إدارة مرور ولاية نهر النيل تنظم حركة سير المركبات بمحلية عطبرة    اللاعبين الأعلى دخلًا بالعالم.. من جاء في القائمة؟    جبريل : مرحباً بأموال الإستثمار الاجنبي في قطاع الصناعة بالسودان    قيادي سابق ببنك السودان يطالب بصندوق تعويضي لمنهوبات المصارف    بعد رحلة شاقة "بورتسودان.. الدوحة ثم الرباط ونهاية بالخميسات"..بعثة منتخب الشباب تحط رحالها في منتجع ضاية الرومي بالخميسات    على هامش مشاركته في عمومية الفيفا ببانكوك..وفد الاتحاد السوداني ينخرط في اجتماعات متواصلة مع مكاتب الفيفا    شاهد بالصورة.. (سالي عثمان) قصة إعلامية ومذيعة سودانية حسناء أهلها من (مروي الباسا) وولدت في الجزيرة ودرست بمصر    شاهد بالفيديو.. الرجل السودني الذي ظهر في مقطع مع الراقصة آية أفرو وهو يتغزل فيها يشكو من سخرية الجمهور : (ما تعرضت له من هجوم لم يتعرض له أهل بغداد في زمن التتار)    شاهد بالصورة والفيديو.. الفنان أحمد محمد عوض يتغزل في الحسناء المصرية العاشقة للفن السوداني (زولتنا وحبيبتنا وبنحبها جداً) وساخرون: (انبراش قدام النور والجمهور)    الخارجية تنفي تصريحا بعدم منحها تأشيرة للمبعوث    آفاق الهجوم الروسي الجديد    كيف يتم تهريب محاصيل الجزيرة من تمبول إلي أسواق محلية حلفا الجديدة ؟!    شبكة إجرامية متخصصة في تزوير المستندات والمكاتبات الرسمية الخاصة بوزارة التجارة الخارجية    مناوي: وصلتنا اخبار أكيدة ان قيادة مليشات الدعم السريع قامت بإطلاق استنفار جديد لاجتياح الفاشر ونهبها    يوفنتوس يتوج بكأس إيطاليا للمرة ال15 في تاريخه على حساب أتالانتا    مانشستر يونايتد يهزم نيوكاسل ليعزز آماله في التأهل لبطولة أوروبية    عثمان ميرغني يكتب: السودان… العودة المنتظرة    إنشاء "مصفاة جديدة للذهب"... هل يغير من الوضع السياسي والاقتصادي في السودان؟    بعد حريق.. هبوط اضطراري لطائرة ركاب متجهة إلى السعودية    نهضة بركان من صنع نجومية لفلوران!!؟؟    واشنطن تعلن فرض عقوبات على قائدين بالدعم السريع.. من هما؟    د. الشفيع خضر سعيد يكتب: لابد من تفعيل آليات وقف القتال في السودان    الكشف عن شرط مورينيو للتدريب في السعودية    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني في الموازي ليوم الأربعاء    رسميا.. كأس العرب في قطر    وسط توترات بشأن رفح.. مسؤول أميركي يعتزم إجراء محادثات بالسعودية وإسرائيل    "تسونامي" الذكاء الاصطناعي يضرب الوظائف حول العالم.. ما وضع المنطقة العربية؟    