السودان شهد 6 آلاف معركة.. و17 ألف مدني فقدوا حياتهم    شاهد بالفيديو.. مذيعة تلفزيون السودان تبكي أمام والي الخرطوم "الرجل الذي صمد في حرب السودان ودافع عن مواطني ولايته"    مسيرات تابعة للجيش تستهدف محيط سلاح المدرعات    مصر: لا تخرجوا من المنزل إلا لضرورة    الملك سلمان يخضع لفحوصات طبية بسبب ارتفاع درجة الحرارة    واصل برنامجه الإعدادي بالمغرب.. منتخب الشباب يتدرب على فترتين وحماس كبير وسط اللاعبين    عصر اليوم بمدينة الملك فهد ..صقور الجديان وتنزانيا كلاكيت للمرة الثانية    الطيب علي فرح يكتب: *كيف خاضت المليشيا حربها اسفيرياً*    عبد الواحد، سافر إلى نيروبي عشان يصرف شيك من مليشيا حميدتي    المريخ يستانف تدريباته بعد راحة سلبية وتألق لافت للجدد    هنري يكشف عن توقعاته لسباق البريميرليج    تعادل سلبي بين الترجي والأهلي في ذهاب أبطال أفريقيا في تونس    باير ليفركوزن يكتب التاريخ ويصبح أول فريق يتوج بالدوري الألماني دون هزيمة    كباشي يكشف تفاصيل بشأن ورقة الحكومة للتفاوض    متغيرات جديدة تهدد ب"موجة كورونا صيفية"    تمبور يثمن دور جهاز المخابرات ويرحب بعودة صلاحياته    مقتل مواطن بالجيلي أمام أسرته علي ايدي مليشيا الدعم السريع    محمد وداعة يكتب: معركة الفاشر ..قاصمة ظهر المليشيا    مصر لم تتراجع عن الدعوى ضد إسرائيل في العدل الدولية    أمجد فريد الطيب يكتب: سيناريوهات إنهاء الحرب في السودان    يس علي يس يكتب: الاستقالات.. خدمة ونس..!!    مطالبة بتشديد الرقابة على المكملات الغذائية    السودان..الكشف عن أسباب انقلاب عربة قائد كتيبة البراء    شاهد بالصورة والفيديو.. "المعاناة تولد الإبداع" بعد انقطاع الماء والكهرباء.. سوداني ينجح في استخراج مياه الشرب مستخدماً "العجلة" كموتور كهرباء    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء سودانية تخطف قلوب المتابعين وهي تستعرض جمالها ب(الكاكي) الخاص بالجيش وتعلن دعمها للقوات المسلحة ومتابعون: (التحية لأخوات نسيبة)    بالفيديو.. شاهد رد سوداني يعمل "راعي" في السعودية على أهل قريته عندما أرسلوا له يطلبون منه شراء حافلة "روزا" لهم    مدير الإدارة العامة للمرور يشيد بنافذتي المتمة والقضارف لضبطهما إجراءات ترخيص عدد (2) مركبة مسروقة    قيادي سابق ببنك السودان يطالب بصندوق تعويضي لمنهوبات المصارف    شاهد بالصورة.. (سالي عثمان) قصة إعلامية ومذيعة سودانية حسناء أهلها من (مروي الباسا) وولدت في الجزيرة ودرست بمصر    آفاق الهجوم الروسي الجديد    كيف يتم تهريب محاصيل الجزيرة من تمبول إلي أسواق محلية حلفا الجديدة ؟!    شبكة إجرامية متخصصة في تزوير المستندات والمكاتبات الرسمية الخاصة بوزارة التجارة الخارجية    إنشاء "مصفاة جديدة للذهب"... هل يغير من الوضع السياسي والاقتصادي في السودان؟    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني في الموازي ليوم الأربعاء    وسط توترات بشأن رفح.. مسؤول أميركي يعتزم إجراء محادثات بالسعودية وإسرائيل    "تسونامي" الذكاء الاصطناعي يضرب الوظائف حول العالم.. ما وضع المنطقة العربية؟    شاهد بالصورة.. حسناء السوشيال ميديا "لوشي" تنعي جوان الخطيب بعبارات مؤثرة: (حمودي دا حته من قلبي وياريت لو بتعرفوه زي ما أنا بعرفه ولا بتشوفوه بعيوني.. البعملو في السر مازي الظاهر ليكم)    حتي لا يصبح جوان الخطيبي قدوة    5 طرق للتخلص من "إدمان" الخلوي في السرير    انعقاد ورشة عمل لتأهيل القطاع الصناعي في السودان بالقاهرة    أسامه عبدالماجد: هدية الى جبريل و(القحاتة)    "المايونيز" وراء التسمم الجماعي بأحد مطاعم الرياض    محمد وداعة يكتب: ميثاق السودان ..الاقتصاد و معاش الناس    تأهب في السعودية بسبب مرض خطير    باحث مصري: قصة موسى والبحر خاطئة والنبي إدريس هو أوزوريس    بنقرة واحدة صار بإمكانك تحويل أي نص إلى فيديو.. تعرف إلى Vidu    الفيلم السوداني وداعا جوليا يفتتح مهرجان مالمو للسينما في السويد    كيف يُسهم الشخير في فقدان الأسنان؟    هنيدي ومحمد رمضان ويوسف الشريف في عزاء والدة كريم عبد العزيز    تنكُر يوقع هارباً في قبضة الشرطة بفلوريدا – صورة    معتصم اقرع: حرمة الموت وحقوق الجسد الحي    يس علي يس يكتب: السودان في قلب الإمارات..!!    يسرقان مجوهرات امرأة في وضح النهار بالتنويم المغناطيسي    بعد عام من تهجير السكان.. كيف تبدو الخرطوم؟!    العقاد والمسيح والحب    أمس حبيت راسك!    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



(عقيدة) الصفوية والإستعلاء .. و(عقدة) تخوين الآخر: الكرنكي ومنير نموذجا. بقلم: عمر منصور فضل
نشر في سودانيل يوم 17 - 06 - 2012


(عقيدة) الصفوية والإستعلاء .. و(عقدة) تخوين الآخر:
عبد المحمود نور الدائم الكُرُنْكِي ومنير شيخ الدين نموذجاً
عمر منصور فضل
[email protected]
الحلقة الأولى
ديباجة : تمتَّ إحالة حلقتيي هذا التعقيب إلى صفحات صحيفة (الصحافة) الوضيئة بعد أن رفض الأعزاء بجريدة (الإنتباهة) نشره منذ أن سلمناهم فور نشرهم للمقالات موضوع التعقيب (طمعاً) في العرف الصحفي الذي يقضي بإتاحة الفرصة للرأي والرأي الآخر، لكنهم في (الإنتباهة)، وبأكثر من تجربة، أكدوا أُحاديتهم في الرأي وعدم إيمانهم ب(خُرافة) الرأي الآخر .. إحترام الآخر .. الإعتراف بالآخر .. إلى آخر هذه (الخُزُعبلات) التي (يتوَّهمها) أمثالنا .. إنها (الإنتباهة) .. و إلى موضوع تعقيبنا ..
