أعلن رئيس جنوب السودان؛ سلفاكير ميارديت، أنه لن يقود دولته الوليدة إلى الحرب مجدداً مع السودان، إلا دفاعاً عن أراضيها، وادعت جوبا تبعية هجليج للجنوب وتعهدت بتضمينها في المفاوضات حول القضايا الخلافية بين الدولتين بأديس أبابا. وقال سلفاكير، يوم الأربعاء، إن الهجوم الأخير على هجليج بادر به الجيش السوداني الذي تصدت له قوات الجيش الشعبي. من جانبه قال وزير الإعلام، المتحدث باسم حكومة جنوب السودان؛ برنابا مريال بنجامين، في تصريحات صحفية، عقب اجتماع مجلس وزراء دولة الجنوب، إن هجليج جزء من دولة جنوب السودان. وأضاف أنهم كانوا يعتزمون إجراء حوار مع السودان لاسترداد هجليج بالحوار وليس عن طريق القوة، وقال إن جوبا سترفع قضية المنطقة للآلية الأفريقية لتضمينها في المفاوضات حول القضايا الخلافية الأخرى بين الدولتين. ودعت وزارة الخارجية الأميركية، يوم الأربعاء، السودان وجنوب السودان إلى وقف "جميع الأعمال العدائية"، معربة عن قلقها البالغ بشأن الأحداث الدائرة هناك. وقالت وزارة الخارجية إنها ستصدر بياناً تدين فيه توغل قوات جنوب السودان في ولاية جنوب كردفان، وتجدد إدانتها للغارات الجوية التي تشنها الخرطوم على المناطق المدنية. دعوات للتهدئة من جانبه قال الأمين العام للأمم المتحدة؛ بان كي مون، يوم الأربعاء، إن "الأولوية الآن هي تهدئة الوضع لتجنب أي مزيد من سفك الدماء بين السودان وجنوب السودان". وأضاف كي مون في بيان أصدره الناطق الرسمي باسمه "إنه قبل الشروع في مناقشة الأسباب التي أدت إلى التصعيد بين البلدين، فإن الأولوية الآن هي تهدئة الوضع لتجنب أي مزيد من سفك الدماء بين السودان وجنوب السودان". ودعا إلى "النظر في عقد قمة رئاسية فوراً لبناء الثقة وطمأنة شعبي جنوب السودان والسودان بأن السلام والحوار هو الخيار الوحيد أمام كلا الجانبين". وكان الأمين العام قد أجرى اتصالاً صباح الأربعاء، مع سلفاكير وتم خلال اللقاء بحث التصعيد الأخير في النزاع بين جوباوالخرطوم. كما تحدث كي مون إلى الممثل السوداني الدائم في نيويورك مساء الثلاثاء، وحث الخرطوم بقوة على ممارسة أقصى درجات ضبط النفس وتجنب مزيد من العمل العسكري. ونوه البيان إلى أن كي مون بحث أثناء وجوده في واشنطن، التوترات بين السودان وجنوب السودان مع وزيرة الخارجية الأميركية؛ هيلاري كلينتون، ومن المرجح أن يتحدث إلى زعماء إقليميين آخرين لدى عودته إلى نيويورك اليوم. تنوير السفراء واعتبرت وزارة الخارجية السودانية الاعتداء على هجليج تعدياً على السيادة السودانية ومخالفاً لكل الأعراف والمواثيق الدولية، وطالبت حكومة دولة جنوب السودان بسحب قواتها فوراً من المنطقة. وقال وكيل وزارة الخارجية السودانية؛ رحمة الله عثمان، في مؤتمر صحفي، عقب تنوير قدمته الوزارة لسفراء المجموعة الدولية بالخرطوم حول الاعتداء على هجليج، قال إن ما جرى يعد خرقاً لاتفاق الحدود بين الدولتين الذي تم بإشراف من الاتحاد الأفريقي. وأشار وكيل وزارة الخارجية إلى أن دولة الجنوب أصبحت مهدداً للأمن والسلم الدوليين. وقال رحمة الله إن السودان تقدم بشكوى للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي بالحادثة، موضحاً أن التقييم ما زال جارياً لمعرفة حجم النزوح والتأثير الإنساني للهجوم. وأقر بصعوبة تقييم موقف تأثر ضخ البترول لصعوبة توافر تفاصيل، مؤكداً أن منطقة هجليج تنتج أغلبية البترول السوداني.