عالم آثار: التاريخ والعلم لم يثبتا أن الله كلم موسى في سيناء    "بسبب تزايد خطف النساء".. دعوى قضائية لإلغاء ترخيص شركتي "أوبر" و"كريم" في مصر    شاهد بالصورة.. حسناء السوشيال ميديا "لوشي" تنعي جوان الخطيب بعبارات مؤثرة: (حمودي دا حته من قلبي وياريت لو بتعرفوه زي ما أنا بعرفه ولا بتشوفوه بعيوني.. البعملو في السر مازي الظاهر ليكم)    حتي لا يصبح جوان الخطيبي قدوة    5 طرق للتخلص من "إدمان" الخلوي في السرير    انتخابات تشاد.. صاحب المركز الثاني يطعن على النتائج    انعقاد ورشة عمل لتأهيل القطاع الصناعي في السودان بالقاهرة    أسامه عبدالماجد: هدية الى جبريل و(القحاتة)    "المايونيز" وراء التسمم الجماعي بأحد مطاعم الرياض    محمد وداعة يكتب: ميثاق السودان ..الاقتصاد و معاش الناس    تأهب في السعودية بسبب مرض خطير    باحث مصري: قصة موسى والبحر خاطئة والنبي إدريس هو أوزوريس    بنقرة واحدة صار بإمكانك تحويل أي نص إلى فيديو.. تعرف إلى Vidu    الفيلم السوداني وداعا جوليا يفتتح مهرجان مالمو للسينما في السويد    أصحاب هواتف آيفون يواجهون مشاكل مع حساب آبل    كيف يُسهم الشخير في فقدان الأسنان؟    روضة الحاج: فأنا أحبكَ سيَّدي مذ لم أكُنْ حُبَّاً تخلَّلَ فيَّ كلَّ خليةٍ مذ كنتُ حتى ساعتي يتخلَّلُ!    هنيدي ومحمد رمضان ويوسف الشريف في عزاء والدة كريم عبد العزيز    أسترازينيكا تبدأ سحب لقاح كوفيد-19 عالمياً    القبض على الخادمة السودانية التي تعدت على الصغيرة أثناء صراخها بالتجمع    الصحة العالمية: نصف مستشفيات السودان خارج الخدمة    تنكُر يوقع هارباً في قبضة الشرطة بفلوريدا – صورة    معتصم اقرع: حرمة الموت وحقوق الجسد الحي    يس علي يس يكتب: السودان في قلب الإمارات..!!    يسرقان مجوهرات امرأة في وضح النهار بالتنويم المغناطيسي    بعد عام من تهجير السكان.. كيف تبدو الخرطوم؟!    العقاد والمسيح والحب    أمس حبيت راسك!    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ثلاثة سيرفعون مقام شعب جبال النوب وثلاثة سيدمرونه (3) .. بقلم: قوقادى اموقا
نشر في سودانيل يوم 25 - 04 - 2013


Amin Dabo [[email protected]]
مكانيزمات استهداف هوية وموارد شعب جبال النوبة
أشرنا فى المقال السابق الى عظمة تاريخ ومقام شعب جبال النوبة، فلقد أكدت الوقائع التاريخية ان الشعوب المميزة والمتفوقة تتعرض دائما لمؤامرات، فكان اول تفكير اسلاموى عروبى مسيس لطمس الهوية النوبية بدأ بغزو عبدالله بن ابى السرح- الذى ادعى النبوة اسوة بالنبى محمد، وقد اهدر دمه ولو تعلق باستار الكعبة، تأكيدا لعظم الجرم رغم قدسية الكعبة عند العرب تاريخيا-، وقد استعان ابى السرح بعبيد و منبوذى العرب واشرارهم حيث جاؤا عزابا، لتنفيذ ذاك المخطط، ولم يفكر معظمهم فى الرجوع