بعدما حاول حظره وهو رئيس.. ترامب ينضم إلى "تيك توك" وينشر أول فيديوهاته    لماذا يجب إعادة تشغيل الهاتف بشكل دوري؟    الملكي فاز بدعاء الوالدين ودريموند لم يكن يستحق الخسارة،،    نجوم حي العرب بطلا لدورة تكريم الإدارة الأهلية بالضعين    اكوبام ينصب مهرجان من الأهداف في شباك الأهلي في دوري النخبة بحلفا    تصاعد الخلاف فى حزب الأمة القومي    رسالة البرهان لبوتين تتعلق بالتعاون الثنائي والعسكري وكافة القضايا المشتركة    شاهد بالصورة والفيديو.. وسط دهشة المتابعين.. الحسناء "جورجينا" صديقة اللاعب كريستيانو رونالدو تطلب التصوير مع شاب سوداني بالسعودية ومتابعون: (والله عبرت يا ولدنا)    شاهد بالصورة والفيديو.. طفلة سودانية تبكي بحرقة إذا سمعت كلمة "دعامة" وتفرح وتشعر بالطمأنينة عند سماعها هتاف الجيش (أمن يا جن) وتطالب أهلها بترديده دائماً    شاهد بالصورة والفيديو.. وسط دهشة المتابعين.. الحسناء "جورجينا" صديقة اللاعب كريستيانو رونالدو تطلب التصوير مع شاب سوداني بالسعودية ومتابعون: (والله عبرت يا ولدنا)    بنك السودان المركزي يعمم منشورا لضبط حركة الصادر والوارد    مدرب ليفربول الجديد يصدم صلاح في أول اجتماع له مع الإدارة    شاهد بالفيديو.. خلال حفل بالسعودية.. الفنانة إنصاف مدني : (البنت الما عندها قروش دي ما تعرس نهائي وبدون قروش دايرين بيها شنو والما عرست شم العود قرب)    رئيس مجلس السيادة يتسلم رسالة من رئيس جمهورية جنوب السودان    والي الخرطوم: سيتم تقنين المقاومة الشعبية ودعمها وفقاً للائحة الجديدة    عودة قطاع شبيه الموصلات في الولايات المتحدة    احتفالا بالذكرى الأولى لزواج الامير الحسين والاميرة رجوة.. نشر أول صور رسمية للأميرة تظهر حملها الاول    ريال مدريد يصطدم بأتالانتا في السوبر الأوروبي    بيلينجهام لمورينيو: ماما معجبة جداً بك منذ سنوات وتريد أن تلتقط بعض الصور معك    ما شروط التقديم؟ السودان بين الاكثر طلبا.. الجنسية المصرية تجذب الأجانب وتسجيل طلبات من 7 دول مختلفة    ريال مدريد الإسباني بطل أوروبا    القبض على بلوغر مصرية بتهمة بث فيديوهات خادشة للحياء    القبض على بلوغر مصرية بتهمة بث فيديوهات خادشة للحياء    داخل غرفتها.. شاهد أول صورة ل بطلة إعلان دقوا الشماسي من شهر العسل    بدء الضخ التجريبي لمحطة مياه المنارة    بعد الإدانة التاريخية لترامب.. نجمة الأفلام الإباحية لم تنبس ببنت شفة    إعلان قائمة المنتخب لمباراتي موريتانيا وجنوب السودان في التصفيات الأفريقية المؤهلة لكأس العالم    دفعة مالية سعودية ضخمة لشركة ذكاء اصطناعي صينية.. ومصدر يكشف السبب    "إلى دبي".. تقرير يكشف "تهريب أطنان من الذهب الأفريقي" وردّ إماراتي    مسؤول سوداني يكشف معلومات بشأن القاعدة الروسية في البحر الأحمر    محمد صبحي: مهموم بالفن واستعد لعمل مسرحي جديد    فيصل محمد صالح يكتب: مؤتمر «تقدم»… آمال وتحديات    السعودية تتجه لجمع نحو 13 مليار دولار من بيع جديد لأسهم في أرامكو    خطاب مرتقب لبايدن بشأن الشرق الأوسط    مذكرة تفاهم بين النيل الازرق والشركة السودانية للمناطق والاسواق الحرة    سنار.. إبادة كريمات وحبوب زيادة الوزن وشباك صيد الأسماك وكميات من الصمغ العربي    السودان.. القبض على"المتّهم المتخصص"    قوات الدفاع المدني ولاية البحر الأحمر تسيطر على حريق في الخط الناقل بأربعات – صورة    دراسة "مرعبة".. طفل من كل 8 في العالم ضحية "مواد إباحية"    الأجهزة الأمنية تكثف جهودها لكشف ملابسات العثور على جثة سوداني في الطريق الصحراوي ب قنا    ماذا بعد سدادها 8 ملايين جنيه" .. شيرين عبد الوهاب    الغرب والإنسانية المتوحشة    رسالة ..إلى أهل السودان    شركة الكهرباء تهدد مركز أمراض وغسيل الكلى في بورتسودان بقطع التيار الكهربائي بسبب تراكم الديون    من هو الأعمى؟!    