الظهران/ السعودية اذا كانت اللغة واللهجات وتباينها تسبب (المقالب) للناس فإن العملة كذلك قد تدخلك في (مطبات) مالية صعبة، فقد تزور بلدا ولاتكون ملما بسعر الصرف المقابل لعملة بلدك أو العملة التي قد تفهم بها قيمة الأغراض التي تود أن تشتريها ، فمثلا الليرة الإيطالية أو الليرة السورية قد تكون خير مثال للعددية الكبيرة ولكن قيمتها تكون متدنية، مثلا كلنا سمع بالكابوتشينو الايطالية (المغرية) فقد وجدت نفسي ذات يوم في مطار (ليوناردو دافنشي) في العاصمة الايطالية روما (ايروبورتو دي روم)، وكانت فرصة طيبة أن أطلب فنجان قهوة وكان بمبلغ يعادل (ثلاثمائة وخمسين ليرة)، أما الأحذية والبدل فهي تعادل ملايين الليرات، ولكنها في الواقع بالمقابل (الدولاري) تساوي حفنة قليلة من الدولارات. ولكن بالمقابل قد نجد عكس ذلك. سمعنا أنه في مصر يكثر (المحتالون) وأول زيارة لي لمصر كنت اتسوق وأردت شراء (جزلان) واتفقت مع البائع المصري على سعره وهو ريال، ولما أردت أن أعطيه ريالا وهو بالسوداني يساوي عشرة قروش رفض وقال لي أن الريال عندهم هو عشرون قرشا، واعتبرت ذك نوعا من الاحتيال الذي سمعنا عنه وحذروني منه، فظللت أسأل المارة من المصريين الذين أكدوا تفسير صاحبهم ولكني لم اقتنع بما قالوا الى أن استوقفت سوداني واستوثقت منه أن قيمة الريال عندهم تعادل عشرين قرشا وعندها نقدت البائع عشرين قرشا وأنا في حيرة من أمري، وبالمناسبة السعوديين يعادل ريالهم ايضا عشرين قرشا، وعند المصريين العشرة تسمى (بريزة). مقلب آخر حدث لي في مطار البحرين الدولي، وتحديدا في السوق الحر، اذ وجدت آلة تصوير حديثة (كاميرا) وكما يقولون (ماركة) بمبلغ زهيد، في نظري، هو خمسمائة دينار، لأنني وجدت نفس الكاميرا في بلد آخر بأضعاف هذا السعر، فقررت، دون تردد، اقتناء تلك الكاميرا بهذا السعر الزهيد، ولكن قلت دعني استوثق من السعر قبل الشراء فاستدعيت أحد الباعة وطلبت منه تأكيد السعر فقال لي نعم خمسمائة دينار بحريني، لكني كنت أجهل المقابل بالدولار أو الريال السعودي وهممت بالشراء غير انني طلبت من البائع أن يخبرني المقابل بالسعودي، وعندها تبين لي (المطب) الذي كدت أن أقع فيه، فقد ذكر لي أن المقابل هو خمسة آلاف ريال سعودي!!!!!!! أما المقلب الآخر فقد حدث لصديق أثناء موسم الحج، فقد اتفق أن التقى بعض الأخوان من سلطنة عمان وكانوا ضمن حملة للحج، وفضل صاحبنا أن يحج معهم ولما سألهم عن نصيب الفرد ذكروا له مبلغ زهيد هو مائة وخمسين ريالا، ولم يسأل صاحبنا عن التفاصيل ووافق على الفور واعتقد أنها فرصة ذهبية يجب عليه الا يفوتها، ولما جاء وقت الدفع وتهيأ له أخرج صاحبنا مائة وخمسين ريالا سعوديا وهنا اصابت الدهشة أمين الصندوق، الذي طلب من صاحبنا المزيد لأن المبلغ المطلوب هو بالريال العماني الذي يعادل عشرة ريالات سعودية، يعنى المبلغ المطلوب هو يعادل الف وخمسمائة ريالا سعوديا وليس مائة وخمسين كما توهم صاحبنا، وشرب المقلب. ولكن ليس كل اختلاف في قيم العملات يعرض المرء الى مقلب أو مطب، فقد يترتب ذلك الاختلاف على مفاجآت سارة كما حدث لبعض السعوديين ابان حرب الخليج عندما غزا العراق الكويت واضطرت القوات البرية الأمريكية الى استخدام بعض المرافق التي يمتلكها مواطنون سعوديون فقد كان الاتفاق يجري بين الطرفين على سعر تأجير المرفق، فقد تم التأجير بأسعار خرافية اذ كان صاحب العقار او المرفق السعودي يفاوض على الأسعار بالريال السعودي بينما كان الأمريكي يفاوض بالدولار الأمريكي، فكانت الاتفاقيات تتم وتبرم بالدولار الذي يعادل حوالى أربعة ريالات سعودية، وهكذا كانت المفاجأت السارة لأصحاب المرافق والعقارات السعوديين الذين أثروا ثراء فاحشا جراء تأجير مرافقهم للقوات الامريكية. تلكم هي العملة التي في حقيقة الأمر لها (وجهان)، اللهم أرنا وجهها الصبوح، وارفعنا الى مقام الشيوخ (أصحاب الأموال في الخليج) وأنفخ في جنيهنا الروح، وارزقنا مليار لحلوح (اللحلوح بالمصري هو الجنيه، والله أعلم). alrasheed ali [[email protected]]