مبعوث أمريكا إلى السودان: سنستخدم العقوبات بنظام " أسلوب في صندوق كبير"    حمّور زيادة يكتب: من الخرطوم إلى لاهاي    قيادي بالمؤتمر الشعبي يعلّق على"اتّفاق جوبا" ويحذّر    (ابناء باب سويقة في أختبار أهلي القرن)    عصار الكمر تبدع في تكريم عصام الدحيش    عبد الفضيل الماظ (1924) ومحمد أحمد الريح في يوليو 1971: دايراك يوم لقا بدميك اتوشح    الهلال يرفض السقوط.. والنصر يخدش كبرياء البطل    الجيش ينفذ عمليات إنزال جوي للإمدادات العسكرية بالفاشر    كيف دشن الطوفان نظاماً عالمياً بديلاً؟    محمد الشناوي: علي معلول لم يعد تونسياً .. والأهلي لا يخشى جمهور الترجي    مطالبة بتشديد الرقابة على المكملات الغذائية    تستفيد منها 50 دولة.. أبرز 5 معلومات عن الفيزا الخليجية الموحدة وموعد تطبيقها    السودان..الكشف عن أسباب انقلاب عربة قائد كتيبة البراء    حادث مروري بمنطقة الشواك يؤدي الي انقلاب عربة قائد كتيبة البراء المصباح أبوزيد    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء سودانية تخطف قلوب المتابعين وهي تستعرض جمالها ب(الكاكي) الخاص بالجيش وتعلن دعمها للقوات المسلحة ومتابعون: (التحية لأخوات نسيبة)    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء سودانية تخطف قلوب المتابعين وهي تستعرض جمالها ب(الكاكي) الخاص بالجيش وتعلن دعمها للقوات المسلحة ومتابعون: (التحية لأخوات نسيبة)    شاهد بالصورة والفيديو.. "المعاناة تولد الإبداع" بعد انقطاع الماء والكهرباء.. سوداني ينجح في استخراج مياه الشرب مستخدماً "العجلة" كموتور كهرباء    بالفيديو.. شاهد رد سوداني يعمل "راعي" في السعودية على أهل قريته عندما أرسلوا له يطلبون منه شراء حافلة "روزا" لهم    برشلونة يسابق الزمن لحسم خليفة تشافي    البرازيل تستضيف مونديال السيدات 2027    إسبانيا ترفض رسو سفينة تحمل أسلحة إلى إسرائيل    مدير الإدارة العامة للمرور يشيد بنافذتي المتمة والقضارف لضبطهما إجراءات ترخيص عدد (2) مركبة مسروقة    منتخبنا فاقد للصلاحية؟؟    قيادي سابق ببنك السودان يطالب بصندوق تعويضي لمنهوبات المصارف    شاهد بالصورة.. (سالي عثمان) قصة إعلامية ومذيعة سودانية حسناء أهلها من (مروي الباسا) وولدت في الجزيرة ودرست بمصر    آفاق الهجوم الروسي الجديد    كيف يتم تهريب محاصيل الجزيرة من تمبول إلي أسواق محلية حلفا الجديدة ؟!    شبكة إجرامية متخصصة في تزوير المستندات والمكاتبات الرسمية الخاصة بوزارة التجارة الخارجية    يوفنتوس يتوج بكأس إيطاليا للمرة ال15 في تاريخه على حساب أتالانتا    إنشاء "مصفاة جديدة للذهب"... هل يغير من الوضع السياسي والاقتصادي في السودان؟    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني في الموازي ليوم الأربعاء    وسط توترات بشأن رفح.. مسؤول أميركي يعتزم إجراء محادثات بالسعودية وإسرائيل    "تسونامي" الذكاء الاصطناعي يضرب الوظائف حول العالم.. ما وضع المنطقة العربية؟    "بسبب تزايد خطف النساء".. دعوى قضائية لإلغاء ترخيص شركتي "أوبر" و"كريم" في مصر    شاهد بالصورة.. حسناء السوشيال ميديا "لوشي" تنعي جوان الخطيب بعبارات مؤثرة: (حمودي دا حته من قلبي وياريت لو بتعرفوه زي ما أنا بعرفه ولا بتشوفوه بعيوني.. البعملو في السر مازي الظاهر ليكم)    حتي لا يصبح جوان الخطيبي قدوة    5 طرق للتخلص من "إدمان" الخلوي في السرير    انعقاد ورشة عمل لتأهيل القطاع الصناعي في السودان بالقاهرة    أسامه عبدالماجد: هدية الى جبريل و(القحاتة)    "المايونيز" وراء التسمم الجماعي بأحد مطاعم الرياض    محمد وداعة يكتب: ميثاق السودان ..الاقتصاد و معاش الناس    تأهب في السعودية بسبب مرض خطير    باحث مصري: قصة موسى والبحر خاطئة والنبي إدريس هو أوزوريس    الفيلم السوداني وداعا جوليا يفتتح مهرجان مالمو للسينما في السويد    بنقرة واحدة صار بإمكانك تحويل أي نص إلى فيديو.. تعرف إلى Vidu    أصحاب هواتف آيفون يواجهون مشاكل مع حساب آبل    كيف يُسهم الشخير في فقدان الأسنان؟    هنيدي ومحمد رمضان ويوسف الشريف في عزاء والدة كريم عبد العزيز    أسترازينيكا تبدأ سحب لقاح كوفيد-19 عالمياً    تنكُر يوقع هارباً في قبضة الشرطة بفلوريدا – صورة    معتصم اقرع: حرمة الموت وحقوق الجسد الحي    يس علي يس يكتب: السودان في قلب الإمارات..!!    يسرقان مجوهرات امرأة في وضح النهار بالتنويم المغناطيسي    بعد عام من تهجير السكان.. كيف تبدو الخرطوم؟!    العقاد والمسيح والحب    أمس حبيت راسك!    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أبناء العار: فتوى الكودة وحتمية التحول الاجتماعي .. بقلم: المثني ابراهيم بحر
نشر في سودانيل يوم 08 - 07 - 2013

في ليلة من ليالي يناير من هذا العام قررت اسرة ما ان تتخلص من عارها وخوفها وخجلها بأن تلفه في قطعة قماش بالية وتضعه بالقرب من احدي المساجد بأحدي احياء مدينة ام درمان العريقة فهي لم تقدر ان تمسكه علي هون او تدسه في التراب خشية الضمير من تحمل كفل دمها..لكن ماذا سيكون مصيرها لولم يأتي المصلين ليعثروا عليها ويسلموها لاقرب مركز للشرطة....؟ ولكن لماذا لا يسهل علي الناس تسليم مثل هؤلاء الاطفال الي دور الايواء في سرية تامة من جحيم المجتمع الذي لا يرحم....؟ مشهد ثاني فجعت وانا اقرأ بأحدي الصحف الاجتماعية خبر انتحار فتاة جامعية في شرخ الصبا في احدي قري وسط السودان ولكن لأن العادة لم تكن مألوفة فقد احاطت الشرطة بالحدث واولته عناية خاصة غير مسبوقة فأنتهي الامر الي انها قد ماتت مقتولة عندما اكتشف اهلها انها حملت سفاحا فقرروا ان يتخلصوا منها ومن عارها ومما جلبته لهم بأيديها من خطيئة فحكموا عليا بالاعدام شنقا حتي الموت....؟ مشهد ثالث اندهشت وان اطالع في احدي الصحف الاجتماعية اليومية التي لها حضور واسع في حياتنا في تحقيق الاطفال فاقدي الهوية بأن دار المايقوما استقبلت في شهر واحد 64 طفلا بينما تزيد معدلات الوفاة لاولئك الاطفال خلال شهر واحد عن 75 طفلا بينما كشفت وزارة الصحة تنامي اعداد مرضي الايدز الذين بلغ تعدادهم 69000 الفا مصاب وهؤلاء هم فقط المسجلين رسميا بحسب الكشوفات الرسمية ولا تعليق....؟