اليوم العالمي للشاي.. فوائد صحية وتراث ثقافي    حكم الترحم على من اشتهر بالتشبه بالنساء وجاهر بذلك    متغيرات جديدة تهدد ب"موجة كورونا صيفية"    مطالبة بتشديد الرقابة على المكملات الغذائية    السودان..الكشف عن أسباب انقلاب عربة قائد كتيبة البراء    إنشاء "مصفاة جديدة للذهب"... هل يغير من الوضع السياسي والاقتصادي في السودان؟    حتي لا يصبح جوان الخطيبي قدوة    محمد وداعة يكتب: ميثاق السودان ..الاقتصاد و معاش الناس    تأهب في السعودية بسبب مرض خطير    الفيلم السوداني وداعا جوليا يفتتح مهرجان مالمو للسينما في السويد    كيف يُسهم الشخير في فقدان الأسنان؟    يس علي يس يكتب: السودان في قلب الإمارات..!!    يسرقان مجوهرات امرأة في وضح النهار بالتنويم المغناطيسي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الطيب زين العابدين: أضعفت الاثنية والجهوية الهمة القومية وكادت أن تلتهمها .. حوار: صلاح شعيب
نشر في سودانيل يوم 21 - 06 - 2009

الطيب زين العابدين: أضعفت الاثنية والجهوية الهمة القومية وكادت أن تلتهمها ..
الدكتور صدقي كبلو: يجب التفاؤل دائما في أسوأ الظروف وإلا أصبح النضال من أجل التغيير من غير فائدة
حوار: صلاح شعيب
منتدى الأحداث (6)
البروفيسور الطيب زين العابدين:
أضعفت الاثنية والجهوية الهمة القومية وكادت أن تلتهمها
أرجح أن يقرر الاستفتاء الانفصال
فكرة السودان الجديد ماتت بموت جون قرنق
سلطة الانتخابات ستحدث ديناميكية سياسية قابلة للتطور
حوار: صلاح شعيب
الاسئلة التي يثيرها (منتدى الأحداث) تهدف إلى معرفة آراء الخبراء، والأكاديميين، ونشطاء المجتمع المدني في بعض القضايا والمواضيع التي فرضت نفسها في واقع الجدل السياسي، بعضها منذ الإستقلال وأخرى جاءت في السنين الأخيرة، ولا زالت معلقة ولم تجد حلولا ناجعة من قبل الحكومات المتعاقبة. في الأيام السابقة إستضفنا عددا من الناشطين، كل في مجاله، لمعرفة تصوراتهم ورؤاهم حول الكيفية التي بها يمكن معالجة هذه القضايا، وإشباع هذه المواضيع حوارا بين النخب المتعددة في مشاربها الفكرية والسياسية والإثنية والثقافية والإجتماعية. وسنواصل هذه الحوارات بأمل خلق مساحة لحرية التداول، تتنوع فيها الآراء ليحدد القراء مواقفهم من الإجابات المطروحة بكل حرية وموضوعية سواء من المنتمين إلى هذه التيارات السياسية أو تلك. وإنطلاقا من قاعدة (الحرية لنا ولسوانا) نأمل أن نتيح الفرصة لكل ألوان الطيف السياسي والثقافي دون إنحياز، كما نأمل أن تجد كل هذه الآراء طريقها للنشر ليستخلص القراء الكرام المفيد منها في معرفة عمق التباين في أفكار ومرجعيات النخب السودانية في تحليلها عند الإجابة على هذه الاسئلة، والتي هي لا تمثل كل الاسئلة الضرورية التي تشغل ذهن الرأي العام والمنتمين لهذه التيارات. إن الهدف الأساسي من فكرة (منتدى الأحداث) هو تعزيز ثقافة الحوار الديمقراطي حول هموم وأسئلة المهتمين بالقضايا الوطنية، وكذلك تعميق أمر الإعتراف بالآخر، والاستنارة برؤى الناشطين في حقول الحياة السودانية مهما كان الإختلاف الفكري معها. وسيواصل المنتدى في المستقبل التطرق لكل القضايا الحيوية. وفي هذه المساحة نقرأ معا إجابات الدكتور الطيب زين العابدين الأكاديمي، والكاتب، والمحلل السياسي على أسئلة (منتدى الأحداث):
*هل ترى أن هناك أزمة في فهم الهوية السودانية ما دعا النخب المتعلمة إلى الفشل في إنجاز مشروع الدولة السودانية؟
()أرى أن هناك أزمة في التوافق على تصور هوية سودانية جامعة تأخذ وقتها قبل أن تكون واقعا معيشا في حياتنا، وأن ذلك ساهم في إضعاف مشروع الدولة السودانية الذي يحتاج إنجازه إلى عقود من الإستقرار السياسي. إن النخب المتعلمة مسؤولة الى حد كبير من هذا الفشل.