.. عبد المحمود نور الدائم الكُرُنْكي، نجم ونَيْزَك وشِهاب من الأجرام السماوية للإسلامويين الأمويين و(الجَباهِجة) و (المؤتمرجية)، عرفته شخصيأً إسماً وليس رسماً منذ أيامه قطباً بإتحاد طلاب جامعة الخرطوم في حوالي الثلث الأوَّل من ثمانينات القرن الماضي وأظنه كان سكرتيراً ثقافياً بالإتحاد حينها، ونحن يومها يافعين مفتونين على صِغَر أعمارنا ومداركنا بأنشطة ال(KUSU)، إتحاد طلاب جامعة الخرطوم، تلك الرؤوم الجامعة التي كانت (تجمع) الناس ل(يجمعوا) العلوم والمعارف والتجارب والأخلاق قبل أن (ينط) فيها (المتنطِّعون) والمَغُول من أنصار (الكُرُنْكِي) الذين تساءل عنهم قبلنا الراحل العملاق الطيب صالح بمقولته الشهيرة (من أين جاء هؤلاْء) فحوَّلوا الجامعة، والجامعات، والوطن كله، إلى (جامحة) تشيع الفُرقة والعِرقية والقَبلية والشعوبية وكل مفاهيم وقِيَم القرون الوُسطَى وعصور القبائل والعشائر.. وعبد المحمود الكُرُنٍكِي من عرَّابيي نظام الإنقاذ والمؤتمر الوطني ومُفكِّريه وشغل عِدَّة مواقع في دهاليزه منها ملحقاً ثقافياً بالسفارة السودانية في لندن .
.. منير شيخ الدين منير جلاب، و كما عرَّفه أو عرَّف به الكُرُنْكي نفسه، نجم ونَيْزَك وشِهاب، وناشط سياسي سوداني من أبناء جبال النوبا بولاية جنوب كردفان، قضي فترة معتبرة من عمره معارضاً للنظام الحاكم بالسودان ضمن مئات الآلاف من المعارضين ثُمَّ عاد وفق قناعات خاصة مثلما كل السياسيين في الدنيا وأسس تنظيماً سياسياً يعبِّر عن أفكاره بإسم (الحزب القومي الديمقراطي الجديد) وخاض (رالي) إنتخابات رئاسة الجمهورية العام الماضي حاز فيها على ترتيب متقدِّم بزَّ به كثير من زملائه المرشحين من قُدَامَى و(عواجيز) السياسة السودانية الذين عُمًر بعضهم في رئاسة أحزابهم فقط أكبر من العُمُر السِنِّي لمنير شيخ الدين، ثُمَّ تَمَّ إختياره مستشاراً لوالي ولاية جنوب كردفان في تشكيلة حكومته الحالية.
.. النجمان .. النَيْزَكان .. الشِّهابان (منير والكُرُنْكي) جمعتهما ذات يوم سماوت العاصمة البريطانية (لندن) في مشاكسة سياسية وسجال طويل إنتهى بطرد (مستر) عبد المحمود نور الدائم الكُرُنْكِي من منصبه كملحق ثقافي بالسفارة السودانية في لندن بإعتباره شخصاً غير مرغوب فيه دبلوماسياً .. ومن يومها ترَسَّبت داخل (الكُرُنْكي) كتلة من الغِل والغُبُن الشخصي جدَّاً ضد منير شيخ الدين لم يَستَطِع (الكُرُنْكي) التخلُّص منها حتَّى بعد أن تخلَّص حزب (الكُرُنْكي) المؤتمر الوطني من عداوته لمنير شيخ الدين وأدخلته في منظومة جهازه التنفيذي بتحالف سياسي، و بذلك طغت وطفحت مصالح وخصومات (الكُرُنْكي) حتَّى فوق خصومات ومصالح حزبه وتنظيمه الذي بعثه وأوفده إلى (لندن) حيث دار الصراع .
