[email protected] كلام الناس *الاهتمام بالتعدين في البحر الاحمر قديم ويذكر التاريخ جهود اول وزير للمعادن في اول حكومة وطنية بعد الاستقلال يحي الفضلي ، لكن للاسف تراجع هذا الاهتمام إلا ما بدأ مؤخرا خاصة في مجال التعدين الاهلي ، كانت زيارة وزير المعادن كمال عبد اللطيف على رأس وفد كبير الى ولاية البحر الاحمر في اطار تنامي الاهتمام بالتعدين في البلاد. *عقب هبوطنا نهار الاربعاء الماضي في مطار مدينة بورتسودان ذهبنا مباشرة الى قاعة مجلس الوزراء لحضور الورشة التي نظمت هناك حول آفاق ومستقبل التعدين في البحر الاحمر استمعنا فيها الى اوراق من الدكتور محمد ابو فاطمة مدير شركة ارياب عن الامكانيات المعدنية بالبحر الاحمر ومن الدكتور ابراهيم ابشر عن الرؤى القانونية للنظام التعديني في السودان، ومن محمد حامد معلا عن الشركات العاملة في التعدين بالولاية ومن محمد الحاج حسن عن التعدين الصغير والتقليدي بها. *لن ندخل في تفاصيل مادار في الورشة التي خاطبها وزير المعادن ووالي ولاية البحر الاحمر من مداولات ومداخلات مهمة وننتقل مباشرة الى فعاليات اليوم الثاني للزيارة حيث ذهبنا في زيارة ميدانية الى محلية القنب والاوليب - هذه فرصة لاعتذر عن الخطأ الذي جاء في اسم المحلية بسبب املاء الخبر بالموبايل - وفي المحلية توقفنا في سوق موك بالموقع التعديني. *كان من الطبيعي ان يطالب المسؤولون بالمنطقة بتوفير الحاجات الاساسية والضرورية لدعم العملية التعدينية التي اثمرت انتاجا مقدرا يتراوح ما بين 7 الى 10 كيلو جرامات من الذهب يوميا حسب افادة وزير المعادن في اللقاء الجماهيري الذي تم في موك التي قال انها تعد اكبر أسواق التعدين في السودان ،واصبحت منطقة عامرة بالحياة الاقتصادية والاجتماعيةحيث يوجد بها حوالي5الاف عامل 450 طاحونة و1450 حوضا لغسيل الذهب و1400دكان. *طالب المسؤولون في المحلية بتوفير الخدمات الضرورية من طرق وكهرباء ومياه وزيادة قوة الشرطة وقيام مركز شرطة وإنشاء مركز صحي واسعاف للحالات الطارئة ، وزير المعادن وعدهم بالاستجابة لمطالبهم اضافة لماكينة سلمها للولاية لدفع العملية التعدينية بالمنطقة وناشد القائمين على امر التعدين الاهلي والصاغة بالتعاون مع الحكومة عبر نافذة بنك السودان التي وعد بقيامها في موك الايام القادمة للشراء من الصاغة باسعار مجزية. *هذه التجربة التعدينية المبشرة تحتاج لجهد رسمي اكبر ليس فقط بتحقيق مطالب اهل المنطقة اللازمة لدفع العملية التعدينية وانما لتامين السلام اجتماعي الذي لمسناه من الكلمات الطيبات التي قيلت في اللقاء الجماهيري في موك عن اهل السودان الذين جاءوا للتعدين بالمنطقة بعيدا عن العصبية القبلية التي تؤجج الفتن و تهدد الامن والاستقرار والعمل التعديني نفسه. *يبقى الاهم هو عدم تكرار الخطأ الذي صاحب اكتشاف البترول وذلك بعدم التعويل على التعدين فقط في سد الفجوة في الايرادات العامة وانما لابد من الاهتمام اكثر بالزراعة والثروة الحيوانية دون إغفال للثروات التي حبانا الله بها. *تبقى ايضا حقيقة ان الانسان هو اهم رأس مال في العملية التنموية ولاجدوى من تنمية لا تصب لصالح الانسان بحيث يحسها في معيشته وحياته اليومية. ///////////////////////////