*كيف تقرأ المستقبل السوداني على ضوء مجريات الواقع السياسي، هل هناك ما يدعو إلى التفاؤل في ما يتعلق بالوصول إلى حل للإشكال المجتمعي السوداني التاريخي؟
()لا يبشر الواقع السياسي بخير، ولكن الإنسان بطبعه المتعلق بالحياة ينزع الى التفاؤل كما أن الايمان بالله يجعل المرء لا يقنط من رحمته، ولأن هناك بذرة خير في أهل السودان تجعلهم لا يستحقون هذا المستقبل المظلم. كما ترى فهو تفاؤل مرتبط بالغيب أكثر منه بالواقع.
*ما هي تصوراتكم لحل أزمة دارفور، وكيف يمكن الوصول إلى سلام دائم؟
()أرى الاستجابة لطلبات الفصائل المسلحة فى قضايا الاقليم ومنصب نائب الرئيس وقسمة السلطة والثروة بقدر حجم دارفور السكانى وبعقد مؤتمر دارفورى جامع للاتفاق على المشاكل المحلية. المشكلة هي تشظي الفصائل الدارفورية وأطماعها الذاتية.
*هل ترى أي غياب في القيادة السياسية الوطنية المجمع عليها والقادرة على وضع التصورات الفكرية لما ينبغي أن يكون عليه واقع الدولة السودانية؟
()أزمة السودان الأولى هي القيادة السياسية الناضجة الواعية التى تتجاوز المطامع الحزبية والشخصية وتنزع الى بناء دولة ووطن. المشاكل واضحة ولا تحتاج الى عبقرية فكرية بقدر ما تحتاج الى إرادة سياسية.
*الإستفتاء على تقرير المصير: إلى أي مدى يمكنك التفاؤل بنتيجته فيما خص وحدة السودان، وإذا قدر للجنوب الإنفصال هل تتوقع أن تموت فكرة (السودان الجديد) التي دعا إليها الزعيم السوداني الراحل جون قرنق؟
()أرجح أن يقرر الاستفتاء الانفصال، أظن أن فكرة السودان الجديد ماتت بموت جون قرنق، وهي حاليا مجرد شعار فارغ لا تحس به في سياسات الحركة الشعبية العملية. واذا حدث الانفصال فسيختفى الشعار نفسه.
*هل أضعف بروز التيارات والأفكار (الإثنية أو الجهوية) إلى سطح العمل السياسي الهمة القومية في كل مناحي الحياة، وهل ترون أن هذه التيارات والأفكار ستختفي في حال الوصول إلى سلام دائم في كل أنحاء القطر عبر تسوية قومية؟
()أضعفت الإثنية والجهوية الهمة القومية وكادت تلتهمها! واذا حدث سلام دائم لن يؤدى الى اختفاء الاثنية والجهوية إلا إذا صاحبته إستعادة الأحزاب لحيويتها القومية ووجدت قيادات جديدة ذات أفق بعيد ويحتاج ذلك الى بعض الوقت.