الى جزيرة العرب وهو ما يؤكد ان معظمهم كانوا من العبيد والمنبوذين، فالتاريخ لم يحدثنا بتاتا عن شعوب اصيله تناست اصولها وارضها وثقافتها واقرابائها وحنينها لوطنها، او الاعتراف و الزيارات المتبادلة لابناء العمومة والخؤولة "- وهروب المك نمر الى الحبشة وانشاء المتمة بها والتى يتحدث كل سكانها الحبشية كان منطقيا من هروبه الى الجزيرة العربية، فالعرجاء لمرحاحها"، وتنكر الطرف العربى لمن هم فى السودان مستمر الى وقتنا هذا الذى يوصف فيه السودانى فى كثير من الدول العربية بالعبيد و بالعبد وابو سمرة والسوادنة وحتى الفول السودانى يسمى بفستق العبيد، ولقد رفضت دول عربية كثيرة دخول السودان الى جامعتها، و لولا تدخل مصر لاسباب استراتيجية متعلقة بمصالحها لا كانت تجدى بكائية فردوس المحجوب المفقود. وبالرجوع الى التاريخ فلم نجد من تبقى فى السودان من غزاة بن ابى السرح ما ينسب نفسه الى مضر او بنى كلاب او بنى النضير او عبس او يهود بنى قريظه، بل ادعى معظمهم من طرف واحد نسبهم الى قريش و بيت الرسول دون ابوجهل وابو لهب ومسيلمة الكذاب، وهى محاولة مغلوطة للتميز حتى على مسلمى السودان وخاصة ذو الاصول الافريقية!!، وكانت افعال الذين رافقوا ابى السرح تنم عن حقد دفين وازاحة واسقاط نفسي لسوء معاملتهم عبر ثقافة ليس فيها رحمة سادها وأد البنات وعدم الامانه والغدر والاستعباد وحياة الحروبات لاتفه الاسباب حتى بين الاخوان وابناء العمومة وحرب داحس والغبراء وموقعة الجمل نماذج لذلك. واعتبرت معاهدة البقط (البغض والاستعباد فى جوهرها) اول عمل اجرامى لا انسانى فى تاريخ الحضارة النوبية، استرق عبره النوبة باجبارهم ارسال 360 عبدا سنويا، ودفع الاموال والجزيه واهينوا بعمل الكنس والنظافة، والتهديد والاسلمة السياسية الاجبارية. اضف الى ذلك تطبيق الامتلاك غير المحدود للنساء ومعاشرتهن والانجاب منهن سفاحا او غير سفاحا- نتج عنه كثير من الخليط السودانى الشمالى المغالط للحقائق التاريخية و المتنكر لاصوله و هو احد اسباب تغيير المنهج الدراسى من دخول العرب الى السودان الى دخول الناس للسودان وهو ما ينطبق عليه المثل السودانى "جاى يكحلها عماها"، فمن الاجدر ان يعاد كتابة تاريخ السودان بايجابياته وسلبياته-، و ايضا حاول الغزاة الجدد اجبار شعب النوبة على التخلى عن الحديث بلغتهم وتعريب اسمائهم. وقد نجت مجتمعات بسيطه من الاختلاط بالغزاة الجدد ولكنهم ظلوا مطاردين الى وقتنا الراهن. لذلك الاعتراف بالسوداناوية بمكوناتها المختلفة بحكمة وعدالة هى احد المخارج لكى يعيش الناس فيها سواسية فى الحقوق والواجبات فى وطن يسعى الجميع بدلا عن التعالى الثقافى المتوهم.
