زلزال في إثيوبيا.. انهيار سد النهضة سيكون بمثابة طوفان علي السودان    ماذا بعد انتخاب رئيس تشاد؟    يس علي يس يكتب: الاستقالات.. خدمة ونس..!!    500 عربة قتالية بجنودها علي مشارف الفاشر لدحر عصابات التمرد.. أكثر من 100 من المكونات القبلية والعشائرية تواثقت    قيادي بالمؤتمر الشعبي يعلّق على"اتّفاق جوبا" ويحذّر    مبعوث أمريكا إلى السودان: سنستخدم العقوبات بنظام " أسلوب في صندوق كبير"    حمّور زيادة يكتب: من الخرطوم إلى لاهاي    (ابناء باب سويقة في أختبار أهلي القرن)    عصار الكمر تبدع في تكريم عصام الدحيش    عبد الفضيل الماظ (1924) ومحمد أحمد الريح في يوليو 1971: دايراك يوم لقا بدميك اتوشح    قصة أغرب من الخيال لجزائرية أخفت حملها عن زوجها عند الطلاق!    الهلال يتعادل مع النصر بضربة جزاء في الوقت بدل الضائع    كيف دشن الطوفان نظاماً عالمياً بديلاً؟    محمد الشناوي: علي معلول لم يعد تونسياً .. والأهلي لا يخشى جمهور الترجي    مطالبة بتشديد الرقابة على المكملات الغذائية    السودان..الكشف عن أسباب انقلاب عربة قائد كتيبة البراء    تستفيد منها 50 دولة.. أبرز 5 معلومات عن الفيزا الخليجية الموحدة وموعد تطبيقها    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء سودانية تخطف قلوب المتابعين وهي تستعرض جمالها ب(الكاكي) الخاص بالجيش وتعلن دعمها للقوات المسلحة ومتابعون: (التحية لأخوات نسيبة)    شاهد بالصورة والفيديو.. "المعاناة تولد الإبداع" بعد انقطاع الماء والكهرباء.. سوداني ينجح في استخراج مياه الشرب مستخدماً "العجلة" كموتور كهرباء    بالفيديو.. شاهد رد سوداني يعمل "راعي" في السعودية على أهل قريته عندما أرسلوا له يطلبون منه شراء حافلة "روزا" لهم    برشلونة يسابق الزمن لحسم خليفة تشافي    البرازيل تستضيف مونديال السيدات 2027    إسبانيا ترفض رسو سفينة تحمل أسلحة إلى إسرائيل    مدير الإدارة العامة للمرور يشيد بنافذتي المتمة والقضارف لضبطهما إجراءات ترخيص عدد (2) مركبة مسروقة    منتخبنا فاقد للصلاحية؟؟    قيادي سابق ببنك السودان يطالب بصندوق تعويضي لمنهوبات المصارف    شاهد بالصورة.. (سالي عثمان) قصة إعلامية ومذيعة سودانية حسناء أهلها من (مروي الباسا) وولدت في الجزيرة ودرست بمصر    آفاق الهجوم الروسي الجديد    كيف يتم تهريب محاصيل الجزيرة من تمبول إلي أسواق محلية حلفا الجديدة ؟!    شبكة إجرامية متخصصة في تزوير المستندات والمكاتبات الرسمية الخاصة بوزارة التجارة الخارجية    إنشاء "مصفاة جديدة للذهب"... هل يغير من الوضع السياسي والاقتصادي في السودان؟    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني في الموازي ليوم الأربعاء    وسط توترات بشأن رفح.. مسؤول أميركي يعتزم إجراء محادثات بالسعودية وإسرائيل    "تسونامي" الذكاء الاصطناعي يضرب الوظائف حول العالم.. ما وضع المنطقة العربية؟    شاهد بالصورة.. حسناء السوشيال ميديا "لوشي" تنعي جوان الخطيب بعبارات مؤثرة: (حمودي دا حته من قلبي وياريت لو بتعرفوه زي ما أنا بعرفه ولا بتشوفوه بعيوني.. البعملو في السر مازي الظاهر ليكم)    حتي لا يصبح جوان الخطيبي قدوة    5 طرق للتخلص من "إدمان" الخلوي في السرير    انعقاد ورشة عمل لتأهيل القطاع الصناعي في السودان بالقاهرة    أسامه عبدالماجد: هدية الى جبريل و(القحاتة)    "المايونيز" وراء التسمم الجماعي بأحد مطاعم الرياض    محمد وداعة يكتب: ميثاق السودان ..