أخي سعيد عبدالله شاهين ، المغترب بكندا ، كسر حاجز الصمت في أحدى مقالاته في موقع سوادانايل ، وأهدى زوجته سلمى باقة من حب تمتلئ دفئا وتنضح حنانا لها ولأبنائها ، وقد أعطى وأثنى على زوجته في مقاله الجميل ، وإذ أشاركه هنا بمقال مشابه عن مُطلق المرأة للرجل أرجو من الله أن نكون قد أعطينا المرأة ، هذا الإنسان النبيل جزء من حقها علينا نحن الرجال ، وفي سبيل أن ننصفها فها أنا أهديها على أبواب رمضان جزء بسيط مما أحسه عن ذلك الإنسان الطيب النبيل الخلوق ، الذي أحتضننا في جوفه ، وأخرجنا لهذه الدنيا ، سقانا من حليبه وشعرنا بوجيبه ، صاحبنا في هذه الدنيا أم وأخت وزوجة وبنت على أجمل ما تكون الصحبة والصداقات ، وأعطانا كل ما يملك دون من ولا أذى ، كالشموع التي تحترق لتضيء الطريق للأخرين ، علي بذلك أفتح بابا للغير من الرجال ليفضي بما يكنه لنصفنا الأخر . أخي شاهين أولا أهنيك برمضان المبارك ، وأنت في غياهب الغربة مثلي ، وثانية أهنيك لكسر حاجز الحياء الذي ظل يأسر ألسنتنا أن نقول خيرا بمثل هذه الكلمة النبيلة التي تفضلت أنت بها ، وأهديتها حبا لزوجك على الملأ ، وأهنيك لأنك إنسان يعطي الغير حقه ، خصوصا زوجاتنا المهضوم حقهن ، وإذ أاشاطرك وأهنئك على هذا الخروج الحلال الجميل النبيل ، فإني قد شحذت نفسي ودواخلي وخصوصياتي بعض كلمات قلتها في حق المرأة الإنسان ودورها بالنسبة للرجل . أخي كم يتوارى الواحد منا خجلا أن يقول لزوجته أحبك ، حتى أحيانا لأمه وبنته وأخته ، ولكنه يمارس ذلك بالخفاء ، ويدسه كعار المولودة الموؤدة في سوق عكاظ ، فأهنيك ثانية أن تفوهت بهذا الشيء الجميل ، الذي قال عنه رسولنا الكريم (ص) إذا أحب أحدكم أخاه فليقل له إني أحبك ، وقال (ص) عن معاملة الرجال للنساء ، ما أكرمهن إلا كريم وما أهانهن إلا لئيم ، أعتقد أنك قد أكرمت سلمى ، وأظن أنها تستحق لأنها أستطاعت بهذا النبل والجمال في الخلق أن تستنطقنا ، نجن معشر الرجال ، الذين نرى أن البسمة في وجه المرأة ضرب من العيوب أحيانا ، بل المشي بمحازاتها في الشوارع عارا ، والركون لرأيها منقصة ، والتحدث أليها بالحب والعطف والحنان في الخلوة فقط ولإشباع رغباتنا في الحب ، وأمام الناس إنكسارا للرجولة أو ركونا وإنقيادا لها ، مع إنها تستحق كل الخير ، حيث أن وراء كل عظيم إمرأة . أخي شاهين كم أحس أننا معشر الرجال ، نهضم المرأة وحقها حتى في أضعف الإيمان ، ولا نعطيها أقل العطاء ، المتمثل في حقها أن تعرف أننا نحبها ، وأعتقد أن نسبة كبيرة من النساء في العالم لا يدركن هذا الحب ولا يشعرن به ، إلا عند النزوات أو تقديم الخدمات لنا أوإشباع الرغبات من جانبنا ، إننا لا نمارس الحياة مع زوجاتنا وأمهاتنا وأخواتنا حبا .... صراح ، وعطفا بواح مجاهرة أو خُفية أخي ألم تر أن المرأة الإنسان ، عندما تعطيها هذا الحق ، الحق في النطق بالحب ، ناهيك عن ممارسته معها ، وأي كانت تلك المرأة ، أما ، زوجا ، أختا أو بنتا ، ألم تر أنها تعطي أخر ما عندها من عطاء جميل ونبيل ، وتبادل الحب أضعافا ، وإنصافا ، وأنها تخلص في العطا ، وتغدق في الوفا ، وتكسينا الصفا؟ أخي أحييك وأهنيك برمضان الكريم وأدام الله حبك لأهلك ، وأطال الله في عمرك وعمرهم وكفاك الله شر الحاسدين ، ولتقرأ ما قلته عن المرأة الإنسان المطلق ، وما نكنه نحن الرجال لهن ، وما نضن أيضا بالبلاغ عنه لهن إلا من رحم الله ، حيث قلت :- المرأة للرجل : هي الأم وهي البنت ، والأخت والزوجة والحبيبة ، والعشيقة ، والملجأ والدفء والحنان، وشيق الأحضان، وعشنا كإنسان ، وهي العذوبة ، والشوق والتوق ، وصادق الذوق ، وهي المرقد والمفرش ، والمنبت والمخرج ، وبيت القصيد ، وهي الرصيد ، وحامي الوصيد ، وهي الشِعر ، والحبور وجميل الشُعور، وناشر السرور . هي شيق لمشوق ، وعاشق ومعشوق ، وصادق ومصدوق ، وتائق ومتوق ، والنبض للعروق ، وابتسام عند الشروق ، وهي الدافع ، والمدافع ، والمرافع ، وهي الودود ، الولود ، الحب بلا قيود ، والدفق بلا سدود ، هي بعضنا الآخر، وشقنا الفاخر ، وهي الصديق ، والرفيق ، مشارك الضيق ، ونور الطريق ، وهي زادنا ، وحب أولادنا ، وشيق ميعادنا ، وأصداء مدادنا . وهي الأنيس، وأفضل جليس ، والحب النفيس ، وهي الحنان ، والإحسان ، ودخول الجنان ، ووجودنا كإنسان ، والعطاء بلا امتنان . وشريك النحيب والوجيب ، المجافي الحبيب ، والمباعد القريب الحافظ في المغيب ، وكل النصيب . وهي الحلم والرؤى والعطا ، والوفا والهنا واللقا والرجا ، واللجأ ، والسنا والمنى وخير الدنى ، وهي الصَبا ، والصِبا ، والصدى ، والندى ، والحليب واللبا والحضن والعنا ، تغضب في رضا ، وتنفر في إخا ، وتعطي في سخا وهي النقا وشريك الشقا . وهي اللين ، والحب الدفين ، وصديق السنين ، وحاضنة البنين ، وهي الضعف والوهن والرضاع ، والمتاع ، والإنصياع ، وهي الزاد وشيق المعاد ، وأم الأولاد ، وأحن العباد . الرفيع بشير الشفيع بريتوريا جنوب أفريقيا Elrafei Elshafei [[email protected]]