ورغم التجربة السياسية السيئة منذ زمن طويل التى عاشها شعب جبال النوبة من مؤامرات مراكز السلطة، الا اننا نختصرتلك المؤامرات منذ دخول الاتراك الى السودان فى عام 1821م، و وضعهم للخارطه (الزريبة) التى سميت السودان التى انقطع ثلثها باستقلال جنوب السودان، فالذين يبكون ويبررون تمسكهم بكل السودان بدون تغيير حقيقى، نقول لهم ان مالى وافريقيا الوسطى والنيجر كانت تسمى السودان، بل كانت بلاد النوبة او الحبشة او السودان تطلق على مساحات بها الان عدد كبير من الدول الافريقية قبل اطلاق هذه التسمية على سوداننا هذا، الذى كانت دارفور حتى عام 1916م خارجا عن نطاقة. فكان هدف الاتراك كمستعمر خارجى الرجال والمال والذهب، وقد استطاع بعض الذين باعوا ضمائرهم من شمال السودان اقتياد المستعمر التركى لاسترقاق شعب جبال النوبة ونهب ثرواتهم، واستمرت هذه المؤمرات فى فترة الحكم المصرى الانجليزى، ولقد واجه النوبة فى جبال النوبة المستعمر ب 22 ثورة لم يذكر التاريخ السودانى منها فى سطور الا ثورتى السلطان عجبنا والفكى على الميراوى، . ورغم محاولة تزييف التاريخ، فان محمد احمد الذى لقب نفسه بالمهدى، حينما تمت مطاردته من اقصى الشمال وحاول الاستعانة بقبائل الشمال والوسط لمناصرته ضد الانجليز، رفضوا الوقوف معه خوفا من جبروت المستعمر، فلم يجد مفرا الا الاحتماء بشعب جبال النوبة فى كركور بطن امك فى منطقة قديروقال مقولة مشهورة دسها التاريخ المزيف " خذلنى اهل الشمال ونصرنى اهل الجبال ولو لا اهل الجبال لماتت المهدية فى مهدها" وقراءة التاريخ من قبل كثير من دكاترة المؤتمر الوطنى المبرمجين قادتهم للقول ان من يكسب النوبة يكسب الصراع فى السودان ولكنهم فشلوا عبر استخدام القوة واعادة الانتاج- ورغم ان النوبة فى تلك الفترة التى استنجد بهم المهدى، كان القليل منهم يدين بالاسلام ولا يتحدث معظمهم بالعربية، الا ان صفات الشجاعة والكرم وقبول الاخر ونجدة المستجير وكرههم للمستعمر كانت سببا فى حماية المهدى، ودعم جيشة الذى حرر شيكان وغيرها. لم يعير المهدى واحفاده من بعده اعتبارا لذاك الجميل وواجهت اطماعه فى التفسير السيئ لوقوف النوبة معه ضد الاستعمار، محاولة استرقاقهم وبيع جزء منهم لتقوية خزينته (راجع تاريخ الرق فى السودان لنقد)، واستخدام الاقوياء منهم فى الجيش والمزارع، ورغم نجاحه الجزئى فى ذلك، فقد تمرد النوبة ضده، فكان أول سودانى يستخدم سياسة فرق تسد (او ما يسمونها ضرب العبد بالعبد)،حيث كون المهدى حملة سماها بالتأديبية ضد النوبة اختار حمدان ابوعنجة قائدا لها، وهى اعمال تبعها احفاده الذين سموا انفسهم اشرافا مع الخليفة عبدالله التعايشى وابناء الغرب بصورة عامة، وختمها حفيده الصادق المهدى بانشاء مليشيات حولت الى الدفاع الشعبى لخلق فتنه داخل اقليم جبال النوبة على اساس اثنى.
لقد فطن الانجليز بعد ان ارسلوا باحثين فى فترة ما بعد ثورتى الميرواى وعجبنا الى وجود سكان اصليين يتميزون بصفات نادرة، فعملوا على تطبيق سياسة المناطق المقفولة فى عام 1922م لاسباب ليست كما حدثنا عنها التاريخ السودانى المنحاز والمزيف ، ويمكن اختصار هذه الاسباب فى:
1- المحافظه على الارض والثقافة بمحتوياتها من لغة ودين وفلكلور ..الخ.
2- زيادة الاهتمام بالتعليم بالتخطيط لانشاء مدارس فى كاتشا وهيبان وسلارا ودلامى وغيرها وتأهيل ابناء الاقليم للمساهمة فى حكم السودان بعد خروج المستعمر.
3- الاهتمام بزراعة القطن كمحصول نقدى وانشاء محالج تساهم فى زيادة دخل المزراع بجانب تحقيق الاهداف الاقتصادية الاستعمارية.
