فالوطنية إنتهت لذلك تزف باللز والرج والهز والصياح والعويل والسباب وبمعارك جانبية ومن الحبة تعمل قبة.فكما قلنا وكتبنا أن الإنقاذ إنتهت وأنهت وطناً ومواطناً فالوطنية كذلك لحقت بهما. فقد دمروا الوطن والوطنية والمواطن. فليذهبوا ركاماً هبابا مع ما دمروا فليذهبوا هبابا مع ما خربوا ما كان وطناعزيزاً سيدا ودمروه فصار سرابا يحسبه الوطني وطناً فإذا به يمسك خرابا. فالوطن يا دمعة سالت من زمن على خد طابور المحن وتجمدت معقودة برباط الغبن محتارة مكوية بظلم عظيم عم الوطن فتنزل وراها دمعات أنين مدفوعة مغصوبة تسقط من شجن فليذهب هؤلاء ويبقى الوطن إن بقيت فيه مزعة تنبت. فغسى أن تخرج من أصلابها عناصر يرجى منها فلا تهفو للهجرة. هاجر معظم شبابك ومهندسيك وزراعييك وأطباءك ومحاسبيك وبيطرييك ومعلميك فهل يبقى بعد ذلك علم وطب وزراعة وصحة ووطنية لك الله ياوطن. لم تمسح أبداً آهاتك المشرورة بين أنفك ولهاتك ولم يندمل يوما جرحك المفتوق دوام على بر التلوث والحطام مصلوب على فضاء خوائهم منذ سقطت نار إنقاذهم فحطمت فؤادك المكلوم وتفتت كبدك مع تفتيت أرضك فنقصت وطنيتك أولا بمستوى ما نقص من المليون. ونقصت قبلا حينما عذب وشرد وفصل إنسانك للصالح العام وتقلصت بالإجماع السكوتي لإنتخابات الموتى. سحقت الإنقاذ السودان ظاهراً وباطنا شعباً وأرضاً بخطط أقل ما يمكن أن يقال عنها إنها ليست خطط مدروسة،فالبعض قال دي خطط جهنمية وآخر يقول عشوائية وثاني قال بهلوانية وثالث غميصة ورابع...إلخ المهم مآلاتها النهائية يمكن تلخيصها بكلمة (مجزرة). فهي خطط فضاءاتها تقود إلى معارك دونكيشوتية كرتونية طاحنة تطحن طواحين الشعب فقط وأدخلته في دوامة التطبيل مغلفة ومبطنة بشعارات (إسلامية) براقة تملقاً وتزلفاً للشعب الطيب. طيبته العويرة تلك التي ترى في قاتلها الأرعن منقذاً بل عريساً كعريس الطيب صالح (الزين) ذاك الذي يقفز وينطط كديك العدة ويبرطع والعجب أمو وسط الدارة فأحالها هبابا وغبارا، وساحاتها بداعي ودونه تصم أذنيه بفنون خطابة جاهلية لهذا يريد الشعب لها أن تغور وتطير. لأنها جعلت أيامه وآماله وحياة إنقاذه كلها ساحة حرب وغزو جاهلي وكر وفر فتجعل من وطنه محبساً لا مخرج منه ولامفر ولهذا يجب أن تطير وتفر. يريدها أن تذهب لأنها أذهبت وأذهلت عقله بذهاب وطنيته ووطنه فلايدري بعد أن كان مليوناً أذهب رُبعه وطار أم ثلثه إنقسم وإنهار، يريدها أن تذهب لأن وطنيته صارت ثلثين أو ربعين ثم تخمست وتسدست. فيتلفت فلايجد ذهباً لابترولاً ولاحدوداً فحلايب في مصر وطار ماحولها من ملح الأرض ومعدنها فيريدها أن تذهب لأن فشقة القضارف غرفت في شقوق تكسرت وغمرت مع السمسم والدخن والدرة. يريدها أن تذهب ليعوس كسرته ويأكلها بماء الحرية النظيف، ويأكل دخنه ويصدر سمسمه. وطنيته أضحت مهدورة الهوية والهوى في دارفور عندما إنتكست فاشر السلطان وكسوة الكعبة ودفنت آبار علي.الوطنية تهدر بالإذلال وعدم المحاسبة فلهذا يريد الشعب إدانة ومحاسبة المنقذين لما سبق من جرائم مختلفة وفصل وتعذيب وتشريد ويريد المحاسبة لأن النيران مازالت تشتعل ولم تتوقف وتهدأ من قدومهم منقذين فضاعت الوطنية. أهو مع أرضه التي ضاعت وتضيع وتضحى ركاما ورمادا أو هو مع منقذيه الذين ساموه خسفاً وظلماً وموتا وأشعلوها ناراً في كل الأركان.!؟ألهبوا حماسه إفكاً وتلفيقاً وكذباً بواح وشعارات وطنية فيسمع كلامهم يصدق ويشوف أفعالهم فيرتاب ويستغرب.يريد منهم أن يذهبوا لذهاب مؤسساته وحلمه وأمله ليصيروا خردة كالسكة حديد،ويطيروا كما طارت الخطوط الجوية، ويغرقوا كالخطوط البحرية، ويفرقعوا كمصنع الإطارات، وينكثوا وينتكثوا كالأقطان والكناف والنسيج ويحطموا مثل ما حطموا مشاريعه الزراعية الجزيرة والنيلين الأبيض والأزرق والشمالية وطوكر وينحلجوا كالكناف والمحالج. ضاعت وطنيته وتوزعت مع توزيع أراضيه البكرة لجهات أجنبية سموها إستثمار (بدون ثمرة). فلم يكسب لاوطن لاأرض ولاوطنية. ضاع الحيوان والإنسان والزرع وجف الضرع. سلبوا أرضه السكنية مخططات عمارات وفلل مؤتمرجية. الوطن صار شركة صغيرة ووطنيتهم شعارات وصياح وهتاف. فالأرض إضمحلت وزهقت الحقوق وشللت الوطنية وإندثرت الأخلاق. لهذا يريدهم أن يذهبوا بغير رجعة ويدعوا عليهم بالشلل والإضمحلال والإندثار والموت. فاليذهبوا ركاماً هبابا رمادا مع ما دمروا. لم يبق في السودان شيء حي حقيقي ولاأثر إختفت الوطنية فنرجو إعادة الإستبيان لماذا!؟ هل للهجرات الكبيرة أم للصالح العام والفصل والتشريد أم لضعف الصحة والتعليم أم لإهدار الكرامة أم لمشاركة الحزبين الكبيرين أم لحرب دارفور وكردفان والنيل الأزرق أم لدمار الخدمة العامة والمؤسسات والمشاريع أم لإنفصال الجنوب أم لهوجة هجليج وضياع الفشقة وحلايب أم لبقاء الإنقاذ مكاوشة أم لضعضعة الأديان والإتجار بها أم لكل ماذكر!؟ لقد تبقى أن يأتوا بباقي المعارضة (الفضل) للمشاركة: رؤساء وأعضاء المكاتب التنفيذية للحركات المسلحة والجبهة الثورية ولكل محرري السودان ويأتون كذلك بكبار الصحفيين والكتاب الذين يعرونها ويسومونها سوء العذاب كوزراء ووزراء دولة وينتهي المهرجان الكبير. قلنا قبل ذلك الإنقاذ إنتهت ولحقت بها الوطنية والوطن والمواطن لذلك كثر الهتاف والصياح ومطش كراي ليتل وول والصهاريج الفارغة تحدث صوتاً ضخماً والبراميل الفاضية ضجتها عالية لك الله يا وطن. abbaskhidir khidir [[email protected]]