بما ان جنوب السودان قد اصبحت دولة مستقلة بعد كفاح دام نصف قرن من الزمان فقد حان الوقت كي ينعم شعبنا بالحرية والسلام ولكن في ظل انتشار الجهل والامية بين السواد الاعظم من شعبنا فلن نخرج من مثلث الحروبات القبلية والمرض والفقر وهذا يمثل تهديد مباشر للامن والسلام داخل دولتنا الوليدة, نحن شعب طموح ولديه القدرة علي تخطي الصعاب لكن بدون وضع استرتيجية واضحة من الحكومة سنظل ندور في حلقة مفرقة وتموت الاحلام وتضيع اجيال ونبقي في عداد الدول الفاشلة, امام دولتنا العديد من التحديات من صحة والبنية التحتية والامن ويبقي التعليم احد اهم التحديات التي يتوقف عليه نقطة التحول والتغيير الجزري من دولة تنقصها كافة معطيات الحياة المتحضرة الي دولة حديثة مواكبة للعالم. عامة التعليم الاساسي والتعليم العالي والتدريب المهني لا يزال في مرحلة حرجة ولكن نحن في اشد الحاجة الي تطوير التدريب المهني و ان يكون هناك مدرسة صناعية او مركز تدريب مهني واحد في كل ولاية من الولاياتالجنوب العشرة, يجب ان نشجع الاستثمار في التدريب المهني وكذلك علي الجهات الدولية التي تهمها امر السلام والامن في جنوب السودان ان تتفاكر مع دولة جنوب السودان حول سبل دعم التدريب المهني في كافة المجالات من الواضح اننا لدينا كمية هائلة من الموارد البشرية الشابة لكنها تنقصها العلم والمهارة فان توفير التدريب لهؤلاء الشباب يتيح العديد من فرص العمل في القطاع الخاص من يخفف الضغط علي الحكومة في التوظيف و تقليص البطالة وكذلك تقليل انخراط الشباب في الاعمال الاجرامية من سلب ونهب الابقار الي العنف القبلي المتنامي والانضمام الي المليشات المناوئة للحكومة فهم عرضة لاستغلال بعض الدول التي جعلت من عدم استقرار جنوب السودان هدفا ساميا يعملون علي تحقيقه دون كلل و ملل. نحن في دولتنا الوليدة نعتمد علي الاجانب في كل صغيرة و كبيرة فالتجار والمستثمرون والصناعيون والفنيون والبناءون وعمال الفنادق الخ.... وافدون من دول الجوار بمعني اخر نحن غير منتجيين ليس لاننا كسالي ولانحب العمل لكن لاننا لا نمتلك المهارة لاداة تلك المهام وهذا يشكل تهديد مباشر لاقتصادنا وامننا ايضا نحن لا نكن الكراهية لاي اجنبي مقيم في جنوب السودان لان شعب جنوب السودان اختبر اللجوء في كل دول الجوار ولا ينكرون الجميل لكن نناشد حكومتنا ان تعطينا فرص التدريب حتي نكون قادرين على المنافسة في سوق العمل الذي سيطر عليه الاجانب فنحن نقبل تقاسم لقمة العيش معهم حتى يعم خيرات السلام علينا اجمعين. ان بناء القدرات هو التحدي الاكبر لنا هنا في جنوب السودان حتى الموظفين العاملين مع الحكومة في حاجة الى التدريب ايضا فالذين اكملوا دراستهم في حاجة الى التدريب لاتقان العمل و الذين قطعوا تعليمهم في ظروف الحروب يعوزهم الخبرة ولن يكتسبوها الا بالتدريب. يجب علي دولتنا الوليدة ان تبذل المزيد من الجهد لوضع حلول جادة لمشكلة التدريب المهني حتى يكون لدينا الكوادر المدربة الذين سيقودون دولة جنوب السودان الى الامام ونضمن المكان الذي نستحقه بين شعوب الامم يجب ان نستخر مواردنا بطريقة رشيدة ونضمن ان الاستثمار في العلم مضمون العوائد والنتائج. بقت مكواج انقويك