[email protected] بدءاً أطمئن القراء الذين تعبوا وملوا من التناول المتكرر لهذه القضية، فأنا نفسي أشعر بملل التكرار هذا، لكن عزائي أنها ستكون المرة الأخيرة التي أتطرق فيها لهذا الموضوع أياً كانت نتائج الجدل الدائر حالياً. وقبل الدخول في متن الموضوع أشير إلى أن مقالي السابق قد كتبته قبل حوار الشروق وقد تأخر لأسباب التواصل فظن البعض أنه مكتوب بعد اللقاء التلفزيوني للنجمين هيثم وعلاء. كما أود قبل النظر بتمعن لكل النقاط التي وردت في حوار الكابتنين على قناة الشروق أود أن أبدي استغرابي وتعجبي من الضجة الكبيرة التي شهدنها في اليومين والقول بأن هيثم وعلاء وضعا النقاط فوق الحروف وأن القائد كان مرتباً.. الخ الأسطوانة المشروخة لبعض العاطفيين وتجار الصحافة. الواقع يقول أنه ما كان من الممكن أن يكون هيثم مرتباً ولو طالبناه بذلك في هذا الظرف فنحن نظلمه. شخصياً كان رأيي منذ فترة أن يتحدث هيثم، لكنني لم أقل ذلك بعد شطبه وإنما تمنيت أن يتحدث لتوضيح خلافه مع المجلس بعد أن صارت القضية قضية رأي عام. لو تحدث هيثم حينها كان من الممكن أن نتوقع منه أن يكون هادئاً ومرتباً، أما الآن فهو يشعر بمرارة القرار القاسي. إن كنا نحن من ننظر للأمور بعقلانية قد تألمنا ونحن نراه في ذلك الذي الظرف الذي لم نتمناه له في يوم، فكيف سيكون حجم المرارة في دواخله هو وعلاء. انهاء التعاقد بهذه الطريقة بعد كل هذه السنوات لم يكن قراراً صائباً من المجلس، هذه حقيقة لا تقبل الجدال. قال هيثم في مستهل لقاء الشروق أن سنة الحياة تقتضي أن يتداول اللاعبون شارة القائد في أنديتهم وأن يقفوا عن اللعب في مرحلة ما.. طبعاً كلام سليم، لكن هل نفذ هيثم ذلك؟ هو قادر على العطاء حسبما ذكر، لكن طالما أنه شعر بأن الشطب قادم لا محالة ألم يكن من الأفضل أن يقدم خطاب اعتزاله ليتم تكريمه وليحرج هذا المجلس طالما أنه شعر بألا مجال لاستمراره معهم كلاعب ما داموا يتآمرون عليه؟! ظني أن الحكمة هنا غابت، لأن هيثم ظن أنه قادر بما يجده من دعم جماهيري وإعلامي على منافحة المجلس والوقوف في وجهه وفرض إرادته عليه. وأني لعلى ثقة من أن بعض من استغلوا قضية الفتى أسوأ استغلال كانوا يؤكدون له حتى اليوم الأخير أن البرير لن يقوى على شطبه من الهلال. علاء قال ما في زول بلغه بالشطب .. وهو شيء متوقع من إدارات أنديتنا، لكنه أمر مؤسف ومحزن للغاية وتصرف ينم عن عدم احترام للمؤسسات وقلة للوفاء لللاعبين المتعاملين مع هذه المؤسسات على مدى سنوات طويلة. قال هيثم انه اختار حبيب البلد لإجراء الحوار لأن المؤتمر الصحفي لن يمنحه الوقت الكافي لقول ما يريد قوله وذكر أنه لم يشأ أن يختار صحيفة مثل قون لأنها وسطية ولم يرد أن تنزل مكانتها وسط الجمهور. وهذا كلام في غاية الخطورة لمن يملك عقلاً قادراً على الاستنباط والفهم السليم، لأنه يعني أن هيثم ركز على إحداث الضجة ومشاكسة المجلس أكثر من تركيزه على توضيح الظلم الذي تعرض له بغية التوصل لحل لمشكلته. فالطبيعي والمفهوم أن من يريد حلولاً لابد أن يلجأ للوسيلة الوسطية لا التي تعادي المجلس. وحديث