مات الطفل أحمد خالد قبل ثلاثة أعوام بصعقة كهربائية في اللحظة التي كان ينوي فيها رفع علم عشقه (الهلال) علي رأس بيت منزله وقتها عبر اللاعب الفنان مدثر كاريكا عن إنفعاله مع المأساة التي أدمت القلوب برفع صورة الطفل الشهيد في إحدي المباريات بعد إحرازه لهدف.. وأمس الأول عبر كاريكا نيابة عن كل الشعب السوداني مواساته للشعب المصري في شهداء ألتراس الأهلي برفع (فانيلة) فريق النادي الأهلي وعليها صورة أصغر شهيد من شهداء ألتراس النادي الأهلي (أنس محي الدين) .. كنت أتمني أن يتابع مخرج المباراة اللاعب الإنسان (كاريكا) بحاسته كمخرج حتي نهاية اللقطة التي أحدثت ردود أفعال واسعة للغاية في المواقع الإلكترونية المصرية فقد كانت لحظة تحتاج لتوثيق متكامل من المخرج لأنها من اللحظات التي لاتتكرر كثيرا إذا ربطناها بالأحزان المسيطرة علي المجتمع المصري .. إلا أن المخرج مر عليها سريعا وإهتم بإعادة هدف اللاعب أكثر من إهتمامه بطريقة تعبيره وحتي اللافتة التي أتيحت لنا مشاهدتها عن تضامن ألتراس الهلال مع ألتراس في احزانه وأحزان الكرة المصرية لم يتم التركيز عليها خاصة وأن المباراة كانت منقولة في عدد من القنوات المصرية (مودرن سبورت ومودرن كورة) .. و تبقي رسالة اللاعب الإنسان مدثر كاريكا تعبيرا حقيقيا عن مشاعر غالبية أهل السودان تجاه الحدث الجلل الذي هز أركان المعمورة وتفاعل معه كل العالم أهل السياسة قبل أهل الرياضة والمواطن البعيد عن عالم الكرة قبل المهتم بها .وفي تقديري أن كاريكا قدم نموذج مشرف للاعب السوداني الفاهم والمتفاعل بكل مايحيط به من أحداث محلية وخارجية ويحق لمجتمع الهلال مجلس إدارة ولاعبين أن يفتخروا بهذا اللاعب القادر علي التعبير عن إنفعالاته بصدق مقدما نوعية من اللاعبين يمكن أن نقول عليهم (قدوة) للأجيال الحالية . أتمني تجد مباراة الفريق القادمة أمام المريخ تفاعلا يماثل التفاعل الذي حدث في مباراة الهلال وأن يخرج من لاعبي المريخ لاعبا يعبر عن تفاعل الرياضة وأهل الرياضة مع الأحداث الكبيرة بفكرة تذهب في ذات الإتجاه وإن كنت أتمني رؤية لاعبي المريخ في بزي موحد يحمل رسالة أو صورة لأحد شهداء كارثة بورسعيد مع لافتات من خلال المدرجات .. لنقدم بذلك نماذج لمعني الرياضة الحقيقي ووعينا الكامل به خاصة في ظل أجواء التسامح التي تجتاح الوسط الرياضي هذه الأيام بعيدا عن الهدف الأساسي من اتفاقية الناديين الكبيرين مع التأكيد علي حسن النوايا ثم الدعوة التي وجهها الزميل الصديق عبداللطيف أحمد لكتاب الصحافة الرياضية للتناوب في المساحات المخصصة لكل كاتب لإزالة الإحتقان وتوجيه رسالة معروفة المعاني . من كل ذلك أري أن مباراة الهلال وحرس الحدود حققت أهدافا أسمي وأعلي من هدفها الرئيسي كمباراة إعدادية قبل إنطلاقة منافسة الدوري الممتاز في الموسم الجديد وتركت بصمة إيجابية في نفوس كل المصريين والذي عكسه كما ذكرت التفاعل الكبير مع اللقطة التاريخية للاعب الإنسان مدثر كاريكا الذي نقلنا جميعا من حمي البدايات وواقع الهلال مع مدربه الجديد وعناصره المنضمة حديثا ومدي إنسجامها مع العناصر الموجودة وأزاح عن تفكيرنا التركيز في تفاصيل المباراة الفنية من طريقة لعب لإمكانيات وقدرات اللاعبين والتوظيف الجديد لعدد منهم ومدي الترميم الذي حدث للثغرات التي عاني منها الفريق في المواسم السابقة إلي عالم يبقي فيه الإنسان هو الإنسان يعبر عن معاناة أخيه الإنسان مساندا له في أصعب الظروف شكرا كاريكا فقد كنت نبيلا وكبيرا وفخرا لناديك .. رحم الله شهداء ألتراس الأهلي والصغير أنس عبدالحي .. ورحم الله عاشق الهلال الطفل أحمد خالد. hassan faroog [[email protected]]