لم تكن تلك الاهداف عبر الاهتمام بالسكان الاصليين تروق للبيوتات الطائفية وما يسمى بالنخب المركزية وخاصة التى كان لها دور خبيث فى توجيه المستعمر منذ دخوله لتحقيق اهدافه، ففكرت فى مؤامرة تستهدف الايقاع بين ابناء المناطق المقفولة الذين ساهم المستعمر فى تعليم جزء منهم داخل وخارج السودان بل منحهم رتبا عسكرية متقدمه، لمعرفة النخب المركزية بحب ابناء المناطق المقفولة للوطن وحروباتهم المتعددة ضد المستعمر، فلقد اجتمعوا بالقائد على عبداللطيف الذى ينتمى الى اب من جبال النوبة وام من الدينكا ليقود حركة اللواء الابيض، وما يؤكد دهاء هذه المجموعة ربما باستثناء قلة منهم امثال عبيد حاج الامين الذى اصر على موقفه وسجن ومات ودفن فى بحر الغزال الاتى:-
1- لأول مرة فى تاريخ السودان يرضى الشماليين بالعاصمة الخرطوم تكتيكا ان يقودهم شخص من جبال النوبة او جنوب السودان.
2- اجتماع مجموعة من البيوتات الطائفية والنخب المركزية بعد حركة اللواء الابيض مع المستعمر واكدوا له انهم الاقرب اليه بدلا من ابناء السكان الاصليين والمناطق المقفولة الذين يحاربونهم ويتصدون لهم، وبالتالى تقربوا للمستعمر واستفادوا من فرص التعليم فى مصر وبريطانيا التى كان يذهب بعضها لابناء تلك المناطق بجانب توسع التعليم والتنمية فى مناطقهم واستمرت هذه الدائرة الى وقتنا هذا، وقد قنن ذلك عبر مؤتمر الخريجيين لاحقا.
3- اقناع المستعمر بالرجوع عن فكرة تدريس سكان المناطق المقفولة بلغاتهم، وفرض التدريس باللغة العربية وايقاف التوسع فى مدارسهم و مؤسساتهم الانتاجية.
4- اهانة وازلال تلك الشعوب بالعمل الشاق والاعمال المهينه.
5- خلق هوة بين السكان على اساس تفضيل مجموعات على اخرى (فرق لتسد).
6- السماح للتجار والمعلمين والمبشريين الشماليين بالدخول الى المناطق المقفولة وممارسة نشاطهم تحت حماية السلطات كمحاولة لاعادة الانتاج.
و بالتالى عملت النخب الاسلاموعروبية المركزية المسيسة على طمس هوية ونهب موارد شعب جبال النوبة قبل ما يسمى باستقلال السودان وبعده عبر المكانيزمات الاتيه:
1- الاسماء: المعروف ان شعب جبال النوبة لديه اسماء وصفات يستخدمونها تاريخيا، وكما يقول المثل السودانى "الجواب يكفيك عنوانو"، بمعنى ان الاسم يلعب دورا كبيرا فى تحديد هوية الشخص، فماو ويانغ تشير الى الصينيين ونهرو وغاندى للهند وخامئينى او خمينى للفرس ومايكل وجون للغرب، فالعرب لهم اسمائهم والاسرائليين لهم اسمائهم التى تميز هويتهم، فقد لا تجد تشاديا اسمه خامئينى ولا عربيا اسمه نتنياهو ولا شايقيا او جعليا اسمه كوكو تيه، وحتى كل الديانات السماوية لا تدعو الى تغيير الاسماء بل ان الاسلام نفسه يشير الى دعوة او مناداة الناس باسمائهم فسلمان الفارسى وصهيب الرومى ظلا باسمائهما، و خماروية وسيبويه لم يكونا عربا ولم يغيرا اسمائهما رغم تبحرهما فى اللغة العربية وقواعدها، ولا الاسماء العربية مرتبطة بالدين الاسلامى، فخالد بن الوليد وعمر بن الخطاب وغيرهم كانوا يحملون اسمائهم العربية قبل الاسلام اى كما يقال فى الجاهليه، فمن اين اتى عروبى السودان بحجة تغيير الاسماء؟ انها لعبة سياسية مكشوفة قصد منها التعريب القسرى، باعتبار ان العرب اصولا فى السودان يشكلون نسبة قليلة، وبالتالى تبرير ان السودان دولة عربية لا ياتى الا بحيل خداعية، وكما يقول علماء الاحتماع فيما معناه بالعربى" من يطلق عليك اسما فانه يسيطر عليك". وكانت مؤسسة التاجر والحكيم والمسجد والمدرسة التى مثلها عروبى السودان فى ذاك الوقت تلعب ادوارا مسيسة فى تغيير اسماء شعب جبال النوبة، ولذلك ثورة تغيير الاسماء التى عمت شعب جبال النوبة هى ظاهرة صحية وصحيحة تؤكد العودة الى الجذور والتاريخ ولا تتعارض ابدا مع سودانية الاشخاص ومعتقداتهم، "وان تأتى متأخرا خير من ان لا تأتى".