يحتاج المجتمع السوداني بصفة خاصة الي تطوير الوعي الحقوقي والنوعي في القضايا الاجتماعية وما يهمني منها هو موضوع هذا النقاش ( الاطفال فاقدي الهوية ) وهم في الغالب من ابناء العوز والفاقة والحب المدسوس في الظلام واماني النفس التي تدفع الفتيات للحصول علي المال من اقصر الطرق ولكن بأعتبار ان (الاطفال فاقدي الهوية) لا ذنب لهم في وجودهم علي سطح الحياة بهذه الكيفية ولكن سهام المجتمع الصدئة هي التي تؤثر عليهم بتداعيات العنف المعنوي الذي يقع عليهم وما يتعرضون له من مخاطر تنافي الطبيعة البشرية منذ ولوجهم للحياة ومحاولة التخلص منهم في اماكن غير نظيفة تعرضهم لمخاطر صحية قبل ان يتم التقاطهم ونقلهم لجهات الاختصاص بقدرما كان من الواجب من مؤسسات المجتمع المدني الناشطة في هذا المجال انت توليهم بالرعاية وحسن التربية ثم تفتح لهم المجال عندما يكبروا ليصيروا اعضاء فاعلين دون ان يعايرهم المجتمع (بأبناء العار او الحرام ) فلهذا اثرت ان اكتب عنوان المقال بنفس اللغة التي يتحدث بها المجتمع فعفوا عزيزي القاريء اذا اصابك العنوان في مكان ما في القلب وبقدر ما كان الاولي من الحكومة التي تحمي المجتمع ان تعمل علي( سد الباب البيجيب الريح) حتي يستريح المجتمع وان تقوم بتجفيف منابع الشر ولا يكون ذلك الا بضخ حلول جذرية.........
ولكن في رأيي ان السبب الاكبر انه ( لاتوجد فضيلة مع الفقر) الذي اضحي واضحا لسياسات دولة الانقاذ الواضحة ومن الصعب جدا ان تبذر بذور الفضيلة في مجتمع يعيش غالبية مواطنيه تحت خط الفقر بعد ان افقر النظام غالبية قطاعات الشعب بصورة محزنة وبالتالي برزت ازمة اللقطاء كردة فعل بصورة اكبر لمظاهر سوء الاخلاق الموجودة حاليا في مجتمعنا واذا كانت الدولة تريد اجتثاثها فلا بد من ايجاد جو ديمقراطي يتم فيه المكاشفة للوصول الي حلول تستند عليها عملية التغيير الاجتماعي فنحن بحاجة الي خلق بيئة تكون صالحة لتخرج افرادا صالحين ولن يتم ذلك الا بتوفير الاكل والشراب والعلاج وكل ما يساعد الانسان في ان يعيش بطريقة كريمة فهذا هو الحد الادني حتي لا يلجأ الناس الي تلك المارسات السالبة والهدامة وقد لاحظت ان غالبية ولايات السودان لا توجد بها دور للايواء وكثير من هؤلاء الاطفال تنتهي حياتهم قتلا وكثيرا ما تستقبل جهات الاختصاص اطفالا نهشت الكلاب اجسادهم واخرين تم انتشالهم من دورات المياه واخرين تشوهت اجسادهم لتناول امهاتهم حبوب منع الحمل بطريقة عشوائية ليصبحوا بعد كل هذا القهرالمادي و المعنوي في نظر المجتمع الذي يلفظهم( بابناء الحرام) ولم يتخلص المجتمع السوداني حتي الان من وخذه الضمير ويلفظهم( بأبناء الحرام) مع ان لا يد لهم في اختيار وضعهم لأنهم ابرياء يحتاجون للدعم النفسي والرعاية الاجتماعية والحنان الانساني لأنهم يفتقدون دفء الاسرة وحيويتها بأعتبار ما سيخلق من علاقة مستبقلية منهم تجاه الاخرين في العالم الذي يحيط بهم وتتوقف علي مدي تبني المجتمع الذي نشأوا فيه علي نوع العناية التي تلقوها منه سلبا كانت ام ايجابا لتشكل ثمرة نتاجهم في تعاطيهم بعد ذلك مع واقع الحياة.........
