* كاراكتيرست جريدتنا الفنان الأستاذ (أمبدى) صاحب الكاراكتير اليومى الظريف على الصفحة الأخيرة (أسرة الطريفى) الذى يفش غبيتنا من ظواهر سلبية كثيرة جدا راجت فى المجتمع السودانى فى ربع القرن الأخير ويرسم ابتسامة على شفاهنا فى زمن صارت فيه الابتسامة الصافية من الأشياء النادرة .. أتحفنا بمجموعات كاراكتيرات رائعة وذكية فى عدد أمس الجمعة، تبدو من الوهلة الأولى وكأنها كاراكتيرات رياضية إلا انها سياسية واجتماعية بامتياز ..!! * فى إحداها يجلس طفلان أمام جهاز التلفزيون يشاهدان النشرة الرياضية التى تتحدث عن انضمام مجموعة من اللاعبين الأفارقة لأندية الدورى الممتاز (ممتاز ايه، ولا حتى مقبول) ويستمعان للمذيع وهو يقول : " الهلال يضم سينالى بامبا من ساحل العاج، والمريخ يسجل كاسينو من غانا، وأهلى شندى يكسب أديس ديدا بيت الاثيوبى، وباتريك النيجيرى ينتقل الى اهلى مدنى ..إلخ"، هنا يعلق أحد الطفلين قائلا: " يعنى الواحد فينا لو عايز يلعب كورة فى البلد دى إلا يغير جنسيتو" ..!! * الطفل أو بالأحرى فنان الكاراكتير (أمبدى) لم يذكر سوى الحقيقة المرة التى يعانى منها الشباب السودانى الطامح لممارسة كرة القدم فى هذه الايام الكالحة، فلكى يجد العناية والاهتمام والانضمام لاحد الاندية لا بد ان يكون منتميا لاية دولة افريقية غير السودان. * الطريف فى الموضوع، هو أن معظم اللاعبين الأفارقة الذين يجرى تسجيلهم فى الاندية السودانية كمحترفين، يتم منحهم الجنسية السودانية قبل تسجيلهم، بل حتى قبل وصولهم الى السودان كما حدث فى تجنيس اللاعب المصرى ( الحضرى)، وذلك كى يستطيعوا اللعب فى الدورى السودانى، إذ أن قانون الاتحاد العام لكرة القدم السودانى لا يسمح للنادى إلا بقيد عدد محدد من اللاعبين الأجانب فى قائمة الفريق ولا يسمح بتسجيل حراس المرمى الاجانب، لذا تلجأ معظم الأندية الى حيلة تغيير جنسية اللاعبين الى الجنسية السودانية كى يستطيعوا اللعب فى الدورى السودانى فوق العدد المحدد قانونا، وليتهم كانوا يفعلون شيئا غير الهزائم والفضائح ..!! * يعكس الكاراكتير قضية التجنيس بذكاء شديد، فلكى يلعب الشاب السودانى فى احد الاندية لا بد ان يغير جنسيته السودانية الى جنسية افريقية، ولكى يستطيع الأفارقة اللعب فى الدورى السودانى لا بد ان يتحولوا الى سودانيين بغرض التحايل على قانون الرياضة ..!! * قانون الجنسية السودانى لعام 2005 يمنح حق التجنيس لوزير الداخلية ولرئيس الجمهورية، ولكن لا يستطيع الوزير تجنيس اى اجنبى الا بشروط على رأسها الإقامة فى السودان مدة لا تقل عن خمسة اعوام، بينما لم يشترط القانون على رئيس الجمهورية اية شروط ويمكنه ان يمنح الجنسية لاى اجنبى بتوصية من وزير الداخلية ..!! * هذا هو القانون السارى (حسب علمى)، اللهم الا اذا تم تعديله ليعطى رؤساء الاندية وبالذات ناديا الهلال والمريخ حق منح الجنسية للاعبين، وذلك من كثرة اللاعبين الاجانب المجنسين فى انديتنا لدرجة ان اللاعبين السودانيين يتمنون لو كانوا افارقة حتى يستطيعوا اللعب فى الاندية السودانية ..!! صحيفة (الجريدة) السياسية اليومية www.aljareeda-sd.net/en/day/