ما بَال ليلكِ كَالمُنى والفجرُ كالظِّلِ الظَليلْ؟ ما بَال خَطوِّي قدْ سَمَا لَمّا رَأَى؛ عَرجونَ نخلِكِ بالأصيلْ؟! يا خَطوَها المُنقادَ نحوَكَ... لا يَميدُ ولا يَميلْ! يا عِطرَها الفوَّاحَ ألْهِمَني التَجَمُّلَ والتَحمُّلَ عِندَ بَابِ المُستحيلْْ! يا قدّها المَمشوقَ والمرسومَ مِنْ ثَني الحَريرِ؛ وَفوَحُ طِيبِك من صَّبّا النَسَمِ العَليلْ! يا خَدّها المَوسُومَ من شَفقِ المَغيبِ وَرَوعةِ الفرحِ الأسيلْ! يَا غُصنَها الريّانَ؛ إذ ما لاحَ روضكَ؛ قَبَّلّت شَفَتَيكَ شُرفات الأصيلْ! يا ثَغرَهَا البَسّامَ؛ إذ ما جَادَ في بَسَماتِه، رحَل الوَقارُ وصِرتُ طَرباناً أَمِيلْ! يا ليلَهَا المَحضورَ؛ إذ ما قُلتُ سُبحَانَ الذي... هَتَفتْ بجوفِ الليلِ َأورادي تصيحُ أنا عليل! يا طَيْبَةَ المَعصوم هذا تَائبٌ ذَرفَ الدموعَ ملوِّحاً للقبة الخضراء والروضِ الجَليل!