الاقتصاد و معاش الناس    تأهب في السعودية بسبب مرض خطير    باحث مصري: قصة موسى والبحر خاطئة والنبي إدريس هو أوزوريس    الفيلم السوداني وداعا جوليا يفتتح مهرجان مالمو للسينما في السويد    بنقرة واحدة صار بإمكانك تحويل أي نص إلى فيديو.. تعرف إلى Vidu    أصحاب هواتف آيفون يواجهون مشاكل مع حساب آبل    كيف يُسهم الشخير في فقدان الأسنان؟    هنيدي ومحمد رمضان ويوسف الشريف في عزاء والدة كريم عبد العزيز    أسترازينيكا تبدأ سحب لقاح كوفيد-19 عالمياً    تنكُر يوقع هارباً في قبضة الشرطة بفلوريدا – صورة    معتصم اقرع: حرمة الموت وحقوق الجسد الحي    يس علي يس يكتب: السودان في قلب الإمارات..!!    يسرقان مجوهرات امرأة في وضح النهار بالتنويم المغناطيسي    بعد عام من تهجير السكان.. كيف تبدو الخرطوم؟!    العقاد والمسيح والحب    أمس حبيت راسك!    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



إضراب المستشار ... بقلم: محمد عثمان ابراهيم
نشر في سودانيل يوم 04 - 06 - 2009


[email protected]
حتى نشرت قناة العربية في العاشر من أكتوبر 2006 تقريرها الذي يستحق بإمتياز التصنيف ضمن تقارير (التابلويد) والذي وضعت عليه العنوان المثير:
صحافي بارز: أنام واضعاً سيفاً تحت وسادتي
صحافيون سودانيون يتسلحون بالمسدسات والسكاكين خوفاً من القتل
لم أكن أدرك أن الكاتب الصحفي السيد/ صلاح الدين عووضة قد بلغ ذلك الشأو في إستعداء الأشرار عليه من خلال كتاباته التي كنت أصنفها دائماً ضمن الكتابات الباهتة التي لا تترك أثراً سوي زمة إمتعاض على الشفتين. بعد وقت لم يطل علمت أن تركيز تقرير (العربية) على السيد عووضة مرده لكون كاتب التقرير (المحرر السابق بالعربية والذي يعمل حالياً لقناة الحرة الأمريكية) خالد عويس يمت للرجل بصلة قرابة من الدرجة الأولى.
بدأت العربية تقريرها بداية (روائية) "حين حكى صلاح الدين عووضة لزملائه في الصحيفة، عن حرصه على وضع سيف تحت وسادته ليلا، لم يأخذوا الأمر على محمل الجد، لا لأن المسألة تدعو للضحك، وإنما لأن السيف قد لا يكون كافيا !. ومنذ ذبح الصحافي السوداني محمد طه محمد أحمد قبل شهر تقريبا، زادت هواجس الصحافيين السودانيين، وبات متعذرا عليهم الشعور بالأمان". هكذا إذن ! إن الأمر الوحيد الذي أثار استغراب الصحفيين في السودان هو إكتفاء الكاتب بسيف فقط وهو سلاح غير كاف في نظر التقرير الذي لم يحدثنا (حينها) عمن يقومون بحماية حياتهم بنصب منصات الكاتيوشا أمام غرف نومهم ، أو من يتحركون بسيارات مدرعة في بلد ما يزال الإعلام فيه يعتمد على المشافهة وما يزال الناس فيه يتداولون أهم الأخبار بالتحليل والتعليق خارج مؤسسات الإعلام كلها بما فيها أعمدة الصحف . ما زال غالب المهتمين من الناس (في أي مجال وصناعة ) بالسودان يعرفون أكثر مما تقوله الصحف، من يعترض؟
في الفقرة التالية يشير التقرير إلى أن السيد عووضة ليس وحده الذي اتجه لاقتناء السلاح دفاعاً عن عرض كتابته لكن التقرير ركن الى الإعتماد على قريب المحرر وعلى إفادة قصيرة من الصحفي / الطاهر حسن التوم وفيما عدا ذلك فإن (العربية) لم تكلف نفسها سوى اجتزاء فقرات من إستطلاع أجراه محرر (الرأى العام) فتح الرحمن شبارقة.