.. في جريدة الإنتباهة الموقَّرة، و على مدى أكثر من أثنتي عشرة حلقة بدءاً منذ مطلع أبريل الماضي، تناول (الكُرُنْكِي) كثيراً من القضايا والمعلومات المتداخلة والمتقاطعة تحت عناوين مختلفة بعموده الراتب (عصف ذهني) كان محورها الرئيس، ومرتكزها الأساس، الأستاذ منير شيخ الدين رئيس الحزب القومي الديمقراطي الجديد، مرشح رئاسة الجمهورية في الإنتخابات الأخيرة، والمستشار حالياً لوالي ولاية جنوب كردفان .. وبقراءة عابرة وفي غير ما مجهود كبير يجد القارئ إن الحلقات المُطوَّلة ل(الكُرُنْكي) عن منير شيخ الدين عمدت ورمت إلى ملخص بسيط تقول (إن منير في فترة وجوده بالخارج معارضاً للنظام الحاكم بالسودان تعاون مع (منظمة التضامن المسيحي) التي تقودها الناشطة البريطانية الشهيرة البارونة كارولين كوكس، وإن منير أقام فترة ما قبل لندن في (دولة نفطية) وخرج منها غيرمرغوباً فيه، وإن هناك نشاطا تخابرياً غربياً يدور الآن بجنوب كردفان تحت غطاء العمل الإنساني) .. ويحق لنا جميعاً منير شيخ الدين، وشخصي والقرَّاء الكرام إزاء هذا أن نفتح أفواهنا مشدوهين : آآآها شنو !!، في إنتظار سماع ثُمَّ ماذا بعد هذا الفتح المبين!!.. إذ تلك المعلومات التي إجتهد (الكُرُنْكِي) أن يقودنا إليها هي معلومات أبجدية معروفة للجميع، مثل أن تقول لشخص وأنت تشير للسماء (هاهي الشمس تسطع من فوقنا)، أو (هذه عربة تنطلق في الشارع) لشخص بصير مبصر مثلك تماماً يقف معك على قارعة الشارع..
.. للذين يعرفون خلفية صراع منير شيخ الدين و الكُرُنْكِي بلندن التي كان نتيجتها، كما أسلفنا في المُقدِّمة، طرد (مستر) عبد المحمود نور الدائم الكُرُنْكِي من منصبه كملحق ثقافي بالسفارة السودانية في لندن بإعتباره شخصاً غير مرغوب فيه دبلوماسياً، الذين يعرفون خلفية هذا الصراع، سيجدون إن موضوع موضوعات (الكُرُنٍكِي) وهدفه الأساس يبين في غير عناء أو (مواربة) .. إن شخصاً مغبون و (ممكون) من منير شيخ الدين يبحث عن ما يكيد به، أغاظه إن منير تَمَّ إختياره لمنصب دستوري فإستكثره عليه، وإستعان بإرشيف بالي مهترئ من ذاكرته لهذا الغرض فطفحت العبارات والكلمات بما يعتمل في عقله الباطن وفضحت فجور خصومته لغريمه القديم منير شيخ الدين.
.. و رغماً عن إن الرجل أجهد نفسه كثيراً وحشد بتكرار ممل ورتيب كمَّاً إنصرافياً من أسماء (الخوَّاجات) :جون كلوني ، جون برندر غاسيت، سوزان رايس، ريان بيوتي (كوكو الأمريكي) ، البارونة كارولين كوكس، الطبيبة جيبسون، القسيس ستيوارت ويندسور، دميان لويس، كريستين لامب... إلخ .. ومشروعات وبرامج أجنبية عاملة بالسودان (كفى)، (الذراع الطويلة) ... إلخ .. وكذلك المنظمات والمؤسسات .. سمارت نت بور .. التضامن المسيحي .. مجلس اللوردات... إلخ .. مع تكرار نفس الأسماء والكلمات لأكثر من عشرة حلقات، بل وتكرار ذات الأسماء والكلمات في أكثر من موضع بالحلقة الواحدة في سرد أقرب إلى إستعراض المعلومات وتأكيد إنَّه ذو خلفية وعقلية مخابراتية وإنه يعلم الكثير من ما يدور عن الوطن بالخارج ويعلم الكثير عن تأريخ منير شيخ الدين، ويعلم الكثير عن مؤامرات (الخواجات) بجنوب كردفان، دون أي إجتهاد منه لتوضيح أي براهين أو قرائن تربط كل هذه القوائم بمنير شيخ الدين اليوم إلا (عقدة التخوين) و(فوبيا المؤامرة) التي تفترض إن كل الذين يأتون لمساعدة إنسان جبال النوبا، أو يتبَنُّون قضاياها هم في نظر (الكُرُنْكِيين)، شفاهُم الله، عملاء وجواسيس وأعداء ومتآمرين ....، و إنَّ منير شيخ الدين وغيره من سياسي وزعماء جبال النوبا عملاء وجواسيس لأولئك العملاء والجواسيس والأعداء والمتآمرين ، فقبلها إتهموا بذلك فيليب عباس غبوس، يوسف كوة مكِّي، مكِّي علي بلايل، وغيرهم .
