فجعت الأوساط الثقافية والنقابية في السودان برحيل الكاتب العمالي والمناضل النقابي الفذ مِن الله عبد الوهاب الذي وافته المنية يوم الأربعاء الماضي الموافق 30 مايو 2011م إثر علة لم تمهله طويلاً. لقد نذر الفقيد نفسه لقضايا وحقوق العمال الذين انتمي إليهم منذ نشأته الأولى بمدينة عطبرة، وارتقى في مناخ نضالاتها المطلبية والسياسية من أجل حقوق العمال إلى أن صار قائداً بارزاً بنقابة عمال السكة حديد، قبل أن ينتقل إلى مصانع النسيج بمدينة بحري، حيث حظي أيضاً بثقة عمالها الذين اختاروه ممثلاً لهم في اتحاد عمال السودان قبل العام 1989م. قرن الفقيد بين النضال الحركي والنضال الفكري، حيث واظب على الإسهام النشط في جبهة الثقافة العمالية بنشر الوعي التنويري بين زملائه وأبناء طبقته على نطاق السودان كله، وتزويدهم بالمعرفة الدقيقة بأسباب وخلفيات المشاكل التي يعانونها، وبأوضاع وآفاق العمل النقابي والعمالي، مسخراً وعيه وكتاباته الراتبة لهذا الغرض النبيل عبر كل المنافذ التي أتيحت له، لم يألو في ذلك جهداً حتى آخر لحظات حياته. ألا رحم الله مِن الله، وغفر له، وأحسن إليه، وجعل الجنة مثواه، وألهم آله وزملاءه الصبر الجميل. الأمانة العامة. 1 يونيو 2012م.