وجه الامام الصادق المهدي قبل اسبوع لدي مخاطبته المنتدي الاعلامي لمكافحة الايدز بضرورة ان يكون البرنامج القومي لمكافحة الايدز حرا في استخدام وسائل الوقاية وعدم الالتفات للفتاوي التي تمنع استخدام الواقي الزكري لجهة ان من مقاصد الشريعة ارتكاب اخف الضررين مما يعني ان الممارسات غير الشرعية يعاقب عليها القانون الجنائي وضرر ونشر الوباء المرضي يجب تحجيمه ما امكن وان الواقي الزكري من وسائل التحجيم.. ولكن توجيه الامام الصادق المهدي ليس بجديد فقبل حوالي ثلاثة اعوام تقريبا وفي خطوة غير مسبوقة قدم الدكتور يوسف الكودة في ندوة خصصت لهذا الشأن وهو احد ابرز وجوه التيار السلفي ورئيس حزب الوسط الاسلامي رؤية جريئة والاغرب في هذه الخطوة انها جاءت من الكودة نفسه الذي كان من اشد المتطرفين الوهابيين في السابق ثم تحول مثلما تحولت السعودية بعد احداث11سبتمبر الي الاعتدال الذي جاء بقدر من القناعات لمتطلبات الواقع الجديد والضغوط الامريكية علي بعض الدول التي ترعي حركة الاسلام الوسطي التي يقودها الكودة في السودان فقد قدم رؤيته بشجاعة للحد من ظاهرة الاطفال مجهولي الابوين بالسودان في ورشة نظمها المجلس القومي لرعاية الطفولة بالتعاون مع منظمة اليونسيف حول( ايجاد التدابير اللازمة لحماية الاطفال فاقدي الرعاية) ودعا الكودة الي استخدام الواقي الذكري(الكندم) في حالة المعاشرة الجنسية اللاشرعية كحل جذري يحد من تنامي الامراض المنقولة جنسيا و يقي من ظاهرة الاطفال مجهولي الهوية وقال الكودة انه لا يجوز الواقي ولكن ينصح الزناة بأستخدامه ودفع ان بأستعماله ينتفي احتمال حدوث حمل وخروج اطفال غير شرعيين وانتقال الامراض الخبيثة فيقتصر الامر علي جريمة الزنا بأعتبارها اخف الضررين .. واعتبر الكودة ان ما طرحه يمثل مثارا قويا لتجفيف الظاهرة من جذورها في سبيل القضاء عليها تماما ودافع عن رؤيته بأنها تستند عل ارضية فقهية لا مجرد رأي وهي تعني بدفع الضرر والعمل بالمفسدة الدنيا والتعامل بأخف الضررين ومن ناحيتها اكدت الامين العام لمجلس الطفولة وقتها الاستاذة قمر هباني والتي ابدت اعجابها بطرح الكودة ولكنها تحفظت حتي لا تصيبها سيوف المعارضين لأن وزيرة الصحة السابقة د: تابيتا بطرس كانت قد دعت ابان توليها حقيبة وزارة الصحة بذات رؤية الكودة فلم تسلم من سهام المعارضين واتهموها بالاباحية والدعوة للفجور ولو ان تلك الفتوي قد جاءت من احد الذين ينتمون لاحزاب اليسار المعارضين لنظام الانقاذ ستكون طريقة النيل منه علي ابشع وجه من سدنه النظام واتباعهم وابواقهم من هيئة علماء المسلمين الي اعضاء منبر السلام العادل وغيرهم التي قد تتهمه بأنه قد خرج عن ملة المسلمين وامسكت الامين العام للمنظمة قمر هباني ( بالعصا من نصفها ) وقالت ان طرح الكودة يعبر عن امكانية معالجات عبر استخدام الواقي الذكري فيما يخص منع انتشار الامراض الجنسية وقد اثارت رؤية الكودة وقتها جدلا واسعا وردود افعال وسط العديد من منظمات المجتمع المدني والمواطنين ما بين مؤيد ومعارض لهذه الدعوة فيؤيد المؤيدين في انها ستضع حدا لظاهرة الاطفال مجهولي الابوين مع الحد من تنامي الامراض الجنسية وعلي رأسها افة الايدز التي تجري في تصاعد رأسي وافقي موضحين ان الدعوة في استخدامه لبعض الفئات ليست دعوة لممارسة الرزيلة كما يعتقد ضعاف النفوس بالتخلص من الممارسات اللااخلاقية وعلي الدولة ممثلة في وزارة الصحة والبرنامج القومي لمكافحة الايدز مناقشة الامر بشجاعة وطرح حلول جذرية للحد من انتشار الظواهر السالبة كالامراض المنقولة جنسيا وظاهرة الاطفال مجهولي الابوين بينما يصفها المعارضون بأنها رخصة و دعوة صريحة لتقنين ممارسة الجنس دون وجود اي اثار سلبية
وبعيدا عن رأي الكودة وتوجيه الامام الصادق المهدي دعونا نناقش المسألة بعين العقل وعلينا ان ننظر للأحصائيات والاعدادالتي تزيد عند حلول كل عام جديد من تنامي اعداد الاطفال مجهولي الابوين وتفشي وباء الايدزبصورة مخيفة بحسب تقارير منظمة الصحة العالمية والبرنامج القومي لمكافحة الايدز لأن ممارسة الجنس بطريقة غير شرعية يعود لاسباب كثيرة سنلخصها فلا احد يقدر علي منع الناس بالاتيان بهذا الفعل القبيح في ظل الظروف الحالية بعد ان انفرط عقد الشارع السوداني وتدحرجت الدولة السودانية من اعلي الي اسفل فباتت بلادنا مرتعا للجرائم اللااخلاقية التي اضحت تزاحم مانشيتات الرياضة والسياسة في صور تتمزق نحوها القلوب بالحاجة والحرمان ولا تشبه مجتمعنا السوداني....
