بسم الله الرحمن الرحيم لفت نظري مقالاً للصحفية الناشئة والمتطورة منى عبد الفتاح باسم " ذوات الأكواع السوداء " وبه تعليق ذكي لمقال عاصف لكاتب سعودي جلب سخطاً استوجب الاعتذار لنساء كثر ... وتعليق " منى " جعلني أتشبث ببعض الملاحظات أن الكثير جداً من الرجال ينتقدوا زوجاتهم نقداً لاذعاً وبشكل مباشر أو غيره ... وذلك بترهل أجسادهن غير حديث واسع عن عدم التجديد ... ونسيان الأنوثة وعقد مقارنات ظالمة مثل ما جاء بالمقال بفتيات الجمباز الروسيات أو الفاتنات في السينما المصرية مثل غادة عبد الرازق ... أو الفاتنة المرهقة هيفاء وهبي أو حتى مذيعات النيل الأزرق ناهيك عن جميلات المسلسلات التركية ... هذا العبء الصارخ على الزوجات المثقلات بأعمال المنزل والعمل والأبناء وبعض خيانات الأزواج النزقة والصبيانية في آن واحد تجعلهن تحت ظلم دائم لا يقدرّه العديد من الرجال ... يوم أن جاءته هيفاء كالغزالة لطيفة كنسمة صيف ... بها حياء ووقار وطهر لا ينفذ ثم جار عليها الزمن بصعوبات شتى ... وتعمق في داخلها الأسى من مراهقة زوجها المتأخرة أصابتها بيأس راكز تجتهد معه بالأناقة خارج أسوار المنزل لحفظ البنيان الأسري من أفواه الناس، الذين يراقبون المرأة الزوجة مراقبة حثيثة من الحناء وإجراءات الدلال البلدية إلى مدة إنجاب الأطفال ... هذا المجتمع الذي لا تحجزه خطوط حمراء ... وللنساء لولا حيائهن العديد من الملاحظات الجارحة جداً تجاه الرجال فالسينما طافحة بوسامة بعضهم من خوان مقيل في مسلسل " ماري شوي " إلى بعض شبابنا الوسيم في قنوات فضائية سودانية ... ولكن دائماً نسائنا لا يجرحن ولا يتجاوزن حدودهن. هذه محمدة كبيرة تفوق بكثير حتى كرم بعض الرجال ... فهن لا يتحدثن عن البطون المكرشة والصلع الزاحفة وروائح التبغ الرخيص والتمباك اللتان تورثان الإصفرار في الأسنان وغير ذلك من احتمال الأذى وعدم القدرة في توفير الأمان والقيام بمهام الفحولة ومزاعمها المراهقة في أكثر الأحيان. استغربت مسألة " الأكواع السوداء " وما علاقتها بالجمال ... وعرفت أسراراً وأمثالاً وأقوالاً لم أدركها من قبل عن الأكواع السوداء ... تبدو المسألة سخيفة حيت تختصر المرأة بطول شعرها أو أظافرها أو طريقة نطقها لحرف " الخاء " بينما تسوّر الرجال الكثير من السلبيات أدناها " الشخير " في النوم كيفما اتفق ... لا توجد معالجة نهائية لهذا الجدال العقيم بين الجنسين فإن كانت باهرة الجمال ولم تكن ساخنة على طريقة الرجال " الصعاليك " سقطت في امتحان الاجتياز للرجولة المراهقة ... إن أفضل المعاني ذات القيمة الإنسانية المفعمة بالحيوية قول رسولنا الثوري " ما أكرم النساء إلا كريم وما أهانهن إلا لئيم " ... والنساء لا ينقصن في الذكاء والعمل والأجر والإيمان والطاقة شيئاً وما يجري إلا ترهات وخيالات مريضة وإنتاج متجدد للفحولة " المريضة " ... تبدو هذه الحالة مستمرة مع تقلب الأيام ... حيث لا تجدي الكثير من النصائح والمعالجات إذا لم تكن هناك قاعدة من الاحترام الذي يحتمل النتوءات والترهل الزمني للأجساد عند النساء والنزق المحرج والبطون المكرشة عند الرجال. أما مسائل الطلاق والزواج الثاني ... فأمران مختلفان تماماً يمضيان مع سنة الحياة فالمرأة فعل لازم بينما الرجل فعل متعدي يحتاج إلى مفعولين!!. وحتى لا نقيم سجالاً بيزنطياً لا طائل منه ... فعلى الطرفين عدم جرح الآخر ... وردم الهوة بالاحترام والحوار والإحساس بالتكامل وإلغاء الندية ... أنحاز للمرأة لأن الأثقال الملقاة على كاهلها ثقيلة ... وكونها مبدعة وخلاقة ومتجاوزة وتمارس الخلق بكل فتنة وجمال لها احترام وتصفيق داوٍ !!!.