*تعرفت المجتمعات العربية عموماً والخليجية خاصة على الشخصية السودانية منذ وقت بعيد وذلك نتيجة للهجرات المتتالية للسودانيين إلى تلك الدول. وقد تميزت الشخصية السودانية آنئذ بصفات عديدة أهمها الصدق، والأمانة، والتواضع، وعفة اللسان. وتميز المجتمع السوداني في تلك الدول بتكاتفه وتوحده بشكل يندر له مثيل بين شعوب المنطقة. لقد مكنت الطفرة النفطية التي عمت بلدان الخليج العربي خلال أوائل السبعينات من القرن الماضي السودانيين من الهجرة لتلك البلاد، وهناك حظوا برعاية واهتمام من مواطني تلك الدول نتيجة لما وجدوه في الشخصية السودانية من صفات متميزة.. فقاموا بتوظيفهم في مواقع حساسة، وأتمنوهم على أموالهم وعلى عروضهم ... وبالمقابل كان أولئك أجدر بهذه الثقة، فكانوا مستودع الأسرار لهم، وقاموا بواجبهم خير قيام، مما ساهم في تأسيس سمعة ايجابية حسنة للسودانيين في تلك البلاد. *لكن! في الآونة الأخيرة لاحظنا محاولات من البعض لتغيير هذه الصورة الجميلة من خلال الإعلام وبالذات الدراما الخليجية والمصرية التي تسعى أن تضع السوداني في إطار الشخص الساذج البسيط لدرجة العبط أحياناً، هذا عدا وصفه بالإنسان الكسول الذي يسعد بالاعتماد على الآخرين، ويؤثر الركون للدعة والخمول وحب الراحة والإتكالية.والغريب أن هذه الصفات -وبشكل خاص صفة الكسل-لم تكن من ضمن مكونات الصورة الذهنية للشخصية السودانية حتى وقت قريب مما يطرح علامات الاستفهام فيما أن هذا الجهد هو أمر متعمد، عملاً بمبدأ لكل فعل رد فعل مساو له في المقدار ومعاكس له في الإتجاه. *التنميط "Stereotypes" هو تعميمات غير دقيقة يحملها الفرد بخصوص جماعة معينة، ولا تستثني أحداً ، وقد تكون هذه التعميمات إيجابية أو سلبية. ومن أبرز المساوي للتنميط أنه يسلب القدرة على التعامل مع كل عضو في الجماعة على أنه فرد مستقل. *ما يحدث اليوم أن هناك صوراً نمطية جديدة آخذت في التشكل تهدف كما يبدو لإحلال مكان الصورة القديمة والتي طالما اتسمت بالإشراق والإيجابية، فالصورة النمطية للإنسان السوداني حتى وقت قريب كانت تتمظهر في الأمانة والصدق والكرم والشجاعة...ولم يكن من بينها صفة الكسل أو السذاجة كما يدعي البعض. من المؤكد أن الصفات التي يحاول البعض إعادة تسويقها كصفة الكسل على سبيل المثال لا تمت للواقع بصلة، وهي محض تعميمات غير دقيقة كشأن كل الصور النمطية السالبة التي توصف بها جماعة أو شعب، مما يجعلنا نتساءل عن الهدف من محاولة تكوين صورة نمطية سلبية للإنسان السوداني ومن خلال صفة الكسل بشكل خاص، أخذاً في الإعتبار أن هذه الصورة بدأت في التشكل منذ سنوات قليلة وفي وقت كانت صورة السودانيين بالخارج في أفضل حالاتها وأزهى فتراتها . * أخيراً يجب أن ندرك أن الصورة الذهنية لأي شخص يترتب عليها سلوك الآخرين ومواقفهم ... فيكون سلوكهم إيجابياً إذا كانت الصورة جيدة والعكس صحيح. Ayman Abo El Hassen [[email protected]]