هيثم هذا يؤكد أنني لم أخطئ عندما كتبت مقالاً في نفس يوم نشر حواره بالصحيفة وقلت فيه أن هيثم كان يجب أن يحدث الناس عبر مؤتمر صحفي أو قناة تلفزيونية، لا عبر صحيفة وكمان واحدة لديها مشاكل مع مجلس الهلال. كما أن كلام هيثم عن أن المؤتمر الصحفي ساعة.. ساعتين وأن ذلك لا يكفيه غير مقنع لأنه كان من الممكن أن يحدد زمن المؤتمر الصحفي بنفسه، سيما أنه يتمتع بشعبية يخاف منها الكثير من الصحفيين وبعض الإداريين. قال هيثم أن توقيت الحوار كان مناسباً، واتفق معه في أن التوقيت كان معقولاً لكننا نختلف في الوسيلة التي عبر من خلالها آنذاك. أما قوله أنه صبر كثيراً فهو صحيح أيضاً، فمن وجهة نظره أنه يتعرض لظلم كبير وقد ظل صامتاً، لكن ذلك الصمت لم يكن له ما يبرره وليس كما يقول البعض أنه صمت لحكمة ولأنه قائد الهلال، فذلك الصمت أسهم في تأجيج المشكلة لأنه ترك الساحة للآخرين لكي يدافعوا عنه كل بطريقته ووفقاً لأجندته وهذا واحد من أكبر الأخطاء التي ارتكبها هيثم في حياته العملية. ولو أن هيثم صمت فقط لأن شخصيته كذلك ، لما قال ما قاله بعد كل هذا الصمت. لا أقول ذلك من وجهة نظري الشخصية، إنما من وجهة من ظلوا يرددون أن هيثم لا يتكلم من شدة حرصه على الهلال. وطالما أنه يقول أنه صمت لعدم رغبته في الإضرار بالفريق، كان من واجبه أن يتكلم عندما أحس وتأكد من أن صمته صار يسبب مشكلة أكثر من كلامه. عبر هيثم عن تقديره للبرير كشخص ولأسرته وفي نفس الوقت أعاد ما قاله لحبيب البلد بأنه أسوأ رئيس مر على الهلال، وفي هذه الجزئية لم يكن الفتى مرتباً اطلاقاً كما صوره البعض في أعمدتهم. فقد تلعثم هيثم في هذه النقطة بالذات وقال أنهم سألوه عن رؤساء الهلال وأنه سيكون منافق لو ما قال الحق، ثم قال أنه لا يمكن أن يقارن البرير ببقية رؤساء الهلال السابقين، قبل أن يعود ويقول أنهم سألوه عن الرئيس الأسوأ في الهلال. أولاً من حق هيثم أو أي كائن ألا يقارن البرير بمن سبقوه من رؤساء الهلال طالما أن هذا رأيه، لكن ألم يكن من الممكن أن يقول هيثم أن البرير هو أقل رؤساء الهلال حنكة أو حكمة أو خبرة مثلاً؟! وهل تشبه العبارة أعلاه عبارة " أسوأ رئيس مر على الهلال"؟ وهل يعقل أن يسأل صحفي نجماً في قامة هيثم عن من هو أسوأ رئيس مر على الهلال؟! يخيل لي لو أن صحفياً سأل مثل هذا السؤال فالإجابة الصحيحة هي عدم الرد على هكذا سؤال. كل ما في الأمر أن هيثماً شعر بمرارة من جراء المعاملة غير الكريمة التي قال أنه واجهها منهم، ولهذا أراد أن يجري حواره بأكثر صحيفة تعادي الرئيس حتى يسبه كيفما أراد وهذا أحد الأخطاء التي وقع فيها هيثم. لا أطالبه بأن يكون ملاكاً، لكنه كلاعب عندما يسب أو يعبر عن عدم احترامه لرئيس ناديه فلابد أن يتوقع قرارات لا ترضيه، خاصة إذا كان هذا الرئيس تنقصه الحكمة ولو لا نقص الحكمة لما وصلت الأمور لهذا الحد ولحُلت منذ البداية عبر اللوائح والنظم التي يفترض أن تحكم علاقة اللاعبين بالإدارة، خاصة ونحن نتحدث عن عصر الاحتراف المفترى عليه! بعد ذلك سأله المذيع عن مشاكله مع رؤساء سابقين في الهلال، فاعترض على