2- اللغة: اللغة هى قلب الهوية والمعبر النفسى والوجدانى والثقافى الذى يحفظ التوازن الانسانى ويجعله متفاعلا مع محيطة فنا وفلكلورا وادبا ..الخ، فاستهداف اللغة ايا كانت استهداف لحياة ونفس الانسان، وتنوع اللغات والثقافات اثراء وليس خصما على الدول والحضارات والارث الانسانى وامريكا نموذج لذلك، فاختلاف الالسن رحمة وخلقت الشعوب والقبائل للتعارف و ليس لتتعالى، فقد عمل المشروع الاسلاموعروبى السودانى المسيس على مجادلة ومغالطة الرب "الله" الذى ان اراد لجعل كل البشر بلون واحد ولغة واحدة ولكن فى خلقه شئون وحكمة، فالمغرب لم تجبر الامازيق لتغيير لغاتهم ولا تركيا والعراق وسوريا اجبرت الاكراد لتغيير لغاتهم ولا مصر منعت النوبيين من التحدث بلغاتهم، ولا المسلمين فى ايران وباكستان واندونسيا وغرب افريقيا وغيرهم يتحدثون العربية، فقد عمل المدرسون الذين جيئ بهم الى جبال النوبة حتى السبعينات على تغيير الاسماء بحجة عدم التمكن من كتابتها باللغة العربية او كشرط لقبول التلميذ مستغلين قناعة الاباء الذين لم يحظوا بفرص التعليم فى توفير حظ افضل لابنائهم، وكان الاسم يغير ثلاثيا مثلا اذا كان اسم التلميذ كبى انقلو كمبجو يغير الى محمد على عبدالله، اما التحدث بلغة النوبة داخل المدرسة والداخليات واحيانا فى الاماكن العامة الاخرى فقد كان عقابه عشرة صوت مع الاهانة فى طابور الصباح، ولقد تصدى بعض المتعلمين و المعلمين من ابناء الاقليم لهذه الظاهرة فى الستينيات والسبعينيات من القرن الماضى، الا ان تاثيرها كان كبيرا على المجتمع، ولذلك محاولات كتابة اللغة وتدريسها يجب ان يكون مكان اهتمام الجميع.