*الانتخابات القادمة في فبراير 2010 ، هل تستطيع أن تحدث تغييرات جوهرية في طبيعة العمل السياسي الحكومي والمعارض، خصوصا إذا دخلت قوى المعارضة في تحالف ضد المؤتمر الوطني؟
()لن تحدث تغييرات جوهرية لأن ميزان القوة يصب في مصلحة المؤتمر الوطنى فى الشمال والحركة الشعبية فى الجنوب، سيستمر هذا الوضع الى حد ما بعد الانتخابات، ولكن مجرد الوصول الى السلطة عن طريق الانتخابات بدلا من البندقية سيحدث ديناميكية سياسية قابلة للتطور ولاحداث التغيير. تحالف المعارضة سيضعف من هيمنة المؤتمر الوطنى ولكن لن يسقطه من السلطة، ولا أتوقع تحالفا عريضا للمعارضة على كل المستويات، ربما على مستوى رئاسة الجمهورية وحتى هذا قد لا يسقط مرشح المؤتمر.
*فكر الاحزاب والتنظيمات السياسية: هل يتحمل نتيجة الفشل السياسي، أم أن قواعد هذه الاحزاب تتحمل أسباب ضمور هذه الأحزاب ما أدى إلى فشل قياداتها؟
فكر الأحزاب وقياداتها وأطماعها الآنية هى أسباب الفشل السياسى، كما يعزى الى الطبيعة السودانية وعصبياتها المختلفة وأوضاع البلاد الاقتصادية.
*أيهما أقوى تاريخيا في تجربة دولة ما بعد الاستقلال: صراع الهوامش الجغرافية مع الدولة المركزية، أم صراع الآيدلوجيا والدولة؟
()أظن صراع الهوامش مع الدولة المركزية هو المشكلة الكبرى. لقد برهن أهل الايدلوجيات فى اليمين واليسار أنه صراع نظرى وعندما يتحملون المسؤولية يتصرفون ببراجماتية أقرب للانتهازية، ولا فرق يذكر بين هؤلاء وهؤلاء!
*المثقف سوداني: ماهي حسناته وعيوبه وهل يتحمل بعض الوزر في فهم كيفية العلاقة بين السلطة والمثقف ما بعد فترة الاستقلال؟
()المثقف السودانى إن صحت التسمية يتحمل معظم الوزر لأنه لم يؤد دوره الريادى في توعية المجتمع وقيادته ولأنه يتسم بانتهازية وأنانية في السلوك.
منتدى الأحداث (7)
الدكتور صدقي كبلو:
يجب التفاؤل دائما في أسوأ الظروف وإلا أصبح النضال من أجل التغيير من غير فائدة
صراع الهامش مع المركز هو أيدلوجي أيضا
هناك مثقفون بحثوا عن ترقية أنفسهم وهناك من وظف قدراته لخدمة الديكتاتوريات
وحدة المعارضة يجب ألا تتم في الغرف المقفولة فقط
حوار: صلاح شعيب
الاسئلة التي يثيرها (منتدى الأحداث) تهدف إلى معرفة آراء الخبراء، والأكاديميين، ونشطاء المجتمع المدني في بعض القضايا والمواضيع التي فرضت نفسها في واقع الجدل السياسي، بعضها منذ الإستقلال وأخرى جاءت في السنين الأخيرة، ولا زالت معلقة ولم تجد حلولا ناجعة من قبل الحكومات المتعاقبة. في الأيام السابقة إستضفنا عددا من الناشطين، كل في مجاله، لمعرفة تصوراتهم ورؤاهم حول الكيفية التي بها يمكن معالجة هذه القضايا، وإشباع هذه المواضيع حوارا بين النخب المتعددة في مشاربها الفكرية والسياسية والإثنية والثقافية والإجتماعية. وسنواصل هذه الحوارات بأمل خلق مساحة لحرية التداول، تتنوع فيها الآراء ليحدد القراء مواقفهم من الإجابات المطروحة بكل حرية وموضوعية سواء من المنتمين إلى هذه التيارات السياسية أو تلك. وإنطلاقا من قاعدة (الحرية لنا ولسوانا) نأمل أن نتيح الفرصة لكل ألوان الطيف السياسي والثقافي دون إنحياز، كما نأمل أن تجد كل هذه الآراء طريقها للنشر ليستخلص القراء الكرام المفيد منها في معرفة عمق التباين في أفكار ومرجعيات النخب السودانية في تحليلها عند الإجابة على هذه الاسئلة، والتي هي لا تمثل كل الاسئلة الضرورية التي تشغل ذهن الرأي العام والمنتمين لهذه التيارات. إن الهدف الأساسي من فكرة (منتدى الأحداث) هو تعزيز ثقافة الحوار الديمقراطي حول هموم وأسئلة المهتمين بالقضايا الوطنية، وكذلك تعميق أمر الإعتراف بالآخر، والاستنارة برؤى الناشطين في حقول الحياة السودانية مهما كان الإختلاف الفكري معها. وسيواصل المنتدى في المستقبل التطرق لكل القضايا الحيوية. وفي هذه المساحة نقرأ معا إجابات الدكتور صدقي كبلو الناشط السياسي والأكاديمي والكاتب والإقتصادي على أسئلة (منتدى الأحداث):
*هل ترى أن هناك أزمة في فهم الهوية السودانية ما دعا النخب المتعلمة إلى الفشل في إنجاز مشروع الدولة السودانية؟
()الأزمة ليست في فهم الهوية السودانية، الأزمة في تبني مفهوم للهوية السودانية يعمل لترسيخ سيادة وهيمنة التحالف الطبقي الذي شكل الدولة السودانية منذ الإستقلال وقد إستطاعت القوى الديمقراطية وقوى المناطق المهمشة والأقل نمو أن تخترق ذلك البناء الأيديولوجي للهوية وتطرح تركيبا جديدا يقوم على الهوية السودانية المتعددة والتي تعترف بالتعدد الثقافي والسياسي والعرقي وبتعدد اللغات مما يمهد لتأسيس دولة سودانية ديمقراطية على أساس حقوق المواطنة المتساوية المعترفة بالتعدد.
