تفوق أولمبياد المعاقين في الحضور الجماهيري على أولمبياد لندن للأسوياء وأثبت أنه لا يقل شأناً عن أولمبياد الأسوياء ! حضر حفل الافتتاح عدد قليل من الشخصيات السياسية الدولية لكن تشرف أولمبياد المعاقين بحضور العالم البريطاني ستيفن هوكنج الذي يعتبر أفضل عقل فيزيائي في العالم رغم اصابته بشلل كلي دائم! جاء وفد المعاقين الصينيين وفي ذهنهم ايجاد حل لمشكلة التفوق الرياضي الأمريكي الذي مكن الامريكان من احراز المركز الأول في أولمبياد الأسوياء تاركين المركز الثاني للصين الشعبية ، ففاز المعاقون الصينيون بالمركز الأول (95 ميدالية ذهبية) تاركين المركز السادس للولايات المتحدةالأمريكية (31 ميدالية ذهبية) ، وجاءت بعض الوفود الرياضية الأفريقية وفي ذهنها ايجاد حل لمشكلة عدم توفر الشوربة الأفريقية في مطعم القرية الباراولمبية ولهذا خرج لاعبوها من المولد الباراولمبي بلا حمص! احتلت تونس المركز الأول عربياً (9 ذهبيات) تلتها الجزائر (4 ذهبيات)، مصر ( 4 ذهبيات)، المغرب (3 ذهبيات) ثم الإمارات العربية المتحدة بذهبية واحدة وهي الميدالية الذهبية الخليجية الوحيدة وعلى الدول الخليجية الأخرى توسيع وتنويع مستوى مشاركاتها إذا ارادت حصد الذهب الباراولمبي، حققت المعاقات العربيات انجازات كبرى فقد حطمت اللاعبة المصرية فاطمة عمر الرقم العالمي في رفع الاثقال وأحرزت ميدالية ذهبية لمصر وهو انجاز لم يسبقها عليه أي رياضي مصري الأمر الذي يثبت أن الفتاة المعاقة قادرة على تحقيق المستحيل إذا مُنحت الفرصة ، أحرز الأسوياء العرب ميداليتين ذهبيتين أولمبيتين فقط رغم الدعم المادي والاعلامي الكبير بينما أحرز المعاقون العرب 21 ميدالية ذهبية باراولمبية رغم قلة الدعم المادي والاعلامي وضعف المشاركة! شاركت دولة فلسطين في أولمبياد المعاقين ولم تحرز أي ميدالية إلا أن المشاركة الفلسطينية في حد ذاتها تعتبر أغلى وسام ذهبي على صدر الشعب الفلسطيني لأنها مشاركة ذات مردود سياسي دولي كبير ولأنها جاءت رغم أنف الحصار الاسرائيلي الجائر ورغم ضيق ذات اليد الفلسطينية! لم تشارك بعض الدول ، كاليمن والسودان وسوريا ، في أولمبياد المعاقين وهذا يدل على أن الاتحادات الرياضية في تلك الدول مصابة باعاقة تنظيمية وتحتاج إلى جراحة إدارية عاجلة! شهد أولمبياد لندن للمعاقين تحطيم عدد كبير من الأرقام العالمية ، فقد نجح البطل القطري عبد الرحمن في تحطيم الرقم الباراولمبي في رمي الرمح لكنه لم يحرز أي ميدالية لأن منافسيه قد حطموا كل الأرقام العالمية وأحرز بطل انجليزي بدون ساقين ذهبية الجري وحطم الرقم القياسي العالمي وحطم سباح صيني بدون ذراعين الرقم العالمي في السباحة وتفاعل مليارات المشاهدين بقوة مع هذه الانجازات الفذة لأن انتصار الإنسان المعاق على الخجل والخوف الاجتماعي وتحدي الإعاقة وقهرها ينطوي على بطولة أكبر من انتصار الرياضي السوي الذي تتوفر له كل الفرص الطبيعية للتفوق الرياضي! فشل منتخب البرازيل للأسوياء في الفوز بأي ميدالية ذهبية في مسابقة كرة القدم طيلة مشاركاته الأولمبية بينما تمكن منتخب البرازيل للمكفوفين من الفوز بالميدالية الذهبية الباراولمبية في خماسي كرة القدم للمكفوفين للمرة الثالثة على التوالي ويبدو أن بصيرة المكفوفين البرازيليين أفضل بكثير من بصر الأسوياء البرازيليين! يعتقد الكثيرون أن أولمبياد المعاقين هو مجرد ترضية للمعاقين لكنه في الحقيقة مجرد ملمح صغير من اتفاقية الأممالمتحدة للمعاقين التي منحت المعاقين كافة الحقوق الاجتماعية والسياسية والاقتصادية واعتبرت التهميش العمدي للمعاقين أكبر جريمة ضد الانسانية لأنه ينطوي على تعطيل لقدرات انسانية خارقة تهوى تحدي الاعاقة وتعشق قهر المستحيل! sara abdulla [[email protected]]