قال لى صديقى المعروف بتمسكه بمبادئه وعدم تنازله عنها حزينا:- أنى استغرب يا اخى لرجال لا يستطيعون الحياة الا وهم يرتدون جلباب الآخرين ولا يستمتعون بحياتهم الا اذا طبلوا لهذا ونافقوا ذاك أو حرقوا الأبخره لثالث، ويصعب عليهم سبل كسب العيش الا من خلال هذا العمل القبيح. مع ان رب العزه يرزق الطير فى سمائه فتترك عشها جائعه وتعود شبعه. يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه إنه سمع رسول الله ( صلى الله عليه وسلم) يقول:- (( لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير يغدو خماصا ويعود بطانه). قلت لصديقى لا تقسو عليهم يا اخى ، فكل مسخر لما خلق له! ولعلك تلاحظ لأختلاف الناس والطرق التى يوفرون بها لقمة العيش لأنفسهم ، فهذا طبيب وذاك محامى وآخر مهندس وغيره معلم، وآخر عامل يجمع القمامه وهذا (شناق) أو (عشماوى) كما يسميه اخواننا فى مصر وغيرهم نادل يبيع الخمر وغيره يبيع البخور وبعض انواع العطاره، والأنسان الذى يحبه ربه يهيأ له ظروف عمل محترمه وشريفه يغبطه الناس عليه. مثلما لله اناسا يغبطهم الأنبياء والشهداء لقربهم ومكانتهم من الله. قيل ان الأستاذ الشهيد / محمود محمد طه، وهو فى طريقه للمقصله التفت للشناق وقال له:- هذا عملك يأبنى لا الومك عليه، لكن احسن تفتش ليك عمل أفضل منه! لا أدرى ما هى صحة هذا الكلام وأن كان غير مستغرب من رجل فى قامة الشهيد / محمود، يمارس الفكر فى كل الظروف. واضفت قائلا لصديقى :- دون شك من يمتهنون الأعمال الوضيعه التى تجعلهم منقادين للرجال تجدهم دائما كارهون للحق ولمن يتمسكون بمبادئهم ولا يتذللون للرجال ولا يتنازلون عن تلك المبادئ مهما كانت جسامة التضحيات، بل فى الحقيقه تجد اصحاب تلك المهن الوضيعه التى لا تشرف الرجال كارهون ومحتقرون لأنفسهم أكثر من غيرهم وأن اظهروا خلاف ذلك. واضفت لصديقى:- لا تضيق بمن ضاقت عليه الدنيا وبمن ادمن الأستعباد وتاليه الرجال وخدمة الأنظمة الشموليه، فقيب أكثر من قرن وحينما اطلق (ابراهام لنكولن) صيحته وحرر العبيد فى امريكا، لم يستطع البعض أن يعيش فى مجتمع الحريه والأنعتاق الجديد، ولذلك تسللوا حوائط قصور اسيادهم عائدين لحياة الذل والرق والأستعباد، ولم يتخلصوا من الشعور بالدونيه وعدم القدرة فى التعامل مع هذا الواقع الجديد الا بعد فترة طويلة من الزمن، حتى وصلنا بفضل الله الى عهد يحكم فيه امريكا رجل اسود اسمه (اوباما) عانى جدوده فى السابق كثيرا. لكن ورغم ذلك لا زال البعد يستمتع بالعبوديه وبالخضوع والخنوع وبارتداء جلباب الأخرين وبمساندة ودعم الأنظمه الشموليه الديكتاتوريه. آخر كلام قصيدتى:- صراع بين شيطان وملاك يا سيدى .. يا من تساكننى مغارات أنطوائى - متى الرحيل ؟ أنا قد سئمت شحوب وجهك والصمت والحزن النبيل وضع النقاط على الحروف مللته صدق الأحاسيس والتسامى مللته أيا عبئا ثقيلا لا تفارقنى كظلى والمترفون الساقطون .. هناك تبادلوا الأنخاب على جسد الضحايا والوطن تقاسموا ريع الفتوحات - الوهم كبروا بأسم الأله، زيفوا ضوء النهار هللوا للبطولات الرخيصة الله أكبر .... الله أكبر ماهمهم من أى ثدى تأكل الحرة (يسارا أم يمين) الله أكبر . . الله أكبر وانت ياقدرى نحو الوراء تشدنى للقاع أنت تشدنى تشاركنى ظلام الليل والأعياء وأنغامى الحزينة تهمس لى .. وتترك فى يدى قبل الوداع بقايا خبز( يابس) ثم ترجع كى تقاسمنى الفتات ياسيدى .. حل عنى متى الرحيل ؟؟ ماذا يضيرك- لو- بعت كل مواقفى للمشترين؟ وشطبت تاريخ الجذور ما عاد ينفع ذلك السفر القديم ماذا يضيرك لو لبست عمامة الزيف ومشيت – مرحا- فوق جماجم الموتى ؟ على كتفى حملت جثمان القتيل – بلا حياء كنت قاتله، وناعيه وأكثر الباكين الأعلى صوتا - كى - أختبئ ماذا يضيرك - لو- رهنت مواقفى (للسماسرة) دافعى أبخس ثمن؟ وكسرت رمحى وأقواسى اللعينه ماذا يضيرك لو تنازلت وصادقت الحثالة والتافهبن العارضين دم الرفاق بناصية الطريق على المزاد؟ (عربون) موطأ أقدام وأحلام سخيه بوضع اليد وبضع امتار على الأرض الخراب تعلو قصور الظلم فوق أجنحة السحاب ياصاحبى حل عنى متى الخلاص؟ الطهر والأخلاص – سئمته الأنف مرفوع على قمم الجبال سئمته .. وعزة النفس ألابية أضحت تماثلنى بلا وطن أو هويه ضاعت مع ما ضاع من حلم المنافى أن يوؤب التائهون وتخضر الحقول وتنتعش الفيافى أن تعود مراكب التوهان للأم الحنون لأحضان المرافئ لا زال من باعوا القضيه وسوقوا سخف الخرافة يشترون قدرالحفاة البائسين ويعاندوا التيار كى تبكى السماء ذهبا وفضة وكى يرضى الأله ، عن كذبة كبرى صدقوها !! أبريل قد ولى .... وأنت فى صمت ، تمزق زيفهم بأيدي الطهر والأعفاف وأنت لا زلت الملاك حل عنى وأتركنى لشيطان الهوى لعله ينجينى من أحباطى، من هذا الهلاك تاج السر حسين – منبر الوحدة والسلام بالقاهرة