بسم الله الرحمن الرحيم [email protected] بقصد بالثورة في الميدان السياسي المرحلة التي تظهر فيها طبقة اجتماعية جديدة وتكون قادرة على تنحية طبقة اجتماعية غير قادرة على تدبير الأمور في نظام سياسي ما ، وتكون الطبقة الاجتماعية الجديدة حاملة لمشروع اقتصادي وسياسي بتجاوز ما هو كائن حتى في مجالات أخرى كالثقافة والفكر . شهد العالم العربى فى الاونة الاخيرة عدة ثورات متلاحقة تطالب بتغير النظام فكانت الشرارة الأولى من تونس التي أطلقها بوعزيزي مصطلحاً بالربيع العربى وانتقلت إلى مصر، ليبيا وتنازل الرئيس اليمنى عن الحكم بموجب المباردة الخليجية ثم الثورة فى سوريا التى مازالت مستمرة، ومطالب بعض التغيرات فى البحرين والكويت انتهت بعض هذه الثورات باسقاط النظام الحاكم او اجراء بعض التعديلات الدستورية فى الانظمة الاخرى وحتى هذا اليوم لا تزال القراءات السياسية والمقالات اليومية والبحوث والدراسات والندوات في الشؤون العربية اليومية مستمرة. وتتباين الآراء بين مؤيد ومعارض، على مستوى الأفراد والأحزاب وردود الأفعال على المستويين الإقليمي والعالمي شهد السودان تغيرات فى نظام الحكم عديدة سابقا منها ثورة اكتوبر1964م وانتفاضة ابريل 1985م، وانقلاب 1989م( ثورة الانقاذ الوطنى)، والسؤال الذى يفرضه الواقع السياسى السودانى الحالى، هل فعلا ينطبق المفهوم السياسي للثورة( المذكور سابقا ) على السودان فى ظل ما يعانيه من انقسامات فى الاحزاب السياسية وحروب داخلية؟؟؟ 2 – هل هنالك حزب مؤهل سياسيا لقيادة الثورة او الربيع العربى( علما بان الاحزاب المعارضة التى تدعو الى الثورة سبق لها الحكم فى السودان !!!!! فماذا فعلت ؟؟؟؟ 3 -أيمكن الحديث عن صراع طبقي ؟؟ قبلي ؟؟؟ اثني, اثناء وبعد ثورة الربيع العربى علما بان هنالك كثير يملكون السلاح ؟؟ 4 - يمكن اعتبارها انتفاضة او ثورة ربيع عربى او اى مسمى اخر، ضد الظلم والوضع الاقتصادى فقط؟؟ فالحديث عن التقشف والوضع الاقتصادى او مايعرف بالازمة الاقتصادية اصبح حديث العالم.... سوف انقل بعض من فقرات موضوع نشرته سابقا عن الانشقاقات فى الاحزاب السياسية السودانية بصحيفة الصحافة الموافق 4 فبراير 2012 ونص الفقرة( بغض النظر عن الحزب الحاكم او الاحزاب المعارضة الاخرى التى تدعو الى ما يسمى بالربيع العربى الذى اجتاح بعض الدول العربية وألقى بظلاله على الدول الاخرى، يجب الانتباه اولا الى مالات انفصال الجنوب وما صاحبه من مشكلات فقد اصبحت المنطقة ساحة للاطماع الدولية والإقليمية، حيث توجد به الموارد الطبيعية خاصة النفط من ناحية، فضلا عن مكانته الاستراتيجية الهامة كحائط صد بين الشمال العربي الأفريقي المسلم، والجنوب الأفريقي المسيحي ومشكلة تصدير النفط عن طريق الشمال وغيرها من المشاكل ، والسيناريوهات المتوقعة عقب زيارة سلفاكير لاسرائيل التى كانت داعمة للجنوب منذ عام 1955م، فاذا تصاعد الامر الى اكثر فالمواجهة سوف تكون بين الحركة الشعبية متمثلة فى الجيش الاسرائيلى المدعوم من امريكا والجيش السودانى، وقضية دارفور والحركات التى لم توقع على اتفاقية السلام، والاحداث فى النيل الازرق وجنوب كردفان ومالات اتفاقية الشرق، وغيرها ما القضايا التى لا تقل اهمية عن سابقيتها ، فالسودان فى هذه المرحلة فى غنى عن اى مواجهات ) سواء كانت مواجهات داخلية كما فى سوريا او قصف خارجى كما فى ليبيا فقد آن الاوان للتوحد الاحزاب فى ما بينها على الاقل داخل الحزب .وايجاد نقطة تلاقى بين الحزب الحاكم واحزاب المعارضة لمواجهة اى تحديات قادمة. ومراعاة ضبط الخطاب الاعلامى السياسى وتوحيده من قبل الحزب الحاكم او المعارضة وان يكون الخطاب السياسى هرمى ولا يتجاوز الحدود وذلك لضبط الشارع العام ، فحرية الاعلام من اهم مؤاشرات الديمقراطية فى اى دولة، فالاعلام ووسائل التواصل الاجتماعى لعبت دورا فاعلا فى الحراك السياسى والاجتماعى فى ربيع الثورات العربية السابقة . وعليه يجب الاستفادة من تجارب الدول العربية السابقة فى الربيع العربى وتحليل ما ادى الى ثورة التغير وذلك لضمان عدم الانزلاق فى اى وجهة غير مرغوب فيها ، بل لابد من وضع أليه لتحسين الاوضاع تكون له نتائج عملية تتجه للمواطنيين من خلال توفير فرص العمل وتسهيل الحصول على لقمة العيش فالتطلعات الشعبية مرتفعة والمطلوب كثير من خلال العمل على الغاء سياسة التمكين التى اقر بها السيد الرئيس وتكوين مفوضية للتوظيف بشفافية ودون حياد لحزب معين او قبلية ، وهذا ما ينبغى العمل على تجاوزه فحركة الاصلاح هى الغاية وذلك من اجل احداث توازنات اجتماعية واقتصادية تضمن التقليل من درجات الفساد وتحقيق تحولات آمنة تعيد التوازن لمؤسسات الدولة ووضع اليه استراتيجية لضمان الاستقرار وحفظ الامن.ولتجنب اى تداعيات سلبية تضر بامن الوطن و المواطنيين قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