التسمية وقال له قل خلافات في الرأي وبتحصل حتى بين الأخوان في البيت. وهنا تبين لي ضعف مقدم الحلقة وقلة خبرته لأنه مر من هذه النقطة مرور الكرام، بينما الواجب المهني كان يفرض عليه أن يتوقف عندها لبعض الوقت. صحيح أن الناس بما فيهم الأخوان يختلفون في الرأي لكن العلاقة بين رئيس ناد ولاعب حتى ولو كان رئيس اللاعبين ليست علاقة ندية حتى تظهر فيها خلافات الرأي بهذا الشكل. للاعب حدوده التي لا يجب أن يتجاوزها ويفترض أن تكون هناك لوائح ونظم، لكن المشكلة أننا في السودان نمنح النجم صاحب الشعبية الحق في كل شيء، وإلا لما طالعنا للكثيرين كلاماً فارغاً من شاكلة أن هيثم قال رأيه الواضح في المجلس وفي المدرب وفي.. وفي.. ليس من حق هيثم أن يقول رأيه في أي من هؤلاء. وكل المطلوب منه كان أن يعكس مشكلته مع المجلس والجهاز الفني بكل احترام حتى يتعاطف معه الجميع. أما من يتعاطفون معه بعد سبه لمجلسه ومدربه حالياً من أصحاب الأقلام فهم من يريدون استغلال شعبيته حتى آخر نفس، ليس إلا. عندما يخطئ المدرب يفترض أن يحاسبه المجلس وعندما يخطي المجلس يفترض أن تحاسبه الجمعية العمومية، وليس كابتن الفريق. في هذه الجزئية أعذر هيثم بدرجة ما لأننا نعيش بلا نظام أو لوائح أو تسلسل طبيعي أو إجراءات محاسبة وكل رئيس نادي يستطيع أن يفعل ما يشاء لأنه ليست هناك جمعيات عمومية من أصحاب الوجعة، بل جلهم مستجلبون لمنح أصواتهم لهذا الرئيس. ولهذا السبب ظللت أنصح هيثم بأن يتنازل قليلاً ولا يحاول خوض معركة كسر العظم مع المجلس لأن الخاسر في النهاية هو وناديه وجماهيره. أما رئيس النادي فهو صاحب القرار في هذا الوقت وبإمكانه تنفيذ ما يرغب فيه بكل سهولة. وهذا يعيدنا لسلبية الجماهير التي ظللت منذ سنوات أدعوها لنيل العضوية حتى تكون لها كلمتها في كل ما يدور في أنديتها، لكن لا حياة لمن تنادي. المعتصمون بدار النادي حالياً لو أنهم بدلاً عن ذلك احرجوا هذا البرير ومجلسه بطلب العضوية حتى تكون لهم كلمتهم في مقبل الأيام ويمنعوا المزيد من التدهور والخلافات في ناديهم لكان أفضل من اعتصامهم هذا. سئل هيثم عما لو أنه وضع نفسه في مكان البرير فكيف كان سيتصرف حيال هكذا مشكلة، فرد بالقول " البخليها تصل للمرحلة دي شنو أساساً؟ أنا ما شفت في الدنيا رئيس بعادي لاعب معاهو بالطريقة دي، مفروض يكون في نقاء بين أي اثنين شغالين مع بضع". وهنا أقول طالما أن هيثم بهذه الحكمة والقدرات الإدارية الكبيرة التي كانت ستمكنه من حل الخلاف مع لاعبه قبل أن يستفحل، فلماذا لم يساعد نفسه ويساعد جميع الأهلة بالضغط على نفسه ودفع البرير للتراجع عن كل هذا الشر. وحتى لا نكون نظريين أقول أن أي خلاف بين اثنين لا يزداد إلا إذا أسهم الطرفان معاً في تفاقمه. لكن لو تنازل احد الطرفين سيجد الآخر مهما كان شريراً نفسه مرغماً لأن يتراجع. طبعاً لا أجد للبرير أي عذر في قول كلام من شاكلة " حا أشطبك" لعلاء الدين، أو " ما تلعب هيثم" إن صح كلام المدرب النقر.. ده كلام شين للغاية وغير مقبول من إداري صغير في النادي دع عنك الرئيس شخصياً. لكن لأن هيثم هو اللاعب