كسب الإتحاد الزامبي لكرة القدم شكواه ضد المنتخب السوداني في قانونية مشاركة اللاعب سيف مساوي ، وقبل أن يجف الحبر الذي كتبت به لجنة الإنضباط بالإتحاد الدولي ( فيفا) القرار ، خرج رئيس الإتحاد الدكتور معتصم جعفر بتصريح قديم جديد أكد من خلال إعترافهم ( كإتحاد) بالخطاء وتحملهم الكامل له ، ومثل ماحدث في التصريح القديم ، وتعليقي وقتها علي التناقض بين إعتراف رئيس الإتحاد ، والخطوة التي إتخذها بتقديم الشكوي ، أطرح ذات السؤال عن التناقض بين إعتراف رئيس الإتحاد ، والخطوة التي إتخذها بإستئناف القرار ، وماهو المغزي من إستئناف معروف خسارته بإعتراف الإتحاد؟ مؤكد أن خسارة المنتخب لنقاط مباراته أمام زامبيا كارثة وفضيحة وكل الكلمات التي يمكن أن تخطر علي بالك للتعبير عنها ، لأنها جاءت نتيجة لخطاء إداري إبتدائي ، لاتقع فيه الإتحادات الكبيرة ، ولكن الكارثة الأكبر من كارثة الإتحاد ، والخطاء الأكبر من خطاء الإتحاد يتمثل في تدخل السلطة السياسية ممثلة في البرلمان والوزارة بصورة تخطت كل الخطوط الحمراء بالدرجة التي اصبحت معه تهدد بشكل مباشر إستمرار نشاط كرة القدم في السودان ، ولا أستبعد أن يخرج علينا الإتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) اليوم أو غدا بتوجيه صارم وحاسم للبرلمان السوداني والوزارة الإتحادية بإيقاف تدخلاتها في الشأن الرياضي . التدخلات السياسية خط أحمر عند الاتحاد الدولي لكرة القدم ، لايرحم ولايجامل فيه ويصدر فيه قرارات سريعة إذا لم تراجع الحكومات مواقفها وتحترم إستقلالية الرياضة ، ويكفي ماحدث في إنتخابات إتحاد الكرة القدم الأخيرة عندما تدخل (فيفا) وأشرف علي الإنتخابات وتحولت الحكومة ممثلة في المفوضية الإتحادية إلي متفرج ، ويكفي الإشارة إلي الدرس القاسي الذي لقنه الإتحاد الدولي لكرة القدم للحكومة الفرنسية عندما إستدعت لجنة في البرلمان الفرنسي مدرب المنتخب دومنيك ورئيس الإتحاد الفرنسي إسكاليت رئيس الإتحاد الفرنسي لشرح ملابسات خروج المنتخب الفرنسي المخزي من نهائيات كأس العالم 2010 وللتأكيد أكثر علي حجم الخطر الذي يهدد الكرة بسبب التدخلات السياسية أورد هنا أحد الأخبار التي وردت في ذلك الوقت بتاريخ 30 يونيو 2010 جاء فيه ( وجه السويسري جوزيف بلاتر رئيس الفيفا تحذيرا إلى الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي وباقي رجال السياسة في فرنسا من أي تدخل في شؤون الاتحاد الفرنسي لكرة القدم ، وقال بلاتر في جوهانسبرغ إن الفيفا سيعاقب أي تدخل سياسي، وأن كرة القدم الفرنسية يمكنها الاعتماد على الفيفا في حالة وجود أي تدخل ) إنتهي ، وخبر آخر في ذات السياق بتاريخ 1يوليو 2010 تحت عنوان :الفيفا تدرس فرض عقوبات على نيجيريا وفرنسا جاء فيه ( أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم اليوم الخميس أنه يدرس الوضع الراهن في نيجيريا وفرنسا بعدما قرر الرئيس النيجيري استبعاد منتخب البلاد من المشاركة في المنافسات الدولية بعد عرضه المخيب للآمال في كأس العالم 2010 وكذلك في فرنسا إلي آخر الخبر ) إنتهي . وهذا يؤكد أن الإتحاد الدولي قادر علي حماية إتحاداته الوطنية من تدخل الحكومات لأن قوة الفيفا وقوة الإتحادات الوطنية في إستقلاليتها ، و في عدم السماح للحكومات ممثلة في برلماناتها ووزاراتها ، وأجسامها التي تكونها بالتدخل في شؤونها مهما كانت فداحة الأخطاء والآثار التي تخلفها ، وهنا يجب أن تعلم الوزارة ويعلم البرلمان ، أن مثل هذه التدخلات ستؤدي لكارثة أكبر وأخطر من خطاء الإتحاد الإداري ، فإن فقد المنتخب ثلاثة نقاط بسبب خطاء إداري سيكلفنا الكثير ، فإن الكرة السودانية ، ستفقد وجودها بسبب مثل هذه التدخلات السياسية . لذا بدلا من أن يتدخل البرلمان وتتدخل الوزارة في أمر ليس من إختصاصهم ، كان من الأولي بهم التركيز علي أدوراهم الأساسية في دعم الرياضة .. إنتبهوا .. واوقفوا البرلمان والوزارة قبل أن يوقفهم الفيفا. hassan faroog [[email protected]] ////////////