ان تناول هذا الموضوع كقضية رأي عام صار واجبا لمكافحة تلك الحرائق التي تسرب غازها في اتون مجتمعنا بقوة نلحظها بمجرد قرائتنا للصحف التي قد نشك احيانا انها من تأليف المحررين لزيادة مبيعات الصحف ولكن لا بد من كبح جماح هذه الحرائق المروعة بطرح حلولة جريئة علي شاكلة فتوي الكودة لأن المسائل باتت معقدة للغاية ولا يمكن حلها بأليات الحسم التنظيري والمثقفاتي فلا بد من معالجة الداء بالكيفية التي تعني بجوهر المشكلة حتي وان كانت بضخ حلول جذريةجريئة غير تقليدية وانفاذها علي مرحلتين تكون الاولي عبرحملة توعوية يقودها المجتمع تدعو وتشجع بتبني الاطفال فاقدي الهوية من خلال مشاريع الاسر البديلة وفي البال وضع فتوي الكودة بأستخدام الواقي الزكري في الاعتبار للحدمن تنامي الظواهر السلبية.. ولأن عامل الزمن بات سريعا في انتظار ان ننفذ حلولا جزرية ثم وتكون المرحلة الثانية عبر التوعية الايدولوجية بعد( اعادة بناء المجتمع السوداني) ومسألة اعادة البناء قد تكون شبه مستحيلة في ظل الظروف الحالية لأن في ظل الاوضاع الحالية التي تحيط بنا هي في الاصل زادت من رقعة الانحلال الاخلاقي واتساع دائرة الفقر ومن سوء الحظ انها جاءت مع تنامي رياح العولمة العاتية مع قلة الوازع الديني وانتشار مظاهر التدين الشكلي وتنامي النزوح غير المرشد من دول الجوار والحروبات كلها عوامل تسهم في مد نطاق الازمة فزيارة واحدة الي مقر المنظمة العالمية للأيدز ودور الايواء بالخرطوم ناهيك عن الولايات تكفي للتأكد من الازمة وتغني عن المجادلات......