3- المعتقد: حرية الاعتقاد اقرتها كثير من الديانات و المعتقدات بما فيها الاسلام ذاكرا "من شاء فاليؤمن ومن شاء فاليكفر"، وكذلك اقرت المواثيق الدولية بحرية التدين والمعتقد، اما اجبار الناس لاعتناق دين دون قناعتهم مهما كان ذاك الدين لهو امر مجافى لامر الرب الذى دعى للحكمة والمجادلة بالتى هى احسن، وفى فترات سابقة فى جبال النوبة كانت المدارس تجبر جميع الطلاب لحضور حصة التربية الاسلامية بغض النظر عن دياناتهم وكانت هنالك نظرة سيئة وتعليقات شفاهية يطلقها المعلمين من الشمال على الذين يدينون بالمسيحية، و فى فترة الحرب الاولى كان النوبة الذين اجبروا من قبل الحكومة للنزوح الى ما يسمى قرى السلام "وهى عبارة عن سجون جماعية" اجبروا على اعتناق الاسلام رغم ان معظمهم مسيحيين او اصحاب معتقدات محليه، فالدعاة المسيسين المدعومين من السلطات عملوا على تشويه الدين، ومعظم من اجبروا على اعتناق الاسلام عادوا الى ديناتهم ومعتقداهم.
4- الاستعباد: ظل الرق مستمرا باشكال متعددة مباشرة وغير مباشرة منذ دخول المستعمر والى وقتنا الحاضر، و الى فترة السبعينيات كانت هنالك ضريبة الهواء ومال الدقنية تفرض فى جبال النوبة على البهائم والشباب الذين يصلون مرحلة البلوغ، بالاضافة الى عدم توفر فرص للعمل على المستوى المحلى و القومى الذى استمر لوقتنا الحاضر، وهو ما خلق شعورا بالغبن بجانب الاهمال التنموى بمفهومه الشامل الذى قاد شعب جبال النوبة للثورات التى قد تستمر بكل وسائلها الى ان يصل الشعب الى قناعة ان هنالك حلا عادلا يلبى طموحاتهم.
5- الموارد: مما لا شك فيه ان الاقليم غنى بموارد متعددة ومتنوعة وغنية، الا ان المركز عمل على تمليك الاراضى والمشاريع الزراعية والتجارية والصناعية لتجار واشخاص لا تربطهم صلة بالاقليم ونهب الثروات المعدنية، و بالتالى لم يساهموا فى تنمية الاقليم، فالاموال التى يتحصلون عليها تحول الى مناطق اخرى خارج الاقليم من اجل اعمارها، لذلك تلاحظ حركة تجارية كبيرة فى الاقليم دون نمو تنموى مواز لحياة الناس، وهو جزء من سياسات نهب الموارد المبرمج بقصد الافقار للسيطرة"جوع كلبك يتبعك". كما ان المؤسسات الزراعية والمحالج ومنظمات التنمية التى لها علاقة مباشرة فى تنمية الانسان البسيط قد عطلت عمدا من اجل تشريد الموارد البشرية خارج الاقليم والاستفادة منها بؤجور ضعيفة فى مناطق اخرى وتدوير عجلة التنمية بها.
6- الابادة و الابدال: رغم ما ذكر من خطط للسيطرة على الاقليم واخضاع السكان للامر الواقع، الا ان الوعى الكبير الذى انتشر فى جبال النوبة بالاضافة الى طبيعة تركيبة السكان التى لم يفهمها مؤججى الصراع، لن تترك مجالا للعودة الى الوراء، وبالتالى لجأ المؤتمر الوطنى الى مشروع الابادة العرقية الممنهج وخلق الفتن الداخلية والاستقطابات الاثية واعادة الانتاج فى محاولة للابدال السكانى عبر القتل والتشريد وحرق المزارع وهدم المنازل، الا ان هذه العملية ذادت من تماسك شعب الاقليم وتوحدهم ونضالهم كخيار وحيد. لذلك على الذين يبنون على تحقيق احلام غير واقعية ان يعيدوا النظر فى مناقشة قضية شعب جبال النوبة العادلة والوصول الى حلول ترضى طموحاتهم، والا فان خيار حق تقرير المصير سوف يكون الخيار الوحيد مهما كانت النتائج التى تترتب علية، وحينما تقع الفأس فى الرأس لا يفيد الندم.
ولنا لقاء فى مقال قادم.
قوقادى اموقا/ امريكا
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.