والمحبوب من الجماهير أطالبه بهذا الموقف الصعب ( أعني التنازل) حتى لا يجبر على ما أُجبر عليه الآن. عندما سأله المذيع عن رحلة عطبرة " قال هيثم نحن ما مشينا سوا. وعشان الهلال ما عشان البرير أنا مشيت عطبره"، وهذا يعكس أن هيثماً نفسه لم يكن قادراً على تجاوز الخلاف بينه وبين البرير. سأله المذيع عن ماهية المشكلة بالضبط فقال هيثم " المشكلة كبيرة شديد.. في مجموعة من الناس كانت بتغتال فيني معنوياً".. ده طبعاً كلام عائم وإلى أن انتهى الحوار لم يبين لنا هيثم ما هي المشكلة بالضبط، ولو كانت على مثل هذا الكلام فهو قد قاله في حوار الصحيفة، لهذا استغربت لمن رددوا أن هيثماً وضع النقاط فوق الحروف؟! قال هيثم أن المدرب تعامل معه بأسلوب غريب منذ اليوم الأول وهذا شيء عجيب فعلاً من المدرب وقد أكد هذا السلوك العجيب منه الأخ التاج محجوب في الحوار الذي نشرته بمختلف المواقع قبل أن أدرك أن معظمه نُشر بالتزامن في صحيفة قون.. المهم في الأمر واضح أن غارزيتو لم يتعامل مع هيثم بشكل جيد، لكن ماذا عن هيثم؟ ألم يشاهده الناس وهو يرفض مصافحته بعد استبداله في أحد المباريات؟ أقصد من ذلك أن العلاقة بينهما توترت بسبب أفعال وردود أفعال وربما أتاح ذلك المجال لمحبي الصيد في المياه العكرة ليعملوا على توسيع هذا الخلاف. كثيراً ما قلت أن المشكلة سببها أخطاء من الجانبين، لكن البعض لا يفهموا رأي الكاتب إلا إذا كان منحازاً لطرف دون الآخر ويفوت عليهم أنه في بعض الأحيان يخطيء طرف واحد وفي هذه الحالة لابد أن يكون الكاتب شجاعاً ويقول أن فلاناً هو المخطي، لكن في أحيان أخرى يكون الخطأ مشتركاً وهنا أيضاً لابد أن نشير لذلك. حلف هيثم أكثر من مرة وطلب المصحف مرتين لكي يقسم أمام الناس وده طبعاً برضو كلام عاطفي في نظري لأن القناة لم يكن من الممكن أن تجلب له مصفحاً ليؤدي القسم على الهواء في مثل هذه الأمور، فهم ليسوا قضاة حتى يحلفونك القسم يا هيثم. أكد هيثم أن صلاح إدريس لم يطلب منه أن يتخاذل ولا نكذبك في ذلك يا هيثم، لكن صلاح إدريس على درجة من الذكاء وعندما يريد شيئاً لا يطلبه بصورة مباشرة، أو هكذا خبرناه من واقع متابعاتنا له كرئيس للهلال في فترات سابقة. لا يمكن لأي هلالي أن يشكك في إخلاصك وتفانيك وغيرتك على الهلال يا هيثم، لكنك كمان عملت أشياء خلال مسيرتك الطويلة من أجل نفسك ولم تترفع عن الصغائر في بعض الحالات من أجل هذا الهلال. أكد هيثم أن دائرة الكرة تدخلت في قرار شطبه، وهو أمر وارد طالما أن الأمور تسير بهذا الشكل الغريب. أقسم هيثم مرة ثانية عند سؤاله عن شطب حمد كمال مؤكداً أنه لم يحصل أن شطب لاعباً في حياته، وأكيد طبعاً ما ممكن يكون شطب لاعب لأنه لم يكن إدارياً في النادي بل قائد للاعبين. قال هيثم أن أي رأي شخصي في اللاعبين بحتفظ بيهو لنفسه لأنه في جهاز فني وإدارة ودائرة كرة بتقيم اللاعب وهم البقرروا.. وده كلام سليم. رفض هيثم فكرة الاعتزال بحجة انه قادر على العطاء وقال ما عشان شخص واحد حا يخلي الكورة.. طبعاً من حق هيثم أن يستمر طالما أنه يشعر بالقدرة على العطاء وصحيح أنه