الارتباك والحيرة التي أصابت أجهزة ولاية الخرطوم بمحلياتها السبع عقب السيول والأمطار الغزيرة المتوقعة ولا نقول غير المتوقعة، يشير إلى أن المسؤولين في تلك الاجهزة لم يكونوا على قدر المسؤولية وظلوا ردحا من الزمن ولى نائمين في (العسل) مستمتعين بالحديث ليل نهار عن انجازاتهم التي أعجبتهم أيما اعجاب.. وكاد قول الله حين ضرب مثلاً لزهرة الحياة الدنيا وزينتها، وسرعة انقضائها وزوالها أن ينطبق عليهم: ".. وظن أهلها أنهم قادرون عليها أتاها أمرنا ليلا أو نهارا فجعلناها حصيدا كأن لم تغن بالأمس كذلك نفصل الآيات لقوم يتفكرون" حتى الآن لم تثبت الاجراءات والمعالجات التي اتخذت أي فعالية، فالمياه كما هي تحاصر المنازل وتصطادها بمرور الوقت واحدا تلو الآخر.. ما يحيرني أن ما يسمى باللجنة العليا لدرء اثار السيول قد قررت أخيرا شراء (40) طلمبة شفط و(6) باكو وعدد من الليدرات والتناكر!!.. طالما هي لجنة (طوارئ) أو هكذا ينبغي أن تكون ولطالما أن للأمطار وقت معلوم ولطالما كذلك وفرت مراكز التنبؤات الجوية معلومات مقدرة عن حجم الأمطار المتوقعة، فلماذا لم يتم شراء هذه الآليات قبل أن تقع الفأس في الرأس؟! كل هذا (كوم) وعلم الجهات المختصة بالولايات بالأخطاء الهندسية التي صاحبت تنفيذ الطرق والجسور (كوم) آخر!!. ولأن المصائب لا تأتي فرادى فقد قررت جمعية الهلال الاحمر السوداني من جانبها أن (تشيل) حال البلد وتطلق (نداء استغاثه عاجل) للاتحاد الدولي ولجمعيات الصليب والهلال الاحمر لدعمها بمايسهم في معالجة الأمر!!.. الآن سيتفرج المجتمع الدولي ويقول أن ولاية الخرطوم لم تصمد في وجه زخة من الأمطار.. السؤال هل تنسق جمعية الهلال مع الجهات العليا حين تقرر اطلاق مثل هذا النداء؟.. ومن يقرر أن الأوضاع (كارثية) الأمر الذي يدعو لإطلاق مثل هذه الاستغاثة؟.. أعتقد أن تجربة الأمطار المريرة تستدعي تحقيقا عاجلا ومحاسبة فورية للمقصرين.. فالأمر فضلا عنه شرد (10) آلاف و134 اسرة، فإنه أصاب سمعة البلاد في مقتل وأرهب الاستثمار الذي بدأ يطرق الأبواب.. سمعنا أن لجنة (سوف) قدم شكلت لوضع معالجة (شاملة) و(جذرية).. نقول إن غدا لناظرة لقريب. Yasir Mahgoub [[email protected]]