.. يجعل (الكُرُنْكِي) مدخل حديثه وحلقاته، المؤتمر الصحفي لمنظمة (الأفق الجديد) المنعقد في 26/3/2012 بفندق ريجينسي، ورغم إن هذا ليس موضوعنا لكن يجوز لنا أن نَعْجَب إبتداءاً من إتخاذ (الكُرُنْكِي) مؤتمر صحفي لمنظمة ناشئة، وتعمل (للحوار والديمقراطية والتنمية) مصدراً لمعلومات إستخبارية أمنية مثل شأن التجسس ويستند عليها في حديث خطير وكبير ومثير مثل حديثه، وإلا إذا كان (الكُرُنْكِي) يقر بهذا ضمنياً بأن منظمة (الأفق الجديد)، التي يديرها أخونا وصديقنا إبن أبوجبيهة (عوض الله الصافي نواي) جهاز أمني إستخباري تحت غطاء العمل الطوعي، وحينها لا يحق، ولا يجوز، ولا ينبغي ل(الكُرُنْكِي) و (الكُرُنْكِيين) الحديث عن أمثال (ريان بيوتي) كوكو الأمريكي، منظمة سمارت نت بور، وإتخاذهم العمل الإنساني غطاءاً للتخابر والتجسس إذ كما تدين تُدَان، هذا عِوضاً عن المعلومات المغلوطة و(التهويلية) عن هذا ال(ريان بيوتي) وهو شخصية مشهورة ومعهودة و(familiar and well known) لمن يعرفون منظمات العمل الإنساني خاصة في تلك المناطق المصطلح عليها السنوات الماضية (المناطق المحررة) تحت إدارة الحركة الشعبية فترة ما قبل وبُعَيد (نيفاشا) و ليس مخلوقاً أسطورياً إكتشفه (الكُرُنْكِي) ومجموعة (الأفق الجديد) .. ويجوز لنا أن نَعْجَب أيضاً من منظمة وطنية طوعية ناشئة، وتعمل (للحوار والديمقراطية والتنمية) تستهل أعمالها بمؤتمر صحفي في فندق ريجنسي، وريجينسي ل(غير المواكبين) هو فندق المريديان سابقاً، ذو الخمسة نجوم .. إنه حوار وديمقراطية الفنادق ذلك الذي لا يُفضِي يوماً إلى شئ، إنها التنمية في فنادق الخمسة نجوم .. غريبٌُ على شخص بقامة الكُرُنْكِي ب(كادِرِيَّته) التي كنت أحد المخدوعين بها سماعياً أن تمتلئ حلقاته الرتيبة بأسئلة غاية في الغباء (آسف، أنا أعني غباء الأسئلة وليس شخص الكُرُنْكِي)، ومعلومات سطحية وإنصرافية غير ذات معنى مثل تكراره سيناريو نشاط منير شيخ الدين أيام معارضته بالخارج، ونشاط منظمة التضامن المسيحي، وموضوع كوكو الأمريكي (ريان بيوتي) وكأنه يحدثنا عن إكتشاف لأسرار غرق الباخرة (تيتانيك) أو أسرار التحنيط الفرعوني، ومثال ذلك تساؤله عن علاقة منير شيخ الدين بحكومة وإستخبارات (الدولة النفطية) التي كان يقيم فيها قبل إنتقاله إلى لندن، ومن كان ينفق عليه إبان إقامته هناك ، وكمية الأموال ... إلخ، بالله عليكم دا سؤال!!، كان يمكن للكُرُنْكِي إستيقاف أقرب تلميذ أساس أو روضة يمر أمام منزله ليسأله عما يكون علاقة شخص معارض للنظام الحاكم في دولته مع حكومة وإستخبارات دولة مستضيفة له .. بل إن (الكُرُنْكِي) ينكفئ فجأة على وجهه في الحفرة التي يجهد في حفرها لإيقاع منير شيخ الدين فيها، ويفضح غرضه من كل هذا (اللف والدوران)، وهو أن يقول لماذا تشركون منير شيخ الدين في السلطة وهو متآمر وعميل لمنظمات دولية معادية، بدليل قوله بان منير لم يعتذرعن فترته في المعارضة وإساءته للدبلوماسية السودانية والجيش والدفاع الشعبي ...إلخ .. يعتذر !!!، إذاً هكذا.. يعتذر .. (الكُرُنْكيون) يبحثون دائماً من جبال النوبا عن شركاء مذبذبين و(مكبكبين) ضعفاء أذِلاء ملوَّنين متلوِّنين مثل الحرباءات والثعابين يغيرون جلودهم وألوانهم في كل (لفَّة) ومع كل (موجة) و(موضة)، سياسيين مذبذبين و(مكبكبين) بعتذرون عن ماضيهم و يمسحون تأريخهم بإستيكة مع كل مُسْتجَد ليدَّعوا إنهم لم يولَدوا إلا الآن، و لم يوجَدوا إلا مع هذا الموقف الماثل .. يا أخي يا (عبد المحمود) يا (نور الدائم) يا (كُرُنْكِي) هؤلاء هُم من ضلوا وأضلو الإنقاذ، مثلما ضلوا وأضلو كل الحُكَّام والحكومات، حين هرعوا للركوع تحت أقدامهم مهمهمين بأنهم قد دفنوا ما مضي من عمرهم، وإنهم (أولاد اليوم) فقط .. إن الإنسان مثلما تعلم أخي (الكُرُنْكِي)، ومثلما يعلم جميع (الكُرُنْكيون) بالضرورة، عبارة عن حلقات متصلة من التجارب والخبرات التي تُكوِّن وتشكِّل في مجملها شخصيته وكيانه الذي يُعْرَف به عند الناس، والأقوياء وأهل الثقة بأنفسهم هم وحدهم من يعتزُّون دائماً ولا يعتذرون بكل ماضيهم إعترافاً بأن حاضرهم هذا ما هو إلا حصيلة وحصاد وخُلاصة ماضيهم ، ومنير شيخ الدين بدون شك من هؤلاء الأقوياء الواثقين بانفسهم، وقد سجَّل سابقة سياسية سيسجلها له التأريخ بأحرف من نور، وهو تَرشُّحه لرئاسة الجمهورية في الإنتخابات الماضية كأوَّل شخصية من غرب وشرق السودان يترشَّح لهذا المنصب، وبذلك أخرج ساسة و ناشطي هذه الأقاليم من قواقع وكهوف قضاياهم الإقليمية والجهوية إلى رحاب الوطن الكبير، وهو شخص يعتد ويعتز بنفسه كثيراً، وهذا ما جعل الرجل في بواكير ولوجه الحياة السياسية أن يواجه السلطة الحاكمة و يخرج عليها في سبيل ما