منصات حرة نرى ونسمع هذه الأيام نشاط إشاعي غير مسبوق وكما كان يقول لي دائماً والدي عليه رحمة الله الإشاعة سلاح تستخدمه الحكومات لتمرير قرارات معينة أو لجس النبض تجاه أشياء تريد الحكومة فعلها ولكنها تخشى ردة الفعل الشعبية فتطلق الإشاعة لترى مردودها وبعدها تقرر نفي الإشاعة أو الإستمرار فيها حقيقة ولكن ما يؤلم تلك الإشاعات التي تطلق وتعجل بموت رموزنا الثقافية والسياسية حتي أصبحنا عندما نسمع فاجعة لا نصدقها إلا بعد التأكد تماماً من صحة الخبر وفي ظني من يطلق الإشاعة هو مريض نفسي يحتاج لعلاج والمؤسف أنهم يستهدفون العمالقة وكأنهم يريدون التعجيل بموتهم كما فعلوا مع الفنان وردي قبل وفاته وكما فعلوا مع كتيرين قبلاً وبالأمس سمعنا عن رحيل الشاعر الفيتوري المقيم في المغرب وإكتشفنا الكذبة وخيراً فعل إتحاد الكتاب السودانيين بإصدار بيان يوضح فيه للشعب السوداني ملابسات الإشاعة ويطمئن كل السودانيين بصحة الفيتوري ، ورب ضارة نافعة فهذه الإشاعة ذكرت الجميع اليوم بالشاعر الفيتوري ولتبقي مناسبة ليتبني إتحاد الكتاب السودانيين برامج لتكريم الرموز الوطنية والتكريم الذي تم للأستاذ محجوب محمد صالح وشاعر الشعب محجوب شريف بمناسبة إفتتاح الدار الجديد للإتحاد كان حدثاً جميلاً ومشرفاً للإتحاد مع ملاحظة أن التكريم تم للمحجوبين في ليلة واحدة وضمن مناسبة إفتتاح الدار وكان الأجدى فصل التكريمين وفصل مناسبة إفتتاح الدار فنحن لسنا في حوجة لماسبات لتكريم الرموز فحدث التكريم في حد ذاته مناسبة ومايؤسفني حقيقة ما أراه اليوم في الساحة من نشاط غير مسبوق لإقامة تأبين للراحل العملاق الشاعر حميد والهرم محمد وردي وذلك النشاط الاسفيري لإبراز الثروة الفكرية للراحل الخاتم عدلان في الذكري السابعة لرحيله ولعمري أننا كسودانيين أدمنا مسألة تأبين الموتي ومعرفة عطاءهم الفكري والأدبي بعد رحيلهم وننشط في إقامة التأبين والمراكز الثقافية بعد فوات الأوان وكلي أمل في إتحاد الكتاب والشعراء السودانيين في قيامه بتكريم ماتبقى من رموز وطنية وفي ظني هم قلة وما أسهل التكريم في حياتهم وإبراز إنتاجهم الفكري والأدبي والمهمة الصعبة والآنية أمام الإتحاد هى بناء مركز ثقافي كبير يضم كل تاريخ هذا البلد وشخصياته الوطنية وعلي الدولة تخصيص قطعة أرض كبيرة لبناء هذا المركز وليكن معروفاً ( بالمركز الثقافي القومي ) حتى لايضيع هذا التاريخ وهذا هو واجب هذا الجيل تجاه الأجيال القادمة فمركز كهذا سيكون مفتوحاً للباحثين والمفكريين والكتاب ليعرفوا تاريخ هذا البلد الحقيقي دون تزييف أو ترويج لإشاعات كاذبة أو متاجرة حزبية ولو كان التاريخ بحر من مداد سينفد مداده قبل أن يتم كتابة وتوثيق تاريخ هؤلاء العمالقة لهم التجلة والإحترام الأحياء منهم والأموات بقدر ماقدموا لإنسان السودان والبشرية والتحية للشاعر المبدع الفيتوري والتحية لكل شعراء بلادي وفي مقدمتهم الشاعر القومي محجوب شريف وكل رموزنا التي نفخر ونعتز بها كنيل ونخيل وجبال ووديان هذه البلاد لهم الصحة والعافية وطول العمر فأنتم من تنيرون لنا طريق الحق والحرية والعلم ، لكم خالص التجلة الآباء الأفاضل .. مع ودي ..