عندي قناعة قديمة إنه السودان مافيهو فنانات ، ولأنه كلمة فنانات واسعة وبتحتمل كل أنواع الفنون ، أحدد قناعتي في الغناء ، يعني ماعندنا فنانة بمعني كلمة فنانة ، بحثت في الجيل الحالي ، والجيل السابق ، لقيت محطة الفنانات عندنا وقفت عند البلابل وحنان النيل ، معاها إجتهادات لم يكتمل نضجها لنانسي عجاج ، تاني مافي يعني بعد جيل الفلاتية ومني الخير وأم بلينة السنوسي وثنائي النغم وغيرهم من فنانات وضعوا بصمة في خارطة الاغنية السودانية ، لم تظهر فنانة يمكن أن نشير إليها ونقول دي فنانة شكلت إضافة للأغنية السودانية . في أصوات نسائية ، وأصوات كتيرة مالية البلد ، لكن مافي ولاواحدة نقدر نقول عندها مشروع غنائي تعمل من أجله ، أو حتي عندها أغاني خاصة تركت أثر في الخارطة الغنائية ، دخلت في جدل كبير بسبب هذه القناعة مع ناس معجبين بفانانات وناس مختصين في الموسيقي وفنانين لهم وزنهم ، وكنت ببدا كلامي بسؤال ( إنت منتبه لي إنه السودان مافيهو فنانات وأضيف سريعا فنانات غناء ؟) ، أول رد فعل بصلني ، دهشة ، ومرات إستغراب ، والرد في معظم الحالات يكون ( كيف يعني؟) وبعد صمت كيف يعني ماعندنا فنانات ؟ ثم صمت ويردفه بسؤال ، طيب ناس هناية وهناية وهناية وهناية لغاية مايصل نجوم الغد ديل شنو؟ ولأني محضر وقتلت الموضوع بحث ، أباغت السائل بسؤال سريع ديل كلهم بغنو شنو؟ صمت وبدل إجابة يجيب بسؤال ، كيف بغنو شنو؟ يعني إنتي عايز تقنعنا إنه السودان بكل تنوعه وثقافاته وفنونه مافي ولا فنانة واحدة ؟ مافي تصدق؟ ومابين مصدق ومكذب وغلاط والموضوع الاساسي يبقي ثانوي في النهاية لم ينجح أحد ، مافي فنانات في السودان ، في ملحنة واحدة أستاذة محترمة الاستاذة أسماء حمزة وهي لاتغني . مافي فنانات في السودان بتظهر أصوات وتختفي بنفس السرعة ، ومن تصمد وتظل في الساحة ياإما موجودة كوجه جميل وغناء فطير ، أو تزوجت وإعتزلت الغناء ، أو أغاني التراث والحقيبة ودي طبعا حق مشاع ، أغاني الدلوكة عندها مغنيات ودي طبعا بتدخل في التراث ومرتبطة في الغالب بمناسبات الاعراس ، وبالتالي فيها كتير من الخصوصية ومرتبطة بمكان وزمان محددين . بالمناسبة إنتشار أغاني الدلوكة في الفترة الاخيرة ، دليل أكبر علي إنه الساحة فاضية ومافيها فنانات ، والمصيبة الاكبر إنها كأغاني دلوكة بدأت تفقد الخصوصية والدلوكة بقت أورغن وكمنجات وجيتار وباص جيتار يعني أوركسترا ، لأغنية إسمها ( الدلوكة) بعبر عنها . لكن زي ماقلت البلد خلا ومافي فنانات . يعني لما تسمع ( بلدا هيلي أنا) لنانسي عجاج دي فنانة ، صحيح تجربتها لم تنضج ولكنها تقدم حتي ولو إكتفت بهذه الاغنية ممكن نقول وضعت بصمة . مش غريبة يكون ماعندنا في الساحة الغنائية السودانية فنانة من الوزن الثقيل ؟ ممكن واحد يسأل وده علاقته شنو بالكورة والرياضة ؟ وهنا ممكن أقول زي الدكاترة والمهندسين البجيبوهم في التلفزيون ويكون الواحد فيهم عنده هواية في الغناء ويسألوا سؤال محفوظ هل توجد علاقة يادكتور أو ياباشمهندس بين الفن والطب أو الهندسة؟ وتجي الإجابة محفوظة برضه ، كيف مافي علاقة، دي علاقة قوية وييدأ يحكي كلام الطير في الباقير .. بالنسبة لإجابتي أقول : بلد مافيها فنانات ممكن يكون فيها كورة؟. hassan faroog [[email protected]] ////////