حركة الإسلام في إفريقيا في معظم مظاهرها حركة مستقلة مجردة عن أي كيان خارجي، فهي مسألة إقناع واقتناع ، وقد لعب الإفريقيون أنفسهم دورا هاما في نشر هذا الدين بينهم ، كما ساهموا في إثراء ثقافته ولغته العربية( [1]). فإفريقيا وحدها بين القارات التي قبلت الإسلام دينا والعروبة جنسا وثقافة، بينما نبذت أوربا الاثنين معا، وقبلت آسيا غير العربية الأولى لا الثانية. فالأدب الإفريقي ارتبط باللغة العربية والإسلام ، فالأدب كان للدين لأن اللغة العربية في نظرهم مقدسة يجب أن تخدم الدين، لذا فمن الصعوبة أن نفرق بين العلماء والأدباء ، فالعلماء هم الأدباء وهم قادة الفكر وهم الذين يقومون بأمور الدولة كما يقومون بتدريس الدين واللغة والأدب ، لذا فإن كلمة إسلامي تناسب الأدب في تلك الفترة . الأدب الإفريقي الإسلامي والشعر: ومن أمثلة هذا الأدب ما سطره الوزير عبد الله أخ الشيخ عثمان دافوديو إثر معركة دارت بينهم وبين الكفار إذ يقول: بدأت بسم الله والشكر يتبع *** على قمع كفار علينا تجمعوا ليستأصلوا الإسلام والمسلمين من *** بلادهم والله في الفضل أوسع وكنا انتظرناهم مواضع بيننا *** ثلاث ليال ثم أخرى نربع ولما رأينا جبنهم عن جموعنا *** رحلنا إليهم واللواء مرفع ونحن على الإسلام جمع تناصروا *** ولسنا بشيء غيره نترفع فيا أمة الإسلام جدوا وجاهدوا *** ولا تهنوا فالصبر للنصر مرجع ويقول القاضي السنغالي مجقت (1835- 1902م) مدافعا عن الإسلام الذي اتهم بالرجعية من قبل الفرنسيين: إهانة الشرع والتعظيم ما اجتمعا *** خافوا إهانة هذا الدين يا فطنا بدا غريبا كما قال النبي به *** وعود كربته قد كان معتلنا كفى من القبح إن لم يأت فعلهم *** دين النصارى يهود فاتركوا الددنا ولم يكن غير تحقير الأجانب من *** طوائف ديننا يكفي لنا الوهنا وهم يظنون جهلاً أن يثيبهم *** مولاهم وهو ذاك الجمع قد لعنا بالله والله تالله العظيم فمن *** أعانهم نال ما للعن متتنا وكل من سكتوا في ذا وقد قدروا *** تغيير إثمهم في الشرع ما منا ففي أدب اللغات الإفريقية المكتوب بالحرف العربي نضج وثراء، ومن ذلك الملحمة المكتوبة بلغة البال والملحمة المحمدية المكتوبة باللغة السواحيلية . الأدب الإفريقي الإسلامي والرواية: دراسة الإسلام في الرواية الإفريقية أمر جد شاق والسبب في ذلك أنه فن مستورد من الخارج وفرض على أعناق الأفارقة، إذ إنه فن حديث بدأ لأهداف تبشيرية، كما أن رواد الرواية الإفريقية سواء كانوا مسلمين أم غبرهم قد تخرجوا من حضانة مؤسسات التعليم الغربي . فموقف المسلمين الرافض للتعليم الاستعماري جعل مشاركتهم في تحرير الرواية الإفريقية ضئيلة بل شبه معدومة إذا قورنت بعدد المسلمين في إفريقيا، فباستثناء السنغال وغينيا ومالي لا تعثر إلا على شذرات من المسلمين الذين ساهموا في إثراء هذا الفن، مثل: حمدو كروما في ساحل العاج صاحب رواية (شموس الاستغلال) ، وعلي مزروعي في كينيا وله رواية "محاكمة كرستوفر أوكيكو" وإن كانت هذه الأخيرة فلسفة متقدمة في طرح علاقة الجوار الإسلامي المسيحي في نيجيريا داخل تصور إسلامي للحياة الأزلية بعد الموت. الصادق محمد آدم جامعة النيل الأزرق – كلية التربية Alsadig Mohammed Adam [[email protected]]