ان نسيت لن انسى يوم ان كنت طفلا اذهب مع والدي للحواشة في موسم الحصاد عندما تنضج الذرة وتمتلي قناديلها بالحب فكنا نمشي بين سيقان الذرة (القصب) ونتصيد القناديل الكبيرة الاكثر اكتظاظا بالحب الكبير ونسميها القناديل الناجمة ثم نقطعها وناتي بها الي المنزل ونضعا في مكان عال كالراكوبة او سطح المنزل وتبقى هناك الي ان يحين موعد زراعة الموسم الجديد ثم ننزلها ونقوم بعملية فرز جديدة وناخذ الاحسن منها ونستخرج منها التقاوي للزراعة الجديدة ويومها كان متوسط ما ينتجه الفدان في حواشتنا وبالطبع غيرها من الحواشات لايقل عن عشرين اردب اي اربعين جوال بالتمام والكمال. طريقة استخلاص التقاوي المشار اليها اعلاه طريقة تقليدية ولكنها تدخل في علم العين لذي يقره حتى الطب الحديث مناسبة هذة الرمية هي انه امضيت نهار يوم في الاسبوع الماضي في ذات الحواشة بسرابها وابوعشرينها وابوستاها لحصاد الذرة المزروع فيها وكانت الانتاجية اقل من اردبين للفدان اي اقل من اربعة جولات (على الطلاق هذا ماحصل) تحدثت مع رهطي من المزارعين ومع العمال الزراعين وسالت بعض المختصين لمعرفة هذا التدهور المريع الذي اصاب انتاجيتنا من الذرة فوجدت اسبابا متداخلة منهم قال ان الارض انهكت (طبعا ما في تقنية هنا ) ومنهم من ارجع قلة الانتاجية لقلة المطرهذا العام ومنهم من ارجعها للفوضى التي اخذت تصاحب الدورة الزراعية ومنهم من ارجعها للعامل البشري المهم تعددت الاسباب والنتيجة واحدة بالنسبة لي شخصيا بدا لي ان السبب الرئيسي هو عدم جودة التقاوي لان لانتاجية متدنية لسنوات طويلة خلت وليس لهذا العام وحده مقارنة مع ايام زمان كما ان انهاك الارض له دور هو الاخر فالحواشة المشار اليها ظلت مزروعة لخمسة مواسم على التوالي دون ترتاح موسما واحدا ولاشك ان هذا تقصير مني انا المزارع ولكن تبقى فوضى التقاوي هي السبب الاهم في تقديري فالان تجد في النمرة الواحدة وهي وحدة مساحتها تسعين فدان حوالى عشرة انواع من التقاوي هذا الفا واحد وهذا الفا اثنين وهذا هندي وهذا ايه مش عارف وكلها يروج لها تجار وشركات يهمها المكسب ولو حساب قوت المزارع للاسف الشديد تركنا طريقتنا التقليدية في استنباط التقاوي لابل احد الموردين للتقاوي سخرمني في العام الماضي عندما ذكرت هذة الطريقة بخير وقال لي (خليك مع الزمن) هذا زمن الهندسة الوراثية والجينات المحسنة والذي منه . للاسف الشديد لقد اغتيلت هيئة البحوث الزراعية مع سبق الاصرار والترصد فهذة الهئية التي كانت تتبع لوزارة الزراعة وكانت يدعمها المشروع كانت هي المسؤلة عن استنباط وتطوير وضبط التقاوي وكانت لاتسمح لاي كائن ادخال اي عينة جديدة الا بعد اجازتها والاجازة تتم بعد تجارب علمية وعملية طويلة وقد استطاعت هذة الهئية الموؤدة تحقيق نجاحات عالمية مثل استنباط العينة بركات في القطن طويل التيلة واستنباط عينة الذرة وداحمد التي استنبطها العالم الكبير البروفسير محمود احمد وبرضو تقول لي حزم تقنية وبعد عزيزي القاري هذا المقال واحد من عدة مقالات سوف ننشرها تباعا عن حبيبتنا الجزيرة الاسبوع القادم لاسيما وقد انكشف الذين لحقوا القطن امات طه قال شركة قال فابقوا معنا ان شاء الله abdalltef albony [[email protected]]