في آخر ثلاث مباريات قدم تمريرات ذهبية نتجت عن معظمها أهداف وتوقعنا مشاركته أما جوليبا في الخرطوم لكن المدرب لم يفعل وفي مباراة الإياب استبعد هو وعلاء من القائمة تماماً. قال هيثم أن غارزيتو من اليوم الأول كان يتجاهله ككابتن وكل يتحدث مع اللاعبين الآخرين وأضاف أنه لن يذكر أسماءهم أو يستشهد بهم عشان ما يجيب ليهم مشاكل وده كلام سليم ولو أنني أرى أنه ذكر اسم المعز مرتين في هذه الجزئية.. لا أقصد من هذا أنه أراد أن يضر المعز كما قد يفهم بعض أصحاب الغرض، لكنني أقصد أنه لم يكن مرتباً في حديثه كما كتب البعض.. وهو شيء أكثر من طبيعي بالنسبة لي لأنه يشعر بمرارة كما أسلفت. ذكر هيثم أن المدرب كان يقول له أمشي اتمرن مع الأشبال وده والله كلام في منتهى الغرابة ولا أدري أين كان البقية من أعضاء المجلس، أعني من لم يكونوا طرفاً في المؤامرة التي تحدث عنها هيثم مثل أحمد آدم مثلاً وماذا كان دورهم وهم يتابعون مثل هذه الأمور؟! وحسب علمي أن أحمد آدم ربتطه بهثم علاقة طيبة منذ أن دربه في أوقات سابقة وظل دائماً ينصحه بأن يلعب الكرة ولا يقحم نفسه في أمور قد تسبب له المشاكل.. هذا قبل أن يصبح البرير رئيساً للهلال. لكن عندما تحدث هيثم في لقاء الشروق أشار فقط لحادثة طلب الاعتزال وقال أن لأحمد آدم مكانة كبيرة لكنه لم يقل صراحة أن بينهما علاقة احترام حتى يبعد عافية عن دائرة الشر التي يتكلون عنها. كما لم يقل لنا هيثم ماذا كان دور أمثال عافية خلال أزمته وقبل أن تصل لمرحلة انهاء العقد. قال هيثم أنه لم يفرض على غارزيتو أي حاجة وهو لو ما مقتنع بي يقول لي أقعد في البيت ما مشكلة ، لكن لو مقتنع بي ما تعاملني بالشكل ده! لكن السؤال هو كيف قال هيثم هذا الكلام لغارزيتو، أعني بأي طريقة؟! وهل كان للمترجم ( الشافع ) دور في تأجيج الخلاف بين هيثم ومدربه. فهذا المترجم لم يقنعني في يوم بقدرته على نقل ما يريد غارزيتو نقله للاعبين. ولد صغير وليس لديه التجربة الكافية والمعرفة اللازمة بكرة القدم حتى يقوم بمثل هذا الدور الهام جداً. والترجمة ليست مجرد معرفة بلغتين يا مجلس الهلال ويا غارزيتو، بل هي عمل كبير يتطلب الكثير جداً من المواهب والقدرات. الغريب أن غارزيتو في أحد حواراته لم يحدد على وجه الدقة ما إذا كان المترجم متمكن وقادر على أداء مهمته على الوجه الأكمل، وكأنني فهمت من حديث غارزيتو حينذاك أن الفتى من المرضي عنهم ولذلك لا يمانع هو في استمراره كمترجم له. خوفي أن يكون هذا الشافع قد لعب دوراً في أن تسوء الأمور بين هيثم ومدربه أيضاً. قال هيثم أنه احترم المدرب شديد ولم يتطاول عليه وأنه كان يسافر ويقعد احتياطي.. لكن الشاهد أن الناس شاهدوك يا هيثم وأنت تحجم عن مصافحة المدرب عندما استبدلك في إحدى المباريات. كما أن هذا الكلام يناقض ما جاء بعده عندما وصف هيثم غارزيتو بأفشل مدرب مر على الهلال وكمان قال أن الحظ كان حليفه مع مازيمبي وأن الفريق كان ينتهج أساليبه التي أوصلته للكأس. ربما أن لهيثم وجهة نظر في طريقة عمل المدرب ولست في معرض الحكم لغارزيتو أو له، لكن طالما أن هذا هو رأي هيثم في مدربه فالمؤكد أنه لم يحترمه، أليس هيثم القائل في ذات الحوار أنه لو قال قارن البرير برؤساء الهلال السابقين سيكون منافقاً؟! ولا أدري كيف يفترض هيثم أن الحظ أو تلك الأساليب هي التي ساعدت مازيمبي في الحصول على كأس أفريقيا! ألم يهزمكم مازيبمي يا هيثم في عقر داركم بخمسة أهداف؟ ألم يخرج لاعبو هذا الفريق وسط تصفيق جماهير الأزرق الذواقة؟! بسؤاله عن الرسالة التي وجهها له أحمد آدم قال هيثم أنه لم يتوقعها منه وأنا نفسي بصراحة ما توقعتها من أحمد آدم مثلما لم أتوقع منه أن يذهب للتاج محجوب ويطلب منه أن يستقبل من منصبه كمدرب عام. لكن يا هيثم كان يفترض أن تفهم أن المجلس سينفذ قراره وحينها سيكون الأفضل أن تخرج بصورة تليق بك وتحفظ لك السنوات الطويلة التي قضيتها في الهلال، هنا لا نملك إلا أن نقول أن التعامل مع الأمر الواقع أحياناً يصبح لزاماً علينا. وعندما جاء الحديث عن القدسية والإجماع حول هيثم، قال الفتى أن البعض نكروا أنه قعد 17 سنة في الهلال.. صحيح ربما تكون هناك قلة أنكرت ذلك، لكن لا أحد يستطيع أن يمسح هذه السنوات من سيرتك الذاتية أو من تاريخ الهلال ولقد أحزننا كثيراً والله أن تكون نهاية لاعب عمر لكل هذه السنوات بهذه الطريقة. لكن برضو يجب ألا نكون مثاليين في نظرتنا لأمور أنديتنا وعلينا أن نتذكر أن المجالس السابقة التي أشاد هيثم برؤسائها إشادات كبيرة حدث أن شطب أحدها نحو 13 لاعباً من أميز لاعبي الهلال مرة واحدة. كما خرج نجوم آخرون كبار في أوقات سابقة بنفس الطريقة التي خرج بها هيثم الآن مثل الدحيش والنقر، وقتها لم يكن البرير رئيساً.. لا أقول ذلك لهيثم وإنما لم يملأون الدنيا ضجيجاً هذه الأيام ويصورون البرير وكأنه الوحيد الذي يفعل مثل هذا الأمر. أنديتنا تفتقر للمؤسسة وتخضع لقرارات فردية منذ عقود طويلة وليس الآن فقط، وهذا واقع يجب أن يتغير والأمر بيد الجماهير فقط ولا غيرها. وجه هيثم رسالة للمعتصمين بأن يفضوا اعتصامهم وينظروا للكيان ونشكره على هذه الدعوة، لكنني كنت أعلم منذ تلك اللحظة أن رسالته لن تعني لهم سوى مواصلة الاعتصام لا فضه، لكن المهم أنه عمل ما يليه وقدم الرسالة. إجابة هيثم حول مستحقاته لم تكن واضحة وحتى لم يشأ أن يقول ما إذا كان هو من قدم المستندات للاتحاد أم لا مع أن هذا حق ولا يستدعي مثل هذا الغموض.. وكان يفترض أن يحدثنا بالأرقام قبل أن يخوض في مسألة التبرع بها سواءً للمسجد أم لأي غرض آخر، والتبرعات للمساجد تحديداً لا يجب أن نعلنها. سأله المذيع عن محاولات أسامة عطا المنان لإيقاف إجراءات إنهاء العقد فتحدث هيثم عن أسامة القامة الكبيرة وعن صرفه على المنتخب من حر ماله.. لكنه لم يجب على السؤال الأساسي. ولنا أن نتساءل عن حر مال أسامة هذا الذي يكفيه للصرف على المنتخب ومن أين أتى، حيث لم نسمع به كرجل أعمال معروف، وكل ما في الأمر أنه وظف علاقاته في اتحاد الكرة وخدم نفسه من خلال هذه المؤسسة المتهالكة، وطبعاً هنا السؤال ليس موجهاً لهيثم ولا علاقة له به، لكن الشيء بالشيء يذكر. قال هيثم أنه اجتمع بكبار الهلال وأكد لهم أنه " يريد اللعب في الهلال والبتشوفوه انتو أنا بقبل بيهو" .. وهنا لابد أن نتساءل لماذا تصرف البرير على عجل طالما أن هذا هو كلام هيثم وطالما أنهم منذ البداية لم يلجأوا للوائح والنظم؟ وأين هؤلاء الكبار لماذا لم يخرجوا للعلن ويقولوا للأهلة من المخطئ ومن المحق في طرف النزاع؟! شخصياً لن احترم هؤلاء الكبار بعد الآن طالما أنهم يتوارون في مثل هذه الأوقات الصعبة ويتركون أي طرف يتعرض للظلم دون أن يوضحوا للناس حقيقة ما يجري.. وما معنى الكبار هذه التي نصفهم بها وهم يتصرفون بهذه الطريقة؟! قال هيثم أنه لم يتلق أي اتصال من المريخ أو أي ناد آخر في السودان، لكنه لم يقل صراحة أنه لن يلعب للمريخ، وكل ما أتمناه ألا يخطيء هيثم مرة ثانية بالتوقيع للمريخ، فربما يحاولون معه، لكن ذلك لن يكون في مصلحته إطلاقاً. بعد الاسم الكبير الذي صنعه هيثم لنفسه والارتباط القوي بالهلال لن يكون أمامه إن رغب في مواصلة الكرة سوى اللعب بأي نادي خارج الحدود. علاء لأول مرة نسمع منه شخصياً أن لديه مستحقات مادية هي عبارة عن الحوافز وهذا معناه أن أحد الطرفين يكذب صراحة لأن خالد بخيت سبق أن أكد عبر الشروق نفسها أن علاء ليس لديه أي أموال بطرف النادي. أما حديث علاء عن فخره بأن يكون تابعاً لهيثم فهذا حديث عاطفي لا معنى لها. محزن والله أن يتحول لاعب للهلال من المريخ وبعد ست سنوات يجبر على أن يعبر عن ندمه عن مغادرة المريخ! لكن طالما أنك ارتضيت لنفسك أن تكون تابعاً يا علاء فطبيعي أن تندم. قال علاء أن هيثم وصلاح إدريس هما من حبباه في الهلال.. وهنا يقفز للذهب سؤال هام: الجابك يا علاء الهلال من البداية شنو؟! فهمنا أن هيثم وصلاح لعبا هذا الدور بعد ذلك، لكن لماذا انتقلت أصلاً من المريخ للهلال؟! حكاية حب هيثم للهلال طبعاً ما فيها أدنى شك لكن عندي مليون شك في حب صلاح للهلال، فهذا الرجل في نظري لا يحب سوى ذاته ، لا أقول ذلك من واقع معرفة شخصية، وإنما من واقع تجربته كرئيس للهلال. أخطأ كثيراً من اتهموك يا علاء بالتلاعب في مباراة لصالح المريخ وده طبعاً كلام فارغ منهم ، لكن المشكلة أنكما وصديقك هيثم وقعتما ضحية لنفس هؤلاء الذين اتهموك واتهموا هيثم ربما في أمور أخرى في أوقات سابقة. مرة أخرى يدخل المترجم طرفاً حين ذكر علاء أنه كلمه ليبلغ المدرب برغبته في الخروج لإيصال دواء لوالدته وقال أن الرد كان " أهم شيء تشوف صحة أمك ولما مالقيت طريقة ما تجي". الكلام ده زعل علاء شديد حسب كلامه، وأنا أراه عادياً لو انه قبل بنفس هذه الطريقة، فربما أن المدرب قصد أن صحة الأم والوقوف بجوارها أهم من أي شيء آخر، لكننا لا نعرف السياق وكيف تم الكلام وبأي نبرة وماذا عن بقية التفاصيل في العلاقة بين الطرفين. وختاماً أقول رغم كل شيء نظل على حالة حزننا على خروج هيثم تحديداً وعلاء أيضاً من الهلال بهذه الطريقة التي لم نتمناها له. وأؤكد أن البرير ( قوم عجاجها) عديل وهو يطلب من النقر عدم اشراك هيثم في المباريات وأقول مرة ثانية ده ما كلام رؤساء أندية كبيرة، بل لا يليق حتى برؤساء أندية الروابط. ///////////////////////////
