسجل سيقبل في النهاية أهدافاً. وهذا الأمر ظل يتكرر مع منتخبنا الوطني منذ سنوات وليس وليد اليوم أو الأمس. السيطرة السلبية والأداء الجيد وحدهما لا يكفيان، لو كنا نسعى للمشاركات الفاعلة في البطولات. أما إن رغبنا في أن يظل منتخبنا فريق مهرجانات يكتفي بالأداء المعقول ليخرج في النهاية خاسراً، فيمكننا القول أن تطوراً قد حدث! لا يمكننا إلقاء كل اللوم على مدرب المنتخب. صحيح أن مازدا اعتمد على عدد من اللاعبين الذين لا يملكون من المهارة شيئاً، إلا أن هزيمتنا بالأمس جاءت نتيجة للأخطاء الدفاعية الساذجة والغبية التي شكونا منها لطوب الأرض دون أن يتمكن مدافعونا من تفاديها. تم تمرير الكرة التي نتج عنها الهدف الأول للطرف الأيمن الذي كان خالياً تماماً من الرقابة.. وكيف لا يخلو من الرقابة ومن كان يفترض أن يراقبه هو موسى الزومة! وبعد عكس الكرة وقف بلة كالأبله ليقفز المهاجم من خلفه ويسدد بالرأس. وبعد عودة الكرة من العارضة لم تجد من يشتتها، فسددها مهاجم آخر لتصطد وتعود مجدداً.. وطوال هذا الوقت كان مدافعونا يتراكضون يميناً ويساراً وينظر كل واحد منهم للآخر وكأنها المرة الأولى التي يدخلون فيها ملعباً للكرة حتى تمكن مهاجم الكاميرون من إسكان الكرة في شباك المعز. الهدف الثاني كان أيضاً صورة طبق الأصل من أخطاء مدافعي الكرة السودانيين. فقد صد المعز الكرة كعادته إلى داخل الملعب، وبدلاً من أن يتحرك الزومة سريعاً لتشتيتها، تقاعس فلحق بها مهاجم الخصم وأسكنها الشباك. وهدف إيتو أيضاً جاء كنتيجة لخطأ دفاعي حيث اعتمدوا على مصيدة التسلل.. ومع من؟ مع إيتو صياد الفرص! عجبي من هؤلاء المدافعين الذين لا يتعلمون من أخطائهم مطلقاً. وكما قلنا مراراً ومثلما أكد المدرب والمربي شوقي عبد العزيز " طالما أن لدينا مدافعين ما بعرفوا يقيفوا ولا يغطوا فسوف تنهزم الفرق والمنتخبات السودانية إلى يوم يبعثون." نعيد ونكرر أن أخطاء المدافعين وطريقتهم في التعامل مع الكرة داخل الصندوق صارت من الأمور العصية، ولا أظن أي مدرب يستطيع فعل شيء تجاه هذه الظاهرة العجيبة. فالكرات التي ترتد من الحراس أو العارضات أو القوائم تحتاج لشيء من التوقع والإحساس بالكرة وهذه أمور لا يمكن لأي مدرب أن يكسبها للاعبيه، وهنا تكمن المشكلة الحقيقية. معظم مدافعينا لا إحساس لهم وليس لديهم القدرة على التوقع ، ولهذا تتساقط الكرات أمامهم دون أن يستطيعوا فعل شيء تجاهها فيستفيد منها خصومهم الذين يفوقونهم في الإحساس والتوقع. لاعب الكرة الحقيقي ليس ذاك الذي يركض كثيراً ويعارك ويستخدم قوته البدنية ويرتمي على الخصوم مثلما يفعل الزومة وبلة والربيع. فاللاعب الحقيقي هو شخص يملك الموهبة والإحساس الجيد وحسن التوقع. الزومة وبلة جابر إن طلبوا منا أن نشركهم هنا في أحد فرق الجالية السودانية في مسقط لقلنا ( يفتح الله لدينا من هم أفضل من ذلك) فكيف يلعبان كأساسيين في المريخ وفي منتخب البلد يا ناس! أمير الربيع أيضاً لاعب متهور وعنيف وأهوج، وما زال يعتقد أن القفز على خصومه بكلتا القدمين يعد جسارة وغيرة على الشعار. بالأمس رأيناه يدخل بهذه الطريقة العجيبة على أحد لاعبي الكاميرون وليت ( الجوز ) كان في الأقدام، بل وصل (حد الركب). هذه النوعية من اللاعبين لا يمكن أن تفيد المنتخب في شيء. وما لم يقتنع مازدا بهذا الأمر فابشروا بكثرة الأهداف يا مهاجمي المنتخبات التي ستلاعب منتخبنا سواءً في البطولة الحالية، أم في سيكافا أو نهائيات الأمم الأفريقية القادمة. كرة القدم تحتاج للعقل قبل البدن.. وهذا ما لا يريد بعض المدربين عندنا فهمه. ركز على أصحاب المهارة ودعك من قوة الأجساد يا مازدا ولن تندم. بصورة عامة يمكن القول أن المنتخب أدى مباراة معقولة، لكن تظل المشكلة دائماً هي هذه الأخطاء التي لا نستطيع أن نراهن معها على حدوث أي تطور في نتائج المباريات القادمة. وبهذه الطريقة ربما يلعب المنتخب ويلعب ويسافر هنا وهناك وتهدر الأموال وفي نهاية الأمر ينهزم في كل مبارياته في غينيا الاستوائية والجابون. قد يعيب البعض على مازدا تغييره المبكر، لكنه أمر جيد أن يقرأ المدرب ما يجري داخل الملعب ويلحق نفسه سريعاً. فلو لا دخول الباشا ومهند بالأمس لخرجنا بهزيمة ثقيلة. مهند لعب بالأمس بمزاج رايق وما أحلى أداء مهند عندما يكون مزاجه رايق. سجل من ركلة الجزاء بطريقة أكثر من رائعة، ولو وقف في المرمى كاسياس شخصياً لولجت تلك التسديدة شباكه، وهذا أمر نحمده لمهند. وكثيراً ما دعونا هذا الفتى لأن يتدرب فردياً على التصويب من كافة الزوايا حتى يستفيد الهلال والمنتخب من هذه الموهبة بصورة أكبر. بكري المدينة تحرك كثيراً وأزعج مدافعي منتخب الكاميرون، لكنه في الكثير من الحالات لم يحسن التصرف داخل الصندوق كما يجب. يا مازدا ريحنا من بلة والزومة وكمان الربيع.