محاولة إختصار المسألة بأنها فهم نخبة تاريخيا غير صحيح، هو فهم أيديولوجي يعبر عن مصالح فئات طبقية كانت تريد الحفاظ على هيمنتها وسيادتها وسيطرتها على الدولة السودانية وتوزيع الموارد والثروات، والدولة التي أنشأتها هذه الفئات تعاني أزمة، فإما التغيير لدولة جديدة أو تشظي الدولة السودانية وتقسيمها. ليس أمامنا الخيار فنحن في وضع طارق إبن زياد فإما الوحدة على أسس جديدة أو التشظي.
*كيف تقرأ المستقبل السوداني على ضوء مجريات الواقع السياسي، هل هناك ما يدعو إلى التفاؤل في ما يتعلق بالوصول إلى حل للإشكال المجتمعي السوداني التاريخي؟
()يجب التفاؤل دائما في أسوأ الظروف وإلا أصبح النضال من أجل التغيير من غير فائدة، المناضلون من أجل التغيير يرون دائما ضوء في الأنفاق المظلمة ويسعون لكي ترى الجماهير ذلك الضوء فيحثون السير نحوه. والواقع السياسي ليس واقعا ثابتا غير قابل للتغيير، هو واقع متغيروفقا لنشاطنا ونشاط غيرنا، والحركة السياسية الديمقراطية لم تستسلم ولن تستسلم وتسعى للتغيير وتسير نحوه بثبات رغم البطء في ذلك، وجور المعركة، المأمول هو أن تعيد الجماهير قدرتها على التنظيم المستقل والمقاومة وإسترداد منظماتها المطلبية والمدنية وإعادة بناء تنظيماتها السياسية وخوض المعارك الصغيرة.
الواقع السوداني الآن ملئ بالمعارك من أجل السلام والتحول الديمقراطي وما تنتج عنه هذه المعارك سيؤثر سلبا أو إيجابا على الإنتخابات ونتائجها، ولكن مهما تكون النتائج هنا وهناك فالعمل السياسي من أجل التحول الديمقراطي وترسيخ الديمقراطية والسلام الدائم والتنمية المتوازنة سيتواصل و(السايقة واصلة) كما يقول أهلنا.
*ما هي تصوراتكم لحل أزمة دارفور، وكيف يمكن الوصول إلى سلام دائم؟
()حل مشكلة دارفور ممكن بالإستجابة لمطالب شعب دارفور والتي تتمثل في الإقليم الواحد، النصيب العادل في الثروة والسلطة وتعويض الضحايا وضمانة سلامة العائدين من اللاجئين والنازحين إلى قراهم ومناطقهم التي هاجروا أو نزحوا أو طردوا منها، وعدم السماح بتغيير الخريطة الديمغرافية والإستيلاء على الأرض بالقوة وتشكيل إدارة قوية للموارد.
*هل ترى أي غياب في القيادة السياسية الوطنية المجمع عليها والقادرة على وضع التصورات الفكرية لما ينبغي أن يكون عليه واقع الدولة السودانية؟
()القيادة السياسية الوطنية تتشكل خلال النضال والمعارك اليومية، وهناك غياب لهذه المعارك اليومية من أجل القضايا المعلقة كإستكمال السلام والتحول الديمقراطي وتحسين أحوال المواطنين وتحسن خدمات الصحة والتعليم.