لكن صلاح عووضة ليس نكرة في الكتابة الصحفية وإنما هو إسم معروف تنقل بعموده (بالمنطق) بين صحف كثيرة وأحسب أن غالبها لم ترق لها كتابة الصحفي المقرب من حزب الأمة حتى جاءت الحركة الشعبية ل (تحرير) السودان ! فصار مستشاراً ل(تحرير) الصحيفة المقربة منها (أجراس الحرية).
حافظ الرجل على معارضته الدائمة للسلطة وشخوصها، وهي حالة عجيبة أن يجد الشخص نفسه على النقيض دائماً مع الآخر، وكأن الكتابة والصحافة نفسها ليست جزءاً من عملية حوار ومناصحة ونقد ينطلق من سلطان مستقل لا يمس من إستقلاله واستقامته كونه إقترب من السلطات الأخرى، بعضها أو إحداها، في تلك القضية أو غيرها. قرأ الناس العمود في (الصحافة) و(الرأي العام) و(السوداني) و(صوت الأمة ) و(أجراس الحرية) وغيرها حتى الأسبوع الماضي الذي نُشِر فيه أن عووضة اتخذ قراراً بالتوقف عن الكتابة لأجل غير مسمى تعبيراً عن رفضه للرقابة على الصحف التي "تترصده" كما زعم الزاعم الذي كتب على لسان (الكاتب المناضل) "لقد بلغت الرقابة الامنية القبلية حدا تتعذر معه الكتابة حتى فى أشكالها الانصرافية البحتة التى كنا نرتجى من ورائها محض تواصل مع القارئ ... الا أنهم ضنوا حتى بمجرد التواجد من أجل التواصل فقط " (إنتهى الإقتباس).
ويقر الكاتب من طرف خفي بأن الكتابة الإنصرافية البحتة (والتعبير –بالطبع- ليس من عندنا) لم تعد ممكنة وإن تحقيق التواصل عبر هذا النوع من الكتابة، لم يعد محتملاً. ليت الرقابة القبلية وليت جهاز الأمن والمخابرات وليت إتحاد الصحفيين يصدرون قراراً بمنع الكتابة " الإنصرافية البحتة"، إذن لوجدوا من يقف معهم في خط الدفاع الأول عن القاريء المستهلك. لماذا تجهد هيئات مثل هيئة المواصفات والمقاييس نفسها وتمحص –ما استطاعت إلى ذلك سبيلاً- البضائع التي يستهلكها المستهلكون من مأكل ومشرب وملبس ودخان، وتحدد أيها يسمح له بالوصول إلى المستهلك ولا تحجب الهيئات المختصة-بقوة القانون أو بوضع اليد- عن هذا المستهلك البائس الكتابة الإنصرافية تلك.
