الذكرى السادسة والخمسون لاستقلال بلادنا تمر علينا الآن ذكرى استقلال بلادنا، والذي كان في الاول من يناير 1956م. وهي ذكرى قريبة من قلوبنا، نحي فيها شهداء الحرية والديمقراطية، وكذلك نقف فيها إجلالاً لشعبنا الابي. فهذه الذكرى، وهي السادسة والخمسون من الاستقلال لها وقعٌ خاص، وطعمٌ مختلف حيث انها الذكرى الأولى بعد إنشطار بلادنا ذات التاريخ الواحد المشترك بين كل شعوبها السودانية. إنه ليحزّ في النفس ويثقل عليها أن تمر هذه الذكرى وجزء عزيز من وطننا آثر الذهاب نتيجة السياسات العنصرية لذلك البرنامج الكارثي، الذي تبنته الحركة الاسلامية السودانية ممثلة في حزب المؤتمر الوطني المتربع الآن على دست الحكم في السودان. إن آمال شعبنا التي كان يرجوها نتيجة إستقلاله لم تتحقق حتى هذه اللحظة، وذلك لا لاي سببٍ سوى خضوع البلاد لأنظمة شمولية، أستطالت لسنوات عديدة فاقت الخمسة والاربعين عاماً. وهي عقودٌ لم تتحقق فيها تنمية ولم تتحسن فيها احوال البلاد، لا الاقتنصادية ، ولا الاجتماعية منها ولا السياسية. بل كان التراجع والتدهور هو السمة الاساسية للحياة منذ فجر الاستقلال. فشعب السودان الآن يحاصره الفقر وعدم الامن وعدم الامان، وقواه المنتجة تحاصرها العطالة والفاقة. هذا على المستوى الوطني الداخلي، اما على المستوى الاقليمي والعالمي فقد اصبحت قضايانا تتوسل حلولها عند المجتمع الدولي، بعد ان فرطت سلطة الجبهة الاسلامية في سيادة البلاد، بالرغم من الادعاءات الجوفاء والتسويق الرخيص للاباطيل. في هذه الذكرى ندعو كل السودانيين للالتفاف حول قضايا الوطن الكبرى، والعمل على إزالة هذا النظام الفاسد، وذلك لاجل إنجاز تلك القضايا. إننا في التجمع الوطني للسودانيين في فلادلفيا نعدكم باننا سنعمل كل ما في وسعنا لاستنهاض قدرات شعبنا وشحذ همته، وذلك لاجل تحقيق هدف واحد له الاسبقية على كل ما عداه من أهداف، وهو إسقاط النظام القائم الآن. فذلك هو الطريق الوحيد لضمان وقف التدهور وقفل الطريق امام إحتمالات التشظي التي تهدد ما تبقى من وطننا السودان. ونعاهد الجميع باننا سنعمل مع كل القوى الوطنية الحية لانجاز ذلك الهدف النبيل. والمجد للسودان والنصر حتماً معقودٌ بلواء شعوبه التجمع الوطني للسودانيين بفلادلفيا. 1-1-2012 م