*الانتخابات القادمة في فبراير 2010 ، هل تستطيع أن تحدث تغييرات جوهرية في طبيعة العمل السياسي الحكومي والمعارض، خصوصا إذا دخلت قوى المعارضة في تحالف ضد المؤتمر الوطني؟
()السبيل الوحيد لإحداث تغيير عبر الإنتخابات هو وحدة المعارضة التي تسعى لترسيخ الديمقراطية تصفية الحكم الشمولي، ووحدة المعارضة يجب ألا تتم في الغرف المقفولة فقط بل لا بد أن تتم في الشارع ووسط الجماهير ومن خلال معاركها لكي تصبح الإنتخابات أداة للتغيير. يجب أن تكون نتيجة لتصعيد العمل السياسي.
*الإستفتاء على تقرير المصير: إلى أي مدى يمكنك التفاؤل بنتيجته فيما خص وحدة السودان، وإذا قدر للجنوب الإنفصال هل تتوقع أن تموت فكرة (السودان الجديد) التي دعا إليها الزعيم السوداني الراحل جون قرنق؟
()أنا متفائل لنتيجة الإستفتاء، ويجب أن نكون كلنا متفائلين وأن يرتبط تفاؤلنا بالنشاط السياسي الإيجابي لكسب معركة الإستفتاء وأن طرح المسألة كأنها قد تقررت، وفقط نحن في إنتظار كشف القرار يضر بالعمل السياسي الوحدوي، المسألة لم تحسم بعد ويعتمد حسمها على نشاطنا وعملنا.
*هل أضعف بروز التيارات والأفكار (الإثنية أو الجهوية) إلى سطح العمل السياسي الهمة القومية في كل مناحي الحياة، وهل ترون أن هذه التيارات والأفكار ستختفي في حال الوصول إلى سلام دائم في كل أنحاء القطر عبر تسوية قومية؟
()على العكس أنا أجد في ظهور ما أسميه قوى الهامش وبروز حركات تعبر عن جماهير المناطق الأقل نموا والتي عانت من ظلم في قسمة الثروة والسلطة والتنمية، أرى في ذلك شئ إيجابي يولد أملا في التغيير الوطني نحو سودان أكثر ديمقراطية ونموا وعدلا، وسودان تقوم وحدته على القناعة والشراكة والمواطنة ذات الحقوق المتساوية.
*فكر الاحزاب والتنظيمات السياسية: هل يتحمل نتيجة الفشل السياسي، أم أن قواعد هذه الاحزاب تتحمل أسباب ضمور هذه الأحزاب ما أدى إلى فشل قياداتها؟
()المسألة في تقديري متعلقة بغياب الديمقراطية لفترات طويلة من الحياة السياسية وسيادة الحكم الديكتاتوري والشمولي، فالديمتاتوريات حكمت السودان 42 عاما أجبرت خلالها الأحزاب للعمل السري أو الإعتماد فقط على قياداتها في العمل. الديكتاتوريات مسؤولة عن التخلف السياسي والإقتصادي في البلاد، تخلف الأحزاب وضعفها نتيجة للديكتاتوريات. الأحزاب تتكون وتطور برنامجها وتلتحم بعضويتها وتعزز الديمقراطية داخلها من خلال الديمقراطية.
أيهما أقوى تاريخيا في تجربة دولة ما بعد الاستقلال: صراع الهوامش الجغرافية مع الدولة المركزية، أم صراع الآيدلوجيا والدولة؟
()لا أدري ماذا تقصد بصراع الآيدلوجيا فصراع الهامش مع المركزهو صراع آيدلوجي أيضا، أي صراع إقتصادي وسياسي يحمل في طياته صراعا آيدولوجيا. بل أذهب للقول أن كل هذه الصراعات ذات طابع طبقي وهي في النهاية صراعات بين التحالف الطبقي الذي سيطرعلى الدولة السودانية منذ الإستقلال وجماهير المزارعين في القاع الحديث والتقليدي وفقراء المدن من عمال وحرفيين وعاملين بأجر، سيستمر هذا الصراع بطرق مختلفة حتى يحدث تغيير يستجيب لمطالب الكادحين من مزارعين ورعاة وعمال وأفندية.
*المثقف سوداني: ماهي حسناته وعيوبه وهل يتحمل بعض الوزر في فهم كيفية العلاقة بين السلطة والمثقف ما بعد فترة الاستقلال؟


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.