في الواقع فإن توصيف أعمدة الكاتب بالإنصرافية هو أحد التوصيفات التي إعتمدناها في أنفسنا ضمن توصيفات أخرى ما كنا نحسب أنها يمكن أن ترد في سياق الدفاع، كتب الرجل في 15/12/2008 الآتي تحت عنوان (فردة جزمة) "وقفت يوماً عند باب قاعة الفلسفة بالجامعة أستأذن الأستاذ في الدخول وقد جئت متأخراً.. وبدلاً من أن يطردني الدكتور عاطف العراقي أو يسمح لي بالدخول إذا به يفاجئني بسؤال أربكني: (إيه ده يابني اللي إنت عاملو في روحك دة؟!)..وما كنت أعلم ذاك الذي (أنا عاملو في روحي) إلا بعد أن رأيت النظرات تصوب نحو أسفل فمي محفوفة بضحكات مكتومة وهمهمات.. وانتبهت ساعتها فقط إلى أنني كنت أنتعل فردة من حذا وفردة من شبشب.." أوردنا الإقتباس التالي بخطل محتواه وخلل صياغاته وعجز علامات ترقيمه ولو كلّف السيد المستشار نفسه وتحامل عليها قارئاً إحدى روزنامات الأستاذ/ كمال الجزولي، التي تنشرها صحيفته، لعلم كيف تضبط اللغة وأين توضع علامات الترقيم. ليست المشكلة في أن تكتب كتابة إنصرافية ملغومة المفردات فحسب ولكن المشكلة الأكبر أن تعتقد في إحتواء مثل تلك الكتابة على ما يشبه النبوءة، فبعد يومين من عمود (فردة جزمة) كتب السيد/ عووضة مقالاً بعنوان " المضروبون ب(اللامؤاخذة) يبتهجون" أثبت فيه أن ما كتبه في عموده قبل يومين كان مجرد مصادفة فقط جعلها تتزامن مع قيام الصحفي العراقي منتظر الزيدي بقذف الرئيس الأمريكي السابق بالحذاء. لم يكن هناك أحد إتهم السيد/ عووضة بالتنبوء بحادثة الزيدي أو المشاركة في التخطيط لها ولكن الواضح أن الكاتب أراد أن يحمل عموده وكلماته محمولاً ميتافيزيقياً يجعله يتنبأ (وليس يستقريء أو يحلل) بما تحمله بطون الأيام القادمة من أجنة. هذا عمل سهل فيكفي أن تكتب في اليوم السابق كلمة (إنقلاب ) مثلاً ثم تنتظر حتى صبيحة الغد، فإذا حدث إنقلاب في النيجر أو الدومنيكان أو فيجي فليس في الأمر عجب، وكاذب من لم يشهد له عموده!
لسنا بصدد إيراد نماذج أخرى من كتابات الرجل التي وردت على هذه الشاكلة فليس بوسعنا مكابدة جهد التجول بين الصحف ونبش أرشيفها وحمل الثقال من صفحاته لكنا لا نرى بأساً من إيراد عنواني عمودين على سبيل المثال لا الحصر ، كما جرت العبارة. أنظروا لعمود (مجنون وردة 24 يناير 2009) أو (لزوم ما لا يلزم 25 يناير 2009) وقد كنا نحسب أن السيد المستشار أرأف من يجمع على قرائه عمودين إنصرافيين في يومين متتاليين ولكن .
إذا تجاوزنا محمول الإنصرافية في كتابة السيد/ عووضة فإننا سنواجه بنرجسية (غير مبررة) وحديث عن الذات وأيام الدراسة والعلم بالفلسفة الذي لا تسنده الكتابة المنشورة أو المعرفة المبذولة بين سطور العمود. يحدثنا الرجل من طرف خفي أنه ينوء بحمل ذكائه وإنه يفكر في أن يصبح "طريرة" كما قال ليوم واحد فإن العقول أيضاً في حاجة إلى الراحة تماماً مثل الأجساد، على حد تعبيره. مبلغ دهشتنا إننا لم نشهد إعمال العقل بهذه الصورة المجهدة والمتعبة في عمود الرجل أو كتاباته الصحفية ! أم أن كتابة الأعمدة لا تحتاج إلى إعمال العقل وإجهاده؟
لم يتسنى لنا الإستماع إلى السيد/ صلاح عووضة محللاً أو مخبراً في الراديو لكنا نقول إنه إذا كانت أحاديثه الأثيرية على شاكلة عموده الصحفي فإن مذيع محطة البي بي سي لم يجانبه الصواب فيما فعل وفق الحيثيات التي ذكرها الكاتب في عموده بعنوان "وكمان تقول..؟!!" (3/3/2009) الذي كتب فيه " رن جوالي بإلحاح فإذا بشاشته تقول لي إنها مكالمة من لندن.. فأبيت أن أرد بعد أن نبهني حدسي إلى أنه قد يكون سالم العبادي من ال(بي بي سي)..ثم رن جوالي بإلحاح فإذا بشاشته تقول لي إنها مكالمة قادمة من مونت كارلو.. فأبيت أن أرد- أيضاً- بعد أن نبهني حدسي إلى أنها قد تكون المذيعة اللبنانية الضاحكة تلك من إذاعة مونت كارلو.." المهم أن الكاتب يشير إلى أن العبادي نكث بوعد سابق له عن دفع دولارات للكاتب مقابل حديثه للإذاعة العالمية وإن مذيعة مونت كارلو كانت تضحك في اللقاء الذي أجرته معه أكثر مما تتحدث! ومن عندنا نضيف بأن المذيعة اللبنانية كانت تضحك –لا محالة- من (قلة الأدب) بعلة تعذر الحصول على سبب لضحكها ومعروف حكم المثل المعروف على الضحك بلا سبب.
