[email protected] (1) مقدمة النص : اعتاد الرؤساء الأمريكيين قضاء ليلة الحفاوة بعيد الشُكر بين قواتهم المسلحة التي تبعد عن موطنها آلاف الأميال في أطراف الكون . لذا تقرر أن يقوم الرئيس الأمريكي السابق "جورج دبليو بوش" بزيارته الأولى للعراق في عيد الشكر 2004 م ،يزور العاصمة " بغداد " ،التي دكتها جيوشه عام 2003م بفرية حيازة العراق أسلحة الدمار الشامل ، واستنبت الفعل غير القتل والتدمير وإرجاع الدولة للعصر الحجري، ظلام الغرائز الملتهبة بالصراع الطائفي والعرقي المقيت من الصدور ، بؤس ليس له سقف . كان القرار سرياً لم يعرف به إلا الخاصة ومن ضمنها القوات التي ترابض قرب مطار بغداد ،في انتظار شخصية هامة غير معروفة ستحتفل معهم بعيد الشُكر .استدعيَ ممثلي الصحافة في الوقت والساعة دون معرفة المصير والجهة وسافروا في طائرة الرئيس . تحركت الطائرة الرئاسية من واشنطون إلى بغداد مُباشرة مطفئة الأنوار ، محاطة بسرب الحراسة الجوية ، لتصل إلى بغداد . تم تعطيل أجهزة الاتصال في المنطقة . مدة الزيارة ساعتان . فاجأ الرئيس بوش الجميع بحضوره المفاجئ لصالة الاحتفال وقضى مع جنوده وأركان حربه عشاء عيد الشكر . وإلى النص : (2) عيد الشكر 2004 م منْ يمُد ذراعاً من قصر واشنطون ، إلى مطار بغداد ؟ (مقدونيا) الجديدة مرة أخرى . واستشارية الخِصيان تنهض من ركام تاريخ قديم . تقف على عتبات حضارة... و تدُك حصونها .خمسمائة ألفٍ من كنوز ممالِك العهد التليد ، تبعثرت . نامت على صدور السابلة المُترفين . يا مُستباحة الزمن الفاجرِ في كُل حين ، مدِّي خيوط أنوار النيون ... تُضيء وهجاً في ذاكرة الثكالى . هنا عناقيدٌ من الحَلمات ، تُرضِع الدمَ لصغار حيتان تَيتَموا ،وأنا الباكي . يا نادِّلة ... أعينيني ، واسكُبي سطلاً من ماء الحُزن على رأسي . و دعِ الحِجارة تُفرِج عن مسامها للجذور لتُحيي نباتاً يابِساً ، يشرب من سُمٍ زعاف . منْ يقف على أمشاط رجليه ، وينظر الأفق العالي ليستريح ؟. منْ يُلبِس حياتي سيرتها الجديدة ؟ تضحك في المرآة أدمُعي مطراً ، قطراته من الفُكاهة والضَّيمَ . منْ يَفُضّ غِلاف الديك الرومي ساخِناً لعيد الشُكر ؟ تقول الرواية أنها شِراعيةٌ هبطت إلى شواطئ الأرض الجديدة . في بطنها أجساد ٌ جائعة . وعلى دوارة الشِواء القديمة أعدَّ الهُنود الحُمر للأضياف طعاماً ، فصار الديك الرومي وليمة عيد الشُّكر من كل عام . العيد اليوم يدُق أجراساً ، ويدعُ الزبانية . أزِفت ساعة الحضور البهيج . الرئيس يشتمُّ رائحة الشواء ، ويفُض عُذرية القاعة جائعا . الآن يعلو صراخ الدهشة. يجلس هو بين جنوده . زادت الأحذية حِذاء من ذهب ، و ورداً من ذهب ، وقُبعة من عِظام اليتامى ، تُئن من فوق خُصلات (اسكندر) القرن الجديد . قولوا للساحر المُتكلِم النَقّال : - اصمُتْ ساعتين بلا حِراك ، عليك حِراسة مُشدّدة . اصمُتْ ... فأمن رئاستنا أهَمْ . بلد الضحية ...لا عيد لهم ليَشكُروا ! . هنا سجادة حمراء للموتى ، لينزفوا ، وألوان مزخرفة من جحيمٍ مُنضَّدٍ لتلفاز العيون السود . أمشاط الرُصاص ساهرة ، و وسائدها تنام بعين واحِدة . لِمَّ هذا الرُعب ؟ منْ يَنصب من البَشرِ فخاخاً ؟ منْ يُقاتِل أشباحاً من دفتر السِحر القديم ؟ . يتفتت الشَبحُ تُراباً أسوداً ، أو يستحيل دُخاناً يَخطف الأرواح من قلب المُجنزرة . بغداد .... لا تبكِ . لقد بَنتْ دفاتِرك القديمة جسراً ، لخيول الغزاة منذ ألف عام . لن يُضيرك آلاف بلا مُعين ، يشربون من كؤوس برد الردى جُرعات . تعالوا نقرأ من ديمقراطية النعيم المُترَف : (عِند الانتخاب تفرد التلفزة الساحِرة مفاتنها وترمي النَرد للاعِبَيْن . منْ يُنفق أكثر ، يسرقُ حُلم الفقراء ، ويستحِم الجميع في نبعِه . أتريد كسباً فادِحاً ينسي الخسارة ؟ . خمسة مليارات ثمن السِباق إلى العرش الإمبراطوري ، وتسود الكون من أقصاه إلى أدناه . يقولون السياسة تخطو وراء الفن السابِع ، والغِنى يصعد سماء الأحلام السابِعة و يعبث بالعقول. ( قال ا لإسكندر الجَديد : - دولتان في أرضٍ واحِدة أو امرأة بفخذين ..، أحدهما لحم حي ، والآخر عَظم للكلاب . من يقف في مُنتصف الطريق .. يحترق . ومن يقف ضِد الإمبراطور يهلكْ ، ومن يقف معه تدوُسه النِعال . تعال معي نمشي ، فالطريق إلى ( مقدونيا ) أن تبيع الحياء وتهرول عارياً تجِد الفتات . هذه تسوية للتسلية ، وهنالِكَ فرق بين الحَول وبين البُرهة . منْ يقرأ ؟ و منْ يتدبر ؟ عبد الله الشقليني 25/02/2005