كان يعتقد حينها إنها مناصرة لقضايا أهله وأبناء جلدته ووطنه، وإستعان في نضاله ذلك بكل من يمكن أن يقدم المناصرة مثلما يفعل كل الخصوم في كل الأمكنة والأزمنة ، نعم مثلما فعل كل الذين قاتلو ضد الأنظمة الحاكمة في السودان، تماماً مثلما فعل الأنصار بقيادة إمامهم الهادي المهدي حين قُتِل وهو في طريقه للجوء إلى الحبشة للإستنصار بهم ضد حكومة جعفر محمد نميري (السودانية)، و تماماً مثلما فعل (الكُرُنكيون) أنفسهم حين إستعانوا قديماُ بليبيا القذَّافي ضد حكومة جعفر محمد نميري ( السودانية) ذات ليبيا القَذَّافي التي كالو لها اللعنات عندما أوت ودعمت حركة العدل والمساواة (حركة د. خليل إبراهيم)، و تماماً مثلما فعل جماعة (التجمُّع الوطني) من أنصار حزب الأُمَّة والمراغنة والشيوعين حين إستعانوا بأسمرا وقاهرة المُعِز ل(قهر) الخرطوم، لكن اللوم وطلب الإعتذار بٌوجَّه فقط لأبناء جبال النوبا (الحيطة القصيرة) .. إنها الصفوية والإستعلائية حين يضع البعض من أمثال (الكُرُنْكِي) أنفسهم في مقام القياسية والمعيارية ال( standard) فيجعلون كل أفعالهم هي الحق وكل أفعال الآخرين هي الباطل حتَّى تلك التي تكون بذات أسلوبهم .. إن ما غاب على (الكُرُنْكِي) وهو ينفث سموم أحقاده الشخصية ويضخ إسقاطات عقله الباطن، غاب عليه إن التصالح في العمل السياسي ، كما التوبة في الأديان، يَجُبُّ ما قبله، ومنير شيخ الدين بعودته إلى السودان بعد معارضة شرسة للنظام صار في منحنى سياسي آخر ضمن منحنيات السياسة التي لا تنتهي عند محطة، ولن ينفع (الكُرُنْكي) إستماتته في محاولة إرجاع القطار للخلف، وإسترجاع الأذهان، وإستدعاء (السوابق) السياسية لمنير شيخ الدين لإجلاسه في (دكَّة) الإحتياطي وإعادته إلى مقاعد المُتفرجين، ومنصب موقع دستوري لمنير الشيخ الدين المعارض السابق للنظام يجب ان لا يرفع غيظ غريمه (الكُرُنْكِي) ويُخرِجه عن وعيه ويُغيِّب عنه البديهيات والأبجديات السياسية والإستخباراتية والإعلامية، و(الكُرُنْكِي) على ما أعلم مزيج من كل هذه الصفات والتخصصات، فقبل منير شيخ الدين كان هناك رياك مشار تينج، دكتور جون قرنق دي مابيور، موسى محمد أحمد، مَنِّي أركو مناوي ، سلفا كير ميارديت، عبد الرحمن الصادق المهدي، جعفر الصادق محمد على الميرغني، على الترتيب الزمني، يقاتلون النظام الحاكم ب(السنان) و ليس ب(اللسان) مثلما كان يفعل منير شيخ الدين، ثم عاد هؤلاء جميعاً بعد تصالحهم مع النظام فجلسوا في القصر الجمهوري (الحِجِل بالرجل) مع رئيس ذات الحكومة التي كانوا يقاتلونها بالأمس، ولم يثور (الكُرُنْكي) ولم يطالبهم بالإعتذار عن ماضيهم أو التصريح عن أسرار علاقاتهم مع أنصارهم السابقين من الدول والأنظمة والحكومات الأجنبية، ولكن وجود المعارض السابق منير شيخ الدين في منصب دستوري بولاية منكوبة مكلومة مظلومة بعيدة عن القصر إسمها جنوب كردفان أثارت حفيظة (الكُرُنْكِي) لكون أن له مع الأخير غُرْم شخصي وغبن خاص، إذاً (الكُرُنْكي) يثير قضيته الشخصية وليس قضايا التجسس أو التخابر أو المنظمات المشبوهة مما ينبِّئ عن إن الرجل لا يزال حبيس معاركه الشخصية وسجين مغارة غبنه القديم ويجهد في البحث عن مناسبة و(لامناسبة) لينفث سموم حقده في وجه منير شيخ الدين الذي (أعني منير شيخ الدين) تسامى عن تلك المرحلة وتسامح حتى مع من شاركو في تعذيبه بالمعتقلات وتسببو في غبنه و خروجه من السودان .. إذ فور عودته بعد تصالحه مع النظام بحث عن بعضهم (ممن يعرفهم) لمسامحتهم في نبل وأريحية سودانية بينما بعضهم سعوا بأنفسهم للوصول إليه للإعتذار وطلب العفو داعين جميعاً إن (كلو كان عشان البلد)، وفي سبيل ما كان يعتقد كل طرف إنه من أجل (سلامة الوطن) .. بل إن سهام ورماح (الكُرُنْكِي) الصَّدِئة كانت تنطلق نحو منير شيخ الدين في ذات اللحظات التي كان فيه منير يلاحق فيها الأحداث الملتهبة بولاية جنوب كردفان ضمن طاقم حكومته، بينما (الكُرُنْكِي) رابضٌ ينفث سموم حقده الشخصي من داخل المكاتب الفارهة بالخرطوم، وبعد ذلك يحاول إيهام الناس بكلماته إنها كلمات من أجل الوطن وإنها (لله) وليس (للسلطة ولا للجاه) !! ..
الحلقة الثانية
ديباجة : تمتَّ إحالة حلقتيي هذا التعقيب إلى صفحات صحيفة (الصحافة) الوضيئة بعد أن رفض الأعزاء بجريدة (الإنتباهة) نشره منذ أن سلمناهم فور نشرهم للمقالات موضوع التعقيب (طمعاً) في العرف الصحفي الذي يقضي بإتاحة الفرصة للرأي والرأي الآخر، لكنهم في (الإنتباهة)، وبأكثر من تجربة، أكدوا أُحاديتهم في الرأي وعدم إيمانهم ب(خُرافة) الرأي الآخر .. إحترام الآخر .. الإعتراف بالآخر .. إلى آخر هذه (الخُزُعبلات) التي (يتوَّهمها) أمثالنا .. إنها (الإنتباهة) .. و إلى موضوع تعقيبنا ..
