منصات حرة التصريح الذي أطلقة رئيس البرلمان بأن الحل يكمن في إسقاط الحركة الشعبية وتغير النظام في جوبا هو هدف جديد للخرطوم في طور الإعلان وجوبا تقدمت بمراحل في هذا الهدف فهي تعلن في كل المناسبات أن العقبة أمام السلام هو المؤتمر الوطني ولا حلول إلا بتغير نظام الخرطوم وفي تقديري أن هذا التصريح ماهو إلا رد فعل لتصريح الحركة الشعبية فالأمر لا يتعدى حرب الفاظ والتعامل بردة الفعل وكل يوم نثبت للعالم عدم خبرتنا وتخلفنا في التعاطي مع السياسة ولا نميز بين الأهداف المعلنة والغير معلنة فعالم السياسة لايتعاطي معه كل من هب ودب وعين في منصب رفيع في الدولة فيطلق التصريحات دون حساب العواقب فالنأخذ أمريكا مثالاً فهي ياما أسقطت حكومات ودعمت حكومات وساعدت أنظمة للبقاء في الحكم ولكن كل هذا في الخفاء فأمريكا تعمل في السر وتعرف متى تعلن أهدافها ومتي تخفيها وهذا ما لا يعرفه حكامنا الأفاضل فهل من المعقول أن يصرح برلمان دولة بأن هدفه إسقاط نظام الدولة الفلانية كما فعل أمس برلماننا المبجل وبعيداً عن علم السياسة وبرتوكولاتها فالمثل السوداني البسيط الذي يقول ( السواي ما حداث ) هو عصارة خبرة طويلة لأجدادنا فلو تمسك حكامنا بتقاليد شعبنا لعرفوا كيف يديروا شؤون هذه البلاد فهذا المثل هو قاعدة أساسية للدول العظمى في التعامل مع السياسة الخارجية فهم يفعلون مايريدون بصمت وحذر ولكن هذا التصريح وفي هذا الوقت لن يبرح قبة البرلمان فكرت إسقاط نظام جوبا تم حرقه بمجرد الكشف عنه لماذا لا تعمل الخرطوم بصمت لتحقيق هذا الهدف فأبسط الأشياء التي ستفعلها جوبا عند سماع هذا التصريح رفع درجة الإستعداد والتعامل بحذر مع الخرطوم ولكن البيطعن ما بيلاوي والسواي ماحداث ومن غرائب الأشياء التي تجعلنا نتحسس فراغ رؤوسنا هذا الفهم المتأخر للحزب الحاكم لشريكه السابق في الحكم والكشف عن أهدافه الآن بعد أن حرره وأطلق سراحه لماذا لا يتعظ الجميع بتلك الحرب التي إستمرت أكثر من عشرين عاماً دون ان يكسب المعركة علي الأرض أي من الطرفين لماذا لم يتعظ الكل بأن البنقدية ليست الحل لماذا لايريد أن يتعلم المؤتمر الوطني من أخطاءه وأخطاء غيره لماذا دائماً نسير للوراء ونكتشف الحقيقة بعد فوات الآوان ، الحركة الشعبية هدفها المعلن منذ المنفستو الأول لها هو إسقاط الخرطوم وتحرير السودان وهذا هدف إستراتيجي والإنفصال هو مرحلة من مراحل هذا الهدف والدليل هو إستمرار رفع شعار تحرير السودان حتي بعد إستقلال الجنوب فهذا الهدف معروف منذ إندلاع التمرد فليس غريب أن تصرح الحركة الشعبية هنا وهناك عن نيتها إسقاط نظام الخرطوم ولكن المدهش إعلان الخرطوم الأخير فالقضية الآن أصبحت توم آند جيري ولا تتعدي التسلية فحلقات مسلسل الأطفال توم آند جيري لن تنتهي فكل يوم حلقة جديدة مضحكة وكل يوم يضع توم لجيري المقالب ويصنع له الأفخاخ ويستمتع الكبار والصغار بمتابعة هذه الحلقات تماماً كإندهاشنا بمشاهدة أحداث الساحة اليومية وتلك التصريحات المتبادلة والأهداف السرية و المعلنة وتلك الأفخاخ والمقالب التي يصنعها الجانبان لإسقاط بعضهم فيها والشعب تارة يضحك وتارة يندهش وتارة يصاب بالحيرة وكثيراً بالألم وخيبة الأمل ، والساقية لسه مدورة . مع ودي .. الجريدة