إننا نثمن جهد الكاتب الناقد على الدوام في أن يهدي للبعض ممن شاء عيوبهم ونود بالمقابل أن نهدي إليه بعض عيبه وهو عجز لغته عن حمل محتويات أفكاره-على ما هي عليها- فالكتابة بالدارجة على الدوام لا تشكل حصناً آمناً من نقد اللغة، وإبتذال لغة الكتابة إلى مستوى لغة الشارع فعل منكر يستوجب النقد وتبيان النقائص، وربما تقريع الرؤساء وأصحاب العمل. كتب عووضة بعنوان (خواء الرؤوس الجميلة) منتقداً تعيين التلفزيون لصحفية قامت مؤسسة الرأي العام بتسريحها بناء على تقرير كتبه عنها قبل تسع سنوات فقال إن الصحفية المشار إليها تم تعيينها بالتلفزيون بعد حوالي العام من ذلك التقرير ملمحاً إلى أن جمال شكلها هو سبب حصولها على الوظيفة. ما الذي يمنع أن تكون الصحفية المعنية قد حسنت من كسبها في اللغة العربية خلال تلك الفترة وهل تلك الصحفية مطالبة بتشويه وجهها الجميل ب"ماء النار" حتى يعلم الناس أنها حصلت على تلك الوظيفة بسبب مواهبها الأخرى؟ ويتساءل الكاتب " هل عجزت إدارات تلفزيوننا عن إيجاد مذيعات يقرأن النشرة دون أن تبدو الواحدة منهن (مهجومة!!) أو (مزهللة!!) أو (متلعثمة!!) أو (حالتها تحنن!!) في مجال لغة الضاد؟!.." وإننا لنتساءل عما هي علاقة لغة الضاد أصلاً بالإقتباس المكتوب بين المزدوجين.
تعتمد (مقالات) عووضة على عدة لازمات مكرورة منها ذكر أيام الجامعة ودراسة الفلسفة، ونقد عموم الناس ممن ارتأوا ممارسة السياسة دون إذن منه، وتذكير القراء بأنه كان المستشار الإعلامي للسيد الصادق المهدي، الذي ندرك جميعاً إلى أين قادته الإستعانة بالسيد عووضة ورفاقه، والفجور في المخاصمة وإستخدام البذيء من المفردات دون حياء ورهبة.
وفي نقد العموم والخواص ممن إرتأوا ممارسة السياسة أو قبول الوظيفة العامة على غير ما يشتهي ويرى السيد المستشار فيمكن الإشارة إلى عموده المعنون (ناس قريعتي) وفيه يسخر من إعلان الدكتور عبدالله علي إبراهيم عن ممارسة حقه في الترشح لمنصب رئيس الجمهورية فيقول عنه أنه " أول ما شطح نطح" ومثل هذا القول لا يجوز قطعاً بحق سياسي ومثقف ومفكر ومدرس يسعى -إتفقنا معه أم إختلفنا واتسعت حظوظه أم ضاقت- إلى إعادة الحق في تولي المناصب العامة إلى الناس والتأكيد على أن الأغلبية العددية التي إستأثرت بترجيح الأصوات –في التمارين الديمقراطية القليلة- لا تملك الحق المطلق في منع الأقلية من أهل الفكر والمعرفة عن طرح أنفسهم عليها حتى ولو شاءت إساءة إستخدام قوتها العددية للتصويت للعسكريين وحواريي الشيوخ ونشطاء القبائل. هكذا فعل عزمي بشارة في إسرائيل وأخفق وهكذا فعل فاكلاف هافل في جمهورية التشيك فنجح وهكذا يفعل مايكل إغنيتياف في كندا وقريباً سنراه يؤدي القسم رئيساً للوزراء في أوتاوا بعد حوالى الثلاثة عقود في الصحافة والأدب والفكر وصناعة الأفلام الوثائقية. إستغل عووضة مناسبة ترشيح إبراهيم لنفسه فأعاد قصته مع د. محمد إبراهيم الشوش التي سبق أن كتبها في (الرأي العام) وهي إن الشوش كان يمني نفسه بمنصب رفيع في وزارة الخارجية