الإندبندنت البريطانية – 19 مارس 2013 ترجمة : محمد السيد علي في سنغافوره أخبرتني هذا الأسبوع إمرأة شابة كيف أنها ألغت رحلة كانت تحلم بها منذ وقت طويل إلى الهند . تقول الشابة (لقد كنت آمل أن أذهب إلى معتزل روحي ، لكن كل ذلك تبدد بحادثة الإغتصاب . عوضا عن ذلك فقد خططت لأن أذهب مع عائلتي إلى تايلاند) . في يوم الثلاثاء إستقلت المرأة الطائرة المتجهة إلى بانكوك. حقيقة في الواقع ليست لديّ فكرة عن عدد الناس الذين يمكن أن يكون قد إنتابهم هذا الشعور الذي إنتاب هذه المرأة الشابة التي تحدثت إليها ، غير أن ما هو واضح أن صورة الهند قد أخذت في التراجع منذ حادثة الإغتصاب الجماعي في 16 ديسمبر في (دلهي) والتي كانت ضحيتها فتاة شابة تعرضت فيه للإعتداء والضرب بشكل وحشي أفضى إلى وفاتها بعد أسبوعين من ذلك، حادثة كتبت فيها النجاة لرفيقها بصعوبة . إن هذا الضرر الذي لحق بسمعة الهند في هذا الصدد يبدو في بعض الأوجه غير منصف ، فالإغتصاب أضحى مشكلة عالمية وليس مجرد قضية على الهند طرحها . لكن في المقابل إذا أرادت الهند ترميم سمعتها فإنها في حاجة لأن تقوم ببعض الأمور . واحدة منها أن تقوم بوضع وتفعيل سلسلة من الإجراءات التي تظهر أن السلطات تأخذ الإغتصاب والإعتداءات الجنسية على محمل الجد . لقد وعدت الحكومة بسن سلسلة من الإصلاحات التي إقترحتها اللجنة التي تكونت عقب حادثة ديسمبر الأخيرة ، لكن ما حدث أن الحكومة وافقت فقط على بعض من هذه الإصلاحات . بالنسبة للحملات التي يسيرها الغاضبون ، فإن على السلطات – مثلا – أن لا تعمل على تغيير القانون بحيث يعترف بجريمة الإعتصاب ضمن إطار الزواج . أمر أخر وهو أن على القادة والمسئولين المنتخبين أن يفكروا قبل أن يتحدثوا . في عطلة الأسبوع الماضي إحتلت العناوين خبر إغتصاب جماعي أخر كانت الضحية فيه هذه المرة سائحة سويسرية . لقد كانت الحادثة صادمة بذات القدر الذي جاء به رد فعل الشرطة على الحادثة ، إذ ألقت الشرطة اللوم بشكل جزئي على المرأة وزوجها ، فقد أدعت الشرطة في ولاية (مادهيا براديش) الولاية التي وقعت فيها الحادثة بأن الزوجين لم يراجعوا مركز الشرطة المحلي لكي يدلهم على مكان آمن يضربون فيه خيمتهم. لقد ذكرني ذلك بحوادث كثيرة طوال سنوات عمد فيها المسئولون إلى وضع اللوم على الضحايا أنفسهم . بالعودة إلى عام 2008 وحينما أغتصبت وقتلت الشابة البريطانية (سكارليت كيلينج) وألقي بجثتها على ساحل (قوان) ، أدعى مسئول الشرطة المحلي أن الإغتصاب الذي يحدث بعد منتصف الليل يجب أن يعامل بشكل مختلف عن الجرائم الأخرى . في ذات الوقت وجدت كبيرة مفوضي مدينة دلهي (شيلا ديكشيت) نفسها في وضع حرج ، عقب إغتيال الصحفية المحلية (سوميا فيشواناثان) التي قتلت عقب إطلاق النار عليها أثناء قيادتها لسيارتها عائدة إلى بيتها في ساعات مبكرة من ذلك اليوم . كان رد المفوضة على صرخات الإحتجاج هو (على المرء أن لا يكون مغامرا) . اليوم أبلغ عن حادث أخر حيث أصيبت سائحة بريطانية جراء قفزها من بلكونة الطابق الثالث لفندق مدينة (أجرا) السياحية والتاريخية ، عندما إنتابها الخوف من وقوع إعتداء جنسي عليها من مجموعة من الرجال. إن مشاعري للهند هي مشاعر ذلك الشخص الذي عاش فيها الخمسة أعوام الماضية ونصف الماضية والذي نشأ وهو مغرم بهذا البلد ، هو المكان الذي لم أشعر فيه أبدا بالغضب . لكن إذا ما أراد هذا البلد أن يمنع مزيد من الناس من أن يلغوا رحلاتهم إلى الهند مثل تلك الشابة في سنغافوره ، فإن على القادة في الهند أن يضعوا مسألة سلامة النساء نصب أعينهم وكذلك الزائرين . إن الأمر يتطلب تعاطفا ، تفكيرا سليما ، وتصديا للمبادرات . Mohammad Elsayed [[email protected]]