ان الدعوة الصريحة لممارسة الجنس بطريقة غير شرعية كما يدعي معارضو الفكرة من اساسها مرتبطة من اساسها بعوامل مجتمعية والالتزام بتعاليم الدين الذي يحث علي العفة ومكارم الاخلاق ولكن الاجابة باتت تفصح عن نفسها في هل لا زال المجتمع السوداني كما كان سابقا مثالا للعفة والالتزام بمكارم الاخلاق وتعاليم الدين الحنيف....؟ فالأجابة واضحة من واقع الحال الراهن وتغني عن المجادلات بعد ان سطت عصابة الانقاذيين منذ عقدين من الزمان علي السلطة ليصبح الشعب السوداني بلا قسط من قيم للمتغيرات التي طرأت خلال حقبة العشريتين الاخيرتين بعد ان تفشت الظواهر السالبة نتاج القهر الاجتماعي والفراغ الايدولجي الذي اجتاح مجتمعنا والانحلال التربوي وتنامي ظواهر مثل العنف والشذوذ الجنسي نتيجة للحرمان الجنسي والتفكك الاسري واتسعت هوة الانحدار اللااخلاقي مع بروزظواهر لا اخلاقية لم نكن نألفها من قبل ونستعيذ من اولئك الذين خفوا ينشدون الجنس علي اجساد لم تبلغ بعد سن الكلام يشفع لنا في ذلك العويل والنواح الذي بتنا نذرفه علي الماضي الذي كان جميلا وهي مرحلة ما قبل الانقاذ واحيانا بلا سبب وانهمار الدموع التي تجري علي ايام الزمن الجميل ولهفة النساء علي اطفالهن فأصبحن يعشن علي حافة البكاء والصراخ كأنهن يستبقن الكوارث قبل وقوعها
ان حل الازمة موضوع النقاش في ظل الانهيار الاخلاقي الماثل مأزومة للغاية بعد ان ارجع الانقاذيون المرأة لعصورها السحيقة الاولي بتصنيفها مجرد كائن مثيرة للغرائز الجنسية فسابقا وفي مرحلة ما قبل الانقاذ كان وجود المرأة اعتياديا ومهما ارتدت من اشياء لم تكن تثير الانتباه ولكن ما فعله اهل الانقاذ اصبح شيئا مثيرا للعقل الذي تمت حيونته فأصبح فقط يهتم بأشباع غرائزه وانصرف ذهنه للاهتمام بلقمة عيشه.. فالذين يرتكبون جرائم الاغتصاب أذا رأي اي جزء من المرأة ولوكان عمرها خمسة سنوات تنتابه حالة هياج لا شعوري وبعدها تحدث عملية الاغتصاب وبعد ان يقضي حاجته الجنسية يشعر انه ارتكب جريمة القتل فيحاول التخلص من اثار جريمته ليرتكب جريمة القتل فلذلك اصبح المجتمع مليئ بعقد كثيرة ولم يعدالانسان السوداني طبيعيا بعد ان اختلطت عليه الاشياء فعندما يفتح التلفزيون يشاهد هيفاء ونانسي واليسا وعندما يخرج الي الشارع يقابل بحالة كبت وتبلد جنسي وفي ظل الظروف الحالية من شظف العيش وعطالة الشباب التي تقف سدا لبلوغ النهاية الازلية( الزواج) لتبقي تلك الاشياء امامه مفتوحة فهذا الانسان المحروم يمكن ان يفعل اي شيئ واي جريمة لان عقله قد تعطل بعد ان اضحت الجامعات مصنعا لتفريخ انسان الانقاذ الذين يضافون الي الكم الهائل من المتعطلين الذين تغبرت احلامهم وهم في الاصل لم يجربوا العمل حتي يعرفوا قيمته ولم يكونوا خبرة في حياتهم يمكن ان تتجاوز اعمار الكثيرين منهم الثلاثين ولم يعملوا فهذا نزيف حقيقي وهدر لأمكانات حقيقية قدمتها نخبة المتأسلمين فكون النظام يربي اجيالا بهذا الاسلوب يعني انه قدهدم الحاضر وسرق المستقبل وسيستمر الواقع علي تلك الشاكلة لفترة طويلة الي ان يقع الانهيار الكامل ولا يوجد مخرجا في رأيي الا بأعادة البناء الكامل بعد ان تسقط كل المسببات فالموجود يستحيل اصلاحه
ان الجهود التي تبذلها الدولة للحد من ظاهرة مجهولي الابوين بالاستعداد لها عبر تلك المؤتمرات الشكلية رغم الحراك المتواصل و النوايا الحسنة ما كانت ولن تكون ذات جدوي ما لم تتخلي الدولة عن التعاطي مع الازمة بمقدار( قدر ظروفك )فلا بد من النظر ودراسة رؤية الكودة وتوجيه الامام الصادق المهدي من من جميع الجوانب بمشاركة العديد من الجهات ذات الصلة والنظر لتجارب الدول الاخري كيوغندا نموذجا وارتريا بعد ان فتك بهما مرض الايدز وحيث تماثلنا من حيث الاسباب فنجحتا في الحد من لأن من يمارسون الرزيلة لن يمتنعون مالم تزول الاسباب المذكورة التي زكرناها التي احاطت بالشعب السوداني فأصبح بلا قسط من قيم ولا بد من التركيز علي مناهج التوجيه التربوي في المدارس وتفعيل منظمات المجتمع المدني بنشاط اكثر في اتجاه القضية وخاصة دور الاعلام الذي اصبح هداما ويسلط ضوءه فقط علي قشور النخبة الحاكمة دون ان يعري جوهرها فعلي الاعلام ان يهتم بالقضايا المجتمعية بطريقة جاذبة لبرامج هادفة علي طريقة برنامج صناع الحياة وصناع الامل لعمرو خالد ومثل البرامج الهادفة التي يقدمها طارق السويدان لأن توعية الدولة و الاسر لابناءها والقيام بالدور الرقابي اصبح ضئيلا خاصة مع في ازمان العولمة وانشغال الاباء في ظل مساسكة لقمة العيش علي حساب الالتزامات الاسرية تكون سببا في انحراف الابناء.......
ان الحلول يجب ان تكون مقنعة كفتوي الكودة مثلا بدلا من ان (نصهين) عن حل الازمة علي ذلك النسق ونفرض حلولا اخري تتطلب اشتراطات صعبة ومعقدة علي رأسها ان ان تعود الدولة السودانية الي واقعها القديم لأن مجرد التحول من (التنظير الي التطهير) لم يعد كافيا لحسم الازمة موضوع النقاش فلا بدمن احداث حراك اجتماعي جديد لأن منظومة القيم التي تشكل معني حياة الانسان في مجتمعه لا يمكن ازالتها جزافا تهدف الي خلق اسس جديدة ترتقي بأخلاقيات المواطن السوداني من واقع الانهيار الحالي ويجب ان نعترف بأن الصورة التي نقدمها بممارساتنا كمسلمين صورة منفرة ومقززة خاصة للشعوب الغربية التي تستسقي معرفتها بالاسلام من هذه الممارسات العملية اكثر من مصادر المعرفة الاسلامية النظرية ومن سوء حظنا في هذا الجانب تحديدا فأنه في الحقبة التي سطت فيها عصبة المتأسلمين علي كرسي الحكم تجاوزنا الغرب وتقدم علينا بملايين السنين الضوئية من ناحية الاخلاق والقيم الانسانية ولا زال مجتمعنا تفتك به الحروبات والامراض والفساد وانتهاك حقوق الانسان وفوق كل ذلك ابتلينا بهيئة علماء المسلمين التي لا تريد علاج الداء الا بمنطق التحيزات الايدولوجية والازالة الجبرية وفي مناخ كهذا من غير المنطقي انطلاقا من ان المواطن السوداني غير مهيئا لأن يتقبلها بسرعة كبيرة دون ان تكون هناك عملية تحول اجتماعي واسعة انطلاقا من الاسباب التي زكرناها.....
فنحن نريد حلولا عاجلة لأنقاذ اولئك الاطفال الابرياء الحائرون ولكن لا حياة لمن تنادي وفي ظل هذه الظروف المأساوية لأن دار المايقوما استقبلت خلال شهر واحد اربعة وستون طفلا بينما زادت معدلات الوفيات في ذات الشهر عن خمسة وسبعون طفلا فالمجتمع قد اخطأ وعليه ان يواجه خطأه لأن الفاروق عمر رضي الله عنه كان قد جعل لهم نصيبا من بيت مال المسلمين مع مراعاة التوقيت الزمني للحقبتين ومقدار مدي مسؤلية الراعي في اتجاه رعاياه علي الحقبتين لأنهم من المجتمع واليه مسؤليته لهذا يجب علي المجتمع رعايتهم وكفالتهم بأنفاذ حملة حلول عاجلة ومنهجية لايقاظ الضمائر( الضمير العام )..(ضمير الدولة).(.ضمير المجتمع) لأنقاذ من يواجهون الدمار الشامل و العنف المعنوي والظلم والموت الجماعي من اطفال ابرياء بينما الجميع يدفنون الصمت علي كل الافرازات السالبة والممارسات اللاسوية التي تظهر علي مجتمعنا وفي النهاية لا حياة لمن تنادي واصبحت هذه القضية وصمة عار نعاني منها
Elmuthana ibrahim baher [[email protected]]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.