وتاقت نفسه إلى ذلك ، لكنه من بعد طول التوق، ظفر بمنصب المستشار الإعلامي في سفارة السودان بالدوحة. يلمح عووضة إلى حديث جرى بينهما وقال فيه الشوش له أنه سيعينه مستشاراً إعلامياً في السفارة التي يظفر بمنصب السفير فيها فلما تضاءل المنصب ضاعت حظوظ عووضة، ومثل هذا الحديث مما درج الأصدقاء والزملاء على التسري به فيما بينهم هو من أجل التفاكه والمداعبة لا من أجل أن يصبح حجة عليهم ولو كان الناس يقيمون الحجة على بعضهم بأحاديث المفاكهات لهدمت نواميس وقيم كثيرة. لست من مادحي السلاطين وقد قضيت بعضاً من أجمل سنين عمري في مقارعتهم وربما لا أزال لكنني ضد أن تبتذل الخصومات بين الناس فيشار إلى عبدالله علي أبراهيم والشوش وخالد المبارك ومحمد محمد خير بأنهم محض (ظرفاء) وأنهم مجرد مهرجين في سيرك السلطة القائمة فمثل هذا التوصيف غير لائق تصريحاً وتلميحاً حتى وإن قيل بحق صلاح عووضة نفسه الذي يتولى منصب المستشار الصحفي لصحيفة يومية كبرى وهو منصب رفيع لا بد أن القائمين على أمر الصحيفة وناشروها قد توسموا فيه أنه قادر على ملئه بالإقتدار المطلوب. أقرأوا المقال (أجراس الحرية 3/1/2009) وأنظروا كيف يتلاعب الرجل بمفردة (قرعة) لينال من كون الدكتور عبدالله علي إبراهيم أصلع الرأس وهذه صفة لا يصلح فيها النقد وهي مثلمة في أدوات الناقد قبل كل شيء.
ملمح آخر من ملامح الكتابة لدى المستشار صلاح عووضة أنه يعتقد إعتقاداً لا مبرر له أن كتابته خفيفة الظل وأنها كتابة فكهة ونحسب أن العكس صحيح تماماً فكتابة الرجل تبعث على الغثيان بإبتذال (لم أجد كلمة أخرى أرق) مفرداتها ومبناها ومعناها (الظاهر والمستتر) وأقواسها وعلامات ترقيمها المكرورة وعلامات تعجبها وإستفهاماتها المكثفة، وهي التي لا تثير سؤالاً سوى " كيف يجرؤ هذا الرجل على كتابة هذا العجين؟".أحسب أن السادة مرتضى الغالي والحاج وراق وصلاح عووضة يجتمعون ويناقشون أمر صحيفتهم وخطها ومستواها فهل أتى على الحاج وراق يوماً أن يسائل نفسه كيف ارتضى أن يكون رئيساً لهيئة تحرير صحيفة تنتج هباء كهذا وهو الكاتب النحرير التي لا تفوته شاردة في صناعة الكلام ولا واردة، هذا إذا استثنينا من هذه (المسألة)الدكتور مرتضى الغالي (رئيس التحرير) الذي يعتبر عموده (مسألة) أفضل بقدر يسير-والحق يقال- من عمود (بالمنطق). هل يمكن إعتبار العمود المعنون "كمونية بالجقاجق..!!" (أجراس الحرية 13 أبريل 2009) عموداً خفيف الظل لأن الرجل كتب فيه فقال " وما مناسبة هذا العنوان؟!..مناسبته أنّه ليس هناك (مِن مُنَاسَبة)..أو ربما مناسبته أنّه ليس هناك (مُنَاسِبة) بكسر السين من كلمات سوى (جنس هذا الكلام).فالكمونية كما هو معلوم هي شيء من الكرشة، وشيء من الفشفاش، وشيء من الطوحال..ويمكن أن يضاف إلى ذلك كله شيء من المصارين، وشيء من الاثني عشر، وشيء من (الجلافيط)..فإذا ما اكتملت مجموعة هذه (الأشياء) تضحى الكمونية حينها هي كمونية بالجقاجق كاملة الدسم ..".


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.