الشعر الأبيض أو (الشيب) كما يقولون ليس عيبا، ولكن معظم الناس يعتقدون ذلك ويحاولون مداراته و (تسويده). ولعل كثير من شباب اليوم قد شاب شعر رأسه خلافا لما كان شائعا بالأمس، لا نود ان نخوض في الأسباب الحقيقية وراء ذلك، لكن هناك قضية ملحة هي مسالة التسمم بالصبغة المستخدمة، فعملية الصبغة صارت شائعة اليوم وسط الرجال والنساء على حد سواء بمن فيهم الشباب والشابات، والأمر يشمل الحناء (الخضاب) أيضا حيث تضاف الصبغة لها لكي تجعلها سوداء أو كما يقولون (تشيل). لقد اوضح لفيف من الأطباء ان تلك العملية تنطوي على مخاطر صحية جمة، ذلك لأن المادة السامة الموجودة في الصبغة قد تتسرب عن طريق الجلد أو الخدوش والجروح السطحية الى الأجهزة الحساسة في الجسم، وتسبب حالة تسمم حاد يشكل خطرا كبيرا على صحة المصاب، وقد أكدت النتائج الأولية أن نسبة اصابة (الحنانات اللاتي يقمن بعملية الحناء) بأمرض كلوية خطيرة قد تصل الى الفشل الكلوي وصلت الى 18%. وقد سجلت مؤخرا في ادارت الطوارئ بمستشفيات ولاية الخرطوم نسب عالية لاصابة العروسات بأعراض خطيرة تصل الى حالات توصف بأنها قصور كلوي حاد بسبب (الحناء) بغرض التجميل، اذ تمتص المادة السامة بشكل سريع لاينفع معها ولا يجدى سوى اجراء غسيل كلوي عاجل لتلك الحالات لاسعافها ودرء مخاطر المضاعفات التي تترتب على ذلك وقد تؤدي الى الوفاة، لا سمح الله، وهذا الأمر يعتبر مهدد خطير للصحة. وقد نبه الأطباء الى خطورة تلك الممارسات الخاطئة التي تعرض قطاع كبير من المواطين الى مخاطر صحية غاية في التعقيدات، هم في غنى عنها، أقلها الاصابة بداء الفشل الكلوي التام والدائم الذي لا يجدي معه الا الغسيل، ومما يجدر ذكره أن عدد المصابين بالفشل الكلوي التام ويخضعون لعمليات الغسيل الدموي في ارتفاع مستمر ومخيف، وهناك حوالى 2800 حالة فشل كلوي تام في ولاية الخرطوم تخضع لعمليات غسيل، علما بأن تكلفة الغسيل لمريض واحد في الشهر تبلغ 2 مليون جنيه. اذن المشكلة لها أبعاد اقتصادية أيضا وتكلف الخزينة العامة للدولة مبالغ طائلة. وعليه ننادي من هذا المنبر، وندق ناقوس الخطر منبهين الى تلك الممارسات الاجتماعية الخطيرة التي تترتب عليها نتائج ضارة بصحة المواطن، وبخاصة خطورة الصبغة الحجرية على الصحة العامة اذ أنها هي اكثر سمية من غيرها ومفعولها السام سريع ومؤكد وحتمي، عليه فإنه من باب الاحتياط أن يهرع بالمصاب الى أقرب مركز للطوارئ والاسعاف لاتخاذ التدابير الطبية اللازمة والعاجلة التي من شأنها الوقف الفوري لأي تطورات وتعقيدات صحية. كما ننادي ايضا الجهات المعنية الرسمية والشعببية بالعمل على توعية المواطنين بالآثار الصحية الضارة جراء تلك الممارسات الاجتماعية الخاطئة وعواقبها الوخيمة على الصحة. alrasheed ali [[email protected]] /////////////