.. في الحلقة الأولى من هذا المقال ذكرنا بأن الأستاذان منير شيخ الدين منير جلاب، و عبد المحمود نور الدائم الكُرُنْكي، نجمان سودانيان جمعتهما ذات يوم سماوات العاصمة البريطانية (لندن) في مشاكسة سياسية وسجال طويل حيث كان منير شيخ الدين حينها معارضاً ضد النظام، و(الكُرُنْكِي) ملحق ثقافي بالسفارة السودانية في لندن، وإنتهت تلك المشاكسة والسجال بطرد (مستر) عبد المحمود نور الدائم الكُرُنْكِي من منصبه بالسفارة السودانية في لندن بإعتباره شخصاً غير مرغوب فيه دبلوماسياً.. ومن يومها ترَسَّبت داخل (الكُرُنْكي) كتلة من الغِل والغُبُن الشخصي جدَّاً ضد منير شيخ الدين لم يَستَطِع (الكُرُنْكي) التخلُّص منها حتَّى بعد أن تخلَّص حزب (الكُرُنْكي) المؤتمر الوطني من عداوته لمنير شيخ الدين وأدخلته في منظومة جهازه التنفيذي بتحالف سياسي، و بذلك طغت وطفحت مصالح وخصومات (الكُرُنْكي) حتَّى فوق خصومات ومصالح حزبه وتنظيمه الذي بعثه وأوفده إلى (لندن) حيث دار الصراع .. وسردنا بعضاً من نقاطه التي أوردها في جريدة الإنتباهة ، على مدى ما يزيد عن إثنتي عشرة حلقة بدءاً من مطاع أبريل الماضي أبريل ، وأنهينا الحلقة بان منير شيخ الدين بعودته إلى السودان بعد معارضة شرسة للنظام صار في منحنى سياسي آخر ضمن منحنيات السياسة التي لا تنتهي عند محطة، وإنه تسامى عن تلك المرحلة وتسامح حتى مع من شاركو في تعذيبه بالمعتقلات وتسببو في غبنه و خروجه من السودان .. إذ فور عودته بعد تصالحه مع النظام بحث عن بعضهم (ممن يعرفهم) لمسامحتهم في نبل وأريحية سودانية بينما بعضهم سعوا بأنفسهم للوصول إليه للإعتذار وطلب العفو داعين جميعاً إن (كلو كان عشان البلد)، وفي سبيل ما كان يعتقد كل طرف إنه من أجل (سلامة الوطن) إلا إن (الكُرُنْكي) واصل إستماتته في محاولة إرجاع القطار للخلف، وإسترجاع الأذهان، وإستدعاء (السوابق) السياسية لمنير شيخ الدين لإجلاسه في (دكَّة) الإحتياطي وإعادته إلى مقاعد المُتفرجين، وإنه إنما يعبِّر عن غُرْم شخصي وغبن خاص، وإنه لا يزال حبيس معاركه الشخصية وسجين مغارة غبنه القديم ويجهد في البحث عن مناسبة و(لامناسبة) لينفث سموم حقده في وجه منير شيخ الدين .
.. ونبدأ حلقتنا هذه بالإشارة إلى إن (الكُرُنْكِي)، و في إطار التصريح (من حيث لا يدري) بما يعتمِل في نفسه من غِل و (غبينة) تجاه منير شيخ الدين، وفي محاولة يائسة منه لإستدعاء (ماضي منير شيخ الدين) يقفز (الكُرُنْكِي) بدون أدني مقدَّمات للربط على قدم المساواة بين منير شيخ الدين ورجال المخابرات والجواسيس الأجانب الذين يعملون تحت غطاء المنظمات الأجنبية بالسودان .. فيقول في حلقته بالعدد (2181 الإثنين الثاني من أبريل) .. (هناك علاقة وثيقة بين ما يقوم به اليوم (ريان بيوتي) يعني ذلك المُسَمَّى كوكو الأمريكي الموجود اليوم بجنوب كردفان، منظمة سمارت نت بور، الكاتب و بين ما كان يقوم به السيد/ منير شيخ الدين، ريان بيوتي يؤدي مهمته في إطار منظمة (سمارت نت بور نت بورت في العبارة الأصلية للكُرُنْكِي، الكاتب )، بينما كان منير شيخ الدين يؤدي نفس المهمة في إطار منظمة التضامن المسيحي الدولي برئاسة البارونة كارولين كوكس)!!!!! علامات التعجُّب والخطوط تحت الكلمات من عندي، الكاتب و أريد من الذين يجيدون إستشفاف ما خلف التعبيرات وقراءة ما وراء العبارات والسطور التمعُّن والتعمُّق في المضامين، وكذلك ملاحظة كتابة إسم ريان بيوتي بين قوسين وإسم البارونة كارولين كوكس بدون، وإسم منظمة سمارت نت بور كذلك بين قوسين وإسم منظمة التضامن المسيحي بدون، وكتابة إسم منير شيخ الدين يتقدمه لقب (السيد) دون الآخرين.. ومن عندي، وفي إطار قراءة العبارات الصريحة وما (فوق السطور) فإن الكاتب وفي قفزه المتعجِّل فوق الأشياء وهرولته لإلصاق التهم بمنير شيخ الدين، فضح غرضه الباطن من مقالته المطوَّلة، إذ في نفس الفقرة التي لا تتعدَى الثلاثة أسطر يقفز الرجل من مجرد الإدعاء بوجود (علاقة وثيقة) بين نشاط ريان بيوتي اليوم وما قام به منير سابقاً إلى نتيجة أعمق وهو إن منير يُؤدِّي (نفس المهمة) لريان بيوتي، وشتَّان مابين علاقة الشئ بشئٍ آخر، وكون الشئ هو نفس الشئ الآخر، وكذلك عبارة (كان منير شيخ الدين يؤدي نفس المهمة في إطار منظمة التضامن المسيحي الدولي برئاسة البارونة كارولين كوكس) بإيراد عبارة منظمة (التضامن المسيحي الدولي) هكذا، والإسم الكامل للبارونة كوكس، للتركيز في الأذهان هذه الأسماء المرتبطة عند الناس بالعداء للسودان، وكذلك بعبارة (المسيحي الدولي) للإيحاء بأن منير شيخ الدين جزء، أو عميل، أو فصيل، من منظومة (مسيحية) .. (دولية) ..(معادية للسودان)!!! .. هل رأيتم؟!! .. وكذا حديثه المتكرر والممجوج في ثنايا كل هذه الحلقات عن فترة إقامة منير شيخ الدين في (دولة نفطية) وعن إن منير ظل يضرب ستاراً من الغموض على فترته في هذه (الدولة النفطية)، هكذا يوردها دائماً، على كثرة ترديده لها، مجهولة مبهمة (وأنا، الكاتب، أعلم هذه الدولة وبالطبع منير يعرفها ويعرفها أيضاًً الكُرُنْكِي وكثيرون)، ولا أدري لماذا أصرَّ (الكُرنْكي) في كل حلقاته على عدم التصريح بإسم تلك الدولة وظل يشير إليها بإسم (دولة نفطية) و كأنه عاشقٌ جاهليٌّ قديم يتشبَّب بمحبوبته ويخاف التوضيح والتصريح بإسمها، إنها ذات عقليته التي أشرنا إليها من حرصه على حشد المصطلحات والأسماء وتعَمُّد إثارة الغموض والهالات والتهويلات حول الأشياء كأنه يمسك بخيوط أسرار كونية أو يعلن عن إكتشافات، والمدهش إن الكُرُنْكِي نفسه يعود وبعد أسطر قليلة فقط من إدعائه أعلاه يقر بأن منير (حل طلاسم) هذه الفترة، وفك شفرة أسباب إبعاده عن تلك (الدولة النفطية)، في شهادته أمام المحكمة العليا في لندن .. وما لا يقوله (الكُرُنْكِي) إن ما جرى هو الشئ الطبيعي إذ إن منير شيخ الدين أدلى بالتفصيل المطلوب في الزمان والمكان المناسبين، ولم يقل أمام المحكمة إن هذا سر لن أبوح به (و لو أدى ذلك إلى المجازفة بحياتي) أو أدّى بي للسجن المؤبد، فمناسبة طلب المحكمة او متطلبات المحاكمة إحتاجت لتوضيح المعلومات عن فترة بقائه في (الدولة النفطية) وظروف و أسباب مغادرته لها فأدلى بها منير شيخ الدين .. أم كان يريد (الكُرُنْكي) ان يقيم منير شيخ الدين منتديات وندوات ولقاءات إعلامية ليتحدث عن هذه الفترة بدون مناسبة حتَّى لا يُتَهَم بأنه (يضرب ستاراً من الغموض على فترته في الدولة النفطية)!!!
.. و لكن ما يُعِّرِّي عقله الباطن تماماً، ويفضح إسقاطات ورواسب عقدته السابقة تجاه منير شيخ الدين، ويُبْطِل محاولاته اليائسة في إلباس غبنه الشخصي وصراعاته النفسية لبوس القضايا العامة وشئون الوطن، هو حين يفقد الصبر على (اللف والدوران) و يميط اللثام عن صراعه السياسي والقانوني الشهير مع منير شيخ الدين في العاصمة البريطانية (لندن) حول دعوى إسترقاقه (أي الكُرُنْكِي) لفتاة من جبال النوبا، فيقول (بعد الحصول على اللجوء السياسي في بريطانيا العُظمى تفرغ منير شيخ الدين لبطولة فضيحة جديدة هى فضيحة (زينب ناظر) التي انتجها منظمة التضامن المسيحي، وكتبت فصولها البارونة كوكس، وأخرجها نائبها القسيس (ستيوارت ويندسور)، وكان بطلها منير شيخ الدين) .. وزينب ناظر (لمن لم يسمعوا بالقصة) فتاة من منطقة (الكاركو) بغربي مدينة الدلنج بجبال النوبا (إسمها الكامل زينب حسين ناظر) .. كانت تعمل ...... (دعونا من مهنتها هذه) بمنزل (الكُرُنْكِي) ب(لندن) الملحق الثقافي للسفارة السودانية حيث نشب السجال الشهير الذي أشرنا له، والفضيحة التي يشير إليها (الكُرُنْكِي) هي حملة إعلامية ودعوى قضائية قامت ضده (ومنه) بسبب هذه الفتاة .. ولا نعلم بأي لغة في العالم تتحول (الدعوى القضائية) أو (الحملة الإعلامية) إلى (فضيحة) حتى ولو كانت خاسرة !! .. إذ المعلوم (أبجدياً) هو إن موضوع الحملة أو الدعوَى (مثل تُهمة الإسترقاق) هو الذي يُوصَف بال(الفضيحة).. ولكن متى كانت الأشياء الأبجدية والعادية ، أبجدية وعادية عند (الكُرُنْكِيين) !!! ..
..أمَّا القشَّة التي تقصم ظهر البعير، و(تقضُم ضَهَر التور)، وتبين المستور، و تُلَخِّص المسألة كلها .. وتجعل صفوية (الكُرُنْكِي) وإستعلائه العرقي وتفكيره الطبقي شيئاً مجسَّداً وكائناً مرئياً يمشي على الأرض، فهو حديثه بحلقة يوم الأربعاء الرابع من ابريل (العدد 2183) إذ يقول (لقد تكاثرت تمثيليات اللجوء السياسي في بريطانيا حتى منحت بريطانيا العظمى (بائعة شاي سودانية) لجوء سياسي)، هكذا يضع كلمة (بائعة الشاي) بين قوسين، مع نبرة التهكُّم والسخرية الواضحة في عبارة (بريطانيا العظمي).. إنها طبقية و إستعلائية (الكُرُنْكِي) تأبي إلا أن تسيل قيحاً بين الكلمات، أن (بريطانيا العظمى) للسياسيين العظماء من طبقة (الكُرُنْكيين) ومن فوقهم فقط، أما (بائعات الشاي) ومن دونهم فليجلسو في بلادهم مغلوبين على أمرهم لتطحنهم حكوماتهم غير الحكيمة .. ثُمَّ (حيث أقامت البارونة كوكس حفل عشاء فاخر في أحد أفخم فنادق لندن على شرف زينب ناظر (بائعة الشاي) .. الخطوط تحت السطور من عندي .. ويواصل (حيث جلست في الحفل البارونة كوكس (نائب رئيس مجلس اللوردات ورئيس منظمة التضامن المسيحي) وإلى جانبها زينب ناظر (بائعة الشاي) السودانية) .. ويصر (الكُرُنْكِي) على محاصرة وتطويق (بائعة الشاي)، أينما وردت، بأقواس يعبِّر بها عن دهشته و إستغرابه، وربما إستيائه وإشمئزازه، من أن كيف ل(منظمة التضامن االمسيحي) أن تحتفي ب(بائعة شاي)، وكمان سودانية، وكمان من جبال النوبا، كل هذا الإحتفاء وتقاتل من اجل منحها حق لجوء سياسي في بريطانيا العظمي .. وتُقام لها وعلى شرفها (حفل عشاء فاخر) .. و في (أفخم فنادق لندن) ثم تجلس كتفاً بكتف بجوار البارونة كوكس بجلالة قدرها .. ولكن إنتبه عزيزي إلى أن تلك التي تُجْلِس (بائعة الشاي السودانية) كتفاً بكتف مع (نائبة رئيس مجلس لوردان بريطانيا العُظْمَى) هي (منظمة التضامن المسيحي) .. وإن ذلك المتحدث المستغرب والمستهزئ والمشمئز من هذا المنظر هو (عبد المحمود نور الدائم الكُرُنْكِي) عرَّاب نظام وتنظيم يرفع شعار الإسلام الذي هو المنادي الأول بالمساواة بين البشر، وتكريم الإنسان قاطبة في البر والبحر، و(وراء البحار)، لكونه إنسان فقط بغض النظر عن كونه لورداً أو رئيس منظمة أو (ملحقاً ثقافياً في سفارة) .. أو (ست شاي) .. أو (خادم في منزل دبلوماسي)!! ..
.. أما التعري الكامل قطعة قطعة .. ولكن هل شاهدتم مسرحية (التعري قطعة قطعة)!! .. لا عليكم .. المهم التعري الكامل يأتي في خاتمة مقالات (الكُرُنْكِي) حين يسرد و يورد حيثيات تلك الدعوي القضائية الشهيرة في لندن، والدفوعات والأدلة والشهود والشهادات والمستندات التي أكسبته القضية فيشير إلى إنه قدم للمحكمة (22 شاهداً سودانياً، يعرفون زينب ناظر معرفة كاملة، أمام المحكمة العليا ، كان من ضمن الشهود ابوها وأمها وأخوها وأختها وبنت خالتها وعدد من أصحاب المحلات التجارية في السوق المحلي بالخرطوم) .. (بعد أن إطلعت المحكمة العليا على شهادة زينب ناظر الدراسية و نجاحها في إمتحان الشهادة الثانوية العامة و رقمها السري التي جلست به للإمتحان، وبعد ان إطلعت يعني تلك المحكمة على إيصال إستلامها مبلغ اربعمائة دولار عن فترة عمل بلغت ستة وثلاثين يوماً) .. (وأورنيك 15 الذي دفعت بموجبه زينب ناظر الضرائب كبائعة شاي إلى محلية الشهداء في سوبا) .. أنا لم أتساءل بعد عن كيف بالله تسمح ل(الكُرُنْكِي) نفسُه بتجريح فتاة سودانية كانت تعمل معه (خادمة) طائعة و(طيِّعة) تسهر لراحته وراحة أُسرته الكريمة بالعمل والكد لما يقارب ال(18) ساعة في اليوم بشروط عمل بعيدة عن نُظم وإجراءات بلاد الضباب والصقيع (لندن)، بعيداً عن أهلها وذويها ووطنها، فيكافئها (الكُرُنْكِي) بالإساءة والتجريح والتهكم والسخرية والإستهزاء ومحاولة التقليل من شأنها بالعبارة المتكررة (بائعة شاي) !!، رغماً عن إنها في معيته حيث جرى ال(Case) كانت تعمل (خادمة) وليست (بائعة شاي) ورغماً عن إن (بائعات الشاي) السودانيات معلوم إنهن شريحة شريفة ومكافحة ومناضلة تعيل أُسراً وتربَِي وتؤهل أجيالاً .. هذا بعيداًً عن إن ما أوردها و ذكرها (الكُرُنْكي) من قوائم مستندات وشهادات و أوراق تشير إلى إن (السيدة) زينب حسين ناظر لم تكن (بائعة شاي) عادية بحيث يُجْلَب لها وبسببها (إثنين وعشرين) شاهداً من السودان جوَّاً إلى لندن من ضمنهم (ابوها وأمها وأخوها وأختها وبنت خالتها وعدد من أصحاب المحلات التجارية في السوق المحلي بالخرطوم) ولا أدري ربما بعثت المحكمة مندوبيها للإستماع إلى هؤلاء و أخذ إفاداتهم بالسودان!!، وتحرير شهادتها للثانوية العامة، ورقمها السري للإمتحان، وأورنيك (15) مالي .. يا لها من (بائعة شاي) يا (الكُرُنْكِي) !! ..
وللحديث بقية
** كاتب صحافي و ناشط سياسي من جبال النوبا .